«الميدل إيست» تخفِّض عدد الرحلات.. واهتمام عسكري أميركي بالوضع اللبناني
بين «الصواريخ الموجَّهة» ورسائل المسيرات المشفرة من اليمن الى العراق تنتظر شاحنات المساعدات الانسانية عند معبر رفح من الجهة المصرية، ومن هناك ناشد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتريش اعلان هدنة انسانية غير مشروطة. وتنعقد في مصر اليوم قمة السلام، والتي دعي اليها اكثر من 32 دولة في المنطقة، وهذا المشهد، يتابعه لبنان الرسمي والسياسي، وسط حركة نزوح داخلية، تتوزع بين البقاء في القرى الامامية نهاراً، والمبيت لدى من يوفر هذه الامكانية في القرى الأبعد عن خطوط النار..
وحضر موضوع القمة التي تستضيفها مصر اليوم، بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والسفير المصري في بيروت ياسر علوي، الذي نقل إليه ظروف الدعوة إلى «قمة القاهرة للسلام»، وعدم دعوة لبنان إليها، بسبب شغور موقع الرئاسة الأولى.
ومع تصاعد المواجهة العسكرية في الجنوب، على طرفي الحدود، وبدء اسرائيل اخلاء المستوطنات الحدودية لكريات شمونة من السكان، تحسباً للاشتباكات مع حزب الله، مع دخول اسلحة جديدة الى المعارك، واقتصارها لتاريخه على الحرب العسكرية، التي تستهدف الثكنات والجنود من المواقع، بقيت الحركة الدبلوماسية الدولية باتجاه لبنان قائمة على قدم وساق، وأجرت وزيرة الخارجية الألمانية آنالينا ببريون محادثات مع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب، ثم مع الرئيس نجيب ميقاتي، وتم التطرق الى اهمية استمرار الاستقرار في لبنان، ودور اليونيفيل في الحد من التوترات في الجنوب وأهمية بقائها في اطار المهمة المكلفة بها بشأن القرار 1701.
بالتزامن، حضرت المواجهات في الجنوب بين قائد الجيش العماد جوزاف عون ووفد من مساعدي اعضاء الكونغرس الأميركي بحضور ملحق الدفاع الاميركي العقيد Aimee Mowry، وتناول البحث في اوضاع المؤسسة العسكرية، التحديات التي تواجهها، اضافة الى التطورات على الحدود الجنوبية.
وحول المشهد الداخلي، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن صعوبة التخمين بما قد تحمله التطورات على الجبهة الجنوبية تسود بين الأوساط السياسية والشعبية، ولاحظت أن الأيام المقبلة قد تشهد تعزيزا للاجراءات التي تحمل الطابع الطارئ بفعل الهاجس من الحرب، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن قيادة «حزب الله» تلتزم الصمت على أن أي كلام موسع يدلي به الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في التوقيت الذي يراه مناسبا.
ورأت أن الجميع يواصل عملية الرصد للاحداث المتسارعة في غزة والجنوب إنما ما من احد قادر على تقديم صورة واضحة عما ستؤول إليه.
وأكدت أن حكومة تصريف الأعمال قد تعمد الى توسيع إجراءاتها إذا كانت الحاجة تدعو إلى ذلك لاسيما ما يتصل بالتحرك على الأرض وسط العمل على ابقاء الجهوزية تامة.
الميدل إيست: تخفيض الرحلات
وفي خطوة احترازية، عزتها للظروف التي تمر بها المنطقة، قررت «الميدل ايست» (MEA) تخفيف عدد رحلاتها، وإعادة جدولتها ابتداء من فجر غد الاحد، مع تأكيد الحرص على مهمتها ودورها كجسر تواصل بين لبنان والخارج.
وأعلن رئيس مجلس إدارة شركة «طيران الشرق الأوسط» محمد الحوت أننا «تلقينا إشارة الغاء التأمين ويسري مفعولها يوم الأحد وشركات التأمين سمحت لنا بتسيير رحلات مع خفض التأمين بقيمة 80%». وأكد الحوت أنه «لا يوجد لدينا معلومات حول إستهداف المطار وكل المعطيات التي وصلتنا تؤكد أن التصعيد جنوباً سيبقى ضمن قواعد الإشتباك». وتابع: «سنصدر جدول رحلات ديناميكي لكي نؤمن أغلبية المسافرين للوصول الى وجهاتهم».
وحول الاستعدادات لملء الفراغ المرتقب في المؤسسة العسكرية، يجري درس جدوى ومستلزمات رفع سن التقاعد للضباط الكبار في الجيش اللبناني، باضافة سنة للعميد واللواء، مع البحث عن الحلول القانونية لملء الشواغر في الجيش، اذا بقي الملف الرئاسي مستعصياً على المعالجة.
اليوم الـ14
وشهدت محاور «حرب المواقع» عبر القصف الصاروخي والمدفعي بين «حزب الله» واسرائيل، والفصائل التي التحقت بالمواجهات الجارية، منذ اسبوعين.
وقصف حزب الله موقع هرمون الاسرائيلي ومواقع العدو في مزارع شبعا المحتلة وتلال كفرشوبا صباحاً، وبعد الظهر استهدف الجيش الاسرائيلي محيط السياج الشائك في وادي هونين قرب حولا.
وليلاً قصفت المدفعية الاسرائيلية خراج بلدتي عيتا الشعب ورميش.
وكانت المقاومة الاسلامية قصفت قوة مشاة اسرائيلية قرب ثكنة براينت، ردا على استهداف الصحافيين والاعتداء على المدنيين.
وفي موقف هو الاول من نوعه، نشر خوري القليعة الحدودية ربيع شويري بيان استنكار لقصف اسرائيلي تعرضت له البلدة، جاء ردا على الصواريخ التي انطلقت من المكان المقصوف، داعيا القوى الامنية للحفاظ على الاستقرار، ومنع القصف من داخل القرى، واتخاذ السكان دروعاً بشرية.
وليلاً، وسَّعت طائرات الاستطلاع الاسرائيلي تحليقاتها من المنطقة الحدودية الى صيدا وجوارها وصولاً الى اقليم الخروب وبيروت.