لودريان يجاهر بدعم التمديد لعون.. و3 شهداء جدد في الجنوب
تجدّد العدوان الاسرائيلي على غزة وأهلها، الذين تمسكوا بأرضهم على أنقاض منازلهم ومدارسهم ومساجدهم وكنائسهم وجامعاتهم، فضلا عن المستشفيات وآبار المياه ومولدات الكهرباء، فتجددت الاشتباكات في الجنوب بين المقاومة التي دكَّت مواقع الاحتلال في اكثر من 11 موقعاً موقعة اصابات مؤكدة في صفوف جنوده، مع تسجيل سقوط امرأة وابنها مع شهيد آخر في قصف مباشرة على بلدة حولا الحدودية المواجهة لموقع العبَّاد الاسرائيلي في الجهة المقابلة.
وفهم ان الشاب ينتمي الى حزب الله، الذي نعاه لاحقاً، ويدعى محمد مزرعاني، ووالدته نصيفة مزرعاني هي أسيرة محررة.
وشمل قصف الحزب موقع جلّ العلام ومحيط موقع المرج، وثكنة راميم وموقع راميا، واستهدف رد العدوان الاسرائيلي قصف بلدات ياطر وعيتا الشعب والعديسة ودير ميماس.
بالمقابل، تراجع الاهتمام الدولي بالملف الرئاسي نظراً لتشابكاته المتعددة والعجز عن تفاهم في ظل الانقسامات والتراكمات الاقليمية والدولية حول اسماء المرشحين، وتقدَّم موضوع التمديد لقائد الجيش الحالي جوزاف عون، الذي يحال الى التقاعد حكماً في 10 ك2 من العام المقبل، أي في غضون شهر وأسبوع.
وبعد أن أعلنت اللجنة الخماسية المتابعة لوضع لبنان توافقها على التمديد لعون، بصورة مباشرة، اوفد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وزير الدفاع موريس سليم (المحسوب على التيار) الى بكركي لشرح الموقف، ومعه قانون الدفاع لكن بكركي لم تقتنع حسب المعلومات، بمطالعة الوزير سليم.
ردّ سليم على ما طرحه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي من أنه يؤيد التمديد لقائد الجيش، وبالتالي لا يمكن اجراء تعيين في ظل غياب رئيس الجمهورية، فقال: «في اطار صلاحياتي لا يسمح لي تأخير تسريح اي عسكري، وخصوصاً قائد الجيش»، مشيراً الى ان «مجلس النواب لا يمدِّد لقائد الجيش بل يعدل المادة التي تحدد سن التقاعد».
وذكر سليم «انني لا اريد ترك المؤسسة العسكرية بأي حالة من حالات الشغور، جزم أنّ «التمديد لقائد الجيش لا يسمح به قانون الدفاع والأمر يحتاج الى تعديل القانون وهذا غير متوفر حالياً».مشيرا الى أن: «التقاعد حكمي بموجب ما ينص عليه قانون الدفاع الوطني والحالات الخاصة التي ينص عليها القانون لا تنطبق على الاستحقاق الحالي ومن المستحيل تخطيها مهما كانت المبررات».
وقال للراعي: «التعيين في موقع قياد الجيش الحساس لا ينتقص من دور رئيس الجمهورية العتيد، وان الرئيس عندما ينتخب يمكن له تعديل التعيين».
لودريان يشرح أسباب تأييد التمديد لقائد الجيش
وغادر لودريان بيروت امس، وكان التقى عدداً من الصحافيين في قصر الصنوبر، واكد امامهم ان التمديد لقائد الجيش سببه عدم تعريض المؤسسة العسكرية للاهتزاز في هذه الظروف، فضلا عن حرص فرنسا على جنودها العاملة في اطار قوة الامم المتحدة العاملة في الجنوب (اليونيفيل).
