تكاثرت على نحو، غير مفاجئ مواجهات لبنان الدولة لجملة من التحديات، بعضها يتعلق بالسعي لمنع الحرب الشاملة بين اسرائيل وحزب الله، واستطراداً لبنان، وهي أشبه بالمعارك الدبلوماسية والحالية للحفاظ على استقرار، يسمح بالانتقال من حالة السلطة القلقة الى مرحلة السلطة المستقرة، مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وثاني المعارك، التمديد لقوات الامم المتحدة العاملة في الجنوب من دون تغيير في المهام، يزيد الوضع تعقيداً اكثر من تعقيداته.
أما ثالثة المعارك، او ثالثة الاثافي، فهي معركة منع وضع لبنان على اللائحة الرمادية لأسباب باتت معروفة.
وأبدى مصدر دبلوماسي لبناني سابق ومتابع للتطورات لـ «اللواء» قلقه على الوضع اللبناني خلال الاشهر المقبلة الفاصلة عن الانتخابات الاميركية وتسلم الادارة الجديدة مهامها في مطلع العام المقبل، نتيجة حالة التوتر القائمة في المنطقة وعدم قدرة الادارة الاميركية الحالية على لجم اندفاعة رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو وشركاؤه المتطرفين في الحكومة نحو التصعيد مع لبنان وربما الذهاب نحو حرب لو محدودة، لا سيما مع تعذر التوصل حتى الان الى اتفاق حول الوضع في غزة.
وقال المصدر: ان المرحلة المقبلة قد تشهد تطورات خطرة لا احد يعلم مداها وكم ستطول، خاصة ان نتنياهو لا شيء لديه ليخسره فحين تنتهي الحرب سينتهي سياسياً ما لم يذهب للسجن. ولا يعلم احد متى يحصل رد ايران وحزب الله على اغتيال الشهيدين اسماعيل هنية وفؤاد شكر، وكيف سيكون وكم سيستمر وما سيتلوه، لكن التقديرات والمنطق يقول ان اسرائيل يفترض ان تستوعب الرد ولا تذهب لرد اقوى، لأنها تدرك كما كل العالم ان ما قامت به لا يمكن ان يمر مرور الكرام.
واكد الرئيس نجيب ميقاتي ان الاتصالات واللقاءات الدبلوماسية التي يجريها تصب في سياق العمل على تأمين التمديد التلقائي للقوات الدولية العاملة في الجنوب، من دون ادخال أي تعديلات على مهامها، وتماماً كما هي الحال اليوم..
وكشف عن تفهُّم دولي للموقف اللبناني، خشية ان تؤدي التعديلات الى اعادة تأزيم الوضع اكثر مما هو متأزم.
وأكد ميقاتي ان الحكومة مستمرة في عملها لتمرير المرحلة الصعبة التي نمر بها، ومن لديه اقتراحات فليتقدم بها للمعالجة، بدل الانتقال او اللجوء الى السلبية والمقاطعة.
دبلوماسياً، وفيما طالبت الصين امس رعاياها بمغادرة البلد بأسرع وقت، تلقى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحيب اتصالا هاتفيا من وزيرة خارجية اليابان يوكو كاميكاوا ناقشا خلاله الوضع المتوتر في الشرق الأوسط. وجدد بوحبيب التحذير في حال فشلت المفاوضات بشأن غزة فإن الوضع قد يخرج عن السيطرة في المنطقة.
معركة «اللائحة الرمادية»
وسط هذه الاجواء القاتلة بدا ان القطاع المالي والمصرفي يواجه معركة مع مجموعة العمل المالي (FATF) لمنع ادراجه على اللائحة الرمادية، على خلفية المضي باعتماد الاقتصاد النقدي، والذي يشكل مستنقعا لنمو الجرائم المالية.. مما يهدد بوضع النظام المالي تحت مراقبة جديدة قد تحيله مستقبلا الى القائمة السوداء.
واستعرض حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري اجراءات المصرف المركزي وسعي لبنان لتخطي صعوبات ابرزها ادراجه في العام 2000 من قبل مجموعة العمل المالي لمكافحة تبييض الاموال على قائمة الدول غير المتعاونة.
وأوضحَ منصوري أن مصرف لبنان «أصدر التعميم 165 الذي أتاح فتح حسابات جديدة بالأموال النقدية بالدولار والليرة، لاستعمالها لتسوية التحاويل المصرفية الإلكتروية الخاصة بالأموال النقدية، وتسوية مقاصة الشيكات التي يتم تداولها أيضاً بالأموال النقدية، مما يحد من محاولات تبييض الأموال وتمويل الإرهاب ويحجِّم الاقتصاد النقدي. كما يعمل مصرف لبنان على تطبيق إجراءات لتعزيز استخدام وسائل الدفع الإلكترونية، بهدف تقليل الاعتماد على النقد في السوق اللبناني. وتتماشى هذه المبادرات مع المعايير الدولية، لا سيما تلك التي تهدف إلى مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب».
