برّي: مشكلة قيادة الجيش مسيحية .. وتفاهم بين الراعي والخطيب على قمّة روحية
على الرغم من الأجواء المحيطة ببدء «هدنة التبادل» في غزة للأسرى والرهائن بين اسرائيل وحركة «حماس»، وارتباط المسار اللبناني بالمسار الفلسطيني، على مستوى الالتزم بآليات وقف اطلاق النار، فضلا عن التحليق في سماء غزة، وسماء جنوب لبنان، فإن المخاوف ما تزال مرتفعة من انهيار ما يسمى بالجبهة الشمالية، اي الحرب مع لبنان من زاوية ان تجاوز الجيش الاسرائيلي قواعد الاشتباك، بتوسيع الرقعة الجغرافية للاهداف التي تعرضت للقصف والاعتداءات، والتي ادت الى سقوط مزيد من الشهداء، لا سيما في صفوف المدنيين.
وحسب مصادر متابعة، فإن رد حزب الله على استهداف مقاوميه خارج نطاق «قواعد الاشتباك» لن يتأخر، وإن القصف على المنارة، والذي ادى الى قتل 4 جنود من جيش الاحتلال، وكذلك قصف دبابة ميركافا، وقتل من فيها، لا يصب في اطار الرد الأخير على استهداف 5 من نخبة المقاومة.
وكانت اسرائيل، استهدفت بضرباتها مجموعة قيادية ذات وزن من حزب الله، قوامها 5 مقاومين، بينهم عباس محمد رعد (سراج) نجل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.
ومن الضربات الموجعة ايضاً استهداف القائد العسكري لحماس في لبنان خليل الخراز، مع مجموعة من عناصر الحركة بينهم تركيان واثنان من طرابلس في غارة على طريق الشعيتية.
واعلن الناطق باسم الجيش الاسرائيلي: سنهاجم بقوة، ونردّ على مصادر اطلاق الصواريخ في جنوب لبنان، وفي اي لحظة يمكن ان يحدث اي شيء في الجبهة الشمالية.
وفي سياق متصل، نفت مصادر سياسية علم المسؤولين بما يمكن ان يحمله الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان في زيارته المؤجلة من نهاية الصيف الماضي إلى لبنان، للمساعدة في حل أزمة الانتخابات الرئاسية المتعثرة منذ أكثر من عام، ولا المستجدات التي استوجبت هذه العودة، في ظل تدهور الاوضاع العسكرية والاشتباكات الجارية على الحدود اللبنانية الجنوبية مع قوات الاحتلال الاسرائيلي، وانشغال لبنان كما المنطقة كلها بالحرب التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، منذ أكثر من شهر ونصف.
واشارت المصادر إلى ان الجهات الحكومية والمسؤولين بالسلطة، تترقب تزويدها من الجانب الفرنسي بالمعطيات التي حملت لودريان على الإعلان بنفسه عن معاودة مهمته المتعثرة في لبنان من جديد، بعد فترة توقف، بسبب عدم استجابة الاطراف السياسيين الأساسيين، التجاوب مع هذه المهمة، كل لاسباب يتذرع بها ،علانية او مواربة، بينما تبقى ازمة الانتخابات الرئاسية تراوح مكانها وتضغط بكل الاتجاهات، ولبنان بلا رئيس للجمهورية والسلطة مفككة والمؤسسات العامة معطلة او مشلولة، ومعاناة المواطنين تزداد يوما بعد يوم، والاوضاع الاقتصادية والمالية تضغط على اللبنانيين أكثر من أي وقت مضى.
ولم تُسقط المصادر من حساباتها ارتباطا ما، بين زيارة المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين إلى إسرائيل في هذا الوقت، بالزيارة المحتملة للودريان إلى لبنان، وما اذا كان هناك تلاق او تنسيق بين الولايات المتحدة الأميركية، لاعادة إطلاق دينامية لانتخاب رئيس للجمهورية، بالرغم من كل التوترات السائدة في المنطقة، وعدم وجود مؤشرات ايجابية وعوامل مشجعة توحي بالتفاؤل بهذا الخصوص.
وحسب ما نقل عن الرئيس نبيه بري، الذي اجرى اتصال تعزية بالنائب رعد باستشهاد نجله، ردا على سؤال حول انعكاس «الهدنة الانسانية» في غزة على لبنان: شو بصير بغزة بصير بلبنان واذا حصل اخلال في غزة سيحصل اخلال في لبنان على اعتبار ان ما يحصل في الجنوب هو من اجل غزة.
واكد بري (الجديد): حزب الله يحافظ على قواعد الاشتباك منذ اليوم الاول واهدافه عسكرية بينما العدو الاسرائيلي مستمر في مجازره.
بري: الخيارات محصورة بين التعيين والتمديد في قيادة الجيش
وفي تطورات الملفات السياسية العالقة، مثل حسم مسألة تدارك الفراغ في القيادة العسكرية، اعتبر بري ان الخيارات محصورة بين التعيين او التمديد ولا خيار ثالث ولا تكليف.
واعتبر بري ان اشكالية قيادة الجيش مسيحية – مسيحية، وقال: جبران باسيل يريد التعيين وسمير جعجع يريد التمديد «وبيزعلوا مني لما قول المشكل مسيحي- مسيحي».
