IMLebanon

اللواء: خميس المفاجآت: مسيّرات انتحارية واستهداف 19 موقعاً دفعة واحدة

مطالبة أميركية لنصر الله بعدم التصعيد.. و4 شهداء للحزب

يمكن اعتبار يوم امس، وعشية كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، يوم المفاجآت العسكرية، سواء على مستوى الهجمات او استهداف المواقف (19 موقعاً) بأسلحة نوعية وقذائف قاتلة، واستخدام نوع جديد من المسيرات الانتحارية، التي تنقض على الهدف مباشرة.
واستأثر التصعيد في خميس الثاني من ت2، اي بعد مرور 27 يوماً على بدء المعارك في قطاع غزة، باهتمام محلي سياسي وشعبي، ومتابعة دبلوماسية، لا سيما من الجانب الاميركي، الذي اعلن على لسان اكثر من مسؤول ان واشنطن تنتظر ما سيقوله السيد نصر الله اليوم، في كلمته عند الثالثة من بعد ظهر اليوم.

وقال المتحدث باسم مجلس الامن للقومي الاميركي جون كيري: سننتظر ما سيقوله الامين العام لحزب، ورسالتنا له ولأي طرف آخر بأن عليه ألا يوسع الصراع.
واعتبرت مصادر سياسية التصعيد العسكري الإسرائيلي على الحدود اللبنانية الجنوبية هو بمثابة رسالة إسرائيلية واضحة عشية الكلمة التي يلقيها الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، ولاعطاء انطباع بأن اي تهديد او رفع سقف المناوشات وعمليات القصف المحدودة او توسعها إلى مناطق أخرى، سيواجه برد عسكري إسرائيلي واسع النطاق، الا انها استبعدت ان يكون التصعيد الحاصل مؤشرا، على توسيع الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزّة.

وتوقعت المصادر  ان يكون خطاب نصرالله اليوم ،داعما حتى النهاية لعملية طوفان الأقصى التي شنتها حركة حماس منذ ما يقارب الشهر ضد  قوات الاحتلال الإسرائيلي في شريط غزّة وعالي النبرة ولاسيما ضد إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية والغرب عموما، لدعمهم المفتوح للعدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني وتعاميهم عن المجازر والاعتداءات ضد المدنيين والاطفال، ومحملا بسلسلة من التهديدات ضد كل من يشارك بالعدوان الاسرائيلي الذي سينعته بأبشع الاوصاف.
وبالرغم من السقف العالي لكلمة نصرالله التي يفيد فيها أيضا مؤثرات المواجهة المحتدمة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود الجنوبية اللبنانية، في دعم مقاومة حماس في الحرب الدائرة، وارهاق الجيش الاسرائيلي،الا انها استبعدت  ان يتخطى نصرالله حدود  المناوشات وعمليات القصف وتبادل اطلاق النار على الحدود الجنوبية، باتجاه توسيع نطاقها باتجاه مناطق واسعة،او اعلان المشاركة الواسعة في نطاق الحرب ضد حركه حماس والشعب الفلسطيني، لاعتبارات عدة، اولها  نجاح الحركة بمواجهة العدوان الاسرائيلي والتصدي له بمفرده، وثانيا عدم وجود رغبة بتوسيع نطاق الحرب الدائرة، محليا واقليميا ودوليا، وثالثا، الخشية من انعكاسات الحرب على الداخل اللبناني والتدخلات الخارجية.

وكشفت المصادر عن تلقي لبنان تطمينات وضمانات خارجية، باستبعاد توسع نطاق المواجهات العسكرية على الحدود الجنوبية اللبنانية، الى حرب واسعة النطاق لتشمل لبنان كله، ونقلت عن سفراء الدول الكبرى والعربية والصديقة المؤثرة، التي شملتها اتصالات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية، بأن مسار الاتصالات والمشاورات الديبلوماسية الجارية، يشمل ابعاد لبنان عن الانجرار الى الحرب، بالرغم من كل التصعيد الحاصل جنوبا، والاهم  ان مسار الحلول الديبلوماسية انطلق من خلال المباشرة ببحث عملية إطلاق المحتجزين المدنيين لدى حركة حماس بوساطة قطرية، على أن يشمل لاحقا  تنفيذ هدنه انسانية ووقف اطلاق النار ووضع اسس الاتفاق المستقبلي للقطاع.
وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن القوى السياسية تترقب كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من أجل تقييم توجه المرحلة المقبلة وأشارت إلى أنه في الوقت نفسه هناك استبعادا أي إعلان بوقف المعركة في الجنوب على ما يبدو.

