Site icon IMLebanon

اللواء: الجنوب ينجو من «اندلاع الحرب».. وكولونا تنقل رسالة تحذير من تل أبيب

 

بلبلة مالية عشية مجلس الوزراء.. ورئيس الأركان يغيب عن الجلسة

 

كاد الوضع في لبنان ينزلق، بدءاً من التطورات العسكرية في الجنوب الى «خطر توسع الحرب» بتعبير وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، بعدأن اقدمت مسيّرة تابعة لجيش الاحتلال الاسرائيلي باستهداف نقطة قريبة جداً من ساحة بلدة «عيتا الشعب» حيث كان حزب الله يشيع الشهيد حسن سرور.

وفي تطور نوعي في المواجهة، استهدفت مدفعية المقاومة الاسلامية منصات القبة الحديدة في محيط مستعمرة «كابري» التي تقع شرقي مستعمرة «نهاريا» قرب الساحل الفلسطيني، وذلك رداً على استهداف مراسيم تشييع الشهيد سرور.

واعاد حزب الله التأكيد ان اي مسّ بالمدنيين سيقابل بالمثل من قبل المقاومة، واستهداف الحزب كريات شمونة بمجموعة من الصواريخ التي كشف الجيش الاسرائيلي عن انفجارها.

وسط ذلك، أكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن زيارة وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا لم تخرج عن القلق الذي تبديه بلادها حول الوضع في الجنوب ومن هنا كررت تحذيرها بشأن توسيع رقعة التوتر وخرق القرار ١٧٠١، وبالتالي ما من مبادرة بمعنى المبادرة لوقف التوتر إنما تذكير بأن تفاقم الأوضاع قد يجر إلى حرب، لافتة إلى أن زيارة الوزيرة الفرنسي تسبق سلسلة زيارات لمسؤولين للبحث في العنوان نفسه، ورأت أن الخشية من توسيع دائرة الحرب لم تتبدد على الإطلاق. وفي الملف الرئاسي، لم تعرض أفكار جديدة إنما برز تشديد جديد على إتمام الاستحقاق وهذا الملف هو في عهدة جان ايف لودريان.

وقالت مصادر ديبلوماسية انه لم يكن متوقعا ان تحمل وزيرة الخارجية الفرنسية  كولونا الى لبنان أي مبادرة جديدة، او تنقل أي  تحذيرات او مطالب وشروط إسرائيلية الى لبنان كما تردد ،لان زيارتها بالاساس مخصصة لتفقد افراد الكتيبه الفرنسية العاملة ضمن قوات الامم المتحدة العاملة في جنوب لبنان، والتي لم تتمكن من زيارتها بمفرها في الجنوب بسبب تردي الأوضاع الامنية جراء الاشتباكات بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية، وقد استعاضت عن الزيارة بمقابلة قائد قوات الامم المتحدة في مقر السفارة الفرنسية وزارت مقر اليونيفل ببيروت.

واشارت المصادر إلى ان لبنان كان قد تبلغ  المطالب والشروط الإسرائيلية سابقا بواسطة الجانب الاميركي كما هو معلوم، ولاسيما ما يتعلق بضرورة انسحاب عناصر حزب الله إلى عمق الاراضي اللبنانية وتنفيذ بنود القرار ١٧٠١، وكان الرد يومها بضرورة التزام الجانب الاسرائيلي ببنود القرار وضرورة التواصل مع الحزب والجانب الايراني لنقل هذه الشروط.

التحركات الدولية

في التحركات الدولية والاوروبية، حافظ الوضع المتوتر عند الحدود اللبنانية – الاسرائيلية على اعتباره البند رقم 1 في الاهتمامات، وهذا ما عكسته زيارة وزير الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، باعتبار ان الاولوية اليوم للجنوب، ولأمن اسرائيل من جهة الشمال.

ولم تُخفِ كولونا قلقها من اشتعال المنطقة، ونقلت عن قائد اليونيفيل قوله ان مستوى التوتر على جانبي الخط الازرق خطر جداً، مضيفة في مؤتمر صحفي عقدته في السفارة الفرنسية في ختام لقاءاتها التي شملت الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وفي ما يشبه التحذير: حذرت المسؤولين اللبنانيين من انه اذا غرق لبنان في الحرب فهو لن يتعافى، والوضع خطر جداً.