واعلن رئيس المجلس: سأدعو لجلسة تشريعية في النصف الاول من الشهر المقبل بجدول متكامل.
مضيفا: اذا حضر حزب القوات اللبنانية الى الجلسة اهلا وسهلا، واذا لم يحضر فيناقضون انفسهم بأنفسهم في هذه الحالة.
الخطيب في بكركي
وفي المساعي لاعادة وصل ما انقطع، قام وفد من المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى برئاسة نائب الرئيس الشيخ علي الخطيب بزيارة الى بكركي.. حيث التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشار ة بطرس الراعي، للبحث في توحيد الكلمة في ما خص الشؤون الداخلية، والعدوان الاسرائيلي المتمادي في قطاع غزة، وانعكاساته على الوضع في الجنوب.
وفي المعلومات ان الشيخ الخطيب اقترح على البطريرك عقد قمة روحية اسلامية- مسيحية، تعقد في مقر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في الحازمية، ونالت هذه الدعوة موافقة البطريرك الراعي.
ورأى الخطيب أنه «من الضروري ان يكون اللبنانيون في موقف واحد امام العالم ويجب الا تنعكس الانقسامات السياسية على الوحدة الوطنية»، واشار الى اننا «كمرجعيات روحية لسنا حياديين على ما يجري من اعتداءات على سيادة لبنان، لذلك على اللبنانيين ان يكونوا شعبا واحدا وأن يكون لهم موقف واحد وان نضع الخلافات السياسية جانبا ، وان نضع الخلافات السياسية جانبا وان نؤجل الخلافات السياسية وألا ينعكس ذلك على المواطنين».
ورحب البطريرك الراعي بالوفد، معتبرا أن «الحرب على غزة تجعلنا ندرك ان الهدف هو اطفاء القضية الفلسطينية ولكن هذه القضية لا تموت»، وقال: نحن أمام مأساة كبيرة من تاريخ البشرية ونصلي الى الله لكي يضع حدا لهذه الحرب».
وقدم البطريرك الراعي التعازي بالشهداء الذين سقطوا وآخرهم نجل النائب رعد، وقال:«سنتصل بالنائب رعد لتعزيته بنجله».
كما أعرب عن أسفه لشهيدي قناة الميادين فرح عمر وربيع المعماري، موجها التعازي للقناة.
وطالب البطريرك الراعي بضرورة «عقد قمة روحية في أسرع وقت لاراحة الشعب اللبناني ولاتخاذ موقف واحد». وقال:»الجميع خاسرون في الحرب، وهي لن تحل يوما اي قضية، وإله السلام يريد السلام لكي يعيش الناس في طمأنينة وأمان».
ورد الشيخ الخطيب على كلام الراعي في موضوع القمة الروحية، وقال:» هذه القمة جيدة وسيكون لي لقاءات مع مختلف المرجعيات الروحية للتوصل الى تعيين موعد لها. والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى مستعد لاستضافتها في مقره في الحازمية».
ورد البطريرك بالموافقة على هذا الاقترح.
وسيبدأ الشيخ الخطيب اتصالاته بالمرجعيات لهذا الغرض.
مالياً، بحث التنسيق بين وزارة المال ومصرف لبنان من اجل استمرار التوازن النقدي في الاسواق مما يؤثر ايجاباً على سعر الصرف.. وذلك في اجتماع ترأسه الرئيس نجيب ميقاتي بحضور وزير المال يوسف خليل وحاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري والوزير السابق نقولا نحاس.
الوضع الميداني
ارتفعت حدة الاشتباكات على الجبهة الجنوبية بعد ان رفع العدو الاسرائيلي من منسوب هجومه متجاوزاً قواعد الاشتباك حيث اغار على مناطق بعيدة عن هذه القواعد مستهدفاً المدنيين والمقاومين في قرية بيت ياحون .
وبالطبع ردت المقاومة بسلسلة استدافات طالت كافة المواقع الاسرائيلية المحاذية للحدود واصابت اهدافها بدقة. وسجل استهداف 11 موقعاً للاحتلال.
ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على منطقة المربعات- أطراف الجبين، وداخل داخل العديسة.
وكان «حزب الله» نعى 5 من عناصره هم عباس محمد رعد «سراج» من بلدة جباع في جنوب لبنان نجل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، وخليل جواد شحيمي «سراج» من بلدة مركبا في جنوب لبنان، أحمد حسن مصطفى «ملاك حولا» من بلدة حولا في جنوب لبنان، محمد حسن أحمد شري «كربلا» من بلدة خربة سلم في جنوب لبنان، وبسام علي كنجو «أبو حسين ثائر» من بلدة شقرا في جنوب لبنان.
كما، نعى حزب الله الشهيد علي شبيب محسن من بلدة حاريص في جنوب لبنان.
كما نعت «المقاومة الاسلامية» في بيان، « الشهيد المجاهد يوسف كرم جواد «حيدر» من بلدة عيتا الشعب، الذي ارتقى شهيدا على طريق القدس».
وشيع «حزب الله» وأهالي الجنوب نجل النائب رعد عباس رعد بمأتم رسمي وشعبي حاشد في بلدته جباع بإقليم التفاح.
وكان النائب رعد اثناء استقبال جثمان نجله عباس (سراج) قال: «قصد، فـوصل، واذا كنت أعتب، فلأنه سبقني وكان اشطراً مني وأسرع مني.