Site icon IMLebanon

اللواء: حرب الإسناد تتحول إلى حرب إسرائيلية مفتوحة من الجنوب إلى البقاع

 

2137 شهيداً وجريحاً.. وفشل اغتيال كركي.. وصواريخ حزب الله تضرب تل أبيب

 

استكملت اسرائيل عدوانها الواسع على لبنان وعلى مراكز حزب لله، والتي بدأته الثلاثاء الماضي. وسجل يوم امس يوماً موصوفاً بالحرب من الجنوب الى البقاع، وكانت المحطة الفاشلة في محلة بئر العبد في الضاحية الجنوبية، حيث شنت غارة بـستة صواريخ لإستهداف قائد عسكري في حزب لله، في خضم المواجهة الجوية والصاروخية التي قالت اسرائيل انها استهدفت 1200 هدف لحزب لله، في حين ان قصف حزب لله تخطى يافا الى عكا وصفد وتل ابيب الكبرى، في اضخم عملية مواجهة منذ اندلاع جبهة المساندة اللبنانية لغزة والشعب الفلسطيني.

منذ ساعات ما بعد العاشرة من صباح امس، والوضع في الجنوب الى البقاع يتحرك بين قصف اسرائيل لم يبقَ وادٍ او قرية او مستشفى او مركز اسعاف صحي، الا واستهدفه الطيران والقصف المدفعي، مما ادى الى نزوح سكان الجنوب في محافظتي الجنوب والنبطية، الامر الذي تسبب بسقوط مئات الشهداء والجرحى.

وقدرت المصادر الصحية عدد الشهداء بـ492 والجرحى بـ1645 جريحاً، بينهم 24 طفلاً و42 سيدة وفضلاً عن عشرات المفقودين.

على ان الاخطر كان فشل عملية اغتيال قيادي عسكري كبير في حزب لله، بعدما كانت صحيفة «هارتس» الاسرائيلية سارعت الى الاعلان عن ان المستهدف هو علي كركي قائد الجبهة الجنوبية في حزب لله، عند السابعة من مساء امس.

واكد حزب الله في بيان بعد ساعتين ونصف من اعلان جيش الاحتلال الاسرائيلي انه استهدف قائد المنطقة الجنوبية في الحزب علي كركي ان «المجاهد القائد الحاج علي كركي بخير وبكامل صحيته وعافيته، وقد انتقل الى مكان آمن.

هستيريا دولة الاحتلال

شهد يوم امس هيستيريا اسرائيلية بالغة الخطورة بتنفيذ العدو عدواناً جوياً واسعاً منذ الصباح الباكر وحتى المساء على عشرات القرى والبلدات في الجنوب بكل اقضيته والبقاع الغربي والشرقي والشمالي وصولا الى اقضية جبيل وكسروان وعكار. ومساء الى بئر العبد في الضاحية الجنوبية بحيث بلغت الغارات 1100 غارة. ادت الى استشهاد اكثر من 492 مدنيا وابيدت عائلات بأكملها، واصابة اكثرمن الف بجروح عدا الاضرار المادية الكبيرة في الابينة والممتلكات والبنى التحتية. ولم توفر غارات العدو النازحين الهاربين من الجنوب تجاه صيدا وبيروت ومناطق اخرى حيث تم اقفال طريق صور القاسمية نتيجة الغارات. كما لم توفر سيارات الاسعاف. من دون ان يرف جفن اي دولة في العالم، وحيث اعلنت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة: «اننا ندعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ولكننا لا نريد اندلاع حرب في لبنان».

واستهدف عند الغروب منطقة بئر العبد وحي ماضي بالضاحية الجنوبية. وشن العدو مساء، غارتين متتاليتين على اطراف بلدة اكروم في عكار بأقصى الشمال قرب الحدود السورية.

واعلن مركز طوارئ وزارة الصحة» في تحديث لحصيلة غارات الجيش الإسرائيلي المتمادية على البلدات والقرى الجنوبية، ان هذه الغارات أدت إلى492 شهيدا و1645جريحا، ومن بين الشهداء والجرحى أطفال ونساء ومسعفون.

وردت المقاومة بوابل من الصواريخ على مدينة حيفا ومحيطها مستهدفة اهدافاً عسكرية، وقالت وسائل اعلام العدوان إن 300 ألف مستوطن اسرائيلي دخلوا الملاجئ، حيث وردت أنباء أولية عن سقوط عدد من الصواريخ في مدينة حيفا. كما استهدفت المقاومة مراكز قيادية لجيش الاحتلال في الجولان والجليل الاعلى والاسفل وصولا الى صفد وطبريا..

