احتدام الخلاف حول تعيين رئيس الأركان.. والراعي يسأل الكتل عن «الرئيس الماروني»
مائة يوم على بدء الحرب الاسرائيلية على غزة المتمادية منذ 7 ت1 (2023) في القطاع بكل أقسامه، و99 يوماً على فتح جبهة الجنوب، بوصفها جبهة مساندة، لم تترنح الحرب، لكن اسرائيل المصابة بضربات كبرى على المستوى العسكري والدبلوماسي والمصير، مع بروز مؤشرات سلبية حول مصير الاسرى الاسرائيليين، ومن جنسيات أخرى.
والجديد على صعيد الـ100 يوم اللبنانية، ما أعلنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من استهزائه بالتهديدات التي نقلت الى المسؤولين، وقال: إننا جاهزون للحرب، ولا نخافها وسنقاتل فيها بلا اسقف وبلا ضوابط وبلا حدود، ردا اي حماقة يرتكبها العدو.
واشار نصر الله الى ان جبهة لبنان كانت من اجل دعم ومساندة غزة، وهدفها وقف العدوان على غزة، فليتوقف العدوان على غزة وبعدها في ما يتعلق بلبنان لكل حادث حديث.
ورأت أوساط سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن التطورات المتسارعة في الجنوب وكلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن الاستعداد للحرب يدفعان إلى رسم علامات استفهام حول مسار الواقع الميداني على الحدود وما يمكن أن يستجد في سياق التصعيد لاسيما أن أي حل لوقف التوتر لم يبصر النور وبالتالي لا تزال المخاوف قائمة من تفلت الضوابط التي تحكم المواجهات العسكرية.
وأوضحت الأوساط نفسها أن ما من وساطة جديدة في هذا المجال ما يضع احتمال استمرار هذا الواقع على حاله لفترة مفتوحة من الزمن ، معلنة أن ذلك يدفع إلى رفع الصوت مجددا من قبل عدد من القيادات بشأن تداعيات الوضع فضلا عن توسيع رقعة المواجهات.
إلى ذلك لم يبرز أي تطور وفق الأوساط بشأن ملف تعبين رئيس هيئة الأركان في انتظار اللقاءات التي تعقد فيما تتجه الأنظار إلى لقاء النائب السابق وليد جنبلاط مع رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية اليوم.
وأشارت مصادر سياسية إلى ان ما تسرب من معلومات غير رسمية بالتداول، الى ان المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين لم يحمل مبادرة متكاملة إلى المسؤولين اللبنانيين، بل افكارا او طروحات، تتناول كيفية مقاربة الاوضاع المتفجرة على الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل وتخفيف حدة التوتر والتصعيد الحاصل، ومواصلة البحث بالمشاكل العالقة بخصوص ترسيم الحدود ومشكلة مزارع شبعا المحتلة. وأوضحت ان الوسيط الاميريكي حرص في كل لقاءاته بتأكيد الولايات المتحدة الاميركية على سلامة واستقرار وسيادة لبنان ، لافتا الى الجهود التي تبذلها بإستمرار مع إسرائيل وغيرها، لمنع توسع الحرب الدائرة في غزة الى مناطق اخرى وتحديدا باتجاه لبنان. ولكنه اثار في الوقت نفسه ضرورة ان تعمل الحكومة اللبنانية مابوسعها لوقف التصعيد الحاصل جنوبا، وتساعد لتنفيذ القرر ١٧٠١ .
واختصرت المصادر ما تم تداوله مع هوكشتاين بخمس نقاط اساسية، تضمنت اولها وقف شامل لاطلاق النار وجميع الاعمال العدائية من الجيش الاسرائيلي،والقوى والعناصر المتمركزة على جانبي الحدود اللبنانية والإسرائيلية والثانية، انسحاب القوى من الجانبين إلى المراكز والنقاط التي كانت تتواجد فيها قبل السابع من شهر تشرين الاول الماضي، والثالثه المباشرة والالتزام بتنفيذ مضمون القرار الدولي رقم١٧٠١، والرابعة معاودة التفاوض حول النقاط المختلف عليها في عملية ترسيم الحدود بين البلدين والخامسة هي التفاوض على منطقة مزارع شبعا المحتلة من قبل إسرائيل والتي تشكل عائقا كبيرا، بسبب الرفض الاسرائيلي ،لضمها الى اي اتفاق يتم التوصل اليه ضمن الوساطة الأمريكية الحالية، وتاجيله لوقت لاحق، بسبب التعقيدات التي تحوط بها،وارتباطها بالجانب السوري ايضا.
