Site icon IMLebanon

اللواء: هوكشتاين في تل أبيب لمعالجة عقدة «حق الاحتلال بالتدخل»

 

حزب الله في الميدان لوقف النار وأربعة عناوين سياسية لمرحلة ما بعد الحرب

 

تشكل محادثات الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين بدءاً من الليلة الماضية في اسرائيل، بعد يومين كاملين من المحادثات في بيروت، بين الطرفين المعنيين بوقف النار، وهما الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي، بالتشاور مع حزب لله، ثم توسعت المروحة لتشمل الرئيس السابق ميشال عون، والنائب السابق وليد جنبلاط، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع..

تشكل هذه المحادثات نقطة الفصل في المسار التفاوضي لوقف إطلاق النار في جنوب لبنان، وامتداداً لكل لبنان، لجهة تسويق المسودة الموجودة في حقيبة هوكشتاين وهي بالاساس صياغة اميركية – اسرائيلية مع تعديلات طلب المفاوض اللبناني ادخالها.

 

ولئن كانت بيروت استضاف هوكشتاين على فنجان قهوة في مقهى «ستاربكس» في فردان على مقربة أمتار قليلة من عين التينة، حيث خاض الوسيط مفاوضات على النقطة الفاصلة مع الرئيس بري، فإن طائرات الاستطلاع سجلت غياباً جزئياً، في حين دارت مواجهات حامية الوطيس على أرض بلدة الشمع في القطاع الغربي، وصولاً إلى بلدة الخيام في القطاع الشرقي في محاولة لتسجيل خرق بري يساعد في المفاوضات.

مع العلم أن حزب لله لم يتأخر عن تكثيف قصف وسط تل أبيب والمدن الإسرائيلية في الشمال، من كريات شمونة (قبالة الخيام) إلى عكا وحيفا وصفد ونهاريا، واعتراف الجيش الاسرائيلي بمقتل 4 جنود، وإصابة آخرين بجروح متوسطة وخطيرة، فضلاً عن تدمير دبابات ميركافا وجرافات وآليات أخرى.

هوكشتاين قبل المغادرة: حققنا تقدماً إضافياً

إستكمل المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين جولته على المسؤولين اللبنانيين لبحث اقتراح وقف إطلاق النار وانتقل مساء الى الكيان الاسرائيلي. وزار للمرة الثانية في يومين رئيس المجلس النيابي نبيه بري. ووسع لقاءاته مع اطياف سياسية مختلفة حيث التقى كلامن الرئيس ميشال عون ووليد جنبلاط وسمير جعجع، وقالت مصادر بعض الذين التقاهم لـ «اللواء»: هناك تكتم حول الافصاح عن تفاصيل المفاوضات حتى عودة هوكشتاين من زيارته لإسرائيل ومعرفة مزيد من المعطيات.

وبعد اللقاء الذي إستمر ساعة من الوقت  تحدث هوكشتاين للإعلاميين قائلاً: تم بناء هذا الاجتماع على ما حصل البارحة وقد انجزنا تقدماً اضافياً وسوف انتقل خلال ساعتين الى اسرائيل لمحاولة الوصول الى خاتمة اذا تمكنا من ذلك.

 

ورداً على سؤال حول النقاط العالقة والخطوات التالية؟ أجاب هوكشتاين: اعتقد ان ما سأقوله يمكن ان يخيب ظنكم انني لن اعلن عن مسار التفاوض علناً وما هي هذه النقاط، لقد كنت هنا وانجزنا تقدماً وكما قلت اذا انجزنا هذا التقدم سوف انتقل الى اسرائيل استناداً الى محادثاتي هنا وسنرى ما سنقوم به، هنالك تقدم وهنالك رئيس جديد وسنعمل مع الادارة الجديدة وسنبحث هذه الامور مع الرئاسة الجديدة وسيكونون على علم بكل ما نقوم به وكما قال الرئيس بايدن سيكون هنالك انتقال نظامي للسلطة ولا اعتقد ان ذلك مشكلة.

