Site icon IMLebanon

اللواء: ثمن بخس للبنان لبقاء النازحين ومنع تهريبهم إلى أوروبا

 

ميقاتي: ليست رشوة ولسنا حرس حدود.. ومتابعة ميدانية لمفاوضات الهدنة في غزَّة

 

قبل انعقاد مؤتمر بروكسيل، بقرابة شهر حلّت أمس رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فونديرلاين، برفقة الرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس في بيروت. وأمضى المسؤولان الأوروبيان يوماً من المحادثات، تركز بين السرايا الكبير، عبر اجتماعات مكثفة مع الرئيس نجيب ميقاتي، والوفد اللبناني اضافة الى الوفدين القبرصي ووفد المفوضية، ثم مع الرئيس نبيه بري في عين التينة، حيث نقل عن رئيس المجلس قوله: هذه اكثر مرة نلمس فيها جدية في موضوع النازحين السوريين، داعياً الى التواصل مع السلطات السورية التي باتت تسيطر على القسم الاكبر من الأراضي السورية.

ووصفت مصادر سياسية مساعدة المليار يورو التي خصصتها المفوضية الاوروبية لدعم لبنان في تحمل اعباء  مشكلة النزوح السوري، بانها كانت افضل ما يمكن الحصول عليه، بعدما كانت المساعدة المرصودة سابقا تقارب الستماية مليون يورو فقط.

واشارت المصادر إلى ان هذه المساعدة تبقى أقل من المساعدات التي ترصد لأي دولة من دول الجوار السوري بكثير مقارنة بما يتكبده لبنان من خسائر فادحة، جراء تحمله عبء النازحين،والذي يفوق امكانياته بكثير، وكان بالامكان زيادة هذه المساعدة، أسوة بالدول الاخرى،  لو كان هناك رئيس للجمهورية وحكومة أكثر تماسكا وفاعلية.

وكشفت المصادر عن خلافات بين أركان السلطة ومسؤوليها،عن الجهة التي ستحول اليها هذه المساعدة، وتكون في عهدتها وتتولى الإشراف على صرفها، بينما تتشدد المفوضية في آلية الصرف، وهي تصر على ان تتولى الجهات المعنية فيها، بدراسة المشاريع التي يحتاجها لبنان، في قطاعات معينة، وتتولى هي دراسة هذه المشاريع، والإشراف على تنفيذها وصرف الاموال المرصودة لها، تجنبا لصرفها، لان هناك شكاوى عديدة من مخاطر صرفها ضمن الاطر المعتادة، خشية من مسارب الهدر والفساد الذي ينخر مؤسسات الدولة اللبنانية.

وشددت المصادر على ان الخلاف بين المسؤولين،كان عن الجهة التي ستتسلم مسؤولية  الإشراف على صرف هذه المساعدة، ومنهم من طالب ان توضع في حسابات الهيئة العليا للاغاثة، واخرون ان يكون مجلس  الانماء والاعمار والبعض في حساب مجلس الجنوب او وزارة المال .

الا ان كل هذه المطالبات سقطت عند اصرار المفوضية ان تتولى هي بنفسها الإشراف على صرف هذه المساعدة.

وحسب بيان بعثة الاتحاد الاوروبي، فإن فونديرلاين برفقة خريستو دوليدس ان الزيارة ناقشت التحديات المحلية والاقليمية الكبيرة التي يواجهها لبنان، واعلنت ان الاتحاد الأوروبي سيقدِّم حزمة مساعدات مالية للبنان بقيمة مليار يورو للفترة الممتدة من السنة الجارية وحتى عام 2027. وسيعزِّز هذا الدعم المستمر من الاتحاد الأوروبي الخدمات الأساسية مثل التعليم والحماية الاجتماعية والصحة للشعب اللبناني. كما أنَّه سيواكب الإصلاحات الاقتصادية والمالية والمصرفية الملحَّـة. علاوةً على ذلك، سيجري تقديم الدعم للجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى على شكل معدات وتدريب لإدارة الحدود ومكافحة التهريب. وقالت الرئيسة فونديرلاين إنّ «زيارتي اليوم شهادة قوية على دعم الاتحاد الأوروبي المستمر للبنان وشعبه. وكانت هذه أيضاً الرسالة الواضحة للقادة الأوروبيين في قمتنا الأخيرة، وهم ملتزمون بتقديم دعم مالي كبير للبلاد في ضوء التحديات الكبيرة التي تواجهها».

مضيفة: ان مبلغ المليار يورو حتى 2027 سيوفر المساعدات التي يحتاجها الشعب اللبناني بشدة ويساهم بأمنه واستقراره.

