البنتاغون يتدخل لحماية إسرائيل.. وماكرون يوفد وزير خارجيته إلى لبنان
حرَّكت التطورات العسكرية سواءٌ التي وسَّعتها قوات الجو في دولة الاحتلال، او الرد غير المسبوق من حزب لله، حيث استهدف تل ابيب لاول مرة منذ دخوله حرب المساندة للمقاومة في غزة في 8 ت1، بصاروخ بالستي يسمى «قادر» صباح أمس، ثم سقوط صاروخ باليستي في إيلات مساءً.
حرَّكت هذه التطورات مروحة واسعة من الاتصالات في نيويورك، وبين بيروت ونيويورك لاعلان الموقف المتعلق بحزب لله واستعداده للبحث في تهدئة الوضع على جبهتي الجنوب والشمال, انطلاقاً من الاتصالات المباشرة بين الرئيس نبيه بري والوسيط الاميركي هوكشتاين المتفقين على التهدئة، ضمن اهداف متضاربة في ما خص حسابات التهدئة، وحسابات الحرب، اذا فشلت التهدئة.
وعلى وقع استمرار المجازر الجوية الاسرائيلية بحق المدنيين اللبنانيين في مناطق الجنوب والبقاع والجبل وكسروان وجبيل، التي بلغ عدد ضحاياها 1247 شهيداً، والجرحى 5278 معظمهم من المدنيين والأطفال والنساء حسب ما اعلن منسق خطة الطوارئ الحكومية وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور ناصر ياسين، بدأ الحديث الدولي جدّياً عن مبادرة لوقف الحرب الاسرائيلية المجنونة البلاضوابط على لبنان وغزة في محاولة جديدة لضبط رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي نتنياهو ومنعه من جر المنطقة الى حرب اقليمية واسعة لا تريدها اي دولة.
وقال «موقع والا العبري»: إن إدارة الرئيس الاميركي بايدن تعمل على صياغة مبادرة سياسية جديدة قد تؤدي إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في لبنان واستئناف المفاوضات بشأن صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وذكرت المعلومات ان ورقة خفض التصعيد في لبنان تنص على وقف إطلاق النار لمدة 4 أسابيع، ونقل موقع «أكسيوس» الاميركي عن مسؤولين أميركيين ومسؤول إسرائيلي: ان إدارة بايدن تعمل على مبادرة دبلوماسية جديدة لوقف القتال في لبنان وتعدّ خطة لوقف نار مؤقت بين إسرائيل وحزب الله وقد تعلنها اليوم.
وقال المسؤول الأميركي: إن نتنياهو أعطى الضوء الأخضر لمناقشة مبادرة التهدئة مع حزب الله.وان رئيس حركة حماس يحيى السّنوار قد يقبل بوقف للنار إذا تمت التهدئة مع الحزب.
واوضح الموقع : ان أميركا ناقشت على مدار يومين خطة التهدئة في لبنان مع دول عربية وفرنسا وإسرائيل. وإن إدارة بايدن أبلغت حكومة ناتنياهو معارضتها عملية برية في لبنان.
وقال الرئيس بايدن: الحرب الشاملة في الشرق الأوسط ممكنة لكن هناك أيضا احتمال لتسوية. انا أستخدم كل طاقة إدارتي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وكان وزير الخارجية الاميركي أنطوني بلينكن قد اعلن، امس، أن الولايات المتحدة تعمل بلا كلل لتجنب حرب شاملة في لبنان. ونعمل على التحوّل إلى عملية دبلوماسية بين إسرائيل وحزب الله.
واعتبر أن «التوصل إلى هدنة في غزة هو السبيل لخفض التوتر في بقية الجبهات».
وذكرت وكالة «رويترز»: ان دولاً أوروبية تشارك في صياغة مقترح التهدئة بلبنان وغزة وتتواصل مع إيران.ونقلت عن مسؤول لبناني قوله: ان حزب الله منفتح على أي تسوية بشأن لبنان وغزة.
لكن صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية قالت: «إن فرص نجاح المبادرة الأميركية ضئيلة وفق التقديرات الإسرائيلية». فيما قال مسؤولون إسرائيليون لـ «رويترز» أن واشنطن وباريس تعملان على مقترحات لوقف إطلاق النار ولا تقدم ملموسا حتى الآن.
