الخماسية عند بري غداً.. والراعي يعارض ثقافة الموت.. وإضراب الإدارة مع جلسة الزيادات
مع اقتراب نهاية شهر كانون الثاني، تكون الحرب العدوانية الاسرائيلية، على قطاع غزة واستتباعاً عند الحدود الجنوبية، والقرى اللبنانية المنتشرة على طول هذه الحدود، تقترب الحرب من إنهاء شهرها الرابع، في ظل حركة دولية- عربية للتوصل الى هدنة طويلة تقود الى وقف النار، تمهيداً لانهاء الحرب، عبر هدنة الصفقة المرتقبة حول الاسرى، طغت على السطح التهويلات او التهديدات الاسرائيلية عن التحضير لعملية عسكرية واسعة داخل الاراضي اللبنانية، والكشف عن تدريبات ومناورات لجنود لواء غولاني الآتين من غزة الى الحدود الشمالية لهذه الغاية..
كل ذلك، وسط استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على المنازل والحقول والمؤسسات التجارية.
وأرادت، حسب المصادر المعنية، المقاومة بعث رسائل بالنار الى الجيش الاسرائيلي، انه ما ينتظره ليس على نحو ما هو متوقع، وأن ضربات الصواريخ الدقيقة مثال حيّ على ذلك.
وفي اطار المفاوضات لابعاد مخاطر الحرب عن الجنوب، كشف النقاب عن اجتماع عقد بين نائب مدير المخابرات الالمانية الذي اتى الى بيروت في اطار مهمة محددة، ونائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم
حول امكان تحقيق هدنة او وقف لاطلاق النار في الجنوب بمعزل عما يجري في غزة.
وحسب هو معلن، فإن الاجتماع لم يفضِ الى أية نتيجة، وبقي حزب الله على موقفه من انه من غير الوارد لديه البحث بوقف للنار على الجبهة الجنوبية بمعزل عن وقف الحرب في غزة.
اللجنة الخماسية
ووسط متابعة الاجتماعات المتواصلة على مستوى مسؤولي الأجهزة الامنية والدبلوماسية والوسطاء التي تعقد في باريس بهدف التوصل الى صفقة تبادل اسرى جديدة، تعيد الاعتبار للنشاط الدبلوماسي والسياسي لانهاء الحرب، ودخول مفاوضات حول الحلول الممكنة لما بعد الحرب، تتجه الانظار محلياً، الى حراك سفراء اللجنة الخماسية العربية- الدولية، واللقاء المرتقب غداً او ما بعده مع الرئيس نبيه بري للتنسيق ما بين عمل اللجنة الرامي الى التوفيق ما بين القوى السياسية المتباعدة رئاسياً، وايجاد صيغة تكامل بين التحرك الخماسي ومجلس النواب، لانجاز الاستحقاق الرئاسي، وانهاء الشغور في قصر بعبدا.
الراعي و«ثقافة الموت»
سياسياً، وفي موقف، من شأنه ان يفاقم الانقسام الداخلي العامودي والأفقي حول الحرب في الجنوب فقد نقل الكاردينال الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد رسائل عن اهالي القرى الحدودية جاء فيها: «نعيش ضغوط الحرب النفسيّة وتسحق أعصابنا أهوال الغارات اليوميّة وأصوات القذائف المدويّة. وأطفالنا محرومون من وسائل الترفيه ولا يتلقون تعليماً مدرسيًا منتظمًا إلا عن بُعْد بسبب الإقفال القسري لمدارسنا الذي فرضته الحرب الحالّية. ويتابعون: «بإمكانكم أن تتصوّروا مدى الفشل والفوضى والإخفاق والقلق الذي يترتّب على هذا الواقع المرير، وتداعياته على المستقبل التعليميّ والنفسيّ لأولدنا… ويضيفون: اسمحوا لي اقولها بالفم الملآن- ليس تخليًّا عن القضايا الوطنيّة ولا العربية، بل انطلقًا من صدقي مع ذاتي- أرفض أن أكون وأفراد أسرتي رهائن ودروعا بشريّة وكبش محرقة لسياسات لبنانية فاشلة، ولثقافة الموت التي لم تجرّ على بلادنا سوى الإنتصارات الوهميّة والهزائم المخزية.
إضراب الإدارة العامة
حكومياً، يعقد مجلس الوزراء جلسة هذا الاسبوع، بعد الفراغ من مناقشة واقرار الموازنة العامة، للبحث في جدول اعمال متناقل بالبنود، لاسيما البنود المرحَّلة من السنة الماضية، وتتعلق بالزيادات المقترحة على الرواتب والأجور ومعاشات التقاعد.
وعشية الجلسة المتوقعة غداً الثلثاء دعت رابطة موظفي الادارة العامة في لبنان الى الاضراب العام والشامل، مع تنفيذ وقفات احتجاجية تصعيدية امام الادارات العامة، واقفال هذه الادارات، بدءاً من الثلاثاء 30 ك2 (2024) لغاية 9/2/2024 ضمناً، وفي ضوء المستجدات، ليُبنى على الشيء مقتضاه.
صواريخ دقيقة في الميدان
ميدانياً، واصلت المقاومة الاسلامية توجيه الضربات الموجعة لتجمعات العدو ومواقعه وثكناته العسكرية.
فبعد ظهر امس، اعلنت المقاومة عن استهداف «انتشار لجنود العدو الاسرائيلي في ثكنة راميم ومحيطها، وكذلك موقع بركة ريشا وحققت اصابات مباشرة، فضلا عن ثكنة «معاليه غولان» بصواريخ «فلق1».
من جانبها اسرائيل، هاجمت مقاتلات معادية قرى زبقين وحولا. كما شنت مسيَّرات غارات على المنطقة الواقعة بين بلدات راميا وعيتا الشعب والقوزح وأطراف بلدة زبقين، كما استهدف القصف المعادي المنازل وسط الضهيرة الفوقا.
حيان.. على الطريق وفسحة عند الكورنيش
بدءاً من بعد ظهر اليوم، يتأثر لبنان والحوض الشرقي للمتوسط بمنخفض جوي مصحوب بكتل هوائية باردة آتية من تركيا.
وأطلقت الأرصدة الجوية على المنخفض الجديد اسم «حيان (Hayan)»، حاملاً معه امطاراً غزيرة ورياحاً شديدة، وعواصف رعدية.
ومن الممكن ان تلامس الثلوج مستوى دون الـ1000م.
وكان الانفراج النسبي افسح المجال امام المواطنين للخروج من «حبسة الطقس» للتفسح قليلاً، والاستفادة من الشمس المشوبة بالمطر والغيوم، عند كورنيش المنارة.