IMLebanon

اللواء: استهداف نصر اللّه يضع الشرق الأوسط على فوهة بركان

 

نتنياهو يعود بغطاء أميركي.. والاحتلال يطالب بإخلاء الحدث والليلكي وحزب الله يقصف المستعمرات البعيدة

 

بترتيبات اسرائيلية – أميركية مكشوفة، وقبل أن يتوارى صوت التهديدات الخطيرة التي أطلقها رئيس الكابينت الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من على منبر  الأمم المتحدة، ضد لبنان وغزة وحزب لله زاعماً أنه يخوض معركة من أجل الدول التي يهددها «محور إيران» في المنطقة، هاجمت طائرات «ف-35» بضربات جوية قوية متتالية مقرّ قيادة حزب لله في حارة حريك، مستهدفة عدة مبانٍ مجاورة، وحسب المصادر الاسرائيلية فإن الشخصية الكبيرة المستهدفة هي الأمين العام لحزب لله السيد حسن نصر لله.

ومهما يكن من أمر، فإن استهداف السيد نصر لله، يعني وضع منطقة الشرق الاوسط برمتها على فوهة بركان الحرب الشاملة.

وفي وقت اجتمع فيه مجلس الحرب، بانتظار وصول نتنياهو، للبحث في الحرب الشاملة، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن قوافل عسكرية اسرائيلية تحتشد في الشمال استعداداً لتوغل بري محتمل، ونقلت عن مسؤول امني اسرائيلي ان «أي عملية برية في لبنان يجب أن تكون قصيرة».

وكشفت هيئة البث الاسرائيلية ان وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت هو من قاد الهجوم على الضاحية الجنوبية.

وقالت القناة 12 الاسرائيلية ان قرار اغتيال نصر لله اتخذ الاثنين الماضي.

ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي نقلا عن مصدر عسكري: نتنياهو صدق على عملية اغتيال نصر لله قبل سفره الى نيويورك.

عشر غارات بالغة الخطورة

توجّ الكيان الاسرائيلي نهاره الدموي في الجنوب والبقاع امس، بعشر غارات خلال 3 دقائق على مربعات ابنية سكنية في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية طلعة العاملية مقابل مخيم برج البراجنة الفلسطيني على طريق المطار، مستخدما قنابل ضخمة سمعت اصواتها الى مناطق الجبل، وادت الى دمار تام في ستة ابنية سويت بالارض، ودمار في نحو عشرة ابنية مجاورة وحرائق كبيرة، وذلك بعد ساعتين من انذار لسكان المنطقة بإخلائها.

وسقط نتيجة العدوان شهداء وجرحى. وتوجهت الى المنطقة المستهدفة عشرات سيارات الاسعاف والاطفاء. وذكرت إذاعة جيش الاحتلال «أن الجيش استعمل قنابل خارقة للتحصينات في الغارات ألقتها طائرات «اف 35» الاميركية الحديثة، زنة الواحدة منها 2000طن.

وحصل تناقض كبير لدى الاعلام العبري المدني والعسكري حول هدف العملية ونتائجها، فبداية ذكرت «هيئة البث الاسرائيلية» وصحيفة «يديعوت أحرونوت»: ان هدف القصف على الضاحية الجنوبية لبيروت هو اغتيال السيد نصر لله.. وزعم الاعلام الاسرائيلي ان الإستهداف كان لاجتماع قيادات لـ «حزب لله» يضم قادة يحتمل أن يكون بينهم نصرلله. فيما نقلت  إذاعة جيش الاحتلال عن مصدر عسكري: أن المؤشرات الأولية غير كافية لتأكيد أو نفي نجاح استهداف نصرلله. وعادت الاذاعة وذكرت ان نصر لله اصيب.

ومساء، نقلت القناة ١٢ الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي قوله: ان نصرلله أو السيد هاشم صفي الدين ربما كانا أو أحدهما داخل المقر لحظة قصفه. وسواء نجحت عملية الاغتيال بقصف الضاحية أم لا فهي رسالة قوية!

وكانت «يديعوت أحرونوت» قد افادت بأن  الهجوم نفذ  بعد ورود معلومات إستخباراتية عن وصول نصرلله إلى مقر حزب لله في الضاحية. كما ذكرت  القناة 12 الاسرائيلية: انه تم التخطيط لإستهداف نصر لله منذ مدة طويلة واليوم (امس) وصلت المعلومة الذهبية واستُهدِف المقر.

إلا أن تقاطع المعلومات أكد فشل محاولة اغتياله، ولاحقاً، أكدت مصادر أمنية واعلامية مقربة وتابعة للمقاومة أن السيد حسن نصر لله «في مكان آمن، وأن ما يُنشر في وسائل الإعلام العبرية غير دقيق». كما اكد مصدر مقرب من حزب لله: ان السيد نصر لله بخير وعلى قيد الحياة. اكدت «هآرتس» لاحقا ان نصر لله نجا من محاولة الإغتيال… فيما ذكر مسؤول أمني إيراني كبير لـ«رويترز»: طهران تتحقق من وضع أمين عام «حزب لله» حسن نصرلله. (بعد معلومات لصحيفة معاريف الاسرائيلية عن اصابته).

وذكرت وكالة «تنسيم» الايرانية» أن السيد نصر لله في مكان آمن.

وتعرضت المباني عند تقاطعات الشوارع في المنطقة المستهدفة الى دمار شامل أو جزئي.

