هوكشتاين غادر إلى واشنطن.. وجرائم حرب الاحتلال تشمل المؤسسات الصحية والبنايات والطرق البرية
قطع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي الطريق على مهمة الوسيط الاميركي بمجاهرته بأن حربه في منتصف الطريق، وأن وقف إطلاق النار يجب أن يتضمن ترتيبات لأمن اسرائيل.
ولئن كان الجانب الاسرائيلي مصراً على التفاوض تحت النار، فإن ما رشح عن محادثات الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين وبريت ماكفورك لا يوحي برهانات مقبلة على إنجاز اتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة عن الثلاثاء الكبير موعد المنازلة الرئاسية الاميركية بين الرئيس السابق دونالد ترامب (عن الحزب الجمهوري) وكاملا هارسي (عن الحزب الديمقراطي).
وعليه، من غير المتوقع أن يزور هوكشتاين بيروت، كما كان مأمولاً ومن تل أبيب سيعود إلى واشنطن.
ووضع نتنياهو شرطين للتسوية مع لبنان: تحقيق الامن لاسرائيل والعمل ضد التسلح. والمسألة من وجهة نظره، ليست الإتفاق بل القدرة على تطبيقه، وأي وقف النار، مع حزب لله، يجب أن يضمن أمن اسرائيل، موضحاً أننا مصممون على مواجهة التهديدات في الشمال.
ومن هذه الوجهة، أعلن الرئيس نجيب ميقاتي الذي يتوجه إلى القاهرة الاثنين للمشاركة في «المنتدى الحضري العالمي» نحن في انتظار أن نتبلغ من هوكشتاين نتائج اتصالاته، لكنه استدرك التصعيد الاسرائيلي المستمر، والمواقف والتهديدات الاسرائيلية لا تبعث على التفاؤل، أقله في الفترة القصيرة المقبلة.
لكن وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن قال خلافاً لذلك، أحزرنا تقدماً جيداً بشأن ما هو مطلوب للتنفيذ الفعال لقرار مجلس الامن الدولي رقم1701 في لبنان.
وقال بلنكن: بناء على زيارتي الاخيرة للمنطقة والعمل الجاري الأن، فقد حققنا تقدماً جيداً في تلك التفاهمات.
وتحدثت عن ارسال رسالة ضمانات لاسرائيل تتعهد بها بأن لاسرائيل الحق في القيام بأي عملية من أجل أمنها، بالإضافة إلى رسالة أخرى لضمان تنفيذ الاتفاق (ترسل إلى كل من اسرائيل ولبنان).
لكن القناة 12 الاسرائيلية تحدثت عن إحراز تقدم كبير لحصول تسوية مع لبنان وتحدثت عن ابعاد قوات حزب لله إلى شمال الليطاني، وأن فترة التهدثة هي 60 يوماً للتأقلم مع مرحلة وقف النار.
الاخلاءات
وبقيت مسألة الإخلاءات والإنذارات في واجهة العدوانية الاسرائيلية. وشملت أمس بعلبك والحوش ومخيم الرشيدية، فيما تركزت الضربات على مدينتي الجنوب الصامدين: صور والنبطية، فضلاً عن قرارها والبلدات الكبرى المنتشرة فيها
أكد الرئيس ميقاتي أن «التهديدات التي يطلقها الجيش الاسرائيلي ضد المدنيين اللبنانيين بإخلاء مدن بأكملها والنزوح عن مناطقهم ومنازلهم جريمة حرب إضافية تضاف الى سلسلة الجرائم التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي قتلا وتدميرا وتخريبا». كاشفاً أنه «أبلغ هذا الموقف الى الهيئات الديبلوماسية الفاعلة طالبا تكثيف الصغط على اسرائيل لوقف عدوانها وهذا النهج المرفوض بكل المعايير الدولية والانسانية».