وفي ما خص رئاسة الجمهورية، كشف لودريان، خلال اللقاء، ان اعضاء اللجنة الخماسية توافقوا على خيار المرشح الثالث للرئاسة من دون تبني اي اسم ضمن هذا الخيار.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن ما بعد زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان- ايف لودريان ليس متوقعا أن تحصل مفاجآت ما في الملف الرئاسي إذ أن البلد تدخل في اجازة الأعياد، فيما يبقى ملف تأجيل تسريح قائد الجيش محور أخذ ورد قبل أن يتحول إلى ملف ضاغط في منتصف الشهر الحالي وتصبح المهلة ملحة.
وأفادت أن تمني لودريان بشأن قيام التمديد. قد أظهر أن الرغبة لاتمام هذا الأمر تجاوزت الداخل وباتت دولية إلا ان الأمر مرهون بالمخرج المحلي والقانوني كي يتم التمدبد من دون أي أشكال مع العلم أنه طالما الإجماع متوفر على تأجيل التسريح للعماد جوزف عون فالقرار لن يتأخر في الصدور. ودعت في الوقت نفسه إلى انتظار التوليفة وما يمكن أن يرسو إليه الملف بصورته النهائية.
ويقال ان كرة ملف التمديد قذفت الى ملف رئيس المجلس، في ضوء ما سيجري من مناقشات في ضوء اقتراح قانون «القوات اللبنانية» التمديد لقائد الجيش.
ولم يخفِ لودريان دعمه التمديد لقائد الجيش، لان اللبنانيين بحاجة الى الامن، ولا يمكن استبداله في ظل غياب رئيس، فمن الضروري التمديد، وهناك وجب وطني لايجاد مخرج دستوري لهذا الوضع.
وحسب ما صرَّح به لودريان (الى L.B.C) فإن الرئيس ماكرون ارسله في مهمة كوسيط، وليس كبديل، «لأجعل اللبنانيين يحاولون معاً الخروج من المأزق لان العلاقات الداخلية مجمدة، والوضع مقلق بعد مواجهات غزة، وهذا الامر يحثنا على الاسراع في المسعى للخروج من المأزق»، وكشف ان المملكة العربية السعودية تدعم خيار المرشح الثالث.
وأعلن الوسيط الفرنسي انه بعد التحدث مع الفرقاء تبيَّن أياً من المرشحين المحتملين ما قبل 14 حزيران ليس بامكانه جمع ما يكفي من الاصوات.
لقاءات ميقاتي في الامارات
حكومياً، كان للرئيس نجيب ميقاتي لقاء عمل مع امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تناول العلاقات الثنائية والدور القطري في المساعدة على انماء الشغور الرئاسي، فضلاً عن جدول اعمال قمة تغير المناخ «كوب 28» الذي بدأ اعماله في امارة دبي في الامارات العربية المتحدة، بحضور نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني.
كما التقى ميقاتي الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الذي شدد على اهمية تنفيذ القرار 1701 لضمان الاستقرار في جنوب لبنان.
وكان ميقاتي وصل الى دولة الامارات على رأس وفد ضم الوزيرين ناصر ياسين ووليد فياض والوزير السابق نقولا نحاس.
الجبهة الجنوبية تتفجر مجدداً
ميدانياً، انفجرت جبهة الجنوب فجر امس الاول، ومنذ ساعات الظهر، تجدد القصف على كفركلا والعديسة والناقورة واللبونة وعيتا الشعب وراميا، واستهدف جيش الاحتلال بلدة الجبين مساء، مما ادى الى اصابات وسقوط شهيد.
وذكر المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان مقاتلات الدفاع الجوي اعترضت بنجاح صاروخين في منطقة كريات شمونة.
وتبنى حزب الله اطلاق النار على مواقع اسرائيلية فيها تجمعات لجيش الاحتلال في كل من محيط موقع المرج وجل العلام وثكنة راميم.
ونعت المقاومة الاسلامية الشهيد وجيه شحادة مشيك، من بلدة وادي أم علي في البقاع، فيكون عدد الشهداء امس ثلاثة، امرأة وعنصران ينتميان اليه.