ميقاتي من بكركي: البطريرك مع أي لقاء جامع.. الجميل يتجاوز الشكل وجعجع يتريث
يوم الاثنين 7 ت1 (2024) يكون قد مضت سنة كاملة على عملية طوفان الأقصى، التي ترتب عليها حرب غزة، ولاحقاً حرب لبنان، والحملة غير المسبوقة التي تقدم عليها دولة الاحتلال في اطار تدمير مرافق الحياة في البلد، تحت ذرائع، لا قيمة ولا معنى لها، بعضها يتعلق بتدمير حزب لله، وبعضها الآخر، يتعلق بعودة سكان المستوطنات الى منازلهم.
على أن الأخطر، العمى الذي يضرب المجتمع الدولي، والخواء، الذي يحيط بقراراته وتدخلاته، لدرجة بدا معها أن غزة والضفة ولبنان خارج أي اهتمام، وقد تركوا ليتدبروا مصيرهم، بما لديهم من مقاومة وارادة حياة، وسنَّة انتصار المظلوم على الظالم.
فبعد عداد الموت في غزة وتسجيل الارتفاعات اليومية للاعداد الشهداء (اكثر من 41 ألف شهيد) والجرحى (ما يقرب من مائة الف) انتقل العداد الى لبنان، فأعلن وزير الصحة فراس الأبيض ان الحصيلة المجملة لاعتداءات العدو الاسرائيلي منذ بدئها حتى اليوم (امس هي استشهاد 1974 واصابة 9384 بجروح).
وتأتي هذه التطورات في وقت، تعلن دوائر الحرب في اسرائيل أنها بحاجة الى بضعة اسابيع، مع احتمالات توسع السيناريوهات العسكرية.. وتمضي الادارة الاميركية لاجراء مشاورات مع القيادات العسكرية والأمنية الاسرائيلية لتقييم ردّ ايران على الاغتيالات، وكيفية وحدود الرد الاسرائيلي، المدعوم أميركياً، من دون اسقاط الرد الإيراني على الردّ المرتقب.
على أن الأخطر، هو استهداف الطيران الحربي الاسرائيلي ادخل في نظام استهدافاته المؤسسات المدنية لحزب لله، لا سيما الهيئة الصحية الاسلامية، والدفاع المدني، وصولاً الى مكتب العلاقات الاعلامية الذي استهدف بعد ظهر امس، مع تزايد القرى والبلدات اللبنانية التي طالب الجيش الاسرائيلي سكانها المغادرة، مما دفع عدد النازحين الى ما يزيد على المليون مواطن.
وتأتي هذه الاستهدافات خلافاً، لما اعلنه رئيس أركان الجيش الاسرائيلي هالفي من الحدود مع لبنان أن إعادة السكان تعني تدمير البنى التحتية لـ «حزب لله» قرب الحدود.
ونسب الى مندوب اسرائيلي بالأمم المتحدة ان الحرب يمكن ان تتوقف إذا امتنع حزب لله عن استهداف اسرائيل وانسحب الى شمال الليطاني.
ميقاتي: بكركي مع اللقاء الوطني الجامع
وفي حصيلة التحركات التي وضع آليتها لقاء عين التينة الثلاثي امس الاول بين الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي والنائب السابق وليد جنبلاط، زار رئيس الحكومة الصرح البطريركي مساء امس، واعلن من هناك ان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مع ان لقاء وطني جامع، فالوقت هو العمل انقاذي.
واضاف: البطريرك يسجع وبحث الجميع مسيحيين ومسلمين على اللقاء حول كلمة سواء، واصفاً ان البيان الذي صدر بالأمس من عين التينة وطني بامتياز ولنعمل من أجل تحقيقه وسنبقى نصون مصلحة لبنان واللبنانيين.و نحث دول العالم على الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على لبنان.
ورد ميقاتي على الانتقادات التي وجهت الى لقاء الامس بالاعراب عن اسفه لان يكون التركيز هو الشكل لا المضمون الوطني الجامع، فاللقاء كان وطنياً، بخلاصة مضمونه لجهة وقف النار وتطبيق القرار 1701 وانتخاب رئيس للجمهورية.
وفي اسياق، تحرك فقد جال وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي ٍّ من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، ناقلاً «خريطة طريق» اللقاء لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان «بتطبيق القرار 1701 والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار بسردية مختلفة عن التي يقدّمها العدو الاسرائيلي. وانتخاب رئيس للجمهورية ميثاقي يطمئن هواجس الجميع، وتوفير الاغاثة للنازحين اللبنانيين» .
وبعد الاجتماع مع جعجع الذي استمر ساعة تقريبا، قال ابو فاعور:وضعت «القوات» في أجواء اجتماعات الأمس التي تشكّل محاولة لوضع خارطة وطنية تخرجنا من الوضع المأساوي الذي نعيشه، وهذه الخارطة ترتكز الى 3 نقاط اساسية، النقطة الاولى تناولت مسألة وقف العدوان الاسرائيلي واستعداد لبنان الرسمي والسياسي لتطبيق القرار الدولي 1701 ووقف اطلاق النار بشكل فوري وارسال الجيش اللبناني الى الجنوب ليقوم بمهماته مع قوات الامم المتحدة.
