Site icon IMLebanon

اللواء: مفاوضات تبريد الجبهة الجنوبية تسابق خديعة «الهدنة» المنفصلة!

 

الخماسية تطلق مساعيها بلقاء برّي.. وباسيل يضع شروطاً للمشاركة في جلسات الموازنة

 

في خط سير الحروب، التي تنتج اتفاقيات يجري التوقيع عليها، وتؤسس لمرحلة استقرار تلي الحرب يمكن رسم الخط التالي، حرب- مفاوضات- اتفاقيات.

في المعلومات التي يجري تداولها على نطاق العواصم المعنية بالمفاوضات وما ستؤول اليه، يجري الحديث عن مسار تفاوضي يبدأ في الأيام الأخيرة من هذا الأسبوع، ويتضمن تدرجاً في اطلاق الاسرى ووقف النار، ليس لفترة أسبوعين، كما تقترح اسرائيل، بل خلال مدة زمنية لا تقل عن 60 أو 70 يوماً، يفتح فيه المسار السياسي المتعلق بدولة فلسطينية، (حرة وذات سيادة بالتعبير الأميركي)، مقابل تطبيع للعلاقات مع دولة الاحتلال بعد وقف الحرب، واطلاق الاسرى الفلسطينيين والرهائن والجنود والاسرائيليين والأجانب.

ومعالم خطة التفاوض هذه، برزت خطوطها العريضة خلال المحادثات والجولة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن، مع اطلاق آلية فرنسية- أميركية للعمل المشترك على جبهتي الجنوب والاستحقاق الرئاسي، في ما خص لبنان.

أما في لبنان، فانطلاق الترتيبات في غزة، سيكون له صدى مباشر على الجبهة اللبنانية إذ دخلت مفاوضات التبريد على الجبهة الجنوبية في سباق، مع محاولات ارتفاع لهيب الحرب في ضوء الهدنة المقترحة، من المستوى العسكري الاسرائيلي لمدة يومين في الجنوب، يليها هجوم كبير اذا لم يلتزم حزب الله بها.

ووصفت الهدنة المقترحة بأنها اشبه بخديعة، ومحاولة مكشوفة لجهة رفض الحزب بمجرد البحث بها.

واعتبرت مصادر سياسية ان زيادة تنفيذ إسرائيل لعمليات اغتيال كوادر من الحزب خارج منطقة ما كان يطلق عليه قواعد الاشتباك على الحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل، واستهداف القيادي في حركة حماس صالح العاروري ورفيقيه في الضاحية الجنوبية لبيروت وضمن المربع الامني لحزب الله منذ اسابيع وصولا إلى توجيه الضربات الموجعة إلى مسؤولي وضباط المخابرات الايرانية المتمركزين في دمشق مؤخرا، انما يعبر بوضوح عن زيادة الضغط العسكري الإسرائيلي على الحزب،ليقبل بمطالب إسرائيل الانسحاب من أماكن انتشاره على طول الحدود الجنوبية اللبنانية إلى عمق سبعة كيلو متر ليتسنى الامر لاعادة المستوطنين الإسرائيليين، إلى المستوطنات التي غادروها بعد عملية طوفان الأقصى، والتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل،ضمن المطالب والشروط التي نقلها المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين إلى لبنان في وقت سابق من هذا الشهر، وتلقى عليها تعديلات واجوبة الجانب اللبناني وحزب الله من خلاله، وغادر لبنان بعدها لابلاغ الإسرائيليين بالجواب اللبناني.

وعبرت المصادر عن اعتقادها بأن التصعيد الحاصل من قبل إسرائيل،انما هو بمثابة التفاوض بالنار تحت مظلة التصعيد والاغتيالات، لتسريع افاق التسوية التي حملها هوكشتاين،وكلما طال الامر و تعقدت الامور ،كلما زادت الاشتباكات المسلحة على جانبي الحدود وتصاعد تجاوز الحدود والاغتيالات، ما يؤشر إلى مرحلة حساسة وخطيرة دخلت فيها المشكلة على الحدود الجنوبية، بينما يعرف الجميع ان إنهاء التوتر والاشتباكات مع الاسرائيليين، بحاجة إلى موافقة النظام الايراني ، الذي يوجه حزب الله ويحدد خياراته، التي تتماشى مع مصالحه في النهاية.