وقصفت المقاومة الإسلامية بعشرات الصواريخ مناطق: تل ابيب الكبرى وصولا الى شمال الضفة الغربية للمرة الاولى من لبنان منذ بداية الحرب. والمخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة «نيمرا».‏ واعادوا قصفها مرة اخرى.و مقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في «ثكنة يوآف».‏ومقر قيادة الفيلق الشمالي في «‏قاعدة عين زيتيم». ومُجمعات الصناعات ‏العسكرية لشركة «رفائيل في منطقة ‏زوفولون» شمال مدينة حيفا ‏ واعادوا قصفها مرة ثانية بعشرات الصواريخ. كما قصفت المقاومة «قاعدة ومطار رامات ديفيد» ‏بعشرات الصواريخ.‏

وقالت وسائل إعلام عبرية إن رشقة صاروخية بعيدة المدى من 120صاروخاً اتجهت من لبنان تجاه الوسط. وأضافت: أن حزب الله يوسع مدى القصف إلى 150 كلم. وبحسب وسائل إعلام عبرية، سقطت صواريخ في منطقة «عمانوئيل» الصناعية في منطقة مستوطنات الضفة. كما افادت وسائل إعلام إسرائيلية عن اشتعال النيران في موقع للجيش الإسرائيلي قرب سلفيت بالضفة الغربية. كما افادت وسائل اعلام عبرية مساءً عن سقوط صاروخ بين «كريات بياليك» وعكا.

وتم إغلاق المجال الجوي للكيان الإسرائيلي من الخضيرة إلى حدود الشمال حتى نهاية أيلول، لإعطاء حرية الحركة الجوية للطيران الحربي، ما يدل على نيته الاستمرار في المجازر.ونقل موقع «واللا» العبري عن قادة كبار بجيش الاحتلال الإسرائيلي: اننا مستعدون لمناورات برية في لبنان.

وعند غروب أمس شن العدو محاولة اغتيال جديدة في الضاحية الجنوبية، حيث اغار طيرانه على شقة مبنى في منطقة بئر العبد – حي ماضي قرب مسجد الامام الرضى بالضاحية الجنوبية وافاد إعلام العدو ان 6 صواريخ استهدفت مبنى في حي ماضي في الضاحية الجنوبية، ونقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مصادر: «ان هدف الهجوم في ضاحية بيروت هو القيادي في حزب الله علي كركي المسؤول العسكري رقم 3 المسؤول عن جبهة الجنوب في حزب الله».ولكن حزب الله اعلن فشل محاولة الاغتيال.

ونقلت القناة 12 عن مصدر سياسي إسرائيلي تبريره للمجازر بقوله: «أن هدفنا تغيير ميزان القوى بالشمال وإجبار حزب الله على الانسحاب من الحدود»،وذكرت قناة «سكاي نيوز عربية»: أن وفداً أمنياً وعسكرياً فرنسياً نقل إلى بيروت رسالة إسرائيلية «بأن تل أبيب لا ترغب في الحرب». بينما ردت المقاومة الاسلامية بقصف واسع لتل ابيب الكبرى وقواعد عسكرية اسرائيلية.. وقد اعلنت الحكومة الإسرائيلية حالة طوارئ خاصة في جميع أنحاء الكيان الإسرائيلي.

وقال رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو: «ان حرب إسرائيل ليست مع الشعب اللبناني بل مع حزب الله، وعلى الشعب اللبناني أخذ إنذاراتنا على محمل الجد والخروج من البيوت والابتعاد عن مواطن الأذى». فيما قال وزير الحرب يوآف غالانت: «اننا نقوم بهدم ما تم بناؤه في حزب الله منذ 20 عاماً».

وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية سام ووربيرغ : ما زالت الجهود مستمرّة لخفض التصعيد بين إسرائيل وحزب الله خصوصاً خلال هذه الساعات الخطيرة.

وطلب وزير الدفاع الأميركي لويد اوستن إخلاء الأميركيين من لبنان بأسرع وقت ممكن، لا سيما بعد تجدد الغارات مساء على الجنوب والبقاع.

واعلن رئيس اركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هاليفي ان قواته تستعد للمراحل التالية من عمليتها في لبنان، بعد شن موجة من الضربات الجوية ضد اهداف لحزب الله.

وقال: في الاساس نستهدف البنى التحتية القتالية التي اسسها حزب الله خلال 20 عاماً.

واعلنت حركة حماس انها قصفت الكرمل وسجن وفيشر بـ40 صاروخاً من الاراضي اللبنانية.

وفي الموقف الرسمي، اعتبر الرئيس ميقاتي خلال الجلسة ان «العدوان المتمادي على لبنان حرب ابادة ومخطط تدميري»، داعياً الامم المتحدة ومجلس الامن للوقوف مع الحق، مؤكداً الالتزام بالقرار 1701.

مجلس الوزراء

وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن مجلس الوزراء الذي يتوقف عند التطورات الأخيرة والإعتداءات الإسرائيلية ضد لبنان،سيعرض كل الإمكانات المتاحة لمد النازحين من الجنوب والبقاع، كما أن هناك مناقشات ستدور حول الوسائل التي يمكن اللجوء إليها من أجل وقف الحرب العدوانية التي يشنها العدو الأسرائيلي،فضلا عن تكليف الوزارات والمعنيين من أجل الأحاطة بهذه التطورات الخطيرة.