الى هذا، أعلن قصر الإليزيه عن لقاء بين الرئيسين الفرنسي ايمانويل ماكرون وبايدن بشأن الشرق الأوسط وأوكرانيا.
بري في الجو
وتزامن الحديث عن المسعى الاميركي مع كلام للرئيس نبيه بري عن مبادرة تتضمن العمل على خفض التصعيد، لافتة إلى أن ورقة خفض التصعيد في لبنان تنص على وقف إطلاق النار لمدة 4 أسابيع. والوصول إلى صيغة مقبولة من كل الأطراف لتطبيق القرار 1701، وترتكز على ما تم التوصل إليه سابقا مع مبعوث الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين.
وأضافت المعلومات: ان هوكشتاين سيجري مفاوضات للتوصل إلى اتفاق شامل بين لبنان وإسرائيل.
وأجرى بري لهذه الغاية إتصالاً بالرئيس نجيب ميقاتي المتواجد في نيويورك لوضعه في اجواء ما قام به الرئيس بري من إتصالات واسعة لوقف العدوان.
وذكرت قناة «ام تي في» ان بري حمّل ميقاتي رسالة من حزب الله «عن نيته التفاوض مع دول القرار».
وفي السياق، التقى الرئيس ميقاتي مساء وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، في حضور وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، والموفد الاميركي هوكشتاين.
البنتاغون: استعداد للدفاع عن اسرائيل
لكن المتحدث باسم البنتاغون كرر مساء امس الدعوة الى خفض التصعيد، معرباً عن اعتقاده ان الدبلوماسية هي افضل طريقة لحل الازمة على الحدود الشمالية لاسرائيل.
واستبعد الناطق حدث توغل بري، وقال: لا يبدو وشيكاً.
وقال المتحدث: ما تفعله اسرائيل عملية دفاعية ضد حزب الله الذي يهاجمها منذ 8 ت1.
وعن مشاركة البنتاغون في العمليات العسكرية اكد المتحدث: تشارك وقواتنا بالمنطقة موجودة للدفاع عن اسرائيل ان احتاج الامر.
وفي نيويورك، التقى الرئيس ميقاتي وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن بحضور وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، والموفد الرئاسي هوكشتاين، قبيل انعقاد مجلس الامن بطلب من فرنسا، والذ يكان التقاه قبل ذلك.
وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي استقبل الرئيس ميقاتي طالب اسرائيل بوقف التصعيد في لبنان، وحزب الله بوقف اطلاق النار على اسرائيل.. الذي كشف ان وزير الخارجية سيتوجه الى لبنان نهاية الاسبوع.
والتقى ميقاتي كلاً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، مشيداً بجهود العراق في الدعوة لعقد قمة عربية واسلامية من اجل وقف العدوان على لبنان وشعبه، ومنع انتشار الصراع في المنطقة.
لودريان وسفراء الخماسية
وفي هذه الاجواء، وعلى إثر جولة على كبار المسؤولين والقيادات السياسية والحزبية، اجتمع الموفد الفرنسي جان ايف لودريان مساء امس الاول في قصر الصنوبر، مع سفراء مجموعة الدول الخماسية. وتم خلال اللقاء البحث «في توحيد الجهود، واطلاع الدول الأعضاء في اللجنة على اتصالاته التي تمت على صعيد المنطقة، كذلك وضعهم في أجواء اللقاءات التي قام بها والتي شملت كافة المسؤولين والرؤساء والاحزاب من الاطياف السياسية كافة، والاصرار على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في هذه الظروف».
