IMLebanon

اللواء: ميقاتي من لندن يتخوَّف من توسُّع الحرب

 

مسيَّرات من الجنوب فوق حيفا وعكا.. وتوتُّر بين الأهالي و«اليونيفيل»

 

دخل الوضع في الجنوب، على بُعد أيام قليلة من إسدال الستار عن الشهر الثالث «لطوفان الأقصى»، واعلان اسرائيل الحرب على قطاع غزة والتدمير للبشر والحجر، على مرأى العالم وصمته المريب، في سباق بين الاشتعال وامتداد الحريق او التوصل الى ضبط قواعد المواجهات، اذا ما استمرت الحرب على غزة، عبر المفاوضات التي يرعاها من بعيد المستشار الاميركي الرفيع لأمن الطاقة آموس هوكشتاين، الذي تتوقع مصادر دبلوماسية عودته الى المنطقة في الاسبوعين الاولين من العام المقبل.. ومعه مشروع نزع فتيل التأزم على الجبهة الجنوبية عبر ترسيم الحدود البرية ضمن تسوية تضمن تنفيذ مندرجات القرار 1701.

في المعطيات المتوافرة، فإن ظروف نقلّت المواجهات الى حرب واسعة تدفع بالوضع الى سلوك الحرب وليس التوجه باتجاه التهدئة.

وربطاً بما يجري في غزة، تتحدث التقديرات عن ان ذهاب الحرب في غزة الى حرب طويلة من شأنه ان ينتج حربا واسعة في اي لحظة في الجنوب.

وحسب قيادي بارز في «الثنائي الشيعي» فإن الستاتيكو العسكري لا يمكن ان يبقى على ما هو عليه مع استمرار العدو الاسرائيلي باستهداف المدنيين، والحزب وضع قراره بالرد بالمثل موضع التنفيذ العملي في الميدان.

والوضع المتفاقم جنوباً، حضر خلال اللقاء بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في مقر اقامته في لندن، مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، من زاوية ان استمرار الاستفزازات الاسرائيلية قد يؤدي الى تدهور الاوضاع وحرب شاملة في المنطقة.

والموضوع نفسه، بحثه الرئيس ميقاتي في اتصال هاتفي مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، محذرا من ان عدم لجم التمادي الاسرائيلي سيذهب بالمنطقة الى انفجار واسع.

ومجمل الوضع، سواء في مجريات الاشتباك الجنوبي او الحرب على غزة سيكون على جدول الكلمة التي سيلقيها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الاسبوع المقبل.

يشار الى ان نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، دعا الى مواجهة «اجتماع الشر» ممثلا بأميركا واسرائيل وفرنسا وبريطانيا وايطاليا والمانيا وغيرها من الدول باجتماع الخير المتمثل بالمقاومة ومحور الدول الداعمة، واصفاً تضحيات الحزب والشعب اللبناني بأنها  لنصرة غزة في حركة كبيرة لصد خطر كبير، معلنا عن الاستعداد للأكثر الى نهاية المطاف مهما بلغت التضحيات.

لا انفراجات

سياسياً، رأت أوساط سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن الملفات المتراكمة التي تُرحَّل إلى العام الجديد متوزعة بين السياسي والاقتصادي ولاسيما على صعيد الانتخابات الرئاسية والموازنة وغيرها في ظل غياب أي معطى عن السيناريو الذي يُعتمد، واوضحت هذه الأوساط أنه من الصعوبة بمكان توقع أية انفراجات في توقيت محدد لاسيما أن ما من مؤشرات فعلية حول تبدل النظرة  للملف الرئاسي، لاسيما أن تطورات غزة تطغى على المشهد الخارجي،  في حين أن احداث  جبهة الجنوب   محور ترقب وليس صحيحا ربطها بتأخير إنجاز ملف الرئاسة.

إلى ذلك، أفادت هذه الأوساط أن إعادة طرح  موضوع الحوار  في الاستحقاق الرئاسي ليست دقيقة وهناك تكهنات انما ما من شيء نهائي بعد.

وكشفت مصادر سياسية ان اكثر من مشكلة مهمة وحيوية، تواجه الحكومة والطبقة السياسية عموما مطلع السنة الجديدة،  وجميعها مؤجل مقاربتها، اما لعجز السلطة وفشلها في إيجاد الحلول لها،  وفي مقدمتها كيفية التعامل مع حرب الاستنزاف التي يخوضها حزب الله مع قوات الاحتلال الاسرائيلي على الحدود اللبنانية الجنوبية،انطلاقا من سياسة التضامن مع الفلسطينين بمواجهة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، ومدى صوابية هذه السياسية  في تحقيق اهدافها وتامين مصلحة اللبنانيين، وابعاد مخاطر الانزلاق الى الحرب  الواسعة التي تهدد لبنان كله.وهناك المشاكل والقضايا المرتبطة بالاوضاع الاقتصادية والمالية،كمشكلة انجاز مشروع قانون الكابيتال كونترول، الذي يحدد للمودعين المبالغ الممكن سحبها من ودائعهم في المصارف شهريا،  وقانون هيكلة المصارف والإصلاح المالي، وهي قوانين في حال اقرارها، بالرغم من اعتراض بعض المصارف والمتضررين منها، ستضع لبنان على بداية مرحلة جديدة من التعافي الاقتصادي والانطلاق قدما الى الامام،لأنه لم يعد امام الحكومة الحالية والمجلس النيابي اي حجة لترحيل هذه القوانين الى  وقت لاحق ، بعد المماطلة والتعطيل الممنهج لاقرارها في المرحلة الماضية.

