تمسُّك أميركي باستمرار مساعي التهدئة.. ولقاء مصارحة بين بري و«الاعتدال» اليوم
تلاشت «فقاقيع التوترات الداخلية» التي حصلت الـ48 ساعة الماضية محلياً، وبدا أنه مع اقتراب شهر رمضان المبارك، حيث دعت دار الفتوى لالتماس هلال رمضان غروب غد، مع الترجيح القوي ان يكون الاثنين 11 آذار اول ايام الشهر الفضيل، فإن المشهد سيشهد مزيداً من الاسترخاء ما خلا الاطلالات التعبوية المتعلقة بالمواجهات الجارية في غزة الى جنوب لبنان، واولها اطلالة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الاربعاء المقبل في اولى الامسيات الرمضانية.
وفي هذا الاطار، ارتفعت المخاوف من تفلُّت الوضع في ضوء حالة انعدام الوزن في مستوطنات الشمالي الاسرائيلي، والارتباك الظاهر للعيان داخل «الكابينت» (مجلس الحرب)، واستطراداً حكومة بنيامين نتناهو.
وحسب «يديعوت احرنوت»، فإن منطقة المستوطنات الشمالية تحولت الى شريط امني داخل اسرائيلي، وهي ما زالت شبه مهجورة، وسط عمليات حزب الله.
وغداً، يجتمع رؤساء المجالس في المستوطنات للبحث في ما يتعين فعله، لجهة التحرك ضد حكومة نتنياهو، عبر تشكيل وفد يذهب الى القدس المحتلة، ويقتحم مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية، من زاوية ان المستوطنات تعيش حرباً حقيقية.
بالمقابل، يستمر حزب الله باعتبار ان الاستهدافات الاسرائيلية للمدنيين والآمنين في القرى الحدودية خط احمر، وانه ليس بوارد التغاضي عن الرد على الاعتداءات.
وفيما تحدثت بعض المصادر اللبنانية عن ان الوسيط الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين بصدد تجميد وساطته، بانتظار جلاء المشهد في حرب غزة، نُقل عن دبلوماسي اميركي مخضرم، عايش الوضع في لبنان والمنطقة (ديفيد هيل) دعوته لعدم التراجع الاميركي في مسألة القرار 1701، معتبرا ان المسؤولية هي على كاهل حزب الله الذي لم يلتزم بالقرار منذ وضعه عام 2006.
واعتبرت مصادر قريبة من «مطبخ الاتصالات» غير مباشرة ان ثمة معادلة قائمة منذ بداية «حرب المساندة» في 8 ت1 «2023»، وهي تحييد المدنيين على جانبي الحدود: القرى الحدودية اللبنانية ومستعمرات الشمال الاسرائيلي، اطاحت بها اسرائيل، وان المساعي بموازاة ما يحدث على جبهة غزة إحياء هذه المعادلة، ريثما يتوضح مسار مفاوضات وقف النار في القطاع.
ولم تستبعد المصادر التبريد في ما خص المدنيين خلال شهر رمضان المبارك، ما لم يتفلَّت الوضع الاقليمي ككل، في ضوء ممارسات المستوطنين في المسجد الاقصى.
بالقابل، كشفت القناة 13 الاسرائيلية ان جيش الاحتلال «يقوم بصياغة خطة للدخول البري الى لبنان»، واشارت الى انه تم تكليف العميد موشيه تمير بمسؤولية إعداد عدة خطط محتملة لعملية برية في لبنان بمستويات مختلفة، علما أن تمير هو من صاغ خطة دخول الجيش الإسرائيلي إلى غزة، إذ طُلب منه «استخلاص الدروس من القتال في القطاع».
«الإعتدال» اليوم في عين التينة
وعلى صعيد المسار الرئاسي المتجمد، يلتقي اليوم الرئيس نبيه بري مع وفد تكتل «الإعتدال الوطني؛ الذي بعث حرارة من نوع ما في الملف المتعلق بالتحضير لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وحسب ما رآه السفير المصري علاء موسى، عضو لجنة السفراء الخماسية، والذي التقى النائب جبران باسيل ان تركيبة لبنان قائمة على التوافق، لذا لا يمكن ان يؤتى برئيس يكسر فريقا من الفرقاء الآخرين، معتبرا ان التوافق امر لا بد منه والخماسية لا تدعم مرشحا على حساب مرشح آخر.
