اشتداد الغارات ليلاً على قرى الجنوب مع تراجع فرص الهدنة في غزة
استبقت اللجنة الخماسية على مستوى السفراء حلول عيد الفطر السعيد، فدخلت في إجازة، وتحرّر السفراء فرادى من التزامات المواعيد، وبات بإمكانهم السفر الى بلدانهم، او الى حيث شاؤوا مع امل العودة ليس الى لبنان، بل لمتابعة جدول مواعيد جديدة في الاسبوع الاول بعد العيد، الذي سيسبقه عيد الفصح، حسب التقويم الغربي، ثم عيد الفصح حسب التقويم الشرقي.
وبصرف النظر عما خلصت اليه، على مستوى القناعات التي تجمعت لدى السفراء او بصورة كلية، فإن الترقب عاد بقوة الى الواجهة، وبدت جبهة الجنوب الاكثر تأثراً بأجواء الترقب، لا سيما بعد كشف حركة حماس عن الجواب السلبي لبنيامين نتنياهو على مشروع التوصل الى هدنة تسمح بتبادل الاسرى والمحتجزين، فضلاً عن وقف النار، واطلاق المساعدات الانسانية.
وهذا يعني، من وجهة نظر مصادر سياسية، عودة المخاوف بقوة الى المشهد ايا كانت الحسابات الاميركية والاسرائيلية في ضوء جولة وزير الخارجية الاميركي انطونيو بلينكن، والتي ستشمل اسرائيل، يوم غد الجمعة، وفي واجهة الزيارة استعدادات الجيش الاسرائيلي لفتح معركة رفح او الدخول الى «رفح» ضمن خطة تدمير كل جغرافيا القطاع من جهاته الاربع، بما فيها رفح من الجنوب، وممرها عبر مصر، التي تقود مع المملكة العربية السعودية جهوداً مضنية للتوصل الى وقف النار، وتوفير المساعدات الى غزة المنكوبة.
وكشفت مصادر ديبلوماسية ان لجنة السفراء الخمسة، ستتحول بدءا من اليوم إلى لجنة من سفيرين فقط، بعد مغادرة سفراء المملكة العربية السعودية ومصر وقطر الى بلدانهم بدءا من اليوم، لقضاء ما تبقى من شهر رمضان المبارك هناك وتمضية عطلة عيد الفطر المبارك هناك، ما يعني بقاء سفيري الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا فقط في لبنان، واقتصار حركتهما منفردين حتى عودة السفراء الثلاثة من بلدانهم إلى لبنان بعد عيد الفطر المبارك، ما يعني عمليا تجميد حركة اللجنة الخماسية في الوقت الحاضر.
واشارت المصادر إلى ان ما تسرب من معلومات عن زيارة وفد اللجنة الخماسية إلى بكركي ومعراب ولقائه مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، لا يؤشر إلى أي تقدم ولو جزئي في مهمة اللجنة لانتخاب رئيس للجمهورية، بل سجل عجز ملموس، لدفع مهمتها قدما إلى الامام، استنادا إلى الاجواء التي نقلت عن أجواء المجتمعين، ما يعني ان ما قامت به اللجنة الخماسية حتى الان، مراوحة مكانها، بالرغم من اهمية الزيارات التي قامت بها، والافكار التي استمعت اليها منهم جميعا.
وفي السياق، نقل الوزير السابق وديع الخازن عن الرئيس نبيه بري تقديره لتحرك الخماسية وتشجيعه كتلة الاعتدال، مشيراً الى انه اذا تم التوافق في ضوء التشاور بين الاطراف اللبنانية، فهو سيلقى (اي التوافق) الدعم من المراجع الدولية والاقليمية، واكد الخازن ان الرئيس بري مصمم في اي وقت ولحظة لعقد الجلسة.
وأكد الرئيس نجيب ميقاتي في اليوم العالمي للفرانكوفونية ان «لا خيار للبنان الا بالحوار واتباع طريق الحوار البناء والاحترام المتبادل والتسامح الذي يمثل الانسجام ضمن الاختلاف».
ومن بكركي، كشف النائب غسان سكاف انه «عرض على البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي زاره في بكركي مبادرة جديدة من اجل الوصول الى انتخاب رئيس في اسرع وقت»، معتبراً ان الوساطات يجب ان تكون سرية، خصوصاً مع بدء طرح اسماء مما يستوجب ضرورة السرية.
اجتماع بين التيار والقوات لإعداد ورقة سياسية
واليوم، تعقد القوى المسيحية، بدعوة من البطريرك الراعي، الذي كلف المطران انطوان ابي نجم اجراء الترتيبات، اجتماعا في بكركي، لممثلين من التيار الوطني والقوات اللبنانية، وربما حزب الكتائب، وتجدُّد لوضع ورقة سياسية، تكون على جدول اعمال لقاء مسيحي موسع يدعو اليه الكاردينال الراعي مباشرة.
وفاجأ رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع السفيرة الاميركية ليزا جونسون عندما سألته عن سبب رفض دعوة الرئيس بري للحوار بقوله: لا نريد ان نكون جمهورية موز.
غارات بالجملة
ميدانياً، قرابة الخامسة الا ربعا من عصر امس شن الطيران الحربي الاسرائيلي عدواناً جوياً، باستهداف منزل في ساحة بلدة القنطرة في القطاع الشرقي، ثم خراج بلدة الغندورية.
واعلنت المقاومة الاسلامية عن استهداف موقع المرج بقذائف المدفعية، كما استهدفت المقاومة موقع زبدين في مزارع شبعا بالاسلحة الصاروخية، وكذلك قلعة هونين.
ونعت حركة «أمل» الشهيد محمد علي موسى قميحة، الذي استشهد اثناء قيامه بواجبه «الوطني والجهادي دفاعاً عن لبنان والجنوب» حسب بيان النعي.