كريات شمونة تحترق.. و«الثنائي» يجنح للوساطة الأميركية
لم تجنح اسرائيل إلى التهدئة بعد، وقررت المضي بتصعيد محسوب في رفح، على وقع مواجهات مفاجئة بقيادة الإحتلال، مع ضربات المقاومة الفلسطينية، لكنها لم تقطع حبل التفاوض، ومددت مهمة التفويض للوفد الأمني المفاوض من أجل «صفقة الرهائن».
وهذا المخاض المعقّد، لم تسلم منه جهة الجنوب، فاستهدف الاحتلال الاسرائيلي عاملين من شركة تاتش وأوجيرو مما ادى الى سقوط شهيدين من تاتش وكشافة الرسالة الاسلامية، بتجاوز خطير للخطوط الحمراء، مع العلم ان فريق العمال من شركتي الاتصالات، حصل على إذن مسبق من اليونيفيل.
ولم يتأخر رد المقاومة على المجزرة في طيرحرفا، فقصفت كريات شمونة، بصواريخ غراد، وهي التي تستخدم للمرة الاولى في الحرب.
كما قصفت ثكنة يفتاح بـ «راجمة من صواريخ فلق».
وفي هذا الاطار، عادت المساعي الدبلوماسية الفرنسية والأميركية الى الواجهة.
فالمبادرة الفرنسية (النسخة المعدلة) تقترح:
1 – وقف الأعمال العدائية من الطرفين.
2 – انسحاب عناصر حزب الله وحلفائه لمسافة 10 كلم من الحدود.
3 – ضمان حرية حركة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (اليونيفيل) والسماح لها بتسيير دوريات في مناطق عملياتها من دون اي قيود، وتعزيز انتشار الجيش اللبناني وعديده.
وحسبما كشف، فإن الرد اللبناني صاغه الرئيس نبيه بري مع حزب الله.
وكشف مسؤول لبناني ان الحزب اعترض حول انسحاب عناصره 10 كلم من الحدود، وعلى تمتع اليونيفيل بحرية الحركة من دون التنسيق مع الجيش اللبناني.
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن أي إعلان لسقوط المقترح الفرنسي بشأن الوضع في الجنوب ينتظر ساعة الصفر بعد تحفظات حزب الله عليه، وأفادت أن هذا يعطي مؤشرا إلى أن الجبهة الجنوبية قد تستعد لمرحلة جديدة من التصعيد وفي الواقع هذا التصعيد قد يسجل تطورات جديدة، وفي كل الأحوال لا بد من انتظار ما سيكون عليه التحرك الأميركي الجديد.
إلى ذلك أشارت هذه المصادر عينها إلى أن الهواجس من توسُّع الحرب في لبنان قائمة، ولم تتراجع بناءً على أي معطى، وافادت أن فرنسا قد تعلق على فشل مقترحها دون معرفة ما إذا كان هناك من مقترح بديل او لا.
وحسب مسؤول لبناني وازن فإن المساعي الاميركية افضل من المبادرة الفرنسية، لأنها تنص صراحة على ترسيم الحدود البرية بين لبنان واسرائيل.
لكن ما نُقل عن الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين امام وفد نيابي من المعارضة (كتائب- قوات- حزب اشتراكي- تجدد وتغيير) كان وضع تساؤلات واهتمامات في بيروت، لا سيما لجهة قوله ان «القرار 1701 صيغ مع وقف التنفيذ، فاسرائيل لا يلائمها هذا القرار فهي تريد ان تبقى في حالة استطلاع في الأجواء اللبنانية، وفوق كامل اراضي لبنان، لكنه اشار الى ان اتفاقا بين لبنان واسرائيل بات جاهزا.
وحول الملف الرئاسي، نقل عن هوكشتاين قوله: لا تتأملوا ان نأتي إليكم ونقول انتخبوا هذا او ذاك، فالرئاسة مشكلة لبنانية تخصكم، وتخص اللبنانيين.
يذكر ان اللقاء مع هوكشتاين عُقد بمبادرة من النائب فؤاد مخزومي.
هواجس
في موضوع النازحين، استمع الرئيس نجيب ميقاتي الى ما أسماه نائب عوني بهواجس من ابقاء النازحن وتأخير عودتهم من لبنان الى سوريا.
وقال النائب العوني جيمي جبور بعد اللقاء: ان الرئيس ميقاتي قال للوفد ان «ما يحكى عن اتفاق هو امر غير صحيح، وليس هناك اي ورقة تم توقيعها مع الاوروبيين، وكل ما حصل انه تم اعلان اوروبي عن هذه الهبة».