‎وقالت: «مرَّرنا رسائل إلى حزب الله بأنّه يجب تطبيق القرار 1701 من الفريقين وهو ما لا يحصل»، كاشفة عن «أنني لم أتكلم مع الحزب خلال زيارتي هذه».

‎كما لفتت إلى أن «علاقتنا مع حزب الله قائمة، ولكن ما حصل في 7 تشرين الأول نرفضه وفي هذا الإطار نتضامن مع الشعب الاسرائيلي في مكافحة الإرهاب، ولكن في الوقت نفسه نطالب اسرائيل بحماية المدنيين».

‎واعتبرت أن «على المسؤولين اللبنانيين التحلّي بالمسؤولية، وتدركون ماذا أعني بذلك أعني انتخاب رئيس للجمهورية».

‎ورأت أن «التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون يعتبر قرارا جيدا، ولكن هذا لا يكفي»، مشددة على أنه «يجب تطبيق القرار 1701 وتفادي التصعيد».

وكانت كولونا وصلت الى بيروت من اسرائيل بعد ظهر امس في زيارة هي الثانية منذ اندلاع حرب اسرائيل على غزة، وزارت على الفور عين التينة، والتقت الرئيس بري، داعية الى طرح افكار لتطبيق القرار 1701، معتبرة ان انتخاب رئيس للجمهورية يشكل مرجعاً للحوار..

وافادت مصادر بري بأن كولونا لم تطرح تراجع «حزب الله» باتجاه شمال الليطاني بل الحديث كان عن القرار 1701، وهي لم تطرح افكاراً لهذه الناحية، ‎وسمعت من برّي أنّ المسؤول عن خرق القرار هي إسرائيل.

والمواضيع نفسها بحثتها كولونا في السراي الكبير حيث اجتمعت الى الرئيس ميقاتي، الذي شدد على اولوية وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان.

وفي قصر الصنوبر استقبلت وزيرة الخارجية الفرنسية قائد «اليونيفيل» آرو لدو لاثارو، الذي اوضح الوضع الجنوبي على خارطة كانت بحوزته، ونقل اليها ان وضع جنوب لبنان بعد حرب غزة، خطير جداً، والوضع متوتر، وصعب وخطير.

‎وأوضح أن «اليونيفيل تسعى للحفاظ على الوضع القائم وخصوصا لعب دور وساطة بين الطرفين لتجنب اخطاء حسابية او تفسيرات يمكن ان تكون سببا آخر للتصعيد».

‎وكشف عن أن «حزب الله يستخدم أسلحة بعيدة المدى أكثر فيما تنتهك اسرائيل المجال الجوي اللبناني»، مضيفًا: «لكن في الأيام الثلاثة الماضية لاحظنا تراجعا لتبادل النيران».

من جانبه، تراجع وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت عن تهديداته، وقال بعد لقاء وزير الدفاع الاميركي لويد جورج: نسعى للسبل «الدبلوماسية التي تضمن ان حزب الله لا يهدد الاسرائيليين، ولا نبحث عن حروب جديدة».

واشارت الخارجية الاميركية انه لا يزال من اولويات الادارة الاميركية ضمان ألّا يتوسع الصراع في غزة الى لبنان.

مجلس الوزراء

ويعود مجلس الوزراء للاجتماع اليوم للنظر في جدول اعمال مثقل ببعض البنود الادارية والمالية، فضلاً عن احتمال التطرق الى تعيين رئيس للاركان وباقي اعضاء المجلس العسكري.

و‎نفت مصادر وزارية تبلغ اي من الوزراء امكانية طرح تعيين رئيس لاركان الجيش في جلسة مجلس الوزراء اليوم، واستبعدت طرح هذا الموضوع من خارج جدول الاعمال، لان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وبعد التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، ليس بوارد القيام بمثل هذه الخطوة، تفاديا لأي تداعيات سلبية محتملة من قبل رافضي التعيين واثارة الحساسيات والعصبيات من قبل البعض، ولأن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، ليس متحمساً لتعيين رئيس للاركان بغياب رئيس للجمهورية، وفي ظل الانقسام السياسي القائم حاليا، وبعد التمديد لقائد الجيش لم يعد هناك تخوف من حدوث فراغ بالقيادة.

وعشية الجلسة ترأس الرئيس ميقاتي اجتماعاً لـ«اللجنة الوزارية المكلفة بحث تداعيات الازمة المالية على سير المرفق العام»، بمشاركة وفد من العسكريين المتقاعدين.

