IMLebanon

اللواء: «مفاوضات الاغتيالات» تهدّد مهمة هوكشتاين.. وبرّي تسلم ردّ الحزب

 

استهداف محمد عفيف في رأس النبع وقائد ميداني في مار الياس.. وضراوة في المعارك البريّة

 

مفاوضات وقف نار أم مفاوضات قتل وملاحقة لكوادر حزب لله، وتدمير فوق التصوّر للأبنية والمحلات والنشاط الصحي والاقتصادي والمدني، وتعزيز الضربات خارج الميدان الحقيقي، لفرض صيغة اتفاق، يكرّس بالموافقة والضمانات الدولية تعزيز التفوق وحرية الحركة لجيش العدوان بالتصرف وفقاً لما يشاء ويرغب، في حال وقف النار..

صورة المشهد هذه، تشكلت على خلفية الاعتداءات التي وصلت الليل بالنهار، سواء بالغارات أو القصف، أو الاستهداف لمسؤولين في الحزب خلال ساعات قليلة خاصة بين اغتيال مسؤول وحدة العلاقات الاعلامية في حزب لله الشهيد محمد عفيف باستهداف مركز حزب البعث العربي الاشتراكي في رأس النبع، حيث كان يرأس اجتماعاً للوحدة هناك، واستهداف مسؤول عسكري للحزب في الجنوب وتردد انه يدعى محمود ماضي.

وتأتي هذه الاغتيالات بعد يوم حافل بالتصعيد  من الجنوب الى الضاحية الجنوبية وبعلبك، مع الاشارة الى تصعيد المواجهات البرية بين جيش الغزو الاسرائيلي والمقاومة الاسلامية في القطاعات الامامية من الغربي الى الشرقي، حيث دارت معارك ضارية، واعترف جيش الاحتلال بسقوط جنديين له في المعارك.

وعشية وصول الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت غداً الثلاثاء، على ان يكون في اسرائيل الاربعاء، كما بات معروفاً، توافق نتنياهو ووزير دفاعه كاتس على تكثيف الضغط بالنار على لبنان لقبول الورقة المطروحة من دون اتخاذ اي اجراءات تعديلية تتعلق بعدم الموافقة على حرية الحركة للجيش الاسرائيلي في الجنوب ولبنان.

وتسلمت عين التينة مساء امس رد حزب لله وملاحظاته على الورقة الاميركية على ان تسلم للسفارة الاميركية التي سترسلها الى واشنطن ليبنى على الامر قرار زيارة هوكشتاين الى بيروت.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن التركيز منصب حاليا على ملف وقف إطلاق النار، في الوقت الذي ينعدم فيه التوقع النهائي بشأن مصيره، على أن هناك ثوابت محددة لن يخرج عنها لبنان، في حين أنه ليس معلوما ما إذا كان الجانب الإسرائيلي يقبل بالقرار الذي يتم ترتيبه وإن زيارة هوكشتين تحرك العمل التفاوضي لكن قد لا تمنح الضوء الأخضر لبت الأمر في انتظار اجواء لقائه مع الجانب الإسرائيلي.

إلى ذلك اعتبرت المصادر أن نقاطا أساسية في مسودة وقف إطلاق النار تخضع للتشاور اللبناني، وإن ما يقدم إلى هوكشتين هو عبارة عن موقف متكامل من مسألة القرار ١٧٠١ ونشر الجيش وغير ذلك بما يتوافق مع ما خرج من القمة العربية الإسلامية.

لكن معلومات تحدثت عن ان الاغتيالات التي حصلت امس ضد كوادر حزب لله عقدت الموقف رغم بروز «ايجابيات» في الرد.

وفي المعلومات ان لبنان ابلغ واشنطن موافقته على اقتراح وقف النار، وان هوكشتاين سيصل الى بيروت غداً لاعادة قراءة بعض المصطلحات بما لا يتعارض مع الدستور اللبناني.