وزار هوكشتاين ايضاً الرئيس ميشال عون في دارته في الرابية، ترافقه السفيرة الأميركية ليزا جونسون، في حضور الوزير السابق سليم جريصاتي وسفير لبنان السابق في واشنطن غبريال عيسى. أطلع هوكشتاين الرئيس عون على مسار مفاوضات وقف إطلاق النار، «وتم استعراض بعض الافكار والمقترحات التي تعزّز حقوق لبنان في هذه المفاوضات ودور الجيش اللبناني المعوّل عليه كثيراً بعد وقف اطلاق النار».

 

كما زار هوكشتاين النائب السابق وليد جنبلاط في كليمنصو قرابة الثالثة والنصف بعد الظهر لوضعه في نتائج تحركه.

 

وافادت المعلومات ان حزب لله أبلغ برّي أنه قَبِل بالوثيقة الأميركية وكانت لديه بعض التعليقات وأنه يجب أن يلتزم الفريقان بالاتفاق وليس فقط الحزب، وان لجنة المراقبة لن تضمّ البريطانيين والألمان نتيجة رفض حزب لله وبالتالي ستضمّ الأميركيين والفرنسيين ومن هنا يبدو أن الضمانة التي تطلبها إسرائيل ستتكرس بوجود الأميركي في لجنة المراقبة.

وافادت ايضا: ان النقاش لم يُحسم بعد في عدد من النقاط وأبرزها والتي هي عالقة ولا تأخذ حيّزاً مهمًّا من النقاش الإعلامي تتعلق بترسيم الحدود وتحديداً الخطّ الأزرق.

لكن مصادرعين التينه قالت : أن الأجواء إيجابية وأفضل من يوم أمس والدليل على ذلك أن هوكشتاين متوجّه الى تل أبيب .

وقال الرئيس بري لـ «اللواء»: «الاجواء اليوم أكثر ايجابية من أمس»، مضيفاً: «عملنا اللي علينا» بانتظار الرد الاسرائيي يبنى على الشيئ مقتضاه.

 

وأشار بري إلى أن الاتفاق نفسه، وحتى آليات تطبيق القرار 1701 «ونحن أمام أيام حاسمة، فإما أن يقبل «نتنياهو» وتنتهي الحرب، وإما أن يرفض كعادته ونذهب إلى سيناريوهات أكثر سوءاً.

هوكشتاين في تل أبيب

وانتقل هوكشتاين مساء امس إلى إسرائيل، وإجتمع مع مستشار نتنياهو وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ويجتمع مع نتنياهو ووزير الحرب كاتس. على أن يلتقي اليوم رئيس الحكومة الاسرائيية بنيامين نتنياهو.

وأشارت الخارجية الاميركية إلى أننا نعتقد اننا في المكان الذي يسمح لنا بأننا قد نصل إلى اتفاق لوقف النار بالطرق الدبلوماسية.

وقالت هيئة البث السرائيلية: الولايات المتحدة تعدت لاسرائيل بتطبيق الاتفاق مع لبنان عبر المراقبة الفعالة، وبوسائل مختلفة.

وزعم قائد القيادة الشمالية في الجيش الاسرائيي «لوري غورين» خلال زيارة إلى جنوب لبنان برفقة رئيس الاركان هاليفي هالسي بأن اسرائيل حققت انجازات حتى الآن» فالهدف تهيئة الظروف لاعادة سكان الشمال إلى ديارهم.

ونقلت القناة 12 العبرية عن مسؤولين اسرائيليين كبار قوله: انه إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن القضية الأخيرة محل النزاع مع لبنان، فسوف نتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غضون أسبوع اذا تمت الموافقة على شروطنا.واشار المسؤولون الإسرائيليون الى «تفاؤل حذر قبيل لقاء هوكشتاين مع دريمر.

وقال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق تامير هيمان للقناة 12 العبرية: من غير المتوقع أن يوافق لبنان على حرية العمل العسكري للجيش الإسرائيلي ولا يجب أن تكون هذه النقطة عائقا أمام الاتفاق.

