«الخماسية» لن تستأنف المساعي قبل اكتمال أجوبة الكتل.. وقائد فيلق القدس في بيروت لعدم توسيع الحرب
تقدَّم ما يمكن وصفه بملف «المفاوضات» غير المباشرة» على إيجاد حلّ مستدام للوضع على الجبهة الجنوبية،على ما عداه داخلياً. وبدا أن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بوحبيب تسلم ملف المفاوضات، والتنسيق بين المسؤولين، وإعداد ما يترتب من ردود ذات طابع قانوني ودبلوماسي على المذكرات ورسائل الموفدين الدوليين حول الاستقرار جنوباً.
وكشفت مصادر دبلوماسية لبنانية لـ «اللواء» ان لبنان يرتب اوراقه للمفاوضات، في ما يسمى باليوم التالي في غزة، والذي سيشمل بالطبع سائر جبهات المساندة.
وفي المعلومات ان لبنان وضع آلية، يبلغها تباعاً للسفراء، لا سيما سفيري الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا، في ما خص رؤيته لاستئناف التفاوض الثلاثي في الناقورة فور اعلان التوصل الى هدنة، توفر السبيل لوقف النار في غزة، وادخال المساعدات والبدء بعمليات تبادل الاسرى والمحتجزين.
وتقضي الآلية بوقف الانتهاكات الاسرائيلية للبر والبحر والاجواء اللبنانية، كشرط مسبق يضعه لبنان للعودة الى المفاوضات المتعلقة بمعالجة النقاط العالقة في القرار 1701 وكيفية تطبيقه..
أبو حبيب في عين التينة
فقد بحث الوزير ابو حبيب مع الرئيس نبيه بري الاتصالات الجارية في ضوء استمرار العدوان الاسرائيلي على قرى الجنوب الأمامية.
وكشف بوحبيب من عين التينة انه سلّم رسالة من الدولة اللبنانية، للسفير الفرنسي في بيروت هيرفيه ماغرو، تضمنت الرد على المبادرة الفرنسية حول تبريد الجبهة الجنوبية، «والتي فيها الكثير من النقاط الجيدة والمقبولة» على حد تعبير بوحبيب، الذي اضاف ان هناك نقاطا اخرى تحتاج الى المزيد من البحث، مشيرا الى ان المهم الوصول الى نوع من الاتفاق الذي يمنح الجهة الجنوبية استقرارا دائما وكاملا.
وجاء في الرسالة اللبنانية، ان بيروت «تعتقد ان المبادرة الفرنسية يمكن ان تكون خطوة مهمة نحو السلام والامن في لبنان والمنطقة ككل».
وجاء في الرسالة: بمجرد توقف الانتهاكات، سيلتزم لبنان باستئناف الاجتماعات الثلاثية مع اليونيفيل في الناقورة، لمناقشة الخلافات، والتوصل الى اتفاق بشأن التنفيذ الكامل والشامل لقرار مجلس الأمن 1701.
وكان استقبل بوحبيب السفير الفرنسي ماغرو وشكره على العاطفة والإهتمام الفرنسي الدائم بلبنان حيث لا تريد فرنسا الا الخير والإزدهار للبنان، وسلمه الرد اللبناني الرسمي على المبادرة الفرنسية المتعلقة بوضع تصور للاستقرار في جنوب لبنان، معرباً عن امتنان لبنان العميق للجهود الفرنسية. وقد اتى الرد اللبناني على ضوء أن المبادرة الفرنسية خطوة مهمة للوصول إلى سلام وأمن في جنوب لبنان. وجددت وزارة الخارجية تأكيد الموقف اللبناني الذي لا يرغب بالحرب، ويطالب بالتطبيق الكامل والشامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701.
ورأت، نائبة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط بربارا ليف ان الجيش الاسرائيلي لن يخاطر بشن اعتداء واسع النقاط في الشمال.
جولة الخماسية
رئاسياً، لن تبدأ اللجنة الخماسية على مستوى السفراء الجولة الثانية من اللقاءات، قبل حصول نواب تكتل «الاعتدال الوطني» على اجوبة حزب الله على النقاط التي أثيرت في المبادرة وخلال اللقاء مع وفد الكتلة.
وفي اطار زياراته للمراجع الروحية، زار سفير المملكة العربية السعودية في بيروت وليد بخاري بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، وناقش معه ما آلت اليه الاتصالات للتقريب بين مواقف الكتل النيابية حول انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
و أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن قوى المعارضة ما تزال على قناعتها بأن الحوار لن يوصل إلى انتخاب رئيس الجمهورية، لكنها تتريث في السير بأية مبادرة رئاسية ما لم تتضمن تأكيدا على اعتماد المسار الدستوري في الأنتخاب، لافتة إلى أن مسعى تكتل الاعتدال الوطني الذي لم تعارض عليه هذه القوى بات مرتبطا بالحوار الذي أشار إليه رئيس المجلس.