وترأس بنيامين نتنياهو (رئيس مجلس الحرب) اجتماعاً امنياً في مقر وزارة الامن الاسرائيلية لبحث مصير التسوية مع لبنان.

وفي بيروت، اعرب الرئيس نجيب ميقاتي عن أمله في أن تسفر الاتصالات الجارية عن وقف لاطلاق النار تمهيداً الى المرحلة الثانية المتعلقة بتنفيذ القرار 1701.

واذا كانت الاجواء والتسريبات الاميركية – الاسرائيلية اصبحت معروفة حول مضامين هذه الورقة او عناوينها الرئيسية، فإن السؤال يبقى حول الموقف الفرنسي من هذه الورقة وما ورد فيها من اقتراحات سبق واعلن لبنان الرسمي رفضه لها.

وفي حين تردد ان هوكشتاين  سيزور باريس اليوم الاثنين قبل زيارته بيروت الثلاثاء، ثم تل ابيب الاربعاء، فإن الموقف الفرنسي قد يكون «ضابط ايقاع» في النقاش مع الاميركي حول التفاصيل والشروط التي يطلبها الكيان الاسرائيلي ويوافقه عليها الاميركي، خاصة ان احداً لا يعلم بالضبط ما هي التفاصيل المخفية في الاتفاق الاميركي – الاسرائيلي، ولكن ستكون بالتأكيد حسب بعض التسريبات العبرية والاميركية في مصلحه اسرائيل.

واوضحت مصادر دبلوماسية لـ«اللواء» انه لم يتم الابلاغ عن زيارة هوكشتاين الى باريس اليوم، وفي حال زارها سيكون النقاش مركزاً حول ما يمكن ان يقبل به لبنان وتقبل به اسرائيل ايضاً بما يؤمّن وقف الحرب والدمار والكلفة على الشعب اللبناني. وقالت المصادر: ان فرنسا سبق وابلغت الاميركيين واسرائيل ان بعض الشروط الاسرائيلية التي اضيفت في ورقة هوكشتاين الجديدة على ورقة الرئيسين الفرنسي ماكرون والاميركي بايدن في ايلول الماضي من الصعب ان يقبلها لبنان، لا سيما الضمانات التي تطلبها اسرائيل على حساب سيادة لبنان، وتعديل  لجنة المراقبة الثلاثية وآلية عملها وغيرها من نقاط.

لكن المصادر اكدت ان مجرد وجود فرنسا في اللجنة الى جانب الاميركيين يحقق نوعاً من التوازن فيها بإعتبار فرنسا هي اكثر الاصدقاء التي تراعي مصالح لبنان، وقد اكد ذلك الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي. واشارت الى ان همّ فرنسا الاساس هو وقف الحرب لذلك فهي وافقت منذ البداية على اي جهد او محاولة او مسعى لوقف الحرب فورا تخفيفاً لمعاناة اللبنانيين. وهي تسعى بل وتضغط لوقف الخروقات الجوية والبرية الاسرائيلية وتسعى ليكون هذا من ضمن التعهدات والتطمينات للبنان.

وترى المصادر الدبلوماسية ان القرار بوقف الحرب او عدمه بيد نتنياهو، ولم يعُد سراً ان نتنياهو لم يعد يراهن على ما يمكن ان يقدمه له الرئيس الاميركي المنتهية ولايته جو بايدن بعد نحو شهرين، لكنه لا شك يراهن على ما يمكن ان يقدمه له الرئيس المنتخب دومالد ترامب، خاصة ان الادارات الاميركية المتعاقيبة ديموقراطية او جمهورية طالما مَدّت اسرائيل بكل اسباب الحياة والبقاء وهي الان تفتح لنتنياهو كل مخاون السلاح واعطته «كارت بلانش» ليفعل ما يريد.

