ميقاتي: تطويب الدويهي مناسبة وطنية.. والمعارضة تُعدُّ عريضة لبرِّي من 65 نائباً
يتخطى الترقب ذو الصلة بطبيعة الردّ الذي سيقدم عليه «المحور» بزعامة ايران بوجه اسرائيل رداً على جريمتي اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الشهيد اسماعيل هنية، والقيادي الجهادي الكبير في حزب الله الشهيد فؤاد شكر، مسألة الوقت، والتحضيرات والاستنفارات وما شاكل، إما ما هو أبعد، ويتصل «بالفصل الأخير» أو ما قبل الأخير من الحرب الدائرة منذ 7 ت1 (2023) بين اسرائيل والمقاومة الفلسطينية، لا سيما حركة «حماس» والجهات المساندة من لبنان الى اليمن، مروراً بالعراق.. فضلا عن الجهات المفتوحة في الضفة والقدس والأراضي الفلسطينية.
ولم تعد القضية تتصل فقط بأطراف الحرب الدائرة، او المتوقع اتساعها، بل انخرطت فيه الدول الكبرى، لا سيما الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، في ظل ابتعاد فرنسي عن المشهد، على خلفية الانشغال بالاولمبياد العالمي.
وفوجئت الاوساط اللبنانية، التي وضعت في أجواء شمول جولة الوفد الوزاري البريطاني (وزير الدفاع ووزير الخارجية) بعض بلدان المنطقة، ومنها اسرائيل، بطلب وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت من الجانب البريطاني تشكيل حلف دفاعي لحماية اسرائيل.
واعتبرت هذه الاوساط ان مسألة وقف اطلاق النار في غزة ما تزال على الطاولة، على الرغم من ظروف الحرب المستجدة، والتحضيرات لمواجهة، قد لا تقتصر على الرد على جريمتي الاحتلال في الضاحية وطهران، بما في ذلك قصف المدنيين.
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن الترقب لا يزال سيد الموقف في لبنان بعد التطورات الأخيرة ولاسيما انفجار حارة حريك، فيما تركزت زيارة عدد من الموفدين على سحب فتيل التفجير ، مشيرة إلى أن الاتصالات الديبلوماسية متواصلة وأن ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يستدعي التوقف عنده لجهة القول أن خط حزب الله تصاعدي ومواصلة إسناد جبهة غزة وقيام رد الحزب.
إلى ذلك، رأت أن ملف الرئاسة في ظل هذه الأجواء علق من جديد وهذه الفترة قد تكون فترة التعليق طويلة.
وسط ذلك، تعيش دولة الاحتلال حالة من التوتر، على وقع الانتظار الثقيل، سواء لجهة طبيعة الردّ، مكاناً وزماناً، فاتخذت الاجراءات في الجو والبر والبحر من جانب اسرائيل، بالتنسيق مع الولايات المتحدة الاميركية.
ونقلت هيئة البث الاسرائيلية عن اعضاء في الكنيست قولهم ان «خطة الجيش الحالية للتوغل البري الى لبنان مغلوطة».
وقال نواب في الكنيست في رسالة موجّهة إلى نتنياهو: «نؤيّد التوغّل البري في لبنان من حيث المبدأ، لكنّ الخطة التي عُرِضت علينا ستؤدي إلى البلبلة وليس إلى الحسم».
واعتبر أعضاء من الكنيست أنّ «هذه الخطة قد تقود إسرائيل إلى فشل مأسوي له عواقب غير مسبوقة»، باعتبار أنّها «لم تُراعِ الأخطاء التي ارتكبت في العملية البرية في قطاع غزة».
وأشار الإعلام الإسرائيلي الى ان نتنياهو تلقى رسالة من نواب في الكنيست تؤيد التوغل برا في لبنان.
ميقاتي من قيادة الجيش: تثبيت الموقف اللبناني
والموقف الرسمي، عبَّر عنه الرئيس نجيب ميقاتي من مقر قيادة الجيش في اليرزة، اذ اعلن لمناسبة الاول من آب عيد الجيش: «لا يسع اللبناني في مواجهة التصعيد الإسرائيلي الممنهج والخطير والذي شهدنا فصولا دامية منه خلال الساعات القليلة الماضية، لا يسعنا سوى التأكيد على حقنا في الدفاع عن ارضنا وسيادتنا وكرامتنا بكل الوسائل المتاحة»، مؤكدا: «ولا تردد في هذا الخيار مهما غلت التضحيات».
وقال: «في الوقتِ الذي نلتقي فيهِ اليوم، لا يزالُ أهلُنا في الجنوبِ والبقاع وبالامس في الضاحيةِ الجنوبية لبيروت، يواجهونَ اعتداءاتٍ إسرائيليةٍ أوقعتْ مئاتِ الشهداءِ والجرحى مواطنينَ وعسكريينَ ومقاومين، وهجّرتْ عائلاتٍ خسرت منازلَها وأُحرقَت ممتلكاتُها، ولا شيءَ يدلُّ على انَّ الغطرسةَ الإسرائيلية ستقفُ عند حدّ».