وحذر المجلس التنفيذي لمتقاعدي القطاع العام من المس بحقوق المتقاعدين المدنيين والعسكريين، مهدداً بالنزول الى الشارع والاعتصام في الساحات.

وشدد على:

1-تطبيق المرسومين الاشتراعيين رقم 47 (نظام التقاعد) ولا سيّما المادّة 60 التي تعطي المتقاعد 85% من راتب مثيله في الخدمة الفعليّة، ورقم  102 ( قانون الدفاع الوطنيّ) ولا سيّما المادّة 79.

2-مبدأ التماثل في العطاءات بين المتقاعدين ونظرائهم في الخدمة الفعليّة، كلّ في فئته ورتبته ودرجته، حفاظاً على مبدأي العدالة والمساواة».

واعلن تجمع «العسكريين المتقاعدين» انه سينفذ اعتصاماً عند السابعة من صباح اليوم امام السراي الكبير، تزامناً مع جلسة مجلس الوزراء التي تبدأ عند التاسعة والنصف، بهدف الضغط على الحكومة لتعليق اصدار مراسيم بدل الانتاجية والتعويض المؤقت لحين التوافق على خارطة طريق يقبل بها المتقاعدون في القطع العام.

مالياً، احدثت المعلومات عن اتجاه مصرف لبنان الى رفع دولار صيرفة الى 89500 ل.ل. بلبلة لدى اوساط الخبراء والمصرفيين.

وحسب ما اتضح فإن الخطوة قيد الدرس، وهي متزامنة مع زيادة على الرواتب للعاملين في القطاع العام، اكثر من 3 اضعاف الرواتب الحالية، الامر الذي يحتاج الى ما لا يقل عن 8000 مليار ليرة لبنانية، اي بزيادة ملياري ليرة عن الرواتب الحالية، حسب الخبير الاقتصادي محمود الجباعي.

اعتمادات الفيول العراقي

كهربائياً، ترأس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اجتماعاً حضره الوزيران يوسف خليل ووليد فياض وحاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري والمدير العام لوزارة المالية جورج معراوي، لبحث الوضع المالي لقطاع الكهرباء.

واعلن الوزير فياض بعد الاجتماع: «عالجنا موضوع قيمة الاعتماد المستندي المطلوب لتنفيذ العقد الثالث مع  العراق في سنته الثالثة وهو مليون ونصف مليون طن سنويا، ومبلغ الاعتماد المطلوب هو 700 مليون دولار، وهناك تعديل يجب أن يتم للوصول الى هذا المبلغ، وهذا أمر ضروري لنتمكن من توريد شحنات الفيول الموجودة في العراق الى لبنان.

أما الموضوع الثاني فيتعلق بالمبالغ المستحقة والالية التي ستعتمد  مع  المالية لوضع الأموال في الحساب العراقي، واتفقنا على صيغة لتغطية المبالغ المستحقة للشحنات السابقة وهذا مهم لتكون العلاقة مستقيمة بالنسبة لتنفيذ الاتفاقية مع العراق».

الوضع الميداني

وفي خطوة بالغة سوء التقدير، وترفع من حجم الاستفزازات الاسرائيلية، تجرأ العدو امس على استهداف موكب تشييع في بلدة عيتا الشعب لأحد شهداء المقاومة في محاولة لترهيب المشيعين الا ان انهم استمروا في المراسم ولم يبالوا لا بالقذائف ولا بالمسيَّرات.

وتعرضت صباحاً، أطراف بلدة عيترون لقصف مدفعي اسرائيلي متقطع مصدره مرابض الجيش الاسرائيلي داخل الاراضي الفلسطينية. كما طالت القذائف الاسرائيلية الضهيرة وعلما الشعب واستهدف القصف المدفعي المنازل في بلدة الجبين.

وطال القصف المدفعي المباشر اطراف عيتا الشعب والجبين والضهيرة،  كما استهدف منطقة اللبونة، الطباسين واطراف الناقورة.

ورد حزب الله «باستهداف تجمع لجنود وآليات العدو في محيط موقع الحمرا بالأسلحة المناسبة». ايضا قال حزب الله: إستهدفنا منصتين للقبة الحديدية في شمال مستعمرة كابري بسلاح المدفعية وحققنا فيهما إصابات دقيقة.

كما إستهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الثانية بعد ظهر امس  منصتين للقبة الحديدية في شمال مستعمرة كابري بسلاح المدفعية وحققوا فيهما إصابات دقيقة.