على هذا، اذا صحت المعلومات عن زيارة لهوكشتاين الى باريس اليوم قبل بيروت. يَفترض لبنان ان فرنسا ستكون الى جانبه لجهة ما يعني «تلطيف» بعض مضمون وشروط الورقة الاميركية– الاسرائيلية»، لأنه ما لم يوافق عليها لبنان ستبقى ورقة اميركية– اسرائيلية لا قيمة لها، وستبقى الحرب قائمة الى اجل غير مُسمّى.

وفي اطار التسريبات الاسرائيلية، نقلت صحيفة «هآرتس» العبرية عن مسؤولين أميركيين واسرائيليين  قولهم: إن هناك تقدماً في المحادثات نحو وقف إطلاق النار بين الكيان وحزب لله. وقال المسؤولون: القضية التي لم تحل بعد هي مطالبة إسرائيل بحرية العمل عسكريا في لبنان.

كما نقلت قناة العربية– الحدث عن مصادر سياسية لبنانية قولها: على عكس ما كان متوقعا زيارة هوكشتيان لن تحمل إيجابيات.

الوضع الميداني

ميدانياً، اصرت دولة الاحتلال على استهداف بيروت مرتين يوم امس الاول بعيد الظهر باغتيال عفيف ومجموعة من معاونيه، والثانية بعيد السابعة والنصف عندما استهدفت مبنى وسيارة في محلة مارالياس، ادت الى سقوط شهيدين واصابة 3 آخرين بجروح خطيرة، وتسجيل حركة نزوح واسعة من المحلة.

وافيد ان ثلاثة اشخاص كانوا برفقة الشهيد عفيف بينهم محمود الشرقاوي وهو رجل متقدّم في السنّ ويعاون الشهيد محمد عفيف.

وقال الامين القطري للحزب علي حجازي: ان الصدف شاءت ان يكون محمد عفيف في اجتماع خاص بالمبنى لحظة استهدافه. وقال: أن المبنى بالكامل لحـزب البعث ولا يوجد بداخله اي اهالي. وكشف أن هناك موقوفاً لدى الجيش اللبناني اعترف بتصوير مركز الحزب المقصوف، وقيادة الجيش لم تبلغنا.

والى ذلك، جدد العدو  غاراته العنيفة على الضاحية الجنوبية، مستهدفا مبانٍ في محيط مقبرة الرادوف في برج البراجنة ومبنى حسينية آل بعجور في شارع بعجور بحارة حريك وللمرة الاولى استهدف عين الرمانة مغيرا على مبنى من 12 طابقة سواها بالارض تقع مقابل كنيسة مار مخايل في الشياح. ومحيط مستشفى السان جورج في الحدث نتج عنها تدمير مبنى وتضرر كنيسة سيدة النجاة. عدا مبانٍ في البرج. أوتوستراد السيد هادي (مقابل مدرسة البيان)- منطقة الصفير (قرب ملعب الراية)- حارة حريك (خلف مبنى البلدية)- حارة حريك (طلعة العاملية مقابل ساحة القدس).

كما لم تسلم قرى الجنوب من الغارات المعادية التي استهدفت احداها موقعا للجيش اللبناني ادت الى استشهاد عسكريين اثنين وجرح اثنين، واستشهاد امرأة سورية وطفليها. عدا عدد من الشهداء المدنيين والمسعفين في قرى النبطية وصور وبنت جبيل وحاصبيا والبقاع.

بالمقابل، استهدف ‏مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة عند الساعة 10:15 من صباح امس الأحد منطقة الكريوت شمالي مدينة ‏حيفا المُحتلّة بصليةٍ صاروخيّة.‏ رشقات صاروخية باتجاه خليج حيفا وعكا، بعد ليلة امس من القصف العنيف لمواقع مهمة في حيفا بصواريخ ثقيلة نوعية.