والى ذلك، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين قولهم: أدى فشل «إسرائيل» في الحد من تهديد الصواريخ قصيرة المدى إلى فرض ضغوط على حكومتها لتبني وقف إطلاق النار ووقف الأعمال العدائية مؤقتاً على الأقل.

وتتالت المواقف، فوزير الدفاع الاسرائيلي كاتس تحدث عن حق اسرائيل في الدفاع عن «مواطنيها» في أي اتفاق، في حين قال وزير الخارجية جدعون مساعر ان وصول هوكشتاين يعني ان الاميركيين يريدون اتفاقاً، وأن اسرائيل تريد اتفاقاً يصمد لوقت طويل.

رسائل حزب الله

ووجه حزب لله رسائل في عدة اتجاهات على لسان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، بعضها يتعلق بالمفاوضات ، والآخر يتصل بالميدان، ومرحلة ما بعد الحرب.

وأكد قاسم أنه لا يمكن لاسرائيل أن تهزمنا، وتفرض شروطها علينا، فنحن رجال الميدان، ونحن استلمنا ورقة المفاوضات، ولدينا ولدى الرئيس بري ملاحظات، وهي متناغمة ومتوافقة، وقد قدمت للمبعوث الاميركي، وناقشناها كعه بالتفصيل.

وهي رسالة واضحة للعدو، قال قاسم» الطرف الاسرائيلي، يتوقع أن يأخذ بالاتقاف ما لم يأخذه في الميدان، وليكن معلوماً تفاوضنا تحت سقفين: سقف وقف العدوان بشكل كامل وشامل، والسقف الثاني هو حفظ السيادة اللبنانية أي لا يحق للعدو الاسرائيلي أن ينتهك، وأن يقتل وأن يدخل ساعة يشاء تحت عناوين مختلفة.

وأشار قاسم: في حال فشلت المفاوضات نحن مستمرون في الميدان، وأكد أنه ستكون حرب استنزاف على العدو، ولا قرار إلا الصمود والاستمرار ولو طال الزمن.

قاسم: نحن مستمرون في الميدان، وسنبقى ونقاتل مهما ارتفعت الكلفة وسنجعل هذه الكلفة مرتفقة على العدو أيضاً، ونحن في موقع الرد والدفاع.

وفي رسالة للداخل أكد الشيخ قاسم على 4 نقاط:

1 – سنبني معاً.

2 – سنقدم مساهمتنا لانتخاب رئيس بالطريقة الدستورية.

3 – خطواتنا السياسية تحت سقف الطائف.

4 – سنكون حاضرين في الميدان السياسية بقوتنا السياسية والشعبية.

الحركة الدبلوماسية والحكومية

دبلوماسيا: استقبل الرئيس بري الذي دعا هيئة مكتب المجلس للاجتماع الاثنين، في عين التينة كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأدميرال إدوارد ألغرين والوفد العسكري المرافق، بحضور السفير البريطاني هاميش كاول. كما يزور المفوض الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي لبنان الاحد المقبل.

إلى ذلك إستقبل الرئيس ميقاتي المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت في السرايا. وفي خلال اللقاء عرضت بلاسخارت لرئيس الحكومة أجواء المناقشات التي جرت في الجلسة الدورية المغلقة التي عقدها مجلس الأمن الدولي بالأمس بشأن لبنان.ثم ،رأس الرئيس اجتماعاً مالياً شارك فيه نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، وزير المال يوسف الخليل المدير العام لوزارة المال الدكتور جورج معراوي، ومستشار الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس.

المعارك

ميدانياً، استمرت الاشتباكات بينهما إثر محاولات جيش الاحتلال  الإسرائيلي التوغل أكثر جنوبا. ونشر صورا وفيديو يظهر فيه جنود العدو وقد رفعوا «العلم الإسرائيلي في بلدة شمع».