البلديات بين بري ومولوي
وحضرت الانتخابات البلدية والاختيارية في ايار بين الرئيس بري ووزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي، لجهة ما يجري الحديث عنه من مشروع قرار لتمديد العمل بالمجالس القائمة نظرا لعدم امكانية حصول الانتخابات، في ضوء ما يجري، في الجنوب، ولعدم الاستعداد اللوجستي في الداخلية.
منصوري في عين التينة
واستقبل الرئيس بري حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري، وعرض معه الوضع المالي، وما لمسه في زياراته للخارج لجهة الأداء النقدي والمصرفي في البلاد.
يشار الى ان عشرات المودعين اعتصموا امام مصرف لبنان، مطالبين باسترداد اموالهم، وسط صيحات الغضب، واطلاق الاسهم النارية، تعبيراً عن سخطهم واشعلوا الاطارات امام المصرف.
وقطعت القوى الأمنية السير عند الطريق المؤدي الى مصرف لبنان وحولت السير باتجاه نزلة كليمنصو، وسجلت زحمة سير كثيفة في المكان بسبب قطع المعتصمين للطريق امام المصرف.
وفي الاطار المالي، وقَّع الخليل قراراً يرمي الى اعطاء التعويض المؤقت لجميع العاملين في القطاع العام والمتقاعدين الذين يستفيدون من معاش تقاعدي، استنادا الى ما نص عليه المرسوم 13020، على ان تصرف الفروقات عن شهرين في الاسبوع الاخير من الشهر الجاري، وتحديدا اعتبارا من 22 آذار 2024.
كما أعان خليل أن المالية أنهت إجراءات التحضير لطبع ثلاثين مليون طابع من فئات العشرين والمئة والمئتي والأربعمئة ألف ليرة لبنانية، مشيراً إلى أن الوزارة ستطرح في الأسواق الأسبوع المقبل عشرة ملايين طابع من فئة الخمسة آلاف ليرة». ولفت إلى أن «الوزارة كانت بدأت تركيب آلات وسم الطابع المالي في عدد من المراكز الرسمية، لا سيما في محتسبيات مديرية المالية العامة، على أن تشمل مراكز أوسع انتشاراً تباعاً».
وانتقد النائب فريد هيكل الخازن الوزير مولوي مع تكليف الادارة العسكرية تسيير عمل النافعة في كسروان، مطالبا باتخاذ الاجراءات لإعادتها إلى الادارة المدنية.
الوضع الميداني
وفي اليوم الـ152 للحرب الدائرة، على سبيل الاسناد في الجنوب، استهدف العدو مساء امس وادي الجميل الواقع بين ميس الجبل وحولا بالمدفعية الثقيلة، كما تعرضت اطراف عيترون للقصف المشابه.
كما أغارت الطائرات المعادية على اطراف بلدة عيتا الشعب.
وحلق طيران العدو فوق حاصبيا ومزارع شبعا الى المنحدرات الغربية لجبل الشيخ، في البقاع الشرقي، مع الاشارة الى ان الطيران المعادي حلق فوق بيروت، وتعرضت مسيّرة تابعة له لاطلاق النار في منطقة صيدا.
واطلقت صفارات الانذار في بلدة شلومي، في الجليل الغربي، بعد استهداف صاروخي لأهداف اسرائيلية هناك.
واستهدف حزب الله انتشارا لجنود الاحتلال في محيط موقع الراهب بقذائف مدفعية.
290 شهيداً
وحسب الاحصاءات (الدولية للمعلومات) فإن حصيلة شهداء حزب الله بلغت 290 شهيداً بينهم 228 شهيداً لحزب الله سقطوا على طريق القدس كما «زفهم» حزب الله. ويتوزع هؤلاء الشهداء على 119 قرية وبلدة ومدينة كما في الجدول التالي، حيث أن العدد الأكبر من الشهداء كان في كل من بلدة عيتا الشعب وكفركلا وبلغ 9 شهداء في كل منها ومن ثم مركبا وعيترون 7 في كل منها، و6 في كل من خربة سلم والطيبة.
ونعى حزب الله امس ثلاثة شهداء جدد.