وشارك في المحادثات الموسعة في السراي الكبير مع الرئيس القبرصي ورئيسة المفوضية الاوروبية، بعد الخلوة مع الرئيس ميقاتي وزراء الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، الدفاع العميد موريس سليم، الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية النائب فادي علامة، قائد الجيش العماد جوزاف عون، سفير لبنان لدى الاتحاد الأوروبي فادي الحاج علي، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير،المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، المدير العام للأمن العام اللواء الياس البيسري، مستشارا الرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر وزياد ميقاتي.

واعلنت رئيسة المفوضية الاوروبية عن حزمة مالية بقيمة مليار يورو للبنان ستكون متاحة اعتباراً من السنة الجارية وحتى عام 2027. وقالت نحن نريد أن نساهم في الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في لبنان. أولاً، من خلال تعزيز الخدمات الأساسية مثل التعليم والحماية الاجتماعية والصحة للشعب اللبناني. ثانياً، سنواكبكم في المضي قدماً بالإصلاحات الاقتصادية والمالية والمصرفية. وهذه الإصلاحات أساسية لتحسين الوضع الاقتصادي العام للبلاد في المدى الطويل.

واكدت إنَّ لبنان في حاجة إلى قوة دفع اقتصادية إيجابية لإتاحة الفرص لشركاته ومواطنيه. مشددة على اننا سندعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى. وعوّلت على حُسن تعاون لبنان لمنع الهجرة غير الشرعية ومكافحة تهريب المهاجرين».

وفي موضوع غزة وتأثيره على لبنان، قالت: إنّنا نؤيد تأييداً تاماً جميع الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن. وقد زدنا للتو مساعداتنا الإنسانية المكثفة لغزّة. ففي نهاية المطاف، نحن بحاجة إلى عملية سلام تقود نحو حل الدولتين.

وقال بدوره رئيس جمهورية قبرص: لقد ذكرت رئيسة المفوضية ان الحزمة تتضمن مساعدات للشعب اللبناني وللجيش اللبناني والاجهزة اللبنانية وايضا لمكافحة التهريب وإدارة الحدود ومراقبتها وللاقتصاد اللبناني وغير ذلك، انا على ثقة بأن هذه الحزمة التي نعلنها اليوم سوف تعزز قدرة السلطات اللبنانية على مواجهة التحديات المختلفة بما في ذلك مراقبة الحدود البرية والبحرية وضمان سلامة المواطنين وأيضا مكافحة تهريب الأشخاص ومتابعة مكافحة الإرهاب.

قراءة ميقاتي

واعتبر الرئيس نجيب ميقاتي: اننا في مسار جديد من الناحية الاوروبية في شأن ملف اللجوء السوري، فللمرة الاولى تقوم رئيس المفوضية الاوروبية بزيارة الى لبنان، ولا اشتراطات لبقاء النازحين في لبنان.

وقال: كل من هو مقيم على الاراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية، يجب ان يدخل الى بلاده، وهذه الأوامر اعطيت لكافة الاجهزة الامنية.

وكشف ميقاتي انه اتصل برئيس الوزراء السوري، وسمعت منه جوابا واضحا «بأن سوريا لا تقف عائقاً في وجه اي سوري يريد العودة».

واكد ميقاتي: وضعنا شرطا ان تعطي المساعدات للسوريين في سوريا لتكون حافزا لعودتهم ولمست تفهما اوروبيا كاملا، رافضا اعتبار المساعدة بمثابة رشوة للبنان.

واشار الى انه مع انضمام لبنان الى القانون الذي يشمل الدول المستضيفة للنازحين السوريين سيفتح المجال امام اللبنانيين لهجرة موسعة الى دول الاتحاد الاوروبي للعمل موسمياً. موضحا ان لبنان ليس حرس حدود لأوروبا.

وقال: طلبنا موارد اضافية للامن العام، ليقوم بما هو مطلوب منه في ملف اللاجئين السوريين، وابتداء من اليوم سيجري هذا الملف بوتيرة اسرع، لافتا الى ان الاتحاد الاوروبي يعتبرنا من دول الجوار، ويريد المساعدة في كل المجالات.

وقال: بعض المناطق ستمنع تعليم السوريين بعد الظهر في العام المقبل، وبتنا نعد مسارين هي المناطق الامنة وغير الآمنة في سوريا.

وحول القرار 1701، كشف ميقاتي: الاوراق تعددت والهدف واحد تطبيق القرار 1701، وهناك محادثات نقوم بها للوصول الى وضع مستقر في الجنوب.

وقال ميقاتي: انا متفائل بالبلد ولدينا قدرات كبيرة، وفور استقرار وضع الجنوب سنكون امام ايجابية وآمل انتخاب رئيس جمهورية بأقرب وقت داعيا الي توزيع المسؤولية، وعدم تحميل المودع وحده المسؤولية وموضوع الودائع «كأس مرّ» لا يريد احد ان يبشر به، وان امام المجلس اقتراح قانون حول هيكلة المصارف، متمنيا درسه، وسيتم تغيير دور السحوبات من المصارف، وصولا الى بعد مقبول، نافيا ان يكون الرئيس بري يعرقل الكابيتال كونترول.

