«الخماسية» تُطلق آلية رئاسية أوائل شباط.. وتهويلات إسرائيلية بتوسيع العدوان
يسير الوضع في لبنان، على وقع متلازم لمتغيرات الصراع في المنطقة، وتوسع جهات الاستهداف، سواء بالصواريخ البالستية العابرة للمسافات البعيدة من آخر نقطة في غرب اسيا (إيران) الى سواحل المتوسط في سوريا، مروراً بالبحر الاحمر والبرَّين العراقي والسوري.
وعلى هذا النحو، استمرت التساؤلات عن المدى الذي يمكن ان يبلغه المسار الانحداري باتجاه «حرب كبرى» على نقاط التوتر في اقليم الشرق الاوسط او بداية الترجل الحربي باتجاه الخروج الآمن من ممرات الاشتباك.
وأكدت أوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الحركة السياسية المحلية خافتة وأن التركيز منصب على ترقب التطورات الحاصلة، فيما تبقى جبهة الجنوب في أولويات المتابعة، ولفتت إلى أن ما من تحضيرات محلية جدية في الملف الرئاسي وكل ما يحكى هو استئناف اللجنة الخماسية الاتصالات بشأن تفعيل هذا الملف، وقد يتظهَّر ذلك من خلال زيارة متوقعة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت لكنها لاحظت أن أي مستجد تصعيدي قد يؤدي إلى تعليق هذه الفكرة،ما قد يدفع إلى استمرار الشغور الرئاسي وجعل الملفات عرضة للتأخير او البت داخل حكومة تصريف الأعمال التي توجه لها انتقادات في مصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية.
وكشفت مصادر سياسية عن اتصالات أجراها كبار المسؤولين اللبنانيين مع الدوحة، وعلى هامش مشاركة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في دافوس لدى لقائه رئيس الحكومة القطرية، لارسال الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني الى لبنان في اقرب وقت ممكن، لاستئناف مهمته مع كافة الاطراف السياسيين لاعادة الحرارة الى ملف انتخابات رئاسة الجمهورية المتوقف ، واستكمال مساعيه التي قام بها سابقا، انطلاقا من الدور التوفيقي الذي تقوم به الدوحة منذ بداية ازمة الانتخابات الرئاسية وحتى قبل اندلاع حرب غزة قبل ثلاثة اشهر، بدعم من اللجنة الخماسية وتاييد معظم الاطراف السياسيين، لتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان.
إلا ان لبنان الرسمي بقي على موقفه لجهة وقف النار في غزة اولاً، فهو حجر الاساس لبداية نوع من الاستقرار الدائم، والبحث عن حلول سواء في ما يتعلق بالقرار 1701 او حول الموضوع الفلسطيني، مشدداً بعد التحذير، من اننا «ملتزمون بأن نبعد كأس الحرب عن لبنان»، والحرب ستكون كرة الثلج التي تطال الجميع، ولن يكون لبنان وحدة ضحيتها، كاشفاً عن البدء بالتحضير لاستقرار طويل في الجنوب.
ومن دافوس، قال الرئيس نجيب ميقاتي اننا «نسعى الى الحلول الدبلوماسية، وملتزمون بالقرارات الدولية بشأن لبنان»، وقال: قرار السلم بيد الدولة اللبنانية والحرب خسارة للجميع، معتبراً ان حزب الله يرد على الاستفزازات الاسرائيلية، واصفاً حزب الله بأنه يتصرف بعقلانية، ويضع مصلحة لبنان فوق اي مصلحة.
ولم يرَ ميقاتي اي رابط بين ما يجري في الجنوب وانتخابات رئاسة الجمهورية.
اللجنة الخماسية
وتعقد اللجنة الخماسية العربية – الدولية اجتماعاً نهاية الشهر الجاري او الاسبوع الاول من شباط، لمراجعة المواصفات التي ارسلت عبر برقيات حملها الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الى الكتل النيابية، وحصل على اجابات حولها، وبعد ذلك يحمل لودريان مجدداً الى لبنان خلاصة هذه المواصفات، ويعلن اما عبر بيان او مؤتمر صحافي.
وبعد ذلك، من الممكن عقد جلسات متتالية لمجلس النواب لانتخاب الرئيس، من زاوية نضوج الاجواء التفاوضية في المنطقة التي تحتاج الى رئيس من اجل تنفيذ القرار 1701 او الشروع بعملية الترسيم البري للحدود الجنوبية من الغرب الى الشرق.
واشارت مصادر سياسية على تواصل مع تيار المردة والحزب التقدمي الاشتراكي،ان مقاربة ملف انتخابات رئاسة الجمهورية خلال العشاء الذي أقامه وليد جنبلاط على شرف سليمان فرنجية امس الاول،تناولت الملف من خلال تبادل وجهات النظر بين الزعيمين واستعراض موقف كل منهما في كيفية المساعدة على إجراء الانتخابات الرئاسية باسرع وقت ممكن،باعتبار وجود رئيس للجمهورية ضروريات لاعادة انتظام عمل المؤسسات والنهوض بالبلد.