وعلى خط ملف النزوح السوري، تردد أن نصائح اسديت للرئيس ميقاتي من أجل أرجاء أي موقف جدي من الهبة الأوروبية إلى مجلس النواب بحيث قد يقدم توضيحات وشروحات بشأنها.
تحضيرات القمة
وجرى البحث بين الرئيس ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب بما يمكن ان يطرحه لبنان على «مؤتمر بروكسيل الثامن لدعم مستقبل سوريا والمنطقة» الذي سيعقد اواخر الشهر في بلجيكا، فضلا عن التحضيرات الجارية لمشاركة لبنان في القمة العربية في البحرين الخميس المقبل.
قوائم النازحين
وقال وزير الداخلية والبلدات في لقاء مع جمعية متخرجي المقاصد في بيروت ان على الاتحاد الأوروبي مساعدة لبنان في إعادة اللاجئين السّوريين إلى بلادهم، فالرئيس ميقاتي أكّد له أنّ الهبة الأوروبيّة هي عرض وفكرة ولم تُقرّ بعد، وتحتاج إلى موافقة رؤساء الاتحاد الأوروبيّ في حزيران المُقبل، وستكون مساعدات لدول عربية مثل مصر والاردن والموضوع أسيء فهمه.
وكشف ان قوائم المفوضية للاجين UNHCR تلحظ مليون و486 ألف سوري، وليس واضحا اسباب لجوئهم وتواريخ دخولهم، في حين ان المسجل لدى الامن العام يبلغ 300 الف سوري.
السيطرة على الكتلة النقدية
اقتصادياً، لفت حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري إلى أن «الاقتصاد اللبناني يحتاج إلى انتعاش القطاع المصرفي واستعادة الثقة لدى المودِعين».وقال منصوري من طرابلس: يسعى مصرف لبنان إلى السيطرة على الكتلة النقدية، وقمنا بضبط التداول بالليرة حيث انخفضت كتلتها في السوق من 82 تريليون في بدايات العام 2023 إلى 59 تريليون ليرة».وكشف أن «مصرف لبنان حقق فائضاً في احتياطاته بلغ ملياراً و100 مليون دولار أميركي وهي تتجاوز ضعفَي الكتلة النقدية بالدولار الموجودة في السوق والتي تُقدَّر بـ700 مليون دولار».
وعلى الصعيد القضائي، انهى المحامي العام الاستئنافيّ، في جبل لبنان، طانيوس صغبيني المرحلة الثانية من الإدّعاء في ملف شبكة الاعتداء على القصَّر. وأوضحت المعلومات أنّه ادّعى على الموقوفين الخمسة المتبقين بين قاصر وراشدين ما يرفع عدد المدعى عليهم في الملف إلى ١٧. وأفادت المعلومات بأنّ صغبيني كان قد ادّعى على طبيب الأسنان بجرائم الاغتصاب والتحرّش والاتجار بالبشر، فيما ادّعى على الاربعة الاخرين بجرائم الاغتصاب والتحرش وتبييض الاموال والاتجار بالبشر ومحاولة القتل ومخالفة قانون المعاملات الالكترونية. وفتح صغيبي محضرًا موازيًا بتعاطي المخدِرات وترويجها لعدد من الموقوفين وأحاله إلى مكتب مكافحة المخدِرات.
وحول مسار الموقف جنوباً، يتحدث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عصر الاثنين لمناسبة احياء ذكرى احد قيادييه الشهداء.
الوضع الميداني
ميدانياً، استهدفت المقاومة الاسلامية عند الخامسة من مساء أمس موقع المالكية، وحققت فيه اصابات، كما استهدفت المقاومة موقع السماقة في تلال كفرشوبا المحتلة بالصواريخ المناسبة، وليلا اندلعت الحرائق في كريات شمونة من جراء صواريخ المقاومة.
من جانبه، باكر الاحتلال الاسرائيلي بقصف جبل الليونة وأطراف زبقين ويارين والجبين بالقنابل الفوسفورية.
وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي المعادي على بلدتي كفركلا وبليدا قضاء مرجعيون. كما استهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي وادي العصافير في مدينة الخيام، ومنطقة اللبونة – الناقورة.
وافادت وسائل إعلام إسرائيلية عن «إطلاق صاروخين مضادين للدروع من لبنان في اتجاه الجليل الأعلى»، مشيرة الى «اندلاع حريق في الجليل الأعلى إثر إطلاق صواريخ مضادة للدروع من لبنان».
وقرابة منتصف الخميس الجمعة استهدف الطيران الاسرائيلي منزلا في بلدة علما الشعب، ما أدى الى تدميره وإلحاق أضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات والمنازل المجاورة.