نتنياهو يتوعد والبيت الأبيض يحذّر.. وجنبلاط يصف الخطاب بالواقعي
الكلمة للميدان، وكل الاحتمالات مفتوحة، في ما خصَّ جبهة الجنوب اللبناني مع الاحتلال الاسرائيلي، حيث تدخل الحرب عتبة الشهر (29 يوماً)، ولم يوفّر فيها القصف مستشفى أو مدرسة أو مؤسسة إنسانية.
شكلت كلمة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في مناسبة تكريم شهداء الحزب على طريق القدس (57 شهيداً) محطة بارزة أمس، لجهة الرسائل التي تضمنتها والمسار المنتظر للمواجهة، وذلك على مدى ساعة وربع الساعة.
وكشف نصر الله معلومات عن عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس انطلاقاً من غزة، بأنها كانت قراراً فلسطينياً محضاً، ولم يطلع احد عليه، حتى هو شخصياً، قبل حصول العملية، حرصاً على نجاحها، مؤكدا ان ما حدث كان لا بد منه لإعادة طرح القضية الفلسطينية كقضية اولى في العالم، مشيرا الى آلاف الاسرى الفلسطينيين، في سجون الاحتلال منذ سنوات طويلة، كذلك الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى غير مسبوقة في التاريخ الحديث.
وأشار نصر الله الى ان ما يتحكم بجبهتنا امران: الأول هو مسار تطور الاحداث في غزة، والثاني هو سلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان، وهنا احذره من التمادي الذي يطال بعض المدنيين، وهذا سيعيدنا الى المدني مقابل مدني، وكل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة.
وقال: يمكن ان تتدحرج الجبهة على الحدود الجنوبية والعدو يعلم ذلك، واضاف: عمليات المقاومة في الجنوب ودماء الشهداء تقول للعدو انك سترتكب اكبر حماقة في تاريخك ووجودك، مشيرا الى انه يجب ان نكون جميعاً مهيئين وجاهزين وحاضرين لكل الاحتمالات والفرضيات المقبلة.
وخاطب الأميركيين، الذين اتهمهم بإدارة المعركة في غزة: اساطيلكم التي تهددون بها، لقد اعددنا لها عدتها ايضاً.
ووصفت مصادر سياسية مواقف نصر الله بأنها بعثت رسالة الى الداخل، ان حزب الله قوة مساندة للفلسطينيين، وان المعركة الفعلية هي في غزة، وقللت من الاشارات المعلنة حول احتمالات توسع الحرب، معتبرة ان حزب الله يدرك خطورة ما يحل، وليس من السهل فتح جبهتين، وتدمير الضاحية او بيروت او مناطق اخرى، في وقت يدمر فيه قطاع غزة.
ووصفت مصادر سياسية الظهور الاول للسيد نصرالله بعد قرابة الشهر من تنفيذ عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حركة حماس الفلسطينية، بما واكبها من تحضيرات استباقية وحملات دعائية وبث شائعات وتهويل في اوساط اللبنانيين والخارج، بالمواقف التي سيعلنها، ولاسيما انخراط الحزب بالحرب الواسعة ضد إسرائيل بانه يهدف إلى تحقيق امور اساسية منها: نفي اي علاقة للنظام الايراني والحزب بعملية طوفان الأقصى،وحصرها بحركة حماس،لإبقاء هامش المناورة وتحرك طهران بمعزل عن آية تداعيات سلبية تضر مصالح ايران مع الغرب عموما، وابقاء قرار احتمال مشاركة حزب الله بالحرب ضد إسرائيل بشكل موسع، معلقا ومرتبطا بمسار الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزّة، ما يعني ضمنا، ان لا قرار ايرانيا لتوسيع نطاق الحرب حاليا ، وابقاء حدود تحرك الحزب بالمناوشات وتبادل اطلاق الصواريخ والنار بالمناطق الساخنة على الحدود اللبنانية الجنوبية، كما يجري حاليا ،واظهار مع استثناءات محدودة جدا، وتجنب الانخراط بالحرب بشكل موسع بالوقت الحاضر.