وشددت المصادر على ان بعض هذه الافكار طرحت عليه بعض التعديلات من الجانب اللبناني وكانت موضع نقاش تفصيلي ، وكان تركيز المسؤولين اللبنانيين على أهمية قيام الولايات المتحدة الأمريكية بالضغط الفعلي، لوضع حدٍ للحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة، لكي يمكن تنفيذ اي اتفاق يتم التوصل اليه بخصوص الحدود اللبنانية الجنوبية، في حين كشفت المصادر ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري سأل خلال لقائه هوكشتاين وأكثر من مرة عن الجهة الضامنة لالتزام إسرائيل بمضمون اي اتفاق يتم التوصل اليه و وما هي الضمانات التي ستعطى للبنان بهذا الخصوص ، وعدم تكرار إسرائيل التملص منه وخرقه كما فعلت منذ صدور القرار ١٧٠١ ،والالية التي ستعتمد لتنفيذه ومتابعته، والاصرار على ان يكون ادراج حل مشكلة احتلال مزارع شبعا، ضمن اي اتفاق يتم التوصل اليه.
واشارت المصادر الى ان هوكشتاين أكد ان الولايات المتحدة الأميركية هي الدولة الضامنة لاي اتفاق يتم التوصل اليه بين لبنان وإسرائيل،مذكرا بالضمانات التي تضمنها اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين البلدين سابقا والتي اثبتت الالتزام والجدية بالتنفيذ.
والوضع في لبنان، سيبقى على طاولة الاهتمامات الرسمية، سواء في ما خص الوضع في الجنوب، او انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
واليوم، يتوجه الرئيس نجيب ميقاتي الى دافوس، حيث من المرجح ان يجتمع الى وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن.
وحول ما آلت اليه مهمة الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين، تناقلت المعلومات التي تحدثت عن مخاوف نقلها من اشتعال جبهة الجنوب، حيث فهم ما سمعه بعض المسؤولين بأنه تهديد واضح، من ان اسرائيل ليس بامكانها ان تُبقي المستوطنين خارج مستوطناتهم القريبة من الحدود الجنوبية مع لبنان.
وحسب المتحدث الاقليمي باسم الخارجية الاميركية سامويل ويرييزع ان هوكشتاين حمل افكارا للتهدئة.
واعتبر الناطق انه ليس هناك اي رابط بين القرار 1701 والوضع في غزة.
واتهم «حزب الله» بأنه «مجموعة ارهابية» تقصف اسرائيل من الاراضي اللبنانية، مشددا على ان الموقف الرسمي الاميركي هو ان حزب الله مجموعة ارهابية..
واكد ان الولايات المتحدة تريد ان يكون لها علاقة مع لبنان، وتدعم لبنان.. ودعا الى انتخاب رئيس، وتشكيل حكومة، معتبرا ان حزب الله قد يجر لبنان الى توسيع الحرب.
مواقف نصر الله
وكشف السيد نصر الله في الاحتفال التكريمي الذي اقامه الحزب للشهيد على طريق القدس وسام حسن طويل (الحج جواد) ان «الأميركيين هددوا لبنان بأنّه إذا لم يتم وقف جبهة الجنوب فإنّ «إسرائيل» ستشنّ حرباً على لبنان وأقول أن هذا التهويل لن يجدي نفعًا لا اليوم ولا غدًا ولا في أيّ يومٍ من الأيام.
وسخر السيد نصر الله من التهديدات الأميركية والصهيونية قائلًا:«يهددونا بالألوية «التعبانة» والمرعوبة والمهزومة في شمال غزة فـ«يا أهلًا ومرحبًا».
أضاف: «الجيش الإسرائيلي حين كان مُعافى وبكامل عتاده تحطّم أمام مقاومينا في حرب تموز، والذي يجب أن يخشى ويخاف من الحرب هو «إسرائيل» وحكومة العدو ومستوطنوه، وليس لبنان.
وقال: «نحن جاهزون للحرب منذ 99 يومًا ولا نخافها وسنقاتل بلا أسقف وبلا ضوابط وبلا حدود، وعلى الأميركي الذي يدعي الخوف على لبنان أن يخاف على أداته في المنطقة وقاعدته العسكرية.
ودعا السيد نصر الله الى وجوب تعاون اللبنانيين جميعاً، لتوفير عناصر الصمود في هذه المعركة مع العدو الاسرائيلي، التي لا يعرف مداها حتى الان، لافتا الى ان اسرائيل غارقة في الفشل، وهي لم تصل الى اي نصر وحتى الى صورة نصر.
سياسياً، يسجل الاسبوع الطالع، محطات حيوية، فمن جهة سيتوضح مسار تعيين او عدم تعيين رئيس جديد للاركان، في ضوء رفض وزير الدفاع موريس سليم هذه الخطوة، التي يتمسك بها الرئيس ميقاتي، ومعه غالبية الوزراء.
ومن جهة، سيتوضح مصير الزيادة على الرواتب ومعاشات التقاعد في ضوء الوعود المقطوعة في بتها في جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع.
ومن تحديات الاسبوع الحياتية، حلحلة الخلاف المستجد بين المدارس الخاصة والمعلمين فيها في ضوء رد الحكومة القوانين التي اصدرها مجلس النواب في جلسته الاخيرة.
ويعقد اليوم اجتماع في وزارة التربية برعاية المدير العام للوزارة عماد الاشقر، وحضور كل ن امين سر المدارس الكاثوليكية الاب نصر ونقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوظ، للتباحث في ايجاد حل وسط للخلاف القائم بين المدارس والمعلمين.