اضاف: «لقد تبلغنا من الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين بالامس أنه سيسعى في اسرائيل للتوصل الى حل يوقف اطلاق النار تمهيدا للبحث عن سبل التطبيق الكامل للقرار 1701، ونحن في إنتظار أن نتبلغ منه نتائج اتصالاته، علما ان التصعيد الاسرائيلي المستمر والمواقف والتهديدات الاسرائيلية لا تبعث على التفاؤل، على الاقل في الفترة القصيرة المقبلة».
وكان رئيس الحكومة عقد سلسلة لقاءات ديبلوماسية واجتماعات وزارية في السرايا. وفي هذا السياق ،إستقبل سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون وعرض معها الاوضاع والمستجدات الراهنة .كما إستقبل سفير جمهورية مصر العربية لدى لبنان علاء موسى الذي سلمه دعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لحضور» المنتدى الحضري العالمي» في القاهرة في الرابع من الشهر المقبل.
وإجتمع ميقاتي ايضاً مع وزير الخارجية والمغتربين عبد لله بو حبيب وعرض معه آخر الاتصالات الديبلوماسية لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان.
وقد طلب رئيس الحكومة من وزير الخارجية متابعة موضوع التحقيق في سقوط صاروخ على مقر الكتيبة النمسوية في «اليونيفيل».ودان رئيس الحكومة الاستهداف الاسرائيلي لقوة «اليونيفيل»، مشيدا ب»الدور الذي تقوم به هذه القوات في حفظ الامن والاستقرار في الجنوب».
المحادثات
وكان مبعوث الرئيس الأميريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط هوكشتاين، ومستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك مهمتهما الجديدة وعقدا بعد ظهر امس اجتماعاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اعقبته معلومات اسرائيلية واميركية عن صعوبة التوصل الى توافق على الحل بسبب الشروط الاسرائيلية غير القابلة للتطبيق.
واكد موقع «اكسيوس» الاميركي مساء، أن هوكشتاين لن يزور بيروت وسيعود من إسرائيل إلى واشنطن اليوم (امس)..
وعلى هذا يترقب الجميع اسبوعاً مفصلياً جديداً مع انتهاء مهمة هوكشتاين تتظهر فيه نوايا اسرائيل الحقيقية برفض وقف الحرب، لا سيما وان هناك من لاحظ ان زيارة هوكشتاين هذه المرة سبقتها وترافقت معها ايضاً موجة غارات عنيفة خلال اليومين الماضيين على البقاع وبخاصة مدينة بعلبك، وعلى قرى الجنوب وبخاصة مدينة صور، وطرقات جبل لبنان، وقتل المزيد من المسعفين والمدنيين و تدمير المزيد من الاماكن السكنية ودور العبادة، تماماً كما حصل في الزيارة الاخيرة للموفد الاميركي، وكما حصل عند صدور المبادرة الاميركية – الفرنسية اواخر ايلول الماضي، وهوما بدا تناغماً اميركياً – اسرائيلياً في جولة لتفاوض الجديدة تحت النار علّ وعسى يرضخ لبنان والمقاومة للشروط والتعديلات اوالملاحق التي يطلبها الاميركي والاسرائيلي للقرار 1701.ما يعني سلفاً فشل المحاولة الجديدة.(راجع ص3).
وذكر موقع Ynet الإسرائيلي «أن هوكشتاين وماكغورك كانا اجتمعا في وقت سابق امس مع وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر».
وتناولت المناقشات مسألة التوصل إلى تسوية في لبنان، وصفقة مع حماس لإطلاق سراح الرهائن، والتصعيد في مواجهة إيران. ونقل موقع «أكسيوس» الاميركي عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين: ان نتنياهو ناقش مع هوكشتاين وماكغورك اتفاقاً لوقف إطلاق النار في لبنان.
وأكد نتنياهو للموفدين تصميم إسرائيل «على إحباط أي تهديد لأمنها من لبنان، وإعادة الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال».وقال: القضية الأساسية ليست أوراق هذا الاتفاق أو ذاك بل قدرة إسرائيل وتصميمها على إنفاذ الاتفاق..
