سفارات تطالب رعاياها بالمغادرة فوراً.. وبكركي تحذر من قنبلة النازحين
على نحو غير مسبوق، تصاعدت المواجهة بين أطراف محور دول الممانعة أو المقاومة واسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا ودول أوروبية اخرى، وتتالت الاحداث على نحو دراماتيكي من الضاحية الجنوبية حيث اغتال الموساد الاسرائيلي القائد في حماس الشهيد صالح العاروري وعددا من رفاقه أمس الاول.
وحدث تفجير هائل في كارمان في تجمع لاحياء ذكرى اللواء قاسم سليماني، فيما ذهب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أننا نقاتل في الجنوب حتى الآن لحسابات مضبوطة، ولهذا ندفع ثمناً عالياً من أرواح شبابنا، ولكن «إذا فكر العدو بشن عدوان على لبنان، فسيكون قتالنا بلا حدود، أوسقوف أو ضوابط، وهو يعرف ماذا أعني.
وقالت أوساط مراقبة لـ «اللواء» أنه ما بعد خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله صار لازماً السؤال ما ذا كان أراد قول كل ما يقوله في مناسبة اغتيال الجنرال سليماني بشأن ما يمكن أن يقدم عليه حزب الله لا سيما بعد انفجار الضاحية الجنوبية أم ان خطابه يوم الجمعة سيشكل امتداداً لما تحدث به أمس مع العلم أنه لم يضف اي شيء جديد.
ولفتت هذه الاوساط إلى أن هناك ترقباً لرد الحزب على اغتيال العاروري وان كلمة نصر الله لم توح بأن هناك رغبة في الحرب الموسعة ولكن في الوقت نفسه تشكل كلمته محور تقييم لا سيما من قبل القوى التي ترفض جر لبنان إلى الحرب.
مددت مصادر سياسية على ان قيام اسرائيل باغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري ورفيقيه في الضاحية الجنوبية لبيروت وضمن المربع الامني لحزب الله، نقل الصراع الدائر بين حزب الله والحركة مع اسرائيل الى مرحلة جديدة تتسم بتوسيع الصراع ليشمل اغتيال القيادات الحركية، ما يعني ضمناً فتح مجال الرد على اغتيالات متبادلة بين الطرفين وتوسعة آفاق الحرب الدائرة حالياً، نحو مزيد من التصعيد، والتفلت، لما لا يمكن لاحد التكهن بتداعياتها ومخاطرها المقلقة، وما تودي إليه لاحقاً.
اعتبرت المصادر ان قيام اسرائيل باغتيال العاروري، يشكل تحدياً لحزب لاله خصوصاً بعدما حذر الامين العام لحزب الله حسن نصر الله في وقت سابق اسرائيل علناً من تنفيذ مثل هذه العمليات الاجرامية، واعتبرها بمثابة تجاوز الخطوط الحمراء في الصراع الدائر، الامر الذي بات يرتب عليه الرد على هذا التجاوز، بعمل ما استيعاب غضبة الشعور العام للمواطنين، وللدفاع عن صدقية الحزب بحماية حلفائه ومنع اغتيالهم أو التعدي عليهم من قبل اسرائيل وغيرها.
لاحظت المصادر ان لجوء اسرائيل إلى عمليات اغتيال قيادات حماس خارج حدود الحرب التي تشنها على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، لن يقلب كفة النصر المفقود لصالحها، أو يقلب الموازين لمصلحتها، أو يعيد هيبة الجيش الاسرائيلي التي تهمشت بعملية طوفان الاقصى التي شنتها حركة حماس قبل ثلاثة اشهر، لأن معظم القيادات الحركية تعمل باالخفاء في غزة وخارجها أولاً ولأن اسلوب الاغتيالات جربته اسرائيل مراراً، واجتياح غزة أكثر من مرة ولم يود نتايجه في طمس أو انهاء القضية الفلسطينية، بل على عكس لك، استولد قيادات جديدة أكثر اصراراً على مواجهة الاحتلال الاسرائيلي وأشد صلابة للدفاع عن الحق الفلسطينيين في تحرير ارضهم والمطالبة بقيام الدولة الفلسطينية، وهو ما ظهر جلياً في عملية طوفان الاقصى ومستتبعاتها التي ما تزال مستمرة حى اليوم ، بالرغم من القتل التدميرية لاسرائيل.
خطاب نصر الله
وقال السيد نصر الله في مهرجان الذكرى الرابعة لسليماني وأبو مهدي المهندس أقيم في الضاحية الجنوبية.فقد نفذنا أكثر من 700 عملية نفذتها المقاومة، ولم تجرأ اسرائيل على الحرب، وأكد نصر الله أن اغتيال الشيخ صالح العاروري جريمة خطيرة لن تبقى من دون رد وعقاب: وقال: بيننا وبينكم الميدان والايام والليالي، مشيراً إلى استهداف «غوش دان» أي تدمير مصادر ومرافق الحياة في الكيان الاسرائيلي..
وقال نصر الله: ما حصل بالامس في الضاحية خطر جداً، فالجريمة لن تبقى دون رد وعقاب وبيننا وبينكم الميدان والايام والليالي.
وبانتظار كلمة إضافية حول الوضع في لبنان غداً، رأت الدوائر الاسرائيلية (القناة 12 العبرية) أن نصر الله رفع من درجة تهديداته لاسرائيل.
