رفض عربي وأوروبي وفاتيكاني للتهديدات الإسرائيلية.. وموفد قبرصي إلى بيروت قريباً
السؤال البديهي من يكبح جموح بنيامين نتنياهو الذي يقود اسرائيل، من موقع كرئيس للحكومة إلى الإنغماس في القتل والدم، والخروج على القانون العام والدولي، وضرب عرضي الحائط بكل المواثيق والدساتير التي ترعى العلاقات بين الدول والامم؟.
بالتزامن مع خروج إحدى الشخصيات الكبيرة في الخارجية الأميركية اندروميلر من مركز القرار بالاستقالة احتجاجاً على ما يمكن وصفه «رخاوة» ادارة الرئيس جو بايدن تجاه تمادي نتنياهو في حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، ولكن من دون ربط مسار الخطوتين، خرج الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتبريش عن صمته، وخرج إلى الإعلام ليعلن: أن شعوب العالم لا يمكن أن تتحمل أن يصبح لبنان غزة أخرى مضيفاً: العديد من الارواح فقدت على جانبي الخط الازرق وعشرات الآلاف من الاشخاص نزحوا» متابعاً قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة تعمل على خفض التوتر بين اسرائيل وحزب الله وتساعد في منع التقديرات الخاطئة».
وندد غوتيريش بـ «الخطاب العدائي لإسرائيل وحزب الله، والذي يثير مخاوف من كارثة لا يمكن تصورها.
وقال: «خطوة متهورة واحدة أو تقديرخاطئ واحد، يمكن أن يؤديا إلى كارثة تتجاوز الحدود بكثير، وتفوق الخيال».
كما شدد على أنه «على كل الافرقاء الالتزام بقرار مجلس الامن 1701» لافتاً إلى أنه «لا يوجد حل عسكري للاوضاع المتوترة على الحدود اللبنانية الاسرائيلية».
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ « اللواء» أن السياسة المحلية لا تزال تحت تأثير محادثات المسؤول الأميركي آموس هوكشتين في بيروت، وما ذكره في خلالها من هواجس توتر جبهة الجنوب وانعكاس تمدد الحرب على الإقليم، ولفتت إلى أن هذه المخاوف تتزايد بشكل يومي ويعبر عنها كبار المسؤولين الدوليين ، على أن ما من طرح محدد قادر على ضبط الوضع، مشيرة إلى أن موضوع الأزمة مع قبرص قيد المعالجة وهناك حديث عن توجُّه وفد رسمي إليها في وقت قريب لبحث عدد من الملفات.
رئاسياً، لم يسجل وفق المصادر أي تطور بارز على أن الحزب التقدمي الإشتراكي أخذ على عاتقه حراكه دون أن يركن إلى أية سلبية في النتائج التي استخلصها في بداية حراكه .
وتيرة التهديد ومهمة هوكشتاين
وبين تسابق الكيان في حكومة نتنياهو إلى تهديد لبنان بالحرب، وآخرها ما نسب إلى وزير الخارجية الإسرائيلية يسرائيل كاتس مساء أمس أن تل أبيب تتخذ قريباً ما أسماه ل «قرارات لازمة لوقف هجمات «حزب الله» كانت بعض المصادر ذات «الموثوقية» تشير إلى أن الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين لا يحمل تهديداته إلى لبنان بل فقط مخاوف، وأن الوسطاء يتحركون لمنع تصعيد الوضع وما يصدر عن مسؤولين في اسرائيل ليس جديداً، إنما يندرج في إطار الضغط.
وعشية المحادثات التي ينوي اجراءها وزير الدفاع الاسرائيلي يوأف غالانت مع نظيره الاميركي أوستين، والتي سيكون لبنان حاضراً فيها، حاول نتنياهو ابتزاز الادارة الاميركية من النافذة اللبنانية بأن تأخير شحنات الاسلحة يدفعه إلى إعلان الحرب على لبنان.
مجلس التعاون يدعم لبنان ورفض الخطة الاسرائيلية
رفض مجلس التعاون الخليجي بقوة اقرار اسرائيل خطة لشن هجوم على لبنان، ودعا الامين العام للمجلس جاسم البديوي في بيان أصدره أمس إلى «تطبيق قرار مجلس الامن رقم 1701، مؤكداً على وقوف المجلس إلى جانب الشعب اللبناني، ودعم سيادة بلده وأمنه وسلامة أراضيه.
الفاتيكان على خط الجهود
وينضم الفاتيكان، بدءاً من يوم غد إلى الجهود التي تبذل لتشكيل حماية دولية ضاغطة لمنع اسرائيل من أية مغامرة ضد لبنان.