كما قال نتنياهو بعد اللقاء: هناك ضغط لتحقيق تسوية في لبنان قبل الأوان والواقع أثبت العكس، ولا أحدد موعدا لنهاية الحرب لكني أضع أهدافا واضحة للانتصار فيها، وسنعمل على معالجة أذرع الأخطبوط ونضرب في الوقت نفسه رأسه في إيران. أولويتنا القصوى منع إيران من حيازة سلاح نووي ولإسرائيل حرية عمل كبيرة في طهران أكثر من أي وقت مضى.
وتابع: نحن نغير وجه الشرق الأوسط، لكننا ما زلنا في عين العاصفة وأمامنا تحديات كبيرة ولا أقلل من شأن أعدائنا مطلقا والمهم في التسوية في لبنان إمكانية تحقيق الأمن والعمل ضد التسلح.
اما وزير الحرب يوآف غالانت فقال: مهمتنا لم تنته بعد ومن واجبنا الأخلاقي إعادة المخطوفين إلى بيوتهم.
وبناء لذلك، ظهر ان الواقع ما زال مخالفاً لكل الضخ الاعلامي الايجابي التضليلي، إذ أكدت القناة 12 الإسرائيلية: «ان مسؤولي القيادة في إسرائيل يستعدون لتوسيع العمليات البرية في لبنان لأن المفاوضات قد تستغرق وقتاً».
كما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية عن مسؤول إسرائيلي قوله: «سنفاوض تحت القصف ولا أحد يوافق على وقف النار للتفاوض على اتفاق، ولبنان وحزب لله لم يقبلا المقترح وقالا إنه يمنح إسرائيل مساحة لمواصلة الهجوم». وقالت الصحيفة: ان مسودة الاتفاق الأميركي الإسرائيلي تسمح لإسرائيل بضرب لبنان خلال فترة شهرين انتقالية، ونرجح معارضة حزب لله وحكومة لبنان لمسودة اتفاق إنهاء الحرب بسبب انتهاكها للسيادة»
وفي السياق، كشف مسؤولون لـ»نيويورك تايمز» ان نتنياهو ينتظر الفائز في انتخابات أميركا قبل المضي في مسار تفاوضي. كما ذكرت قناة «سي أن أن» الاميركية: المسؤولون الأميركيون يشكّكون في إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل الانتخابات الرئاسية. ونقلت عن مصادر قولها: أنه مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية، فإن التوقعات بأن الجهود النهائية لإنهاء الحرب في غزة ولبنان سوف تتكلل بالنجاح أصبحت ضئيلة.
وأشارت المعلومات الى ان «منسوب التفاؤل بوقف إطلاق نار خلال ساعات أو أيام انخفض بعد زيارة هوكشتاين إلى إسرائيل، والتعويل بات على مساع ديبلوماسية مستمرة قد تتبلور لاحقا».
مراكز الإيواء مسؤولية الدولة
محلياً، شدد مجلس المفتين، الذي عقد اجتماعاً برئاسة المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان أمس في دار الفتوى على ان «النازحين من الجنوب والبقاع والضاحية هم أهلنا وضيوفنا، وعلى الدولة مسؤولية تجاههم بتأمين مزيد من مراكز الإيواء، وخصوصا ان النزوح يزداد يوما بعد يوم، مما يضاعف نسبة التعرض للأملاك الخاصة وتفاقم الخلافات وهذا ينبغي معالجته في اسرع وقت ، حتى لا نقع في المحظور.
ورأى ان «الاستمرار بالفراغ في سدة رئاسة الجمهورية يخشى من أن يؤدي الى استهداف لبنان وتدميره وضياعه واستحداث وصاية عليه، مما يستوجب الإسراع في انتخاب رئيس جامع وعدم ربطه باي استحقاق آخر لان وجود الرئيس وتشكيل حكومة فاعلة هما الأساس في مواجهة كل الأخطار المحدقة بلبنان وشعبه ومؤسساته»، واعلن تأييده «البيان الصادر عن مفتي الجمهورية برفضه إحداث أي خلل في التوازنات بالمواقع المدنية والعسكرية والقضائية في سائر مؤسسات الدولة»، وحذر من ان «يكون هذا الأمر شرارة أزمة جديدة تضاف الى الأزمات المتراكمة في لبنان وعلى الجهات المعنية ان تراعي التوازن بين المكونات اللبنانية كافة بالعدل والمساواة في الحقوق والواجبات».
