البنتاغون: نعمل لحل دبلوماسي عند الحدود اللبنانية – الإسرائيلية .. و«فيديو حيفا» رسالة ردع
بين اليوم وغداً، تتبلور أكثر فأكثر صورة الموقف في جبهة المساندة: الجنوب، التي تقدّم الوضع العسكري الخطير فيها على ما عداه، لدرجة ان ارتباطه بالمواجهة العسكرية في رفح جنوب قطاع غزة، كانت الحاضر الابرز في لقاءات الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، الذي بدأ لقاءاته في بيروت، بلقاء قائد الجيش العماد جوزاف عون العائد حديثاً من زيارة الى الولايات المتحدة الاميركية، حيث التقى قائد المنطقة الوسطى في الجيش الاميركي، ضمن لقاءات متعددة تناولت التجهيزات والمساعدة الممكنة للقوات المسلحة اللبنانية، ثم التقى مدير المخابرات العميد جوزيف قهوجي، قبل ان ينتقل الى عين التينة، ويلتقي مع الرئيس نبيه بري، ثم التقى الرئيس نجيب ميقاتي في دارته، والذي طالب بـ«وقف العدوان الاسرائيلي المستمر، والعودة الى الهدوء والاستقرار عند الحدود الجنوبية».
وقبل مغادرته بيروت الى تل ابيب حيث كان ينتظره رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التقى وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب.
وفور وصوله الى تل ابيب التقى هوكشتاين نتنياهو، وابلغه ان الامين العام لحزب الله حسن نصر الله غير مستعد لوقف اطلاق النار في الشمال قبل وقف حرب غزة.
وطالب وزير الخارجية الاسرائيلية يسرائيل كآس بضربة تدميرية للبنان، وقال: نقترب من لحظة اتخاذ قرار تغيير قواعد اللعبة مع حزب الله.
وعلقت وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» عن هجوم اسرائيلي محتمل في لبنان، مشيراً الى ان «لا احد يرغب في رؤية حرب اقليمية اوسع نطاقاً»، مشيراً الى «اننا نعمل مع شركائنا في الشرق الاوسط للتوصل الى حل دبلوماسي بشأن الحدود اللبنانية – الاسرائيلية».
وفي حين وصف البيت الابيض مباحثات هوكشتاين بأنها تهدف الى حل دبلوماسي على طول الخط الازرق، ذكرت المعلومات ان الجيش الاسرائيلي وافق على الخطط العملياتية للهجوم، مشيراً الى ضرورة استمرار الاستعداد للحرب ضد لبنان.
ونقل عن وسائل اعلان اسرائيلية ان الاميركيين يحاولون فعل كل شيء لمنع الحرب الشاملة مع لبنان.
يذكر ان هوكشتاين «طرح هدنة» بعدها يجري البحث بالحلول.
وكشف مصدر دبلوماسي لـ«اللواء» ان لبنان لا يريد الحرب، وان «مسيَّرة الهدهد» التي وجهها حزب الله الى حيفا، هي عبارة عن رسالة ردع لاسرائيل بأن الحرب ليست بالعملية الهينة.
وقال المصدر ان «مسيَّرة الهدهد» تذكير بالمسيَّرات الثلاث التي اطلقها حزب الله فوق حقل كاريش قبل البدء بعملية ترسيم الحدود البحرية.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن زيارة المسؤول الأميركي آموس هوكشتاين خرقت مشهد عيد الأضحى وأعادت ما كانت قد ركزت عليه عندما تمت في فترة سابقة لجهة الخشية من التصعيد في الجنوب، لكن هذه المرة بدا هوكشتاين أكثر توجسا مما اسماها حرب مفتوحة بين لبنان وإسرائيل.
وقالت هذه المصادر أن المساعي الأميركية متواصلة إنما تتطلب جهودا من جميع الأطراف، ورأت أن المسؤول الأميركي حمل تحذيرا من تطور الأمور خصوصا أن التطورات في الجبهة الجنوبية تأخذ منحى خطيرا.
إلى ذلك أشارت إلى أن الملف الرئاسي لا يزال يدور في دائرة المساعي المبذولة من أجل نقل الملف إلى موقع متقدم من البحث تحت عنوان التشاور، في حين ان حراك بعض الكتل يتواصل وهناك خطوة يقوم بها تكتل الاعتدال الوطني من جديد، اما بالنسبة إلى المعارصة فإن مطالبتها بسلسلة ضمانات في ملف التشاور على حالها.
وحسب ما ذكرت «الجديد» فإن هوكشتاين التقى مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد طوني قهوجي، وقيل انه قال له إن «الوقت يضيق، ونحن امام فرصة يجب استغلالها لإنهاء الحرب».
