تنازع مسيحي حول التمديد لعون.. وتريُّث بتعيين رئيس الأركان في مجلس الوزراء
ودَّع الجنوب، من بنت جبيل الى عيناتا وعيترون وبليدا الجدة سميرة ايوب والفتيات الثلاث من آل شور، اللواتي سقطن في السيارة التي استهدفها جيش الاحتلال الاسرائيلي، وهن في الطريق لمغادرة بلدة الجدة عيناتا، في وقت كانت فيه الاشتباكات تتوسع في المواقع الامامية وصولاً الى بلدة مجدل شمص في الجولان السوري المحتل..
وعلى مسمع الموفد الاميركي آموس هوكشتاين، بقي الموقف الميداني على حاله: اعتداءات اسرائيلية وردّ للمقاومة على هذه الاستهدافات، وهو الموضوع الذي حضر على طاولة اللقاء بين الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي في عين التينة.
واشار ميقاتي بعد اللقاء ان موقفي رئيس المجلس والحكومة واحد لجهة ان الاولوية لوقف النار، وعدم قصف المدنيين والابرياء والاطفال في غزة، كذلك في جنوب لبنان، بعد مجزرة الجدة والفتيات الثلاث.
وفي ما خصَّ ايجاد حل يمنع الفراغ في قيادة الجيش، ورداً على سؤال حول تعيين جلسة لمجلس الوزراء للتمديد لقائد الجيش، قال ميقاتي: «انا والرئيس بري حريصان على المؤسسة العسكرية، وحتماً في التأني السلامة، وفي العجلة الندامة».
وفي السياق، تردد أن التحضير لجلسة لمجلس الوزراء يتم قريبا لكن المصادر نفسها أشارت إلى أن إدراج بند تعيين رئيس الأركان على المجلس لم ينضج بعد في حين أن البطريرك الراعي يقود معركة التمديد لقائد الجيش وسبق أن دعا إلى عدم المس بقيادة الجيش إلى حين انتخاب رئيس الجمهورية، داعياً إلى تبلور مواقف القوى السياسية في القريب العاجل.
وحول زيارة هوكشتاين المفاجئة، كشفت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن زيارة الموفد الرئاسي الأميركي هاكشتين لم تخرج عن الدعوة الأميركية بتجنيب لبنان الدخول في الحرب في حين أن إنجاز ترسيم الحدود دخل مرحلة الخطر بفعل التطورات الحاصلة وهذا ما ابلغه المسؤول الأميركي إلى المعنيين.
ولفتت المصادر إلى أن ما من مبادرة معينة يحملها هوكشتاين إلا أنه تحدث عن ان لبنان بغنى عن الدخول في أي صراع .
وذكرت الخارجية الاميركية ان هوكشتاين حمل رسالة تحض على عدم توسيع الحرب، وانجرار لبنان اليها، بطلب من الرئيس الاميركي بايدن.
هوكشتاين في بيروت
والتقى الموفد الاميركي آموس هوكشتاين الذي وصل فجأة الى بيروت كلاً من الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي، ونائب رئيس المجلس الياس بو صعب، وقائد الجيش العماد جوزان عون، والمدير العام السابق للامن العام اللواء عباس ابراهيم.
وشدد بري امام هوكشتاين على ان تبادر الادارة الاميركية الى الضغط على اسرائيل، لان التصعيد الذي تفتعله يجر لبنان الى الحرب، مستشهداً بخرقها لقواعد الاشتباك، من خلال قصف طاقم كشافة الرسالة الذي يتولى نقل المصابين الى المستشفيات فضلاً عن قصف الفتيات الثلاث.
وقال رئيس المجلس لهوكشتاين ان قصف جبل الريحان واقليم التفاح ومناطق اخرى خارج ولاية القرار 1701، هو اعتداء وخرق واضح لهذا القرار.
وكشف اللواء عباس ابراهيم انه قال لهوكشتاين: عليكم ان تلجموا اسرائيل، ووضع حد لاعتداءاتها على لبنان.
وعلمت «اللواء» ان البحث تناول ايضاً موضوع الرهائن الأمريكيين في غزة وامكانية مساعدة اللواء إبراهيم في هذا الملف.
ومن عين التينة، اعلن هوكشتاين: «حضرت الى لبنان اليوم لأن الولايات المتحدة الاميركية تهتم كثيراً بلبنان وشعبه وخاصة في هذه الأيام الصعبة».