واعلن رفضه الظهور المسلح في عكار خلال تشييع الشهيدين خلف، مطالبا بقانون جديد للانتخابات البلدية، وان وضع الجنوب فرض تأجيلها، مشيرا: لا توجد ضمانات بين يدي ان اطلاق النار سيتوقف في الجنوب عندما يتوقف اطلاق النار في غزة.

رافضا ان يكون صندوق بريد لاحد، مؤكدا انا والرئيس بري واحد ولا يمكن لأحد ان يدخل بيننا.

الحزب والورقة الفرنسية

وسط ذلك، ما يزال لبنان يتابع الوضع على جبهة غزة والمفاوضات الجارية، في ضوء ما تردد عن اشارات ايجابية، تدرسها «حماس» في اطار ردها على آخر مقترحات تبادل الاسرى والهدنة لمدة تتراوح بين 40 يوما و100 يوم، وتؤسس لوقف نار دائم.

ولم يبلغ حزب الله – حسب معلومات «اللواء» -موقفه من الورقة الفرنسية التي تتسلمها عبر المعاون السياسي الرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل.

واشارت المعلومات ان الاولوية ما تزال لمجريات المفاوضات، التي يتابعها الحزب عن كثب، مع التحسب لتطور غير مرتقب على الجبهة الجنوبية.

بخاري في معراب

في معراب، وعلى مدى ساعة ونصف، جرى بحث الملف الرئاسي واجتماعات اللجنة الخماسية، بين السفير السعودي وليد بخاري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، تخللها تقديم «عبارة سعودية مطرزة» لجعجع، الذي شدد على ان «ما من مؤشرات توحي بحدوث مشاكل داخلية في لبنان، اذ لا مصلحة لأي طرف بإشعال الساحة الداخلية سوى حزب الله المنشغل حاليا بالحرب في الجنوب». وقال: «الحزب ضرب الديمقراطية في لبنان وشعبه وفتح حرب ع حسابو، فهو ليس الحكومة ولا يحق له التحكم بمصير البلد من دون توكيل شعبي له».

وفي دار الفتوى، استقبل امس المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان وفدا من حزب «القوات» ضم النواب نجاة حاصباني، جورج عقيلي ونزيه متى.

واكده حاصباني اننا نحرص باصرار على:

– ان يكون لبنان اولاً

– تطبيق وثيقة الوفاق الوطني في اتفاق الطائف والدستور

– تطبيق القرارات الدولية

ما يحفظ وحدة وأمن ورفاه اللبنانيين ويساهم في بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها.

هناك من يضرب الدستور، و«الطائف» والسيادة ويهمش دور الجيش الشرعي اللبناني كمدافع حصري عن الأرض والشعب والمؤسسات، أي الدولة، وهي المشروع الذي اقمنا حوله شراكة مسيحية – إسلامية تحقق الاستقلال عن اي سلطة خارجية، دولة سيدة ونهائية وملتزمة بالوفاق الوطني وبالقرارات الدولية شعباً وأرضاً ومؤسسات، تبسط سلطتها على كافة أراضيها.

وفي سياق داخلي متصل، تقدم تكتل «الجمهورية القوية» باستدعاء امام المجلس الدستوري طعناً بقانون التمديد للمجالس البلدية والاختيارية.

استئناف ملاحقة سلامة

قضائياً، كلف القاضي أيمن عويدات المكلف بمهام الرئيس الاول في دعوى الدولة ضد حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة القاضي ادهم قانصو ونادين ابو علوان إكمال الهيئة الاتهامية الناظرة بملف استئناف الدولة اللبنانية بوجه سلامة، مع الاشارة الى ان رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل هيلانة اسكندر تقدمت بطلب جديد ضد سلامة.

الوضع الميداني

ميدانياً، لم تنفك قوات الاحتلال الاسرائيلي من قصف القرى الحدودية الجنوبية من طيرحرفا الى مركبا والخيام وحولا وغيرها، مع تسجيل الطيران المعادي في سماء لبنان وصولا الى خرق جدار الصوت في صيدا.

وقال الجيش الاسرائيلي ان طائراته اغارت على موقع في منطقة الطيبة، مضيفا ان دفاعاته اعترضت 3 صواريخ من  اصل 4 اطلقت من جنوب لبنان.

واستهدف حزب الله موقعا لجنود الاحتلال في مزارع شبعا، كما قصف مواقع للاحتلال في مستعمرة كريات شمونة ومواقع اخرى في الجليل.