وقالت هذه المصادر أن مبادرة واحدة قديمة جديدة تنتظر التفعيل وهي التي كان يعمل عليها الجانب القطري بشأن المرشح الثالث وهذا يتضح مع لقاءات المسؤولين اللبنانيين في الدوحة،علما ان لا شيء واضحا بعد.وقالت أن الأسباب التي دفعت إلى تعليق البحث بهذا الطرح لم تتلاشَ وبالتالي ليس معروفا ما إذا كان سيتاح المجال لها أو أن هناك عملا من أجل توحيد المساعي والخروج بخلاصة محددة.
ورأت أن الملف الرئاسي لن يشهد تقدما في الوقت الراهن على الرغم من أن اتصالات ولقاءات تسجل.
إلى ذلك تردد أن جدول أعمال مجلس وزراء جلسة الثلاثاء المقبل سيكون فضفاضا ومتضمنا لبنود مؤجلة.
ويعقد مجلس الوزراء قبل ظهر الثلاثاء المقبل جلسة في السراي الكبير بدعوة من الرئيس نجيب ميقاتي لمتابعة البحث في البنود التي لم تقرّ من جدول اعمال سابق فضلا عن مشروع دمج المصارف، ورفع الحد الادنى للاجور للعاملين في القطاع الخاص.
وتوقع مصدر وزاري ان يكون جدول الاعمال فضفاضاً متضمنا بنودا مؤجلة.
ضبط الأسعار: جولة أو مسرحية
اقتصادياً، توعد وزير الاقتصاد امين سلام بملاحقة المتلاعبين بالاسعار في شهر رمضان وإحالتهم الى القضاء المختص.
استهل الوزير سلام جولته في تعاونية coop في صبرا، حيث اطلع على الأسعار وتأكد من جودة المنتجات والمواد الغذائية المختلفة، مطالبا القيمين في المركز التجاري بـ«لائحة الفواتير الرسمية ليتبين هامش الربح القانوني وتاريخ المواد والمنتجات الغذائية».
والتقى سلام مواطنين تواجدوا في المنطقة، شكوا له الارتفاع العشوائي في أسعار المواد الغذائية والخضراوات والحلويات في بيروت ومحيطها.
ووعد سلام بمواصلة جولاته ومديرية حماية المستهلك والمراقبين وتسطير محاضر ضبط بالمتلاعبين بالأسعار، وصولا إلى ختم مؤسساتهم بالشمع الأحمر وتغريمهم مبالغ مالية كبيرة.
ثم تفقد سلام سوبرماركت «رمال» ومؤسسة «فادي للخضار– فروتي» في الجناح، حيث طلب فريق المراقبة الفواتير الرسمية لمقارنة أسعارها.
نصر الله لحاقاآني: هذه معركتنا
ولعلَّ التطور الابرز او الاكبر منذ بدء طوفان الاقصى، زيارة قائد فيلق القدس اسماعيل حاقاآني بيروت أواخر الشهر الماضي والاجتماع الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وتطرق البحث الى احتمالات شن اسرائيل هجوما شاملا على لبنان.
ونسب الى مصدر ايراني ان السيد نصر الله طمأن حاقاآني بأن حزب الله بامكانه ان يقاتل وحده، فهذه هي «معركتنا» وان الحزب لا يريد ان تنجر ايران الى حرب مع اسرائيل او الولايات المتحدة الاميركية.
الوضع الميداني
ميدانياً، وحتى توقّف العدوان على غزة، مضت المقاومة الاسلامية بضرباتها لمواقع ومستوطنات الاحتلال في الشمال، على وقع زيارة الرئيس الاسرائيلي الى هذ المستوطنات.
واعلنت المقاومة الاسلامية استهداف تجمع لجنود العدو الاسرائيلي في محيط حدب يارين بالاسلحة الصاروخية المناسبة، كما اعلنت عن قصف موقع الرادار في مزارع شبعا، كما ضربت تجمعا لجنود الاحتلال في محيط موقع بركة ريشا.. وكذلك في موقع الراهب والمالكية والمرج.
بالمقابل، أدت غارة اسرائيلية على بلدة كفركلا الامامية الى تدمير منزل مؤلف من ثلاثة طوابق.. كما استهدف الطيران المعادي في اطراف بلدة علما الشعب منزلا مؤلفا من ثلاثة طوابق ودمرته، وكذلك استهدفت الناقورة.
واعلن الجيش الاسرائيلي مساء ان طائراته العسكرية قصفت بلدة حولا، وكذلك نقطة في بلدة مروحين، كذلك قصف وادي جامول.