ومن الاهداف: الاصرار على مكانة ودور حركة حماس في أي حلول مطروحة على الطاولة، لانهاء الحرب والبحث عن الصيغة المستقبلية للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، ورفض كل ما يروج من سيناريوهات للقضاء عسكريا على الحركة وابعادها من قطاع غزة الى الخارج،على غرار ما حصل بإخراج منظمة التحرير الفلسطينية والتنظيمات الفلسطينية من بيروت بعد الاجتياح العسكري الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية في صيف العام ١٩٨٢، واشراك قوى فلسطينة اخرى مكانها ، مثل السلطة الفلسطينية، وبعبارة اوضح حجز مكانة ايران على طاولة التفاوض التي يجري التحضير لها بشكل اساسي حول مستقبل الوضع الفلسطيني، من خلال حركة حماس او مباشرة.
وفي اسرائيل، حسب الاعلام الاسرائيلي، فإن الاجهزة الامنية واعضاء الكابينت، وشعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية استمعوا باهتمام لخطاب نصر الله.
وهدد رئيس وزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو السيد نصر الله، وقال: سيدفع ثمناً لا يمكن تخيله في حال خوضه حرباً مع اسرائيل.
وقال البيت الابيض: لا يمكن تصور الدمار المحتمل الذي سيحل بلبنان وشعبه في حال توسع الصراع، ويجب تجنب ذلك.
يشار الى ان سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دورثي شيا التقت وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب، الذي اعلن ان اميركا هي الأقدر على عقلنة اسرائيل، ولديها القدر على الدفاع المفاوضات تؤدي الى حل منصف وعادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وفي المواقف المحلية، وصف النائب السابق وليد جنبلاط خطاب نصر الله: «بالكلمة الموزونة جدا، وواقعية».
لوكورنو
وموقع لبنان في الحرب الدائرة في غزة، استمع وزير الجيوش الفرنسية سبستيان لوكورنو الى كل من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون.
وقد استهل لقاءاته من السراي حيث استقبله رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وشارك في الاجتماع سفير فرنسا في لبنان هيرفي ماغرو والوفد المرافق للوزير. خلال الاجتماع «تم التشديد على التعاون والتنسيق الوثيق بين الجيش واليونيفيل وتفعيل مهام القوات الدولية وضرورة ارساء الهدوء على طول الخط الازرق». وشدد لوكورنو «على اهمية أن تتحلى كل الاطراف في الجنوب بالعقلانية والحكمة وعدم دفع الامور نحو التصعيد والتدهور». وأكد» ضرورة ايجاد حل عاجل لقضية الرهائن في غزة والبحث في ايجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية».
وأبلغ الوزير الفرنسي الحكومة أن «فرنسا قررت ارسال مساعدات عاجلة للجيش ومن بينها معدات طبية وأدوية»… من السراي، انتقل المسؤول الفرنسي الى عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري.
ثم انتقل الى اليرزة حيث اجتمع الى العماد عون.
وفي اطار تلبية طلبات الرعايا الاجانب بمغادرة لبنان، أصدرت رئاسة مجلس الوزراء قرارا يحمل الرقم 141/2023، تحت عنوان «تشكيل لحنة لدراسة طلبات إجلاء الرعايا الاجانب وما يستتبع ذلك من تدابير» تتعلق باجلاء الرعايا الاجانب، وطلبات تحليق الطائرات العسكرية الاجنبية في الاجواء اللبنانية والهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي.
الوضع الميداني
وعلى الأرض، استمر التصعيد العسكري عند الحدود وتعرض الوادي الواقع بين بلدتي طيرحرفا والجبين وأطراف بلدات الناقورة وعلما الشعب والجبين منذ الصباح لقصف مدفعي اسرائيلي. كما طال القصف الإسرائيلي المدفعي منطقة الصالحاني بلاط جبل باسيل في القطاع الغربي ومحيط بلدة رامية وأطراف عيتا الشعب والقوزح. وقبل الظهر، قصف الطيران الاسرائيلي مشروع الطاقة الشمسية في بلدة طيرحرفا ، والذي يغذي بئر المياه العام بالطاقة الكهربائية، وتقدر كلفة المشروع ب ٣٠٠ الف دولار. في ساعات بعد الظهر، افيد عن إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان على موقع للجيش الإسرائيلي في الجليل الأعلى، فردت مدفعيته على مصدر اطلاق النار. الى ذلك، قصف الجيش الاسرائيلي محيط بلدة البستان وبركة ريشة . كما سمعت انفجارات في محيط موقع هرمون على أطراف بلدة رميش. وسمع قصف مدفعي اسرائيلي في محيط تلال كفرشوبا وشبعا.
وليلا، اجلى الصليب الاحمر اللبناني باشراف الجيش اللبناني وبالتعاون مع اليونيفيل شهيدا (حسين علي سرور) من خراج عيتا الشعب.