وليلاً، دعا المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي الى إخلاء المباني في حي الليلكي والحدث، حسب خريطة موزعة، ولمسافة لا تقل عن 500م.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية: أن نتنياهو غادر بشكل عاجل إحاطة للصحافيين في نيويورك بعد الغارة على الضاحية الجنوبية، فيما قال المتحدث بإسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري: استهدفنا المقر الرئيسي المركزي لـ«حزب لله» في الضاحية الجنوبية وكان تحت مبان سكنية.ونحن  نواصل إستهداف أهداف تهدد مواطني إسرائيل في لبنان.

وتمكنت فرق الانقاذ عن انتشال طفلين من بين أنقاض الدمار.

وأخطرت اسرائيل البنتاغون بالعملية، كما وضع الرئيس الأميركي جو بايدن بالعملية.

كما اعلنت القيادة الوسطى الأميركية انها تتابع التطورات في بيروت ونقيّم نتائج الغارة الإسرائيلية من الناحية الأمنية، وكذلك اعلن مسؤولون في الأمم المتحدة: اننا نتابع الضربات الإسرائيلية على بيروت «بقلق شديد».

وتحدث مصدر في حزب لله ان رئيس المجلس التنفيذي في حزب لله السيد هاشم صفي الدين ما يزال على قيد الحياة.

ومن نيويورك، اجرى الرئيس ميقاتي اتصالاً بقائد الجيش العماد جوزيف عون، وأطلع منه على النتائج التي أسفرت عنها الغارات على الضاحية الجنوبية.

واعتبر ميقاتي ان اسرائيل لا تأبه لكل المساعي والنداءات الدولية لوقف اطلاق النار، مما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في ردع اسرائيل ووقف طغيانها وحرب الإبادة التي تشنها على لبنان.

وفي ضوء المستجدات الحاصلة في لبنان بعد العدوان الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، انهى الرئيس ميقاتي زيارته الى نيويورك وقرر العودة الى بيروت.

كما قرر ابقاء اجتماعات الحكومة مفتوحة على ان يعقد مجلس الوزراء اجتماعا طارئا فور عودته».

الى ذلك، نفى المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي «ما يتم تداوله عبر مجموعات «الواتساب» وبعض مواقع التواصل الاجتماعي عن دعوة رئيس الحكومة الجيش والقوى الامنية الى اعلان حال التأهب القصوى».

واشار الى ان هذا الخبر غير صحيح ويندرج في اطار الشائعات ليس الا».

وفي التداعيات الأمنية، أن صفارات الإنذار دوت في صفد والمناطق المجاورة لها. بعدما أطلقت المقاومة الاسلامية رشقات صاروخية عليها.

وطال القصف الاسرائيلي بعدران لأول مرة في جبل لبنان، وهي منطقة درزية.

وفي  المعلومات انه تم استهداف منزلين في البلدة، وتسويتهما بالأرض على قربة من مدرسة بعدران الرسمية، احدهما يعود الى واثق تاج الدين (وهو متقاعد).

كما قصف حزب لله مستعمرة ساعر، كما قصفت المقاومة مستعمرة كرئيل —– صاروخية كبيرة، ردا علي الاستباحة الهمجية الاسرائيلية.

تصعيد نتنياهو

سبق الغارة بدقائق كلمة تصعيدية لرئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو امام الجمعية العامة للامم المتحدة وسط هتافات ضده ومغادرة عدد كبير من الوفود القاعة، اكد فيها استمرار الحرب على حزب لله وحركة حماس، وقال:  لقد نفد صبرنا، لن يهدأ لنا بال حتى يتمكن مواطنونا من العودة بأمان إلى منازلهم. ولن نقبل بجيش إرهابي متمركز على حدودنا الشمالية قادر على تنفيذ مذبحة كما حدث في السابع من أكتوبر، وما دام حزب لله اختار طريق الحرب فلن يكون أمام إسرائيل خيار آخر.

اضاف: على إسرائيل أن تهزم حزب لله في لبنان…أكثر من 60 ألف إسرائيلي في الحدود الشمالية اضطروا للنزوح بسبب هجمات حزب لله.

وبالنسبة لغزة قال: إذا استمرت حماس في السلطة في غزة فإنها ستعيد تنظيم صفوفها وتسليح نفسها ومهاجمة إسرائيل مرة أخرى. ولن نرتاح حتى نحرر من تبقى من الرهائن لدى حماس في غزة. اننا مستعدون لدعم إدارة مدنية محلية في غزة تلتزم بالتعايش السلمي، والحرب يمكن أن تنتهي إذا استسلمت حماس وألقت السلاح وأطلقت سراح الرهائن.

ووجه رسالة لإيران قال فيها: «إذا ضربتونا سنضربكم وما من مكان في إيران لن تصله ذراع إسرائيل الطويلة»، زاعماً أن «العدوان الإيراني إن لم يتوقف فسيهدد كل دولة في الشرق الأوسط. لن ندخر جهدا لمنع امتلاك إيران السلاح النووي، وعلى دول العالم التكاتف لوقف برنامج إيران للسلاح النووي، وتسامح العالم مع إيران يجب أن ينتهي».

وفي المرحلة، صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة أن غارات العدو المتتالية على حارة حريك في الضاحية الجنوبية أدت الى استشهاد شخصين و76 جريحاً، بينهم اكثر من 17 جريحاً دخلوا المستشفى.