المجلس الشرعي: قرارات إعادة القوانين «أبغض الحلال»
في المواقف، دافع المجلس الشرعي الاعلى عن دور حكومة تصريف الاعمال في اتخاذ بعض القرارات التي من نوع «أبغض الحلال» مثل قرار اعادة بعض مشاريع القوانين الى مجلس النواب لاعادة النظر فيها ولدرسها من جديد.
ورأى المجلس ان الحياة الدستورية لا تقوم، ولا تستقر من دون انتخاب رئيس للجمهورية بضبط ايقاع الحياة العامة، بما له من سلطات دستورية ومن رمزية وطنية جامعة.
وتوقف المجلس الذي اجتمع برئاسة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، مطولاً بألم واستهجان امام استمرار المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة، مستنكرا المساعدات العسكرية التي تتدفق على العدو الصهيوني، مشيدا برفع دولة جنوب افريقيا شكوى امام محكمة العدل الدولية لادانة الاحتلال الصهيوني بارتكاب جرائم الابادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
الراعي: لماذا تغييب رأس الدولة الماروني
وتساءل البطريرك الماروني مار بشار بطرس الراعي أين هو لبنان اليوم، والنافذون من كتل نيابيّة وأحزاب وذوو أهداف شخصيّة وفئويّة ومشبوهة يمعنون في بتر رأس الدولة بتعطيلهم انتخاب هذا الرأس، وإبطال ما يمليه الدستور بوضوح كنور الشمس؟ على ضوء هذا السؤال، لا يمكن القبول لا ماضيًا ولا حاضرًا ولا مستقبلًا بتغييب رأس الدولة، المسيحيّ المارونيّ، التزامًا بالميثاق الوطنيّ واتفاق الطائف، وتأمينًا لقيام دولة المؤسّسات، بحيث يستعيد المجلس النيابي سلطته التشريعيّة، والحكومة صلاحيّاتها الإجرائيّة، وإسقاطًا لممارسة تشريع الضرورة، وإجراءات الضرورة، فيما الضرورة واحدة وحيدة هي انتخاب رئيس للجمهوريّة، تأمينًا لفصل السلطات، وإيقافًا للفوضى في حياة الدولة. ولا يمكن القبول من جهةٍ ثانية أن تحصل وتسير قانونًا مفاوضات ومعاهدات واتفاقات االتي هي حصرًا من صلاحيّات رئيس الجمهوريّة وفقًا للمادّة 52 من الدستور. ولا يمكن القبول من جهة ثالثة بربط انتخاب الرئيس بوقف الحرب على غزّة، لأنّ وجوده أفعل بكثير من أي وسيلة أخرى، لأنّه يحمل قضيّة الفلسطينيّين عاليًا على المستويين الإقليمي والدولي، ويحمي لبنان أرضًا وشعبًا وكيانًا».
غارات ليلاً
مساء، تدهور الوضع جنوباً، واغارت الطائرات الاسرائيلية المعادية على اطراف مليخ باقليم التفاح، وجبل صافي، مما ادى الى انقطاع التيار الكهربائي عن جزين وعدد من بلدات جبل الرياح، واحصيت 6 غارات اسرائيلية شمال الليطاني.
وكانت الاشتباكات تواصلت على الحدود الجنوبية، طيلة نهاية الاسبوع حتى ليل الاثنين واستهدفت غاراته المنازل والاحراج ؟، بدورها ردت المقاومة بدك كافة مواقعه محققة اصابات مباشرة حيث اعترف العدو بوقوع قتلى وجرحى في صفوفه.
الوقائع الميدانية
واستهدفت غارة حي الكساير شرق ميس الجبل. ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارات على محيط بلدتي ميس الجبل ومحيبيب في جنوب لبنان. وقصفت مدفعيته أطراف الضهيره ويارين والجبين وطير حرفا.
كما استهدفت 4 قذائف مباشرة أطلقتها دبابة ميركافا معادية منازل سكنية خالية في بلدة العباسية الحدودية في القطاع الشرقي.
كما نفذ الطيران الحربي المعادي غارتين بالصواريخ استهدف منطقة «اللبونة» جنوبي بلدة الناقورة».
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية المعادية عن إصابة 5 جنود بجروح في اشتباكات في مزارع شبعا عند الحدود الشمالية مع لبنان فجر امس.
وأعلن الجيش الإسرائيلي امس الأحد أن جنوده قتلوا أربعة مسلحين تسلّلوا من لبنان إلى إسرائيل في وقت متأخر من ليل السبت.
بالتزامن، أعلنت كتائب القسام في لبنان أن عملية مزارع شبعا أتت رداً على اغتيال الشهيد صالح العاروري ورسالة للاحتلال لوقف عدوانه على غزة.
وكشفت المقاومة الاسلامية انها استهدفت مستوطنة كفريوفال، واوقعت قتلى وجرحى، كما استهدفت محلة تابعة للاحتلال فوق حدب يارون، واستهداف آخر فوق مروحين.