وتبدي المصادر خشيتها من تحول عمليات الاغتيال الإسرائيلي لمسؤولين وقادة عسكريين بارزين في الحزب بلبنان وحرس الثورة الاسلامية في دمشق وغيرها، في حال لم تتوصل الديبلوماسية التي يتولاها اوكشتاين وغيره إلى نتائج ملموسة قريبا، وطالت الحرب على غزة والمواجهة المحتدمة ،إلى انفلات الاوضاع المتدهورة جنوبا، وتوسع نطاق الحرب باتجاهات غير محسوبة، تضر بلبنان كله.

مشاورات نيويورك

دبلوماسياً، تعقد في نيويورك غداً جلسة لمجلس الامن الدولي على المستوى الوزاري يشارك فيها وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، وتتناول الاوضاع في الشرق الاوسط، في ضوء مضي اكثر من 100 يوم على حرب اسرائيل العدوانية على غزة، والوضع الملتهب في الجنوب، ومناطق اخرى في الشرق الاوسط.

ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن الأوضاع على الجبهة الجنوبية لا تزال تستنفر تحرك القوى السياسية التي لا تزال تعبر عن خشيتها من توسع رقعة الحرب، في الوقت الذي لم تظهر  فيه حل قريب بعدما تم ربط ساحتي غزة والجنوب،  فضلا عن  تهديد العدو الإسرائيلي بقدرته على فتح أكثر من  جبهة.

ولفتت المصادر الى أن هناك ممن بدأ يتحدث عن تفعيل خطة الطوارىء التي وضعتها الحكومة في بداية احداث الجنوب تحسبا لأي طارىء.  وقالت أن زيارة النائب السابق وليد جنبلاط لرئيس مجلس النواب نبيه بري تركزت على هاجس الحرب وحماية لبنان والعمل على إنجاز الاستحقاق الرئاسي،ومعلوم أن هناك حركة سياسية  يقوم بها الحزب التقدمي الإشتراكي برئاسة النائب تيمور جنبلاط في سياق الإنفتاح والحوار. وفي الملف الرئاسي، أوضحت أن أي تطور جديد متوقف على المسعى المحلي الجديد ونشاط اللجنة الخماسية .

لودريان الى بيروت بعد الرياض والدوحة

وينطلق قطار الخماسية، في محاولة جديدة لمقاربة الطريقة الانسب لإنهاء الشغور الرئاسي.

وفيما يجري المستشار الأميركي آموس هوكشتاين مع المستشارة الرئاسية الفرنسية لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا السفيرة آن كلير لوجاندر مشاورات متواصلة، تتجه الأنظار الى الموفد الرئاسي المكلف جان- إيف لودريان الذي يعد ورقة يحملها الى بيروت، بعد زيارة يقوم بها الى كل من الرياض والدوحة، وهما الدولتان العربيتان في عداد اللجنة الخماسية الى جانب مصر.

وتتوقف الورقة التي هي قيد الاعداد، حسب المصادر المتابعة، عند معادلة، لا غالب ولا مغلوب، وأن تكون شخصية الرئيس غير مستفزة، ونظيف الكف، بعيدا عن الفاسد، ومقبول من المجتمعين العربي والدولي، ضمن اقرار الالتزام بالقرارات الدولية لا سيما القرار 1701.

وحسب مصادر فرنسية، فإن الشق الأساسي يتعلق بمنع تدهور الوضع في جنوب لبنان، والحؤول دون اتساع الحرب في لبنان، عبر تأكيد اسرائيل وحزب الله احترام القرار 1701، حيث كلا الطرفين لا يحترمان هذا القرار، والحل لبنانياً بانتشار الجيش اللبناني بقوة جنوب الليطاني.