فبعد ظهر غد الاحد، يصل إلى بيروت أمين دولة الفاتيكان الكاردينال بترو بارولين، بدعوة من فرسان مالطا، لكن على جدول أعمال لقاءات سياسية، وأبرزها مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي.
كما ستزور شخصيات مسيحية، ترفع مذكرات إلى البابا، بعد لقاء مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورؤساء الطوائف المسيحية، من الكاثوليك وغير الكاثوليك.
وحسب المعلومات التي رشحت من المصادر المطلعة بأن التعايش وضوابطه من أبرز النقاط التي سيركز عليها الزائر الفاتيكاني، فضلاً عن إنهاء الشغور الرئاسي، والسعي إلى ضمان الاستقرار في الجنوب، والحفاظ على الاستقرار الامني والمعيشي للبنانيين.
بعثة إيران في نيويورك
ونقل عن مصدر في بعثة ايران لدى الامم المتحدة أن حزب الله لديه القدرة في الدفاع عن نفسه وعن لبنان في مواجهة اسرائيل، التي هي عبارة عن نظام غير شرعي.
الإتحاد الأوروبي مع خفض التصعيد
وقبل اجتماع وزراء الخارجية الاوربيين الإثنين في لوكسمبورغ، وتوجُّه وزيرة الخارجية الالمانية انالينابيربون إلى اسرائيل في اطار جولة في المنطقة، ستقودها إلى بيروت، أعلن وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل الباريس: «أننا نعمل مع شركائنا على خفض التصعيد في جنوب لبنان، وهذا سبب آخر لوقف الحرب في غزة.
بلاسخارت: جهود لإستعادة الهدوء عند الخط الأزرق
على صعيد الحركة الميدانية للونيفيل: كشف النقاب عن تحصينات جديدة، واجراءات وقائية اتخذتها قوات الامم المتحدة حول مواقع انتشارها.
والتقت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت ، رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو وقوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل المنتشرة في جنوب لبنان، في زيارتها الأولى لمقر اليونيفيل في الناقورة.
وقالت بلاسخارت بعد زيارة الخط الأزرق: «تهدف جهودنا المشتركة إلى استعادة الاستقرار على طول الخط الأزرق بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر من التبادل الكثيف الذي أدى إلى تعطيل حياة عشرات الآلاف على كلا الجانبين. من الضروري لجميع الأطراف وقف تبادل اطلاق النار والالتزام بحلول مستدامة تتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 1701».
وأشادت بـ«قيادة اليونيفيل وتفاني حفظة السلام التابعين لها، المتواجدين دائما على الأرض ويواصلون دورياتهم في منطقة جنوب نهر الليطاني رغم الظروف الصعبة والخطيرة».
قبرص حريصة على لبنان
وعلى صعيد العلاقة بين قبرص ولبنان، وعشية اللقاء بين القبارصة والاوروبيين الإثنين لتقييم الموقف، بعد تحذير الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من أعتبار نيقوسيا طرفاً في الحرب إذا فتحت موانئها ومطاراتها لاسرائيل،اكدت الحكومة القبرصية بأنها تعتبر مزوداً موثوقاً بالاستقرار ومركزاً اقليمياً معترفاً به في العمليات الانسانية، مع الحفاظ على علاقات متميزة مع الدول المجاورة كافة. وركزت في بيان على أن قبرص تسعى دائماً إلى تعزيز السلام والاستقرار الاقليميين من خلال الحوار والوساطة الدبلوماسية، ملتزمة بالقانون الدولي وميثاق الامم المتحدة. وأبرز البيان العلاقات المتميزة بين قبرص ولبنان، مشيراً إلى زيارات عدة لمسؤولين قبرصيين لبيروت وتقديم حزمة مساعدات مالية من الاتحاد الاوروبي لدعم استقرار لبنان.
وتوقع مصدر دبلوماسي لبناني أن يصل موفد قبرصي إلى بيروت، بعد اجتماع اللوكسمبورغ مطلع الاسبوع المقبل.
الوضع الميداني
ميدانياً، باكر الاحتلال في استهدافاته للقرى الامامية في مختلف القطاعات فأغار طيرانه فجر أمس على دير سريان ورب الثلاثين، كما استهدف بمسيَّرة بلدة الوزاني.
ومساء أمس استهدف حزب الله موقعاً اسرائيلياً في الزاعوة في الجولان السوري بطائرة مسيَّرة انقضاضية.
وليل أمس، قال حزب الله أنه نفذ 18 هجوماً على أهداف اسرائيلية في الجليل الأعلى وتلال كفرشوبا المحتلة.