واعلنت وسائل إعلام عبرية عن نقل 5 اصابات الى مستشفى رمبام في حيفا جراء سقوط صواريخ في المدينة..ودمار كبير في حيفا عقب سقوط صاروخ. وقوات انقاذ كبيرة ودفاع مدني يعمل على البحث عن محاصرين في المنازل التي تعرضت للقصف بحيفا

ونشر الإعلام الحربي لحزب لله مشاهد من عملية استهداف قواعد عسكرية تابعة لجيش العدو الإسرائيلي في منطقتي حيفا والكرمل بصواريخ «نصر 1» و «فجر 5».

استهداف مار الياس

وبعيد السابعة والنصف، دوت اصوات قصف مسيرة اسرائيلية عند تقاطع مار الياس – كركول الدروز قرب فرن الشامي، واستهدفت المسيرة مبنى وسيارة في المكان. وهناك محل لبيع الالكترونيات لعائلة تردد انها من آل ماضي.

وكشفت هيئة البث الاسرائيلية ان المستهدف في الغارة هو قيادي في حزب لله.

وذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان المستهدف رئيس جبهة (العمليات العسكرية) في الجنوب.

ونفى النائب عماد الحوت ان يكون احد من قيادات او كوادر الجماعة قد تعرّض لاي استهداف.

وذكرت وزارة الصحة عن سقوط شهيدين واصابة 22 شخصاً مع حال اثنان بحالة حرجة.

على صعيد آخر، اعلن الجيش اللبناني ان العدو الاسرائيلي استهدف مركزا تابعة له في بلدة الماري- حاصبيا، مما ادى الى استشهاد اثنين من العسكريين، هما: المعاون الاول الشهيد بسام الزاخوري والعريف الاول الشهيد محمد محمد حسين، واصابة اثنين آخرين.

وتلقى قائد الجيش العماد جوزف عون اتصالا من الرئيس ميقاتي عزاه بالجنديين الشهيدان.

مواجهات

جدد جيش الاحتلال الإسرائيلي ليل  السبت ونهار امس الاحد، هجومه على القطاعات الغربي والاوسط والشرقي في جنوب لبنان، في محاولة لتحقيق اختراق فشل في تحقيقه يومي الجمعة والسبت.

وأفيد عن قتال عنيف جداً في شمع، وتجدد الاشتباكات على محور بلدات شمع- طيرحرفا– الجبين، وهي البلدات التي تحاول فيها إسرائيل التوغل. وسجل منذ السادسة والنصف صباح اليوم، قصف مدفعي كثيف تعرضت له منطقة عين الزرقاء. – غارتان للطيران الحربي استهدفتا غرب بلدة طيرحرفا تزامنا مع قصف مدفعي معادي. وقصف مدفعي معادي تعرضت له اطراف الناقورة ووادي حامول.

وعند الساعة 11:15 من صباح امس، قصفت المقاومة تجمعاً لقوات جيش العدو ‏الإسرائيلي عند الأطراف الجنوبية الغربية لبلدة شمع، بقذائف المدفعية.‏

وكمن مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة عند الساعة 11:15 من منتصف ليل السبت، لقوات جيش العدو الإسرائيلي المتقدمة عند الأطراف الشرقيّة لبلدة شمع، وعند وصولهم لنقطة المكمن، اشتبك المجاهدون معهم بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخيّة من مسافة صفر، ما أدى إلى وقوع إصابات مؤكدة في صفوف قوّات العدو، وما زالت الاشتباكات مستمرة.

كما جرت محاولات توغل إسرائيلية من القطاع الأوسط، حيث أفادت وسائل المعلومات عن قتال عنيف بجميع أنواع الأسلحة في مارون الراس، متحدثة عن أصوات انفجارات ورشقات نارية في المنطقة.

وتحت غطاء ناري كثيف جيش العدو جدد ليل امس الاول، محاولات التقدم بإتجاه وطى الخيام واصوات الانفجارات تتواصل على المشارف الجنوبية والشرقية للمدينة وصباح امس، قصفت المقاومة تجمعًا لقوات الإسرائيلية عند الأطراف الجنوبية لبلدة الخيام.