اضاف: انه تم الاتفاق على هذا الامر بهدف رئيسي وهو كسر السردية الاسرائيلية التي تقول ان لبنان لا يريد تطبيق القرار 1701 واستغلالها على مستوى المجتمع الدولي.
واضاف: اما النقطة الثانية في خارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها فتمحورت حول ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، في ظل المستجدات الكثيرة التي يمكن البناء عليها لإنهاء الفراغ الرئاسي، ولا سيما ان موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري مرن جدا ويُعوَّل عليه بعدما زالت الاعتبارات والتحفظات والاشتراطات نتيجة الظروف القائمة. وبالتالي نعتقد انه بات هناك اساس سياسي مرن يمكن البناء عليه.
واردف: أما النقطة الثالثة فركّزت على الموقف الوطني الجامع في اغاثة النازحين والوقوف الى جانب ابناء شعبنا، هذه المسألة التي يجب ان يعتبر الجميع انه معني بها، ليس من باب التضامن الوطني بل لتفادي اي ارتدادات سلبية قد يشهده الوضع الداخلي.
واكد ابو فاعور، ردا على سؤال، انه «لمس تجاوبا من قبل رئيس حزب «القوات» في عدد كبير من القضايا، فيما يحتاج بعض منها الى تدقيق اكثر ولكن الأجواء ايجابية ويمكن البناء عليها».
ولاحقاً، اصدرت الدائرة الإعلامية في حزب «القوات اللبنانية» بيان قالت فيه:ان إنّ القوات والمعارضة كانوا قد حذّروا مئات ولا بل آلاف المرات من هذه الحرب، وكانوا قد دعوا في الأشهر الماضية إلى تطبيق القرار 1701 فورًا لتجنٌّب هذه الحرب، وكانوا أكثر من سعى وحاول تجنّبها، فكيف تكون إذًا القوات اللبنانيّة والمعارضة في موقع المراهنين على هذه الحرب؟.
وتابع: أمّا في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسيّة، إنّ القوات اللبنانيّة جاهزة في أيّ وقت للتجاوب مع دعوة رئيس المجلس مع جلسة انتخابيّة فعليّة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهوريّة.
قال النائب فاعور بعد لقاء الجميل: لو كانت الفكرة من لقاء عين التينة خلق اصطفاف جديد ما كنت لأكون موجودًا اليوم هنا، فهدف الزيارات هو التأكيد اننا نبحث عن قاعدة وطنية لهذا الاتفاق ولما كان ميقاتي ليزور البطريرك ، انما بسياق التحضير للقاء تم النقاش انه يجب أن يكون هناك شخصية مسيحية ولكن من هي الشخصية المسيحية التي كان يجب أن تدعى للقاء تخلق إجماعًا مسيحيًا؟
وتابع: تم طرح أكثر من صيغة إنما تم الاستعاضة عنها بتوجيه نداء الى الشركاء في الوطن للتلاقي والالتقاء حول كذا وكذا، إذًا ما من نية لإقصاء أحد وطمأنت الشيخ سامي وأطمئنه أمام وسائل الاعلام ووجودنا في بكفيا وفي معراب انا والصديق راجي السعد دليل على أن لا خلاص إلا بموقف إجماعي يضم الكل.
اما الجميّل فقال: ان الأولوية اليوم هي لوقف إطلاق النار ووقف التوغل البري الإسرائيلي، وتطبيق القرار 1701والمهم أن هذا بات موقف الدولة الرسمي والذي كان محلّ تردّد في المراحل السابقة وهذا يتطلب أن تتحمل الدولة مسؤوليتها وان يتجاوب حزب لله مع الدولة والمبادرة ويقبل بانتشار الجيش على كامل الدولة اللبنانية.
اضاف: ان الأهم ألا أحد يكون مكسورًا وأن نحضن بعضنا البعض وان نفهم أن أي حل لا يمكن لأحد أن يقوم به منفردًا، والمطلب هو الاعتراف بشهدائنا وتاريخنا هذا ما ننادي به منذ عشرات السنين وحان الوقت لنعترف بتضحيات بعضنا البعض، وأن البلد يجب أن يبنى بالشراكة لكن هناك خطوتان: تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة النازحين الى بيوتهم وان تستمر الدولة بالموقف الذي أعلن أمس في لقاء عين التنية.
ارض المعركة
على أرض الميدان، تمكن مقاتلو حزب لله من الحاق الخساذر الموصوفة بضباط وجنود الاحتلال، على غير محور، فكروا بالتسلل منه، لاحداث خرق، يعوضهم الخسائر البشرية والآلية والمعنوية.. ولم يخلُ الفضاء من المروحيات الساعية لاخلاء القتلى والجرحى، حيث اعلن حزب لله عن سقوط 17 ضابط وجنديا قتلى في ارض المعركة.