اليوم الثالث للغزو الجوي
ميدانياً، شن طيران العدو الاسرائيلي منذ فجر امس وحتى ساعة متأخرة من الليل مئات الغارات التي غطت عشرات القرى وهدمت المنازل فوق رؤوس قاطنيها المدنيين من رجال ونساء واطفال وعجزة، وطالت مناطق جديدة في كسروان (بلدة المعيصرة) وجبيل(رأس اسطا). فيماردت المقاومة الاسلامية بمزيد من الصواريخ طالت هذه المرة بصاروخ باليستي (قادر1) مستهدفا مقر قيادة «الموساد» في ضواحي تل أبيب وهو المسؤول عن اغتيال القادة وعن تفجير البايجرز وأجهزة اللاسلكي حسبما اعلنت في بيان. اضافة الى الصواريخ الثقيلة (فادي1 و2و3) على حيفا وصفد وطبريا وعلى قواعد جوية وبرية ومدفعية ولجنود المشاة ومراكز صناعات عسكرية ومستعمرات جديدة في العمق الفلسطيني المحتل، اوقعت عشرات الاصابات بين المستوطنين والحقت اضراراً وحرائق كبيرة. ونشر الاعلام العبري والمستوطنون معلومات عن اعداد الاصابات البشرية ومشاهد فيديو وصوراً عن حجم الاضرار والدمار والحرائق.
وكشف رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي «أن الجيش مستعد لعملية برية عند الحدود الشمالية مع لبنان». وأكد خلال تفقد الحدود الشمالية «أن الجيش مستمر بضرب حزب الله ويحضر للدخول إلى أرض العدو».
وأضاف: سندخل إلى القرى التي حوَّلها حزب الله إلى مواقع عسكرية. وتوجه للجنود قائلا: ستدخلون لبنان وستشتبكون مع حزب الله. سندمر البنية التحتية لحزب الله ونعيد النازحين.
واكد هاليفي «أن حزب الله وسع دائرة نيرانه وسيلقى رداً قوياً للغاية في وقت لاحق اليوم (امس). وأن الغارات المتواصلة تمهد للمناورة البرية».
وسقطت صواريخ المقاومة على نهاريا وحيفا وعتليت وزيكيم وضواحي تل ابيب والمستوطنات والمقرات والمطارات العسكرية، ومخازن السلاح.
واستخدمت المقاومة صواريخ الدفاع الجوي لملاحقة الطائرات الحربية الاسرائيلية من حولا الى ميس الجبل.
وذكرت القناة 12 الاسرائيلية ان حزب الله اطلق 95 صاروخاً من الجنوب باتجاه البلدات الاسرائيلية.
ونعى حزب الله القيادي في المقاومة الاسلامية ابراهيم قبيسي (ابو موسى) الذي استشهد في غارة الثلاثاء على الغبيري في الضاحية الجنوبية.
وليلاً تجددت الغارات على مدينة صور، بعدما طلب الجيش الاسرائيلي من الدفاع المدني اخلاء مراكزه.
استهداف إيلات
واعلن الناطق باسم الجيش الاسرائيلي انه يراقب التهديدات القادمة من العراق، بعد تمكُّن مسيَّرة آتية من الاراضي العراقية باصابة ميناء ايلات، بينما تمكنت ساعر السفينة البحرية من اعتراض مسيَّرة اخرى، وادت العملية الى سقوط عدة جرحى.
وحسب وزارة الصحة، فإن حصيلة اعتداءات يوم امس بلغت 51 شهيداً و223 جريحاً.
المطار
والابرز، ملاحياً استمرار مطار رفيق الحريري في العمل دون توقف.
وأعلن وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية خلال اجتماع مطول عقده في المديرية العامة للطيران المدني، مع المدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن ورئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، والقادة الامنيين، أن «لا إجلاء لأي رعايا عبر مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، والباب مفتوح لكلّ السفارات في هذا الخصوص»، مؤكداً أن «مطار بيروت مستمرّ في العمل وهناك شركات طيران علّقت بعض رحلاتها وهذا القرار يعود إليها، وعدد المغادرين والقادمين عبر المطار لا يزال بالآلاف».
واضاف: أما بالنسبة للاشاعات عن توقف العمل في المطار وتحليق مسيَّرات فوق المطار، على «وسائل الإعلام أن تستقي معلوماتها من وزارة الاشغال العامة والنقل المعنية في موضوع المطار، لأن هذا المرفق عانى ولا يزال وكذلك كل الشعب اللبناني يعاني. و«شيطنة» المطار ليس وقته الآن. فالعمل في المطار على قدم وساق والمعنيون في المطار من جميع الشركات وأولهم شركة طيران الشرق الأوسط التي لم توقف طائراتها اليوم.. وهي بعز الازمة الشركة الوحيدة الان التي تحمل اللبنانيين من بيروت الى كل عواصم العالم، ومن عواصم العالم الى بيروت».