وكشفت انه لم يتم التزام اي طرف بموقف او تسمية اي مرشح ،او تبديل مواقفهما السابقة والتزاماتهما السياسية، ولكن تم التأكيد على اهمية انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والقيام بما يلزم من مساعي واتصالات لتسريع الانتخابات، وانتخاب رئيس ،لا يكون استفزازيا لاي طرف كان، وان يبقى التواصل بينهما مستمرا في المرحلة المقبلة.
تكتل باسيل على رفضه الدائم
سياسياً، وفي اطار تحذيراته اليومية، حذر تكتل لبنان القوي الذي اجتمع برئاسة النائب جبران باسيل من ان «المس بحقوق الشراكة في الحكم يفتح الباب امام كل الاحتمالات»، معلناً رفضه لما يجري من «تجاوز لموقع رئاسة الجمهورية»، واستسهال التشريع وعمل الحكومة وكأن «لا فراغ في البلاد»، رافضاً كذلك استعادة حقوق لبنان في ارضه المحتلة بأي شرط آخر.
تربوياً، تم احتواء الاضراب الذي كان من الممكن ان ينفذه المعلمون في المدارس الخاصة، بعد تعهدات من وزير التربية عباس الحلبي عن زيادة مخصصات مالية لدعم المتقاعدين أسوة بزملائهم في القطاع العام.
اعادة الودائع
مصرفياً، أكد الرئيس ميقاتي أن الحكومة بصدد دراسة قانون يتعلق باسترداد الودائع، الأفضلية لصغار المودعين، الذين تقل قيمة ودائعهم عن 100 ألف دولار، ولن يكون مجحفاً بحقهم كما تردد في الأوساط اللبنانية في الأسابيع الماضية»، مشدداً على أن قانون استرداد الودائع سننتهي من اعداده بـ«أسرع وقت». مستغرباً هامش المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في دافوس السويسرية ما أُثير في الآونة الأخيرة من أن القانون المقترح لسداد الودائع المحتجزة في المصارف، سيطال كبار المودعين، وسيظلم الصغار منهم، مشيراً إلى أن الأمر «على العكس تماماً». وأشار إلى أن صندوق النقد الدولي وضع بعض الشروط المسبقة للاستفادة من برنامج «تسهيل الصندوق الممدد» منها إقرار قوانين في المجلس النيابي، وفي مقدمها قوانين إعادة هيكلة المصارف والفجوة المصرفية. وأشار إلى أنه فور إقرار هذه القوانين، فإن لبنان سيكون على «سكة التعافي الكامل». ولفت الى» ان المصرف المركزي يدرس توحيد سعر صرف العملة»، اخذا بالاعتبار واقع المصارف».
الحد الأدنى للنقل
نقابياً، ربطت لجنة المؤشر التي اجتمعت في وزارة العمل امس ادخال اية اضافات على الرواتب بانتهاء الحرب الاسرائيلية على غزة، واعادة تحريك وضع الاقتصاد.
وكشف وزير العمل مصطفى بيرم انه تم الاتفاق على اقرار بدل النقل اليومي في القطاع الخاص على اساس 450 الف ليرة لبنانية ليكون العاملون في هذا القطاع على قدم المساواة مع القطاع العام.
استعدادات معادية
في هذه الاثناء، بقيت اسرائيل تدق طبول الحرب في الجنوب. ونقلت صحيفة «تايمز اوف اسرائيل» عن قائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي اللواء أوري غور دبنت قوله سنواصل تعزيز الاستعدادات، مشيراً الى نشر عشرات الآلاف من الجنوب عند الحدود الشمالية، وزعم ان جيشه «ضرب الكثير من المواقع في الجانب الآخر».
الغارات الأعنف
ميدانياً، وصفت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية الغارات امس على لبنان بأنها الاشد عنفاً منذ بداية الحرب.
وكانت المقاتلات الحربية المعادية شنت قرابة الحادية عشرة صباحا 14 غارة جوية متتالية مستهدفة منطقة وادي السلوقي بأكثر من 30 صاروخاً وترافقت مع قصف مدفعي عنيف استهدف المنطقة نفسها.
وتعرضت تلة المطران في حمامص وأطراف حولا وادي البياض وميس الجبل لقصف مدفعي اسرائيلي معادي صباح أمس. كما تعرضت بلدة كفركلا لقصف من دبابة ميركافا اسرائيلية معادية بالقذائف الفوسفورية.
واعلن حزب الله انه استهدف «تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي شرق مستوطنة إيفن مناحم بالأسلحة الصاروخية».
وبعد الظهر استهدف الحزب موقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة.
كما استهدفت المقاومة الاسلامية محيط المستعمرات في منطقة النبي يوشع المحتلة بدفعات صاروخية مناسبة، وكذلك تجمعاً لجنود العدو في محيط موقع راميا، وموقع بياض بليدا ايضاً.