مجلس وزراء «مالي غداً».. وتقاذف كرة الشغور في القيادة بين المجلس والحكومة
نظراً للترابط الإلزامي غير المعلن، وغير المشمول بما يجري من مفاوضات لترتيبات الاوضاع في غزة والقطاع بعد انتهاء الحرب، التي توقفت بعد قرابة الـ49 يوماً تحت تأثير «هدنة التبادل» للأسرى والمحتجزين الفلسطينيين والاسرائيليين، ومن جنسيات اخرى، تمدّد الهدوء الحذر، في الجنوب يومين اضافيين، وانصرف حزب الله الى احصاء الاضرار، تمهيداً للبدء بدفع التعويضات للمنازل المتضررة، قبل ان يبدأ مجلس الجنوب احصاء الاضرار.
وفي الاطار الجنوبي، علمت «اللواء» من مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع ان المناقشات الجارية في نيويورك، وبين العواصم الكبرى المعنية مع دول المنطقة ضرورة فصل الهدوء في جنوب لبنان عن مصير الوضع في غزة، جنوحاً الى السلم او العودة الى الحرب.
مجلس الأمن اهتمام استثنائي بلبنان
وابلغت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا كُلاً من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ان مجلس الامن الدولي مهتم بالاستقرار في لبنان، ولا سيما في الجنوب لجهة ضرورة التمسك بالقرار 1701 والالتزام العملي بتنفيذه على ارض الواقع..
وابلغت فرونتسكا المسؤولين اللبنانيين ان مجلس الامن يتطلع لدور محوره استراتيجي للبنان في المنطقة، لذا يتعين الاسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، واعادة العمل في مؤسسات الدولة، بما في ذلك السير بمشاريع الاصلاح.
لودريان اليوم
وينشغل لبنان الرسمي بدءاً من صباح غد بالموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، الذي يصل مساء اليوم الى بيروت، وسط ضبابية تكتنف جولاته الرابعة (حسب عدد المرات) على المسؤولين اللبنانيين مع متغيّر في المعطيات المحيطة بمهمته، تتعلق بالتطورات في غزة بعد عملية «طوفان الاقصى» في 7 ت1 الماضي.
مجلس وزراء «مالي»
ويعقد مجلس الوزراء غداً جلسة، لا يحضر فيها موضوع بت موضوع قيادة الجيش، وللبحث بجدول اعمال وزّع على الوزراء، ويشمل 17 بنداً، يغلب عليها الطابع المالي والوظيفي لجهة مشاريع القوانين مثل اتفاقية قرض بين لبنان والبنك الدولي لتنفيذ المشروع الاضافي الثاني لشبكة «أمان» واصلاح وضع المصارف، ومشروع يتعلق بتحديد دقائق تطبيق الغرامات المقررة في ما خص ضريبة الدخل والضريبة على القيمة المضافة، فضلاً عن مشاريع، وكالة عن رئيس الجمهورية، تتعلق بشؤون وظيفية وشؤون ضباط وقوى امنية.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن مجلس الوزراء الذي يعاود الانعقاد يوم الأربعاء قد يتطرق إلى ملف الشغور في قيادة الجيش لاسيما إذا حضر من باب الدراسة القانونية التي أعدها الأمين العام لمجلس الوزراء لجهة تمرير التمديد من الحكومة غير أن مصادر وزارية قالت أن الملف لن يحضر منعا لأي تباين واتهام الحكومة بأي قرار يعتبره البعض غير دستوري لاسيما أن لم يحمل توقيع وزير الدفاع موريس سليم.
وأشارت هذه المصادر أن هذا الملف شكل محور اتصالات في سياق طرح البدائل عن تمريره إذا عجزت الحكومة في هذا المجال والمدخل الأساسي هو في المجلس النيابي كما تتحدث تقارير ودراسات قانونية.
اما الملف الرئاسي فبدوره يدخل بحسب المصادر في حراك جديد من البوابة الفرنسية على أن الموفد الرئاسي الفرنسي قد يعتمد مقاربة جديدة في هذا الملف انطلاقا من سلسلة معطيات لكن كله مرتبط بأجواء الزيارة.
وتوقع مصدر في «تجمع موظفي الادارة العامة» ان يتطرق مجلس الوزراء في جلسته غداً الى البحث بما يجب توفيره للموظف ليتمكن من القيام بدوره، شرط ان لا يقل الحد الادنى عن 700 دولار.
الشغور في القيادة
ومع تناقص المهلة المتبقية على احالة قائد الجيش العماد جوزاف عون الى التقاعد، لم يطرأ اي جديد على مشهد ملء الفراغ في ضوء تمسك الاطراف كل بموقفه، سواء الاطراف المسيحية او سائر المسؤولين المعنيين.
ومع اقتراب نهاية الشهر، نُقل عن الرئيس بري مجدداً ان لا خيار لملء الشغور في المؤسسة العسكرية، سوى خيار من اثنين: تمديد للقائد الحالي او تعيين، رافضاً ما يمكن تسميته الخيار الثالث او تكليف الضابط الاعلى رتبة او غيره.
وحسب وزير الزراعة عباس الحاج حسن ان معالجة الشغور المرتقب في قيادة الجيش لم ينضج بعد، ويحتاج الى مزيد من المشاورات، معتبراً انه اذا تعذر الحل في الحكومة، فالرهان على التمديد في المجلس النيابي.
اللجان غداً
نيابياً، دعا الرئيس نبيه بري اللجان المشتركة الى جلسة الاربعاء لدراسة سلة من القوانين التي تتعلق بانشاء نظام رعاية صحية شاملة والزامية، وانشاء نظام التقاعد والحماية الاجتماعية.
وفي الاطار المالي، أعلن رئيس لجنة المال والموازنة النّائب ابراهيم كنعان، بعد جلسة اللّجنة بحضور وزير الماليّة في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل، أنّ «اللّجنة أنهت دراسة التّعديلات المتعلّقة برسوم الانتقال والضّريبة على الأملاك المبنيّة المقترحة من الحكومة في مشروع قانون الموازنة العامة لعام 2024، فألغت استحداث رسوم جديدة على ورثة المتوفّي، كما علّقت عددًا من المواد المتعلّقة بالسّقوف المقترَحة من قبل الحكومة للتّصريح عن الدّخل المتأتّي من الأملاك المبنيّة؛ لإعادة صياغتها وفقًا للمعايير الّتي تراعي العدالة الاجتماعيّة». وأشار إلى «أنّنا طلبنا من وزارة المالية إعداد جدول بتقديراتها للإيرادات الماليّة وفقًا للمواد الضّريبيّة الواردة في مشروع الحكومة لموازنة 2024»، مؤكّدًا أنّ «العجز لا يعالَج بزيادة الضّرائب، بل بالإصلاح ومكافحة التّهرّب الضّرييي وزيادة معدلات النّمو».
استطلاع تجسسي
جنوباً، بقي الطيران الاستطلاعي التجسسي، يسرح ويمرح في سماء الجنوب، جنوبي الليطاني، بشكل خاص، وساد هدوء على الارض، وسط ارتفاع منسوب الضرر الذي اصاب المنازل والحقول في القرى الامامية.