واضافت المصادر هناك ايضا  مشكلة التعيينات وملء الشغور في المراكز والمواقع الوظيفية الاساسية، في الدولة ،وفي مقدمتها  مركز رئيس الأركان في الجيش اللبناني، الذي مايزال يخضع للتباينات  والخلافات السياسية التي تقف عائقا  امام  تعيين من يشغله،بالرغم من حركة الاتصالات والمشاورات التي جرت مؤخرا بهذا الخصوص.

وتوقعت المصادر ان تقوى حركة الاتصالات مطلع العام المقبل لاستكمال مساعي تعيين رئيس للاركان،نظرا لاهميته ودوره في تسيير امور المؤسسة العسكرية والابقاء على تماسكها ودورها الاساس بالحفاظ على الأمن والاستقرار العام في البلاد، واشارت إلى ان الحكومة تنتظر ان يبادر وزير الدفاع الى تقديم اسماء الضباط المؤهلين لملىء المراكز الشاغرة في الجيش وفي مقدمتها منصب رئيس الأركان، بموجب الكتاب المرسل من رئاسة الحكومة  للوزير قبل الخامس عشر من الشهر المقبل، لتعرض على أول جلسة للحكومة  وتتخذ القرارات اللازمة للتعيين استناد لصلاحيات الوزيرالدستورية، ولتجنب الطعن بقرارات التعيين. ولفتت الى انه في حال رفض وزير الدفاع تسمية الضباط المرشحين وامتنع عن التجاوب انطلاقا من مقاطعته جلسات الحكومة، بايعاز من التيار الوطني الحر،قد تعمد الحكومة إلى إجراء التعيينات المطلوبة في رئاسة الأركان  أو غيرها،لانتظام حسن سير العمل والاستمرارية،برغم محاذير  الطعن  في قرارتها بهذه الحالة وامكانية فسخ هذه القرارات من المجلس الدستوري.

لجنة.. بعد لجنة

تربوياً، عقدت اللجنة المنبثقة عن لقاء بكركي الموسع اجتماعا في وزارة التربية برئاسة الوزير عباس حلبي، وشارك فيه النائبان سليم الصايغ وادغار طرابلسي. واعتبر حلبي ان القانون سيصبح بحكم النافذ والعمل ينصب على آلية منسجمة مع نص القانون واللجنة.

واتفق على لجنة جديدة تضم مدير عام التربية عماد الاشقر والمستشار القانوني في الوزارة سميح مداح ومدير صندوق التعويضات جورج صقر بهدف اعداد آلية تطبيقية للتعاون تحفظ حق المتقاعدين من ملاك المدارس الخاصة والمحالين الى التقاعد.

وفي اطار التحضير للخطة الامنية لقضاء سهرة رأس السنة من قبل القوى الامنية، اعلنت قوى الامن الداخلي،انها ستقيم حواجز مرورية لمراقبة السائقين، وستجري فحص الكحول في الدم، وتنظيم محاضر ضبط بالمخالفين.

ووزت قوى الامن caders وPostersA3 على المطاعم والحانات لرفع الثقافة المرورية لدى سائقين حول مخاطر القيادة تحت تأثير الكحول.

مسيرات باتجاه حيفا وعكا

ميدانياً، كشفت النقاب عن ان حزب اطلق 100 صاروخ وسيَّر عشر طائرات مسيرة في يوم نوعي من المواجهات، وطالت القذائف حيفا وعكا.

وشنّ العدو الاسرائيلي عدوانا جويا مزدوجا  مساء أمس على الوادي الواقعة بين بلدتي حومين التحتا وصربا بالطيران الحربي والمسيَّر معا.

فقد تعرض الوادي الواقع بين بلدتي حومين التحتا وصربا ومزرعة الخريبة قرابة السادسة من مساء أمس لسلسلة غارات جوية نفذتها مقاتلات حربية ومسيرات ألقت عددا من الصواريخ الثقيلة التي احدث انفجارها دويا هائلا تردد اصداؤه في مناطق اقليم التفاح والنبطية والزهراني، وتحطم جراءه زجاج عشرات المنازل في الحي الفوقاني في بلدة حومين التحتا والمقابل لمكان الغارات.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه في حالة تأهب قصوى في شمال البلاد، في ضوء تزايد الهجمات التي يشنها حزب الله انطلاقاً من لبنان.

وقال رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، خلال زيارة لقيادة الجيش في مدينة صفد شمال إسرائيل: «صادقنا على خطط لمجموعة متنوعة من الحالات الطارئة، ونحن بحاجة إلى أن نكون مستعدين للضرب إذا لزم الأمر».

واعلنت المقاومة الاسلامية استهداف انتشار لجنود الاحتلال قرب ثكنة ميتات بالاسلحة المناسبة، كما استهدفت مدفعية المقاومة مرابض مدفعية العدو في قرنة ماعر بالاسلحة المناسبة، كما استهدفت ثكنة رايم بالاسلحة المناسبة  محققة اصابات حسب بيان المقاومة.

في جانب آخر، تركز الاهتمام امس على المواجهات التي جرت بين «الاهالي» وقوات اليونيفيل في كل من كفركلا والطيبة، واعتبرت اليونيفيل ان ما حصل غير مقبول واليونيفيل تعمل في خدمة السلام، وستواصل عملها في المراقبة ووقف التصعيد.