زكي يتراجع والمعارضة لإعلان الطوارئ في الجنوب.. و«موعد ألماني» للهجوم العسكري
في الوقت الذي بقي فيه الوضع الميداني، على متغيراته الميدانية، وعنتريات جنرالات «الحرب القذرة» ضد المدنيين الآمنين في قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، من وزير الدفاع الاسرائيلي، الى قادة وضباط العمليات الدائرة في الجنوب (غزة) او المفترضة ان تتصاعد في الشمال (اي عند الحدود اللبنانية – الاسرائيلية) في هذا الوقت سجل لبنان الرسمي السياحي نقطة كبرى في مرمى العازفين على وتر تهريب الرعايا والسياح، وحتى المواطنين اللبنانيين من المجيء لقضاء اسبوع او اكثر في الربوع اللبنانية للاستمتاع بأجواء الصيف من المهرجانات الى البحر والجبل، ورؤية الأهل والاصحاب والاصدقاء.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن تحرك المعارضة أمس في المطالبة بجلسة نيابية تناقش مخاطر الحرب، كان مخططا لها، مع العلم أنه في أكثر من مناسبة توقفت المعارضة عند رفض جر لبنان إليها.
وقالت إن الطابة في مجلس النواب لجهة الاستجابة لعقد هذه الجلسة ام لا، وهناك توقعات بعدم وجود سيناريو للدعوة إليها بسبب التباينات بشأن موضوعها الأساسي، مشيرة إلى أن أمام المعارضة خيارات عدة قد تلجأ إليها في هذا المجال.
إلى ذلك، افيد أن تزخيم مسعى الاعتدال الوطني بات قريبا جدا، لكنه ينتظر بعض الإشارات.
«مشوار رايحين»
فعند الواجهة البحرية لبيروت، تحدّى لبنان التقارير الداعية لمغادرة البلد، باطلاق الموسم الصيفي عام 2024، باحتفال شارك فيه الرئيس نجيب ميقاتي ووزراء السياحة (وليد نصار) والاعلام (زياد مكاري) والصناعة (جورج بوشكيان) ووزير الدولة لشؤون الادارة نجلا الرياشي، ومدعوون من هيئات سياحية واقتصادية واعلامية.
وقال ميقاتي خلال حفل اطلاق حملة «مشوار رايحين مشوار»: نسمع بعض الدعوات من دول لرعاياها بعدم المجيء الى بنان، وأؤكد انه حتى بعض من اتخذ هذا القرار ففي قرارة نفسه يريد المجيء الى لبنان، المواطنون العرب والاجانب يحبون لبنان، ونحن نحبهم، وانا مطمئن اننا سنصل الى حل في الايام المقبلة.
وقال: «مطمئن للايام المقبلة للوصول الى حلّ وارادة اللبناني اكبر من اي مشكلة ومصر على الحياة ووزارة السياحة خير برهان».
يشار الى ان الرئيس ميقاتي، بعث برسالة الى امير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، شكره خلالها على تقديم قطر الهبة المالية لدعم رواتب العسكريين، وقيمتها عشرون مليون دولار.
وكان ميقاتي التقى في السراي الكبير سفير قطر لدى لبنان سعود بن عبد الرحمن بن فيصل الثاني آل ثاني في السراي الحكومية، وطلب اليه ايضاً نقل رسالة شكر الى نظيره رئيس الحكومة القطرية الشيخ حمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني.
ما بعد حرب غزة؟
ومع المعلومات المتوافرة عن ان دولة الاحتلال تدرس الانتقال الى المرحلة الاخيرة من الحرب في غزة، مع الابقاء على قواتها هناك، تحت اعتبارين: الاول مرتبط بالمفاوضات غير المباشرة المرتبطة بصفقة التبادل في ما خص الاسرى الاسرائيليين والاميركيين لدى حماس وحركات المقاومة والاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والثاني يتعلق بما يجري على جبهة الشمال (الحدود اللبنانية – الاسرائيلية) حسب البيانات الاسرائيلية.
مع هذه المعلومات، يتقدم الوضع في الجنوب، على غير مستوى، محلي واقليمي ودولي.
وانضم الى الرافضين للحرب الواسعة وزير خارجية الولايات المتحدة انطوني بلينكن، الذي قال: ان لا احد من اللاعبين الكبار في المنطقة يريد حربا، فلا اسرائيل وحزب الله ولبنان وايران يريدون الحرب.