ولفتت هذه المصادر إلى أن سلسلة إجراءات يفترض اتخاذها منها صرف اعتمادات، داعياً التجار واصحاب المحلات الى عدم استغلال الوضع وتخزين المواد لبيعها بأسعار مرتفعة.

اما بالنسبة إلى إعلان حالة الطوارىء في البلاد، فإن المصادر ترى ان اعلانا كهذا ربما مناط بالمجلس الأعلى للدفاع أو مجلس الوزراء الذي يترأسه رئيس الجمهورية وان الحكومة تحاول اتخاذ خطوات معينة قريبة من هذه الحالة، على أن العبارة قد تدفع المواطنين إلى إظهار المزيد من الخوف، علما ان خطة الطوارىء الموضوعة لا تزال سارية وإن كانت هناك بعض الشوائب.

وقال وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي ان الاعداد التي نزحت من الجنوب قارب الـ6500 شخصاً، موضحاً ان الطرق المتجهة من الجنوب الى بيروت تشهد زحمة، والطرق غير جاهزة لاستيعاب الضغط الكبير.

لودريان يبدأ مهمته من اليرزة

وزار لودريان برفقة السفير الفرنسي هارفيه ماغرو قائد الجيش العماد جوزاف عون، وتناول البحث في الاوضاع العامة لبنان، واشار لودريان بدور الجيش خلال المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان، مؤكداً استمرار دعمه.

وكان لودريان وصل مساء الى مطار رفيق الحريري، على ان يلتقي عند العاشرة من صباح أمس الرئيس نجيب ميقاتي، والرئيس نبيه بري عند العاشرة والنصف من مقر الرئاسة الثانية.

فيما يصل الى بيروت غداً موفودون دوليون من تركيا وقطر، وفرنسا للمساعدة في احتواء التصعيد، اعلنت السفارة السعودية في لبنان الغاء حفل استقبال اليوم  اليوم الوطني السعودي الـ94، وذلك احتراماً لأرواح الضحايا المدنيين في لبنان وغزة، وتقديراً للظروف الامنية التي يمر بها لبنان، وما تشهده المناطق اللبنانية تصعيد خطير.

الموقف الأميركي

دولياً، اعرب الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش عن قلقه مما يجري.

وكشف الرئيس الاميركي جو بايدن ان واشنطن تبذل جهداً لاحتواء التصعيد، في حين ان البيت الابيض نفى شراكته بالتخطيط للهجوم، لكن البنتاغون تحدث عن تزويد اسرائيل بما تحتاجه للدفاع عن امنها.

وقال مسؤول اميركي ان القوات الاضافية التي سترسل للمنطقة متخصصة في التخطيط للطوارئ بما فيها عمليات الاجلاء.

وكانت هيئة البث الاسرائيلية ذكرت ان تل ابيب ابلغت واشنطن بالهجوم الواسع على لبنان وتلقت الضوء الاخضر.

عربياً، دعا الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط العالم الى وقف الانزلاق الكارثي في الحرب الاقليمية.

ودعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الى عقد اجتماع طارئ لرؤساء الوفود العربية في الجمعية العامة للامم المتحدة من اجل العمل على «وقف سلوك» اسرائيل الاجرامي، .. كاشفاً عن المضي بتقديم المساعدات للبنان.

واعلن وزير خارجية فرنسا ان بلاده ستسعى الى «احتواء التصعيد» في لبنان.

ودعت فرنسا مجلس الامن لجلسة طارئة حول التصعيد بين اسرائيل ولبنان.

الخسائر

وفي الخسائر المباشرة، ادى القصف على منزل مقدم متقاعد في الجيش الى استشهاده مع زوجته وبناته الثلاث، في استهداف منزلهم في الحوش قرب صور.

كما استهدف القصف الاسرائيلي الشيخ في الجماعة حسين النادر في جديدة مرجعيون.

في الشمال الاسرائيلي، بقيت صفارات الانذار تدوي بدءاً من ظهر امس في حيفا والمدن القربية منها، بعد الردّ المدوي على ما اسماه هيلفي عملية «سهام الشمال».

وكان حزب الله رد على الغارات الاسرائيلية وأطلق نحو عشرات الصواريخ من الجنوب باتجاه صفد ومحيطها.كما سجّل هجوم بالصواريخ والمسيّرات من جنوب لبنان باتجاه الجليل.وأدى سقوط صواريخ في الجليل الى إصابة اسرائيلي.وأعلن إعلام اسرائيلي احتراق مصنع في الجليل جرّاء اصابته بشكل مباشر بصاروخ أطلق من لبنان.

كما أفيد عن إصابة مبنى بشكل مباشر في غفعات أفني في الجليل الأسفل بصاروخ أطلق من لبنان.

واعلن حزب الله أنه قصف المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد ومُجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ.

وليلاً، استمرت الغارات الاسرائيلية على بلدات ومدن الجنوب والبقاع الغربي والشمال والاوسط.