ونوه مجلس المفتين بـ»مبادرة الأشقاء العرب وخصوصا دول مجلس التعاون الخليجي والدول الصديقة للبنان، بالمسارعة الى مساعدة الشعب اللبناني ودعمه، من خلال ثقتهم بمؤسسات الدولة وسعيهم الدائم لوقف حرب الإبادة التي يشنها العدو الصهيوني على لبنان وشعبه».
الأولوية لوقف النار
وفي المواقف، اعتبر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى أن العدوان الصهيوني على لبنان، وما يرتكبه من مجازر بحق المدنيين، هو جريمة ضد الانسانية، ورأى المجلس على المستوى الوطني أن الاولوية اليوم هي لوقف العدوان على لبنان، مشيداً الوقفة الوطنية في المناطق التي لجأ إليها النازحون وبتعاون المواطنين مؤكداً إلى هذا النزوح مؤقت.
واتهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع محور المقاومة بتعطيل الانتخابات الرئاسية، فهم لا يريدون حصول انتخابات حقيقية، مشيراً إلى أنهم حاولوا فرض سليمان فرنجية، لكنهم لم ينجحوا، مشدداً على رئيس يلتزم قرارات الامم المتحدة.
ودعا الحكومة أن تعلن بحزم أنها ستلتزم قرارات مجلس الامن الرقم 1559 (الذي ينص على نزع سلاح جميع الميليشيات)، والرقم 1680 و 1701 (الذي ينص على انسحاب حزب لله إلى ما وراء نهر الليطاني موضحاً أن لبنان اليوم يفتقد إلى دولة حقيقية منذ عامين ونحن من دون رئيس وحكومة مؤقتة.
استهداف المؤسسات
ميدانياً، كان الابرزهو استهداف المؤسسات الصحية، من العالمين في «الهيئة الصحية الاسلامية» والرسالة الاسلامية والدفاع المدني والصليب الاحمر. ونعت الهيئة الصحية أكثر من أربع شهداء سقطوا باستهداف المسيرات الاسرائيلية لسيارات الاسعاف والاطفاء.
اعلن «حزب لله» في سلسلة بيانات أنه «استهدف أربع مرات تجمعات لقوات العدو في منطقة وطى الخيام بالصواريخ. وأطلق «صلية صاروخية على تجمع لقوات العدو الاسرائيي جنوبي منطقة الخيام»؟ كما استهدف «الحزب» فجر اليوم تجمعاً لجنود العدو الاسرائيلي شرق بلدة الخيام بصلية صاروخية وقذائف المدفعية. وقصفوا مساء أمس مستعمرة كريات شمونة ولمرتين بصلية صاروخية، وتجمعات لجنور العدو الاسرائيي في مستعمرتي ليمان وجشر هزيف لصلية صاروخية وقصف مستعمرة كرمئيل. وقال حزب لله: «استهدفنا تجمعاً لقوات العدو في مستعمرة بفتاح بصلية صاروخية.
وليلاً، استهدف حزب لله مستعمرة المطلة.
وبعد يوم حافل بالغارات، شنت الطائرات الاسرائيلية غارة على بلدة خربة سلم، وبرعشيت وبيت ياحون.
وقصفت اسرائيل عند التاسعة من مساء أمس محيط معتقل الخيام بالقنابل الانشطارية.
وليلاً، وجه الجيش الاسرائيلي انذارات لسكان مدينة النبطية بالاخلاء وعلى الفور ، شنت غارات عنيفة على أحياء المدينة.
وأعلن الجيش الاسرائيلي إضابة 11 جندياً بيوم واحد بالمواجهة مع حزب لله.