وشهد محور شمع – البياضة مساء امس الاول وفجر امس، اشتباكات بين حزب لله وقوة اسرائيلية حاولت التقدم إلى البياضة في محاولة للجيش الإسرائيلي للسيطرة والالتفاف حول البياضة كونها موقعا استراتيجيا لتطويق الناقورة، إلا أن المقاومة أطلقت القذائف الصاروخية والصواريخ باتجاه الجيش الإسرائيلي ودمر دبابة ميركافا الذي عاد وانكفأ للوراء. بعدما تدخل الطيران والمدفعية الاسرائيلية. كما قصفت المقاومة بعد منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء تجمعًا لقوّات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الجنوبيّة لبلدة شمع، بقذائف المدفعية.

وبعد ظهر وعصر امسسجل قصف مدفعي وفسفوري مكثف يستهدف الاطراف بين مجدل زون وطيرحرفا وشمع والناقورة والبياضة. بعد تجدد الاشتباكات بين المقاومة وفرقتين للعدو الاسرائيلي  كانتا تحاولان التقدم والتوغل من محوري طير حرفا- مجدل زون ومحور عين الزرقا في اطراف علما الشعب نحو شمع والبياضة ، تحت غطاء جوي ومدفعي معاد  إلا أن المقاومةً تقوم بالتصدي للعدو .

واعلنت المُقاومة الإسلاميّة  عن تصدى مجاهدوها لمحاولة تقدّم قوّة إسرائيلية عند الأطراف الغربيّة لبلدة طير حرفا، بالأسلحة الرشاشة، وأوقعوهم بين قتيل وجريح. كما واستهدف المجاهدون ملّالة إسرائيلية كانت ترافق القوّة المتقدّمة، بالأسلحة المناسبة، ما أدى إلى تدميرها واحتراقها بمن فيها.

وحاولت قوات الاحتلال طيلة نهار امسالتقدم نحووسط الخيام من الجهات الشرقية والغربية والجنوبية والشمالية، تحت وابل من الغارات الجوية والقصف المدفعي للمدينة ومحيطها وبلدة كفر شوبا المجاورة، ووُجِهَتْ بعمليات صد واشتباك مباشر وقصف من عناصر المقاومة.

وارتفعت بعد الظهر وتيرة المواجهات في شرق مدينة الخيام مع محاولات جديدة ينفذها العدو لتحقيق اختراق في الوسط والشمال تحت غطاء من الغارات والقصف المدفعي.وقصفت دبابات العدو اطراف بلدة ابل السقي المقابلة لمدينة الخيام خلال تحركها من الحي الشرقي الجنوبي الى المنطقة الشرقية الشمالية.

ولاحقاً تحدث الاعلام العبري عن «حدث أمني في تقارير صعبة في جنوب لبنان»، وقالت: جرى تفجير مبنى كان بداخله قوات من الجيش الإسرائيلي. وأن قوة من وحدة “ماجلان” وقعت في كمين لحزب لله ما ادى الى مقتل 5 جنود والعديد من الاصابات..

واوضح الاعلام العبري:  ان الحدث كبير جدا، وكارثة تعرضت لها فرق من الجيش في جنوب لبنان. مبنى كبير تم تفجيره بقوة من الجنود في جنوب لبنان وانهيار كامل للمبنى.

وقصفت المقاومة امس تجمعًا لقوّات جيش العدو الإسرائيلي جنوبي مدينة الخيام، بصليةٍ صاروخية مرتين. وتجمعًا في موقع جل الدير مقابل بلدة مارون الراس، بصليةٍ صاروخية.وتجمعا عند بوابة العمرا جنوبي مدينة الخيام.ثم تجمعًا لجنود جيش العدو الإسرائيلي جنوبي المدينة.

وأكدت وسائل إعلام عبرية إصابة 18 جندياً إسرائيلياً خلال الـ 24 ساعة الماضية، بينهم 10 عند الجبهة الشمالية مع لبنان و8 في غزة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر في المنطقة الشمالية قولها: أن عناصر حزب لله يطلقون النار من القرى التي انسحب منها «الجيش» الإسرائيلي. كما إن مصادر في قيادة المنطقة الشمالية تنتقد عمليات «الجيش» البرية وتطالب هيئة الأركان العامة بوقف التوغلات.