واكد ميقاتي: «صحيحٌ أن الحكومةَ التي أَرأسُها عملَتْ ولا تزالُ تعمل استنادا الى الصلاحياتِ التي مَنحًها إياها الدستور، لايجادِ حلولٍ آنيةٍ للمشاكلِ المطروحة، بالتعاونِ مع مجلسِ النواب، رئيساً وأعضاء، الا انَّ الحاجةَ ملحّة الى إصلاحات ٍجذريّة والى حلولٍ مستدامة لا يمكنُ ان تتوافرَ الا مع رئيسٍ للدولة يسهرُ على حمايةِ النظامِ الذي ارتضاهُ اللبنانيونَ والقائمِ على مبدأ الفصلِ بين السلطاتِ وتوازنِها وتعاونِها، والمرتكز الى ثوابت حدَّدَتها وثيقةُ الوفاقِ الوطنيِّ اللبنانيّ التي أُقرّتْ في اتفاقِ الطائف».
يشار الى ان قائد الجيش العماد جوزاف عون رحب بالرئيس ميقاتي شاكراً ثقته ودعمه للمؤسسة.
اجتماع مع السفراء
وكان الرئيس ميقاتي عقاد اجتماعا في حضور وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب، اجتماعا في السراي مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن وهم سفراء كل من الولايات المتحدة الاميركية، فرنسا، بريطانيا الصين وروسيا، وممثلي الدول الاعضاء غير الدائمين الموجودين في لبنان، وهم سفراء الجزائر، اليابان، سويسرا وكوريا الجنوبية.
وفي خلال الاجتماع تم تأكيد الثوابت اللبنانية في مايتعلق بالوضع في المنطقة، واهمها تأكيد اولوية تطبيق قرارات الامم المتحدة ولا سيما القرار1701.
عريضة نيابية
سياسياً، تحدثت مصادر نيابية عن اتجاه لدى نواب المعارضة لتوقيع عريضة نيابية من 65 نائباً، تتمنى على الرئيس نبيه بري الدعوة الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، على ان يطلب عدم خروج النواب من القاعة بعد الدورة الاولى.
تطويب الدويهي
في جانب آخر، من المشهد اللبناني، كان في بكركي حيث جرى تطويب البطريرك اسطفان الدويهي طوباوياً (وهو مولود في اهدن).
واعلن ممثل البابا فرنسيس، رئيس مجمع دعوى القديسين الكاردينال ماتشيللو سيمبرارو تطويب البطريرك الدويهي وسط قرع اجراس الصرح البطريرك.
وقال: يطلق على البطريرك الدويهي البطريرك الماروني والراعي الصالح الذي قاد شعبه كاتباً تاريخ المضطهدن ومن الآن وصاعداً «لقب طوباوي».
واعلن ممثل البابا في حفل التطويب الذي اقيم مساء امس في بكركي عن تطويب البطريرك اسطفان الدويهي.
وشارك في حفل التطويب الرئيس ميقاتي وشخصيات نيابية وسياسية ووزارية وممثلين للقطاعات على اختلافها.
وقال ميقاتي: «المجد يكون بجمع اللبنانيين»، واصفا «المناسبة بأنها وطني»، معربا عن تمنيه من الله ان يحمي هذا الوطن.
وعقد الرئيس ميقاتي خلوة مع البطريرك الراعي قبل بدء الحفل.
على هامش المناسبة، التقى رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مع المرشح الرئاسي سليمان فرنجية رئيس تيار «المردة».
وردا على سؤال قال فرنجية: اتنحى عن ترشيحي للرئاسة، اذا كان في حدا مرشح يعبي الكرسي.
المديرية العامة للطيران المدني
ومساء، نفت المديرية العامة للطيران المدني في مطار رفيق الحريري الدولي ما يتم تداوله من الغاء شركات طيران لرحلاتها الى المطار، بسبب الاوضاع الامنية.
الوضع الميداني لليوم 300
ميدانياً، أعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات، أن مجاهدي المقاومة الاسلامية قصفوا موقع الضهيرة الإسرائيلي بالمدفعية وحققوا إصابة مباشرة. واستهدفوا أيضاً موقع السمّاقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة. كما استهدفوا موقع المرج بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة.
كما شنت اسرائيل غارة على بلدة القصر- قضاء الهرمل، على الحدود اللبنانية – السورية. وقصفت المدفعية المعادية خلة وردة، كما اغارت مسيرة على اطراف رامية لجهة بيت ليف.