وأضاف:«نقدم تعازينا للضحايا المدنيين، وكان لي حوار جيد مع دولة رئيس مجلس النواب، وإستمعت لوجهة نظره حيال ما يجري، كما أطلعته على ما تقوم به الولايات المتحدة الاميركية التي لا تريد لما يحصل في غزة ان يتصاعد ولا تريد له ان يتمدد الى لبنان». وختم: «إن المحافظة على الهدوء على الحدود الجنوبية اللبنانية على درجة عالية من الاهمية بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية وكذلك يجب ان يكون بالنسبة للبنان وإسرائيل هذا ما ينص عليه القرار الأممي 1701 ولهذا صمم».
أعلنت السفارة الأميركية في بيروت في بيان، أن «كبير مستشاري الرئيس بايدن، آموس هوكستين، قام بزيارة لبنان اليوم والتقى بعدد من كبار القادة».
وأعرب عن «اهتمام الولايات المتحدة العميق بلبنان وشعبه خلال هذا الوقت العصيب». وعبّر عن «خالص التعازي لحياة المدنيين التي فقدت». واستمع إلى «مخاوف المسؤولين اللبنانيين وأبلغهم بما تقوم به الولايات المتحدة لمعالجتها». وأكد مجدداً أن «الولايات المتحدة لا تريد أن ترى الصراع في غزة يتمدد». وشدّد على أن «استعادة الهدوء على طول الحدود الجنوبية يجب أن تكون الأولوية القصوى لكل من لبنان وإسرائيل».
وذكّر «جميع المحاورين بأن قرار مجلس الأمن 1701 هو أفضل آلية لتحقيق هذا الهدف»، داعياً إلى «تنفيذه بالكامل».
وعلى صعيد متصل نفت حركة «حماس» تكليف مدير الأمن العام اللبناني السابق اللواء عباس ابراهيم التفاوض باسمها بشأن الأسرى.
وتواصل ابراهيم مع قيادة حماس عارضاً عليها التوسّط في ملفّ الأسرى، وفق ما أفادت قناة «الحدث»
التيار ضد التمديد وتحرُّك قواتي باتجاه الكتل
سياسياً، وفي رد غير مباشر على القوات اللبنانية، وبالتزامن مع اعلان النائب جورج عدوان عن جولة لفريقه النيابي على الكتل النيابية لشرح فكرة التمديد لقائد الجيش، استغرب تكتل لبنان القوي الضجة المثارة حول ملف قيادة الجيش، واصفاً الحملة للتمديد بأنها «مشبوهة» ومخالفة للدستور والقوانين المرعية، مجدداً تمسكه برفض التمديد لأي موقع في الدولة او الادارة، متحدثاً عن حلول قانونية متوافرة لتفادي وقوع الفراغ.
يوم الغارات وردّ المقاومة
وتميز اليوم الاول، من الشهر الثاني من حرب غزة، بأنه يوم الغارات من الصباح الى المساء وحلول الليل، مع رد مباشر من المقاومة الاسلامية، فقد أغار الطيران الحربي الاسرائيلي أمس على جبل اللبونة قرب بلدة الناقورة في حين حلق الطيران الاستطلاعي فوق قضاء صور والساحل البحري. كما سجل قصف مدفعي اسرائيلي على اللبونة وعلى أطراف الناقورة. في المقابل، استهدف حزب الله موقع بركة ريشا الاسرائيلي. واشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى إطلاق نار وقذائف هاون باتجاه عرب العرامشة في القطاع الغربي قرب الحدود مع لبنان. كما اعلنت اعتراض الدفاعات الجوية مسيَّرة قرب الحدود اللبنانية. ولفتت إذاعة الجيش الإسرائيلي الى انه تم إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان على شومرا في الجليل الغربي وقد رد الجيش على مصدر النيران. كما اعلن الجيش الإسرائيلي عن استهدافه خلية كانت تحاول إطلاق صاروخ مضاد للدروع على شتولا من جنوب لبنان. وقال الناطق باسمه: قواتنا استهدفت نقطة مراقبة لحزب الله قرب الحدود.
وليلاً، شنت اسرائيل غرتين في محيط بلدتي كفركلا وشبعا في القطاع الشرقي، وغارة على اللبوة في القطاع الغربي وشمل القصف اطراف بلدات عيتا الشعب والناقورة ورميش.
وفي المعلومات ان غارة اسرائيلية استهدفت احد المنازل الخالية بالقرب من بلدة كفرا.
كما اغار الطيران الاسرائيلي على منزل مواطن من ياطر، من دون وقوع اصابات.
وكرر رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو تحذيراته لحزب الله، وقال: اذا اختار حزب الله الدخول في الحرب، فسيكون قد ارتكب خطأ عمره.
وليس بعيداً عن التحذيرات المتمادية، قال وزير الدفاع الإسرائيلي: إذا أخطأ الامين العام لحزب الله حسن نصرالله كما فعل السنوار بغزة، فإسرائيل ستحسم مصير لبنان.