وحسب المعلومات، سيتطرق قائد الجيوش الفرنسية في تل ابيب الى الوضع في الجنوب ومنع حدوث اي توسيع الحرب، مع اقتراح إحياء اللجنة الثلاثية المكونة من ضباط لبنانيين واسرائيليين، والتي كانت تجتمع في الناقورة برعاية ضباط دوليين.

وفي ما خص مهمة لودريان، تراجع التفاؤل في الاليزيه بإمكان حدوث أي خرق في مهمته الجديدة في حال مجيئه، مع ترجيح مجيئه، في ضوء الاجتماعات التي تعقد على مستوى السفراء في بيروت، بمبادرة من سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري.

وحسب ما صرَّح به سفير مصر في بيروت علاء موسى، ان الحوار دائر بين سفراء الخماسية والاطراف اللبنانية، مشيرا الى اهمية التمديد لقائد الجيش، وبقائه في منصبه.

وهذا الامر، سيبحه السفراء مع الرئيس نبيه بري غداً، في عين التينة، حول عقد جلسات لمجلس النواب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، كاشفا ان معايير الرئاسية اتت من الكتل النيابية، رافضا طرح اي اسم للرئاسة من قِبل الخماسية.

عرقلة باسيل

نيابياً، وعشية جلسات مناقشة الموازنة العامة للعام الحالي، كشف التيار الوطني الحر ان كتلته النيابية، ستتقدم اليوم الى مجلس النواب باقتراح قانون معجل مكرر بالموازنة للعام 2024، بالصيغة التي اقرتها لجنة المال والموازنة، وفي ضوء ما سيقدم عليه الرئيس نبيه بري ازاء هذا الاقتراح، وبعدها يجتمع تكتل لبنان القوي الثلثاء لاتخاذ القرار المناسب لجهة المشاركة في الجلسات التي تبدأ بعد غد الاربعاء.

وفي السياق الرئاسي، اعتبر الكاردينال الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ان عدم انتخاب رئيس للجمهورية يعني اقصاء للطائفة المارونية، وقال في عظة الاحد من بكركي امس: كفى اقفالاً لقصر بعبدا الرئاسي.

ودعا الرئيس نبيه بري الى الدعوة منذ الغد (اليوم) الى عقد جلسات متتالية لانتخاب الرئيس، وهو الواجب الاول الملقى على ضمير النواب، وعلى نيابتهم بحكم الدستور.

تحرك امام قصر العدل

قضائياً، ينظم غداً اهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت تحركاً امام قصر العدل للتأكيد أن قضية العدالة ومعرفة الحقيقة لن تضيع، في ألاعيب السياسية.

المواجهة الميدانية

ميدانياً، استمرت المواجهة لضربات المقاومة على المواقع المعادية قبالة الشريط الحدودي اللبناني، واغتيال المسيرات لعناصر مدنية وجهادية دون تمييز، وآخر العمليات العدوانية امس استهدافت سيارة رباعية الدفع عند مفترق كفرا- صريفا، بصاروخ موجه، مما ادى الى تدمير واحتراق سيارة «رابيد» كانت بقربها، وادت الى سقوط شهيد نفاه لاحقا حزب الله، واصابة امرأة ما لبثت ان توفيت لاحقاً، واصابة عناصر للجيش اللبناني كانوا في المكان.

وعلى الأثر ردت المقاومة الاسلامية بقصف مستعمرة افيفيم بالأسلحة الصاروخية، وقالت ان احد المنازل اصيب، وسقط من بداخله بين قتيل وجريح، وسبق ذلك استهداف المقاومة موقع حدب البستان بصاروخ بركان، واصابته اصابة مباشرة، كما استهدفت المقاومة موقع رويسة القرن في مزارع شبعا.

وليل امس حلق طيران حربي اسرائيل فوق بيروت وصولا الى البقاع وبعلبك، مرورا بحاصبيا ومرجعيون.

يشار الى ان ضباطا اسرائيليين، اقترحوا على رئيس الاركان هدنة ليومين، برعاية أميركية، شرط اذ يتبعها رد حاسم اذا انتهكها حزب الله.