وسمع هوكشتاين موقفاً واحداً من المسؤولين الذين التقاهم حرص لبنان على العودة، الى قواعد الاشتباك السابقة، والتمسك بالقرار 1701، وضرورة خفض التصعيد.
وفي عين التينة، اجتمع هوكشتاين مع الرئيس بري، واستغرق اللقاء ساعة وربع الساعة.
وصرح هوكشتاين بأن «حل الصراع سياسياً وبسرعة ممكن وضروري، وفي متناول اليد، وهو لمصلحة الجميع».
وابلغ هوكشتاين من التقاهم حرص بلاده على منع توسيع الحرب، لكنه تخوف من تفاقم الأمور في المرحلة المقبلة، مشيراً الى ان الولايات المتحدة تسعى مع كافة الاطراف لإحتواء التصعيد ومنع التدهور، مؤكداً السعي لاستكشاف مزيد من الخيارات لمنع الحرب.
اضاف: «إننا نمر بأوقات خطيرة، ولحظات حرجة، ونحن نعمل معاً لنحاول ان نجد الطرق للوصول الى مكان نمنع فيه المزيد من التصعيد».
اذاً بين كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اليوم، في ذكرى اسبوع القيادي الشهيد طالب عبد الله، والذي استبقه باطلاق مسيَّرة الهدهد الى كل الشمال الاسرائيلي، في مهمة جمع معلومات لتحديد اهداف الرد على اية مغامرة اسرائيلية تجاه لبنان من بوابة الجنوب وموقف نتنياهو مما نقله هوكشتاين من لبنان لجهة اعتبار ان انهاء الحرب في غزة هو المفتاح لانهاء الحرب في جنوب لبنان، وهي اقصر الطرق لعودة الامن والاستقرار الى شمال اسرائيل لحل ازمة المستوطنين.
تتبور صورة الوضع في الجنوب في الايام الاخيرة من شهر حزيران الجاري.
تزامناً مع زيارة هوكشتاين الى بيروت، والرسالة عالية اللهجة التي حملها من اسرائيل، نشر الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله، مقطع فيديو في غاية الأهمية من الأراضي الفلسطينية المحتلة، تحت عنوان «هذا ما رجع به الهدهد».
وفي مقطع مطول تجاوزت مدته 9 دقائق ونصف، عرض الإعلام الحربي لحزب الله مشاهد من استطلاع جوي لمناطق في شمالي «كريات شمونة» و«نهاريا» و«صفد كرميئيل» و«العفولة» وصولاً إلى حيفا ومينائها.
وتضمنت المشاهد معلومات استخبارية لمواقع إسرائيلية داخل فلسطين المحتلة، وأظهرت المشاهد وصول المسيّرة إلى ميناء حيفا وما رصدته من مواقع حساسة في حيفا من الميناء إلى مصافي النفط ومصانع عسكرية.
وتعليقا على الفيديو، ولفت الإعلام الإسرائيلي إلى أنّ حزب الله أوصل رسالةً أنّه في حال بادرت إسرائيل إلى خطوة ضد لبنان، فإنّ بنك الأهداف ضدها لن يكون صغيراً.
وحسب المصادر الاعلامية القريبة من حزب الله، فإن مسيَّرة الهدهد وثّقت منطقة المجمع العسكري الصناعي التابع لشركة «رافاييل» ومنطقة الكربون وميناء حيفا.
القوات لجلسات انتخاب
رئاسياً، وبانتظار استئناف النشاط السياسي والرسمي طالبت «القوات اللبنانية» الرئيس بري بالدعوة الى عقد جلسات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية يتمتع بمواصفات انقاذية اصلاحية.
وقال النائب زياد حواط بعد لقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مع وفد قواتي انه «لا توجد اولوية تعلو على ضرورة ان يكون للبنان رئيس بحجم هذه المخاطر».
الوضع الميداني
ميدانياً، ردّ حزب الله على اعتداء اسرائيل على بلدة البرغلية، وقال في بيان له: بعد مراقبة دقيقة لقواته في موقع المنارة، وعند رصد مجموعة جنوب في ميدان الرماية، استهدف مجاهدو المقاومة هذا الموقع بالاسلحة الصاروخية وقذائف المدفعية.
وذكرت القناة 12 الاسرائيلية ان 3 صواريخ، سقطت في المنارة، وهي اطلقت من لبنان، كما استهدف حزب الله دبابة ميركافا داخل موقع حدب يارين بمسيَّرة انقضاضية.