جنبلاط ينتقد مَنْ رفض الدعوة للحوار.. وتخوُّف من مشروع فتنة في جبيل
من المتفق عليه أن سائر الأطراف المشاركة في الحرب الدائرة منذ 7 ت1 (2023)، سواء اسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، وجبهات المقاومة، لا سيما جبهة لبنان (أو جبهة الشمال الاسرائيلي) بين «دولة الاحتلال» وحزب الله، وفصائل اخرى في المقاومة اللبنانية (من امل الى قوات الفجر في الجماعة الاسلامية)، باتت أقرب الى تقديم تنازلات، والتعاطي بمرونة، للتوصل الى وقف نار أو هدنة تبادل الاسرى بين اسرائيل والفلسطينيين امتدادا الى السماح للمهجرين في غزة من العودة الى مخيماتهم ومنازلهم (حتى المدمرة) في شمال القطاع، من دون إسقاط مسألة المساعدات الانسانية والغذائية.
ولئن كان الجيش الإسرائيلي يُدرج انسحاب جنوده من معظم جنوب غزة، وخان يونس الى ما وصفه الناطق الاميركي جون كيري بأنه عبارة عن «استراحة محارب»، بأنه استعداد لحرب رفح او لجبهة الجنوب، بالانتقال من الدفاع الى الهجوم، فإن كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في احتفال تكريم اللواء محمد رضا الزاهدي الذي سقط بغارة اسرائيلية على القنصلية الايرانية بدمشق، من شأنها ان تضيء على بعض جوانب المرحلة المقبلة، ومدى جدية السير بمفاوضات وقف النار او هدنة تبادل الاسرى.
يشار الى ان الجيش الاسرائيلي يبدأ اليوم بمناورات الجليل الغربي والساحل الشمالي.
واعتبرت مصادر سياسية ان ما يجري يدخل في اطار الضغوطات وترتيب اوراق التفاوض، فإذا لم يتم التوصل الى هدنة، تصبح خيارات الحرب اكثر ترجيحاً، بصرف النظر عن الرد الايراني على هجوم السفارة الايرانية بدمشق قبل ايام.
ونقل عن رئيس الاركان الاسرائيلي قوله: نستعد لاحتمال نشوب حرب مع لبنان.
الرئيس القبرصي
وسط هذه الانتظارات الثقيلة يجري اليوم في بيروت الرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس محادثات، تتعلق بأوضاع النازحين السوريين، والهجرة غير الشرعية لهؤلاء من الموانئ اللبنانية الى الموانئ القبرصية.
وهو يلتقي لهذا الغرض مع كُلٍّ من الرئيس نجيب ميقاتي، ثم الرئيس نبيه بري، قبل ان يغادر عائداً الى بلاده.
جنبلاط: العودة الى الهدنة
وفي سياق المواقف، حدّد النائب السابق وليد جنبلاط دعوته من عين التينة الى العودة الى اتفاقية الهدنة، الموقعة بين لبنان واسرائيل عام 1949، والتي تتضمن في بعض بنودها تخفيض التسلح بين الفريقين اللبناني والاسرائيلي في مناطق معينة على خريطة الاتفاقية.
ونفى جنبلاط اي ارتباط بين ملف الرئاسة وحرب غزة والجنوب، معتبرا ان الملف الرئاسي ملف لبناني، والذين يرفضون الحوار عم «يغلطوا مش نحنا».
عظة الراعي
في السياسة، توقفت الاوساط السياسية عند مضمون عظة الكاردينال الماروني مار بشارة بطرس الراعي في يوم الاحد، والتي جاء فيها: «أمراء الحروب المتعطشين الى الدمار، لا تعتقدوا بأنكم أقوياء بأسلحتكم، بل أنتم أضعف الضعفاء، والسلاح الإلهي لا يسمح باللجوء الى الحرب بقرار شخص او حزب او فئة من المواطنين».
الشامي: الاتفاق مع الصندوق بات بعيداً
اقتصادياً، اعتبر نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي الابقاء على خطة الظل، بأنه «سيفاقم الازمة، لأنها تستكمل تذويب المزيد من الودائع، وتُبقي على غياب الخدمات العامة، وتهالك البنى التحتية واستمرار هجرة الشباب»، داعياً ان يكون الاقتصاد هو الموحد.. معتبرا ان الاتفاق مع صندوق النقد الدولي ليس قريب المنال.
قضية منسِّق «القوات»
أمنياً، تابع الرئيس ميقاتي اختطاف منسق حزب «القوات اللبنانية» في بلدة الخاربة – جبيل، باسكال سليمان.
وطلب من وزير الداخلية بسام المولوي وقائد الجيش العماد جوزاف عون التنسيق بين الأجهزة ومع القادة الامنيين لكشف ملابسات القضية وإعادة سليمان سالماً الى عائلته.
يذكر ان سليمان اختفى بعد ان قاده مجهولون الى جهة غير معلومة، وهو في طريق العودة من واجب عزاء.
وعلم ان «القوات» ستصدر بيانا حول ما حدث، وتنظر تحقيقات الاجهزة الامنية.
واعتبر النائب الياس حنكش ان سليمان يجب ان يعود الى اهله، معتبرا «ما حصل بيبلش بمطرح وما نعرف كيف بيخلص».
ووسط مخاوف من إحداث فتنة شيعية- مسيحية في جبيل، وصل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى مقر الحزب في مستيتا- جبيل.
الوضع الميداني: الجبهة تتوسَّع إلى البقاع
ميدانياً، اغارت الطائرات المعادية فجر امس على البقاع الشمالي، وسارعت المقاومة للرد بالصواريخ على اهداف عسكرية معادية في الجولان السوري وإصبع الجليل.
وأسقط حزب الله مسيّرة، من نوع هرميز 900، ذات الاصابات الدقيقة بما تحمل من قنابل، وتستهدف من مواقع (كلفتها 35 مليون دولار) وتعمل بالليرز.