وحسب الاعلام الاسرائيلي فإن الجيش الغازي يعترف لليوم الثالث على التوالي في وصول مارون ويارون، وكفر كلا والعديسة وزبقين، وتحت وقع ضربات المقاومة ببنادقها وقنابلها والمسيرات والصواريخ.
واعلن اعلام العدو مساء امس: ان هناك المزيد من الاخبار السيئة ضد جنوب الجيش الاسرائيلي.
استمرت المواجهات بين مقاتلي المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي عند القرى الامامية الجنوبية، وحاولت قبل منتصف ليل امس الاول، قوة اسرائيلية التسلل من موقع المالكية فوقعت في كمين للمقاومة عند اطراف بلدة عيترون.
وتصدى مجاهدو المقاومة الإسلامية قبل ظهر امس، لمحاولة تقدم لقوات العدو الإسرائيلي عند بوابة فاطمة في كفركلا بقذائف المدفعية. ولدى محاولة قوة مشاة إسرائيلية معادية التسلل باتجاه بلدة مارون الراس، فجّر مجاهدو المقاومة الإسلامية فجر يوم الخميس، عبوتين ناسفتين بالقوة المتقدمة. كما فجروا فجّروا عبوة ناسفة بقوة من «لواء غولاني» في منطقة ترتيرة في بلدة مارون الراس كانت تحاول الالتفاف من الجهة الغربية للبلدة وأوقعوهم بين قتيل وجريح. ولدى محاولة قوة مشاة إسرائيلية معادية التسلل باتجاه جبانة بلدة يارون، فجّر مجاهدو المقاومة الإسلامية «عبوة سجيل» بالقوة المتقدمة وأوقعوهم بين قتيل وجريح.
وقد سمح العدو الاسرائيلي صباح امس، بالإعلان عن مقتل جنديين إضافيين خلال المعارك مع حزب لله في لبنان وهما من «وحدة سييرت غولاني» قتلا بصاروخ مضاد للدروع. كما أصيب 7 آخرون بجراح بليغة في حوادث مختلفة. وبعد الظهر، اكدت وسائل إعلام إسرائيلية نقل عدد من الإصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي من منطقة الحدود مع لبنان.
وأعلن الجيش اللبناني استشهاد أحد العسكريين نتيجة استهداف اسرائيل مركزاً للجيش في بنت جبيل، وردّ عناصر المركز على مصادر النيران.
كما اعلن الجيش اللبناني عن استشهاد أحد العسكريين وأصابة آخر بجروح، نتيجة اعتداء من جانب العدو الإسرائيلي، وذلك أثناء تنفيذ مهمة إخلاء وإنقاذ بمشاركة الصليب الأحمر اللبناني في بلدة الطيبة.
وافاد المصدر انه حتى الساعة السابعة والنصف من مساء امس، نفّذت المقاومة الإسلامية 29 عملية عسكرية متنوعة الأهداف، من تصدٍّ لمحاولات التقدم الفاشلة لقوات النخبة في جيش العدو الإسرائيلي باتجاه بعض القرى الحدودية في جنوب لبنان، إلى استهداف تحشّدات العدو الإسرائيلي في ثكنات ومواقع عسكرية وبساتين ومنازل المستوطنات على طول الحافة الأماميّة قبالة القرى الجنوبية الصامدة، وليس انتهاءً بقصف مستوطنات وأهداف عسكرية في عمق شمال فلسطين المحتلة وصولا الى صفد.
بالمقابل، كثف العدو الاسرائيلي غاراته، ولم يوفر قرية او بلدة في قطاعات من الجنوب من الخيام الى البياضة وصولا الى البلدات شمال الليطاني مستهدف بلدة البابلية وامتد قصفه كيفون قضاء عاليه.
كما استهدفت الطائرات الاسرائيلية الهيئة الصحية في مجدل سلم.
ول توفر صواريخ المقاومة ليلا حيفا والبلدات المحيطة بها، فأسقطت عليها عشرات الصواريخ.
وليلا، اعلن حزب لله مقتل واصابة اكثر من 20 ضابطا وجنديا بعبوات فجرت بقوات نخبة حاولت التقدم من خراج مارون الراس ويارين.
وانذر ليلا افيخاي ادرعي سكان الضاحية الجنوبية، وبعض احياء برج البراجنة باخلاء المباني لمسافة لا تقل عن 500م.
وبالفعل، نفذت الطائرات الحربية غارتين على منطقة البرج.
عراقجي في بيروت اليوم
يصل وزير الخارجية الإيرانية، عباس عراقجي، الى بيروت، الساعة العاشرة من صباح اليوم، ويزور رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، ثم يلتقي، الرئيس نبيه بري.