واشارت الخارجية الاميركية في بيان لها: ما زلنا نشعر بالقلق ازاء مستوى العنف بين اسرائيل وحزب الله واعادة الهدوء اولوية لدينا.
وحددت صحيف «بيلد» الالمانية نقلاً عن مصادر اسرائيلية ان «اسرائيل قد تشن عملية عسكرية ضد حزب الله بالجنوب في النصف الثاني من تموز».
وقررت شركة «لوفتهانزا»الالمانية تعليق رحلاتها الليلة من بيروت واليها من 29 حزيران حتى 31 تموز واوضحت ان هذا القرار بسبب الوضع في الشرق الاوسط.
ونقل عن القائم باعمال الخارجية الايرانية علي باقري قوله لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان : المقاومة في لبنان على اهبة الاستعداد للرد على تهديدات اسرائيل.
المعارضة تطالب الحكومة بالطوارئ في الجنوب
وفي سياق المواقف، دق نواب قوى «المعارضة» ناقوس الخطر من خلال خارطة طريق تجنب لبنان حربا مدمرة، وذلك من خلال «لفصل المسار اللبناني عما يحصل في غزة وتطبيق القرار 1701 كاملا، كما طالب النواب بعقد جلسة مناقشة نيابية تخصص لموضوع الحرب في الجنوب ومخاطر توسعها، واكدوا رفضهم لتوريط لبنان في اي معادلات جديدة والسعي بكل الوسائل لتجنيب لبنان الانزلاق الى حرب شاملة.
كما طالبت القوى النيابية المعارضة الحكومة باعلان حالة الطوارئ في الجنوب، وتسليم الجيش اللبناني زمام الامور، وتكليف الجيش اللبناني بالتصدي لأي اعتداء على الاراضي اللبنانية، والتحرك الدبلوماسي من اجل العودة الى اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1949، وتنفيذ القرار 1701 كاملاً.
وكانت السفارة الاميركية جددت امس التحذيرات لرعاياها من السفر الى لبنان، مشيرة الى انهاء تحث المواطنين الاميركيين المسافرين من لبنان واليه، على مراقبة حالة رحلاتهم عن كثب، مع امكانية وضع خطط بديلة.
زكي يتراجع
عربياً، وحول اللغط المتعلق بتصريحات الامين العام المساعد للسفير حسام زكي بزيارة لبنان بشأن ان حزب الله ليس منظمة ارهابية، بعد اجتماعه مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، قال الامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط ان الامانة العامة تلتزم دوماً بالتنفيذ الكامل لقرارات الدول في كافة الموضوعات.
واعتبر ان تكليف زكي زيارة لبنان، موفداً شخصياً، هو للتواصل مع القوى السياسية اللبنانية هو تنفيذ لقرارات مجلس الجامعة في شأن التضامن مع لبنان.
واوضح زكي في مقر الجامعة ان تصريحاته «فسرت في غير سياقها الصحيح»، مشيراً الى ان هذا «لا يعني بأي حال زوال التحفظات والاعتراضات الكثيرة على سلوك وسياسات وافعال ومواقف حزب الله ليس فقط داخلياً وانما اقليمياً ايضاً».
تمديد العروض للشركات النفطية
نفطياً، ذكرت هيئة ادارة قطاع البترول امس ان وزارة الطاقة قررت تمديد الموعد النهائي للشركات لتقديم عروضها للحصول على حقول التنقيب عن النفط والغاز في حقول بحرية ضمن جولة التراخيص الثالثة.
وعليه يصبح الموعد النهائي في 7 آذار 2025 بدلاً من الثالث من تموز الحالي.
واشارت الوزارة في قرارها الى ان هذا الامر سيعطي وقتاً كافياً، لمراقبة «التطورات الاقليمية والدولية والعمل على ايجاد حلول لتعزيز جذب الشركات».
الوضع الميداني
ميدانياً، استهدف حزب الله مبنيين يستخدمهما جنود الجيش الاسرائيلي في مستعمرتي دوفيف وراموت.
كما هاجم حزب الله مستعمرة غرانوت هجليل للمرة الاولى، مستهدفاً مبانيٍ يستخدمها جنود العدو الاسرائيلي في هذه المستعمرة.
واستهدفت مدفعية العدو عيتا الشعب، وكذلك اطراف بلدة كفركلا، كما اغار الطيران المعادي على المنطقة ما بين جويا ووادي جيلو.