ورأى الناطق باسم الجيش الاسرائيلي رداً على سؤال يتعلق بالرد على عمليات الحزب: نحن نركز على هذه العمليات.
وبالتزامن كان رئيس اركان الجيش الاسرائيلي من على حدود لبنان الجنوبية يعلن: نحن على جاهزية عالية بالشمال، ولكننا نركز حالياً على قتال حماس.
وفيما تحركت الاوضاع في المنطقة من البحر الاحمر إلى العراق إلى الجهة اللبنانية، دعت إلمانيا رعاياها إلى مغادرة لبنان فوراً، وكذلك كنداً والسويد.
مجلس المطارنة يتخوف من قنبلة النازحين
محلياً، وفي أول بيان له في السنة الجديدة، دعا مجلس المطارنة بعد اجتماعهم الشهري برئاسة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي النواب إلى الوفاء بالاستحقاق الرئاسي توفيراً على البلاد مزيداً من الانهيارات ومن عدم الاستقرار.
وأعربوا عن قلقهم من واقع النازحين السوريين في لبنان لناحية ما تبين من وجود اسلحة وهو يشكل قنبلة موقوتة للامن والسلم في لبنان وطالبوا بالعمل بشكل صارم من اجل ايجاد حل لهذا الامر واراحة لبنان من هذا العبء.
مالياً، كشف رئيس لجنة المال والموازنة أن اللجنة تعمل على تعديلات جوهرية على مشروع قانون موازنة العام 2024 المال من الحكومة متوقفاً عند مخالفات كبيرة.
في موضوع سلفات الخزينة. إذا لا يجوز للحكومة إعطاء سلفات على مدار السنة لوزارات وادارات ولا تردّ. وبحسب قانون المحاسبة العمومية، فالسلفات تكون لمؤسسات منتجة قادرة على رد هذه السلفات. وقد طلبنا من وزارة المال لائحة بآلاف المليارات التي تسجّل كسلفات خارج الموازنة. وفي الجلسات التي تعقدها الحكومة راهناً، توافق على سلفات إضافية. فلماذا الموازنة إذا؟ واذا كان الصرف سيكون أكثر من الموازنة بسلفات خزينة لا ترد، فهذا يعني أن الحكومة تعمد الى تخبية العجز. وقد حوّلت الى مجلس النواب مشروع موازنة بعجز 17 الف مليار، بينما العجز الفعلي يصل الى أكثر من 50 مليار ليرة.
خير في الضاحية
على الارض وفيما حاولت الضاحية لملمة ما جرى في الشارع على الارض، الذي استهدف فيه الشيخ العاروري تفقد الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير المكان الذي استهدفته الغارة الاسرائيلية أمس في الضاحية الجنوبية. بعد الجولة، قال اللواء خير «يجب ان يكون هناك تحقيقات من قبل جميع الاطراف لنعرف كل الامور التي اوصلتنا الى هنا. وبالنسبة للكشوفات التي تهم المواطن، وكما تعلمون هناك لجنة من الجيش تعمل معنا على مسح الاضرار، وهي تقريباً محدودة. في المبنى المستهدف بالصواريخ الحديثة هناك اضرار جسيمة في الطوابق الاربعة. اما المباني المجاورة فالاضرار خفيفة كالزجاج، اضافةً الى السيارات. سنقدم تقريرا مفصلا عن كل هذه الامور ونرفعه الى مجلس الوزراء وقيادة الجيش . أما الامور الاخرى فتقوم بها السلطة العسكرية، وما زالت الادلة الجنائية تتابع اعمالها، ونتمنى ان يكون هناك تقرير واضح لقيادة الجيش ولمجلس الوزراء ليكشف امام كل العالم».
الوضع الميداني
ميدانياً، أعلن الجيش الإسرائيلي تعزيز منظومة القبّة الحديديّة على طول الحدود مع لبنان والجليل، ورفع حالة التأهّب على طول الحدود. وهذه القرارات جاءت بعد اجتماع لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يؤآف غالنت والوزير في مجلس الحرب بيني غانتس. وأطلق الجيش الإسرائيلي النيران صباحاً، من اسلحته الرشاشة الثقيلة من مواقعه المتاخمة لبلدة عيتا الشعب، بإتجاه اطراف بلدة البستان وعيتا الشعب. كما استهدف قصف مدفعي اسرائيلي أطراف الناقورة واللبونة.
في المقابل اعلن حزب الله «اننا استهدفنا ثكنة زرعيت بالأسلحة المناسبة، وحققنا فيها إصابات مباشرة».
كما «استهدفنا موقع جل العلام بالأسلحة المناسبة، وحققنا فيه إصابات مباشرة».
وأعلن ايضاً «استهداف تجمع لجنود اسرائيلين في محيط موقع المالكية بصاروخ بركان».
كما أعلن الحزب عصراً «استهداف تجمعين لجنود العدو في محيط ثكنة زبدين وموقع رويسات العلم في مزارع شبعا المحتلة بصاروخ بركان والاسلحة الصاروخية».
ونعى حزب الله أمس «الشهيدين محمد هادي مالك عبيد من مدينة بعلبك في البقاع وعباس حسن جمول من بلدة دير الزهراني في جنوب لبنان».
وفيما نعت المقاومة الاسلامية الشهيد محمد أكرم حمد، أغارت ليلاً الطائرات الاسرائيية على محيط رأس الناقورة.