إلى ذلك رأت أن تعيين رئيس هيئة الأركان في الجيش سيوضع على نار حامية وقد يمر من دون التعيينات الأخرى لأعضاء المجلس العسكري بصفته الاكثر إلحاحا إلا أن هناك من يقول أن لا فصل للتعيينات وان رئيس هيئة الأركان  «الدرزي» يمر مع مدير عام الإدارة «الكاثوليكي» والمفتش العام «الأرثوذكسي» وإن هناك دورا لوزير الدفاع وقائد الجيش في هذا الملف.
وبقي رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي على موقفه الذي ابلغه للسفراء الذين التقاهم، من ان لبنان الرسمي مع «السلام ونبذل كل المساعي لوقف اطلاق النار في غزة، ووقف التعديات الاسرائيلية على جنوب لبنان».
وكانت السفيرة الاميركية دورثي شيا من ابرز زوار السراي الكبير، لتسأل عمّا بلغته الاتصالات من اجل تبريد الوضع، وان بلادها ليست مع تصعيد العمليات، حتى بين اسرائيل وحماس في غزة.
واحتلت خطة الطوارئ حيزاً من لقاءات ميقاتي الدبلوماسية، مع كل من سفيرة كندا ستيفاني ماكولم، والمبعوثة الالمانية للشؤون الانسانية ديك بوتزل، لجهة ما يمكن ان تقدمه الدول المانحة للبنان في حال فرضت اسرائيل الحرب على لبنان.
وحسب ما فهم كانت بوتزل تخصص جزءاً من مباحثاتها للنازحين السوريين.
وفي السياق، كان اللقاء مع سفير تركيا باريش اولو صوي، وسفير قطر في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل آل ثاني، الذي جاء للمتابعة في ما خص ما اتفق عليه خلال زيارة ميقاتي الاخيرة الى الدوحة.
وفي السياق الدبلوماسي، اعرب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بعد لقاءاته الثنائية مع سفراء كل من هنغاريا، وتشيكيا، والنمسا، والباراغواي، عن اسفه لإنقسام أوروبا والعالم حول التصويت ضد هذا القرار، أو لنأي بعض الدول  بنفسها وامتناعها عن التصويت». وختم «نحث الدول الغربية واصدقاء اسرائيل الضغط عليها لوقف تهديداتها اللفظية بتدمير لبنان وإعتداءاتها العسكرية على الجنوب اللبناني».
ورأى وزير الجيوش الفرنسية ان بعثة الامم المتحدة في لبنان لا يجب ان تكون في موقف المتفرج، كاشفاً عن آلية بارسال حاملة طائرات الهيلوكبتر «ديكسمو» لساحل غزة

اللقاء الديمقراطي: لمنع الفراغ في الجيش

شددت كتلة اللقاء الديمقراطي في اجتماعها برئاسة النائب تيمور جنبلاط  «على ضرورة التنبّه والوعي للنوايا الإسرائيلية المبيَّتة بتدمير لبنان، وبالتالي الحرص على عدم الانجرار إلى الحرب بالمعنى الأوسع، وعلى ضرورة ألا تتخطى الاشتباكات الضوابط الراهنة درءاً للمخاطر الجسيمة المتأتية عن عدوان إسرائيلي لا قدرة للبنان على تحمّل تداعياته». وجددت الكتلة «دعوتها الى القوى السياسية جميعها دون استثناء للارتقاء إلى مستوى خطورة المرحلة التي تستدعي مسؤولية استثنائية في معالجة الاستحقاقات كافة، وأهمها انتخاب رئيس للجمهورية، وبالوقت نفسه تفعيل عمل الحكومة القائمة، ومنع الفراغ في الجيش والمؤسسات الأمنية، ووقف مسلسل الشغور الذي يضرب المؤسسات تباعاً، ويهدد في ظل التحديات الخطيرة الراهنة وجودية الدولة برمتها».

جعجع لمنع وصول الحرب

وفي الاطار، دعا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى عدم وصول الحرب الى لبنان «لأنها ستقضي على البلد، ويجب ان نفعل المستحيل لمنعها»، مضيفاً: اذا ادخلنا في الحرب، فإن حزب الله سيكون ارتكب جريمة كبرى، وموقفنا الانساني من المواطنين الشيعة امر وموقفنا السياسي من الحزب امر مختلف كلياً.
وقال جعجع: يا ريت السيد نصر الله ينسحب من الجنوب، ويسلم للجيش بدلا من ان يلقي كلمته وافلامه الدعائية «ما كان وقتها» (بتعبيره).

تجهيزات

وعلى صعيد الجهوزية لمواجهة المستجدات، اكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي في صيدا والنبطية ان تفعيل خطة الطوارئ في جميع المحافظات أمر ضروري وهدف هذا الموضوع ليس التخويف بل طمأنة الشعب. لبنان بلد الإيمان والحكومة متضامنة مع الجنوب وهو جزء من أهلنا. موقفه جاء خلال زيارة قام بها اليوم الى سرايا صيدا ، قبل ان يزور السراي الحكومي في النبطية متفقدا جهوزيتها لتطبيق خطة الطوارئ.

الوضع الميداني

ميدانياً، وسّع جيش العدو من رقعة اعتداءاته للمرة الثانية خلال أسبوع وطاول للمرة الأولى منذ حرب تموز 2006، الاطراف الغربية  لبلدة يحمر – الشقيف،  حيث سقطت قذيفتان مدفعيتان على طريق الوادي المؤدية الى النهر في منطقة مفتوحة وعلى مسافة قريبة من المنازل السكنية من دون وقوع اي اصابات.
وأفادت وسـائـل إعـلام العدو، بأن «25 صاروخاً وقذيفة استهدفوا مواقع للجيش الإسرائيلي على طول الحدود مع لبنان في نفس التوقيت».
وبعد ظهر امس، هاجمت المقاومة الاسلامية 19 موقعا ونقطة عسكرية اسرائيلية بالصواريخ الموجهة والقذائف المدفعية والاسلحة المباشرة، وحققوا فيها اصابات مباشرة، حسب بيان حزب الله.
ومن المواقع التي ذكرها البيان: المرج، المالكية، رجل الدير، رأس الناقورة البحري، خربة زرعيت والظهيرة.
وكشف الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي ان الطائرات الحربية هاجمت مواقع لحزب الله، مشيرا الى ان الرد سيكون قائماً.
واعلنت كتائب القسام في لبنان قصف مستوطنة كريات شمونة ومحيطها بـ12 صاروخاً.
ونعى حزب الله اربعة شهداء هم: هشام محمد اسماعيل من بلدة ميس الجبل وعلي ملحم ومحسن عياش من بلدة حاروف وعلي كاظم فتوني من بلدة الصوانة.