وحذر الامين العام للمصارف العربية وسام فتوح من ادراج لبنان على اللائحة الرمادية، معتبرا ان لذلك «تداعيات وعواقب خطيرة».. ومنها احتمال توقف المصارف المراسلة عن التعامل مع النظام المالي اللبناني، وتوقف عمليات تمويل التجارة الدولية، والتحويلات المالية، والضرر الكبير بسمعة لبنان.
وقال رئيس هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان عبد الحفيظ منصور ان الاقتصاد النقدي حالة غير مرغوب فيها في المنظومة المالية العالمية.. مؤكدا التزام لبنان بالمعايير الدولية لمكافحة تبييض الاموال وتمويل الارهاب، موضحا ان حجم الاقتصاد النقدي يبلغ 4 مليار دولار اي ما يشكل نصف حجم الاقتصاد.
واعتبر رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب جوزيف طربيه ان لبنان بحاجة لإيجاد حل للازمة المصرفية بما يعيد للمصارف دورها في ادارة الاقتصاد الوطني، وتوسيع الوصول الى الخدمات المالية للافراد والشركات بما يقلل الاعتماد على النقد.
الكهرباء خلال أيام!
ابلغ وزير الطاقة وليد فياض «اللواء» ان اقرب شحنة غاز اويل لمعامل انتاج الكهرباء ستصل الى لبنان من مصر يوم 25 او26 آب الحالي وتقدر حمولتها بـ 30 الف طن، وهي نتيجة المناقصة التي اجرتها الوزارة وربحتها شركة مصرية، وسيتم دفع ثمنها من حساب مؤسسة كهرباء لبنان بمبلغ 25 مليون دولار. وسيتم اجراء الفوصات المخبرية لها للتأكيد من مواصفاتها في اليوم التالي ثم يتم تفريغها.
واوضح ان شحنة الفيول اويل الجزائرية ستصل الى لبنان في 27 آب الحالي، لكن لا يمكن استخدامها فوراً بل سنجري لها مزايدة لمبادلتها بكمية نحو 20 الف طن من الغاز اويل لزوم معامل الكهرباء، لأن الغاز اويل افضل واسرع من الفيول.
واضاف الوزير فياض: بالنسبة لشحنة الفيول العراقي المقدرة بمائة الف طن فستصل ايضاً في 25 آب الحالي (الأحد) وسيتم تحميلها من ميناء البصرة، وستتم ايضاً مبادلة الكمية بنحو 60 الف طن من الغاز اويل.
واوضح ان الكميات التي سيتم استعمالها تكفي حاجة لبنان لمدة شهر وستؤمّن انتاج الكهرباء بين 4 الى 6 ساعات يومياً. بإنتظار استكمال وصول الدفعات الاخرى من الفيول العراقي على امل ألّا تتعرض لعقبات.
وقد أبحرت الناقلة الجزائرية «عين أكر» إلى لبنان محملة بشحنة أولى تبلغ 30 ألف طن من مادة الفيول، بهدف إعادة تشغيل محطات الطاقة في البلاد.
وستتبع هذه الشحنة شحنات أخرى، لكن في الوقت الحالي، لم يتم الإعلان عن الكمية الإجمالية من الفيول التي سيتم إرسالها.
واوضح الوزير فياض، إن «شحنة الوقود التي قررت الجزائر إرسالها إلى لبنان لمساعدته على حل أزمة انقطاع الكهرباء، هي هبة غير مشروطة».
الوضع الميداني
ميدانياً، اعلنت المقاومة عن استهداف موقع لقوات الاحتلال، بدءا من استهداف محيط ثكنة افيغيم بالاسلحة المناسب، كما استهدفت المقاومة مستعمرة المنارة.
وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان مبنى في زرعيت في الجليل تعرض لاضرار بسبب سقوط صاروخ اطلق من لبنان.
كما تحدثت المقاومة الاسلامية عن استهداف مبانٍ يستخدمها جنود العدو في مستعمرة المطلة.
كما استهدفت المقاومة تموضعا للاحتلال في محيط موقع الغجر.
كما استهدفت المقاومة التجهيزات التجسسية لموقع العلام بمحلَّقة انقضاضية.
وسجلت سلسلة غارات للطيران المعادي، احداها على عيتا الشعب..
كما قصفت المدفعية الاسرائيلية بلدة الناقورة.
كما هاجمت الطائرات الاسرائيلية بلدة الجبين.