ميقاتي يعلن الموافقة من السراي غداً.. ونتنياهو يمرّر الصفقة اليوم بدعم من الجيش الإسرائيلي
تدافعت المعلومات، سواء عبر مصادر او وكالات او مواقع او اعلام عبري، حول تحقيق تقدم في مفاوضات وقف النار بين اسرائيل وحزب الله لإنهاء الحرب في لبنان، لكن العمليات العسكرية عاد منسوبها الى الإرتفاع، على الرغم من الطقس الممطر والعاصف أحياناً، في وقت تحدثت فيه مصادر المعلومات عن انسحابات لجيش الاحتلال من البياضة، والجبهة الشرقية – الجنوبية من دير ميماس قرب الخيام، وواصلت فيه طائرات العدوان الغارات على احياء في الضاحية الجنوبية من برج البراجنة الى الطيونة، والشياح والغبيري، فضلاً عن حارة حريك، وامتداداً الى الحدث وغيرها والسرايا الارسلانية في الشويفات.
واذا كان الائتلاف اليميني المتطرف الحاكم في اسرائيل «يرتعب» من خطوة وقف النار، قبل ساعات من اجتماع المجلس الامني الوزاري المصغر (الكابينت) اليوم لعرض تفاصيل الاتفاق، والتصويت عليه، واقراره، فإن حبس أنفاس في لبنان، وسط تحفظ ومخاوف من أن «يغدر» بنيامين نتنياهو (رئيس الحكومة الاسرائيلية) بالإتفاق، كما دأبت العادة، وخط مفتوح مع الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، الذي ابلغ الجانب اللبناني ان ساعات حاسمة، من مفاوضات وضع الاتفاق على الطاولة، وابلاغه للبنان واسرائيل، عبر بيان مشترك من الرئيس الاميركي جون بايدن والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، خلال الساعات المقبلة، وقبل ذهاب النواب الى المجلس في جلسة تشريعية، أعدّ لها باتفاق، بعد «تشحيل» جدول الاعمال، وحصره بمواضيع قليلة جداً جداً، نظراً للأوضاع القائمة ونظراً لأهمية اقرار قوانين ملحة تتعلق بالامن والجيش والقضاء، والقوى العسكرية، على حد تعبير نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب، بعد اجتماع هيئة مكتب المجلس في عين التينة امس.
وابرز ما هو مطروح: اقتراح مقدم لاستمرار عمل مجلس القضاء الاعلى الى حين تعيينات جديدة بعد انتخاب رئيس الجمهورية (تدارك الفراغ).. والتمديد للاجهزة الامنية، من دون الاتفاق على الصيغة بانتظار مشاورات بين الكتل النيابية.
وحول اتفاق وقف النار، نقل عن الرئيس نجيب ميقاتي ترجيحه ان يتم الاعلان عن وقف النار قبل ظهر يوم غد الاربعاء.. فيما نقل عن زوار عين التينة ان الاتفاق متوقع خلال 36 ساعة، وبدأت دوائر القصر الحكومي، التحضير لجلسة حكومية لاقرار الاتفاق.
وقال البيت الابيض ان المفاوضات تسير بالاتجاه الصحيحواستبعد ان يعلن بايدن وماكرون الاعلان عن وقف النار.
وعلم ان الرئيس نبيه بري اجرى اتصالاً بالرئيس ميقاتي، وتمنى عليه اعلان الاتفاق من السراي باسم لبنان، كون حكومته تمثل حالياً صلاحيات رئيس الجمهورية.
واكدت مصادر عين التينة، انه خلال الـ60 يوماً سيتم انتخاب رئيس للجمهورية.
ولاحظت مصادر سياسية مطلعة أن التفاؤل الحذر الذي يرافق قرار وقف إطلاق النار لا يزال سائدا على الرغم من أن الصورة بشأن إخراج هذا الاتفاق ليس واضحا والأسس التي يتم اعتمادها. ومن هنا فإن المشهد يتبلور قريبا، على أن هناك أسئلة بدأت تطرح حول النقاط التي تم الاتفاق عليها وكيفية تطبيقها.
وفي المقابل، لفتت أوساط مراقبة إلى أن الأخبار عن التوصل إلى اتفاق تشهد تبدلا بين لحظة وأخرى ولذلك لا يمكن جزم أي قرار قبل أن يصدر بشكل رسمي من المعنيين.
وعلمت «اللواء» أن اتصالات التي تجرى مع الوزراء هدفها التشاور بشأن انعقاد الحكومة لتصديق قانون التمديد لقائد الجيش ليس لموضوع وقف إطلاق النار، على أن هناك استبعادا لعقد جلسة الحكومة في خلال هذا الاسبوع إلا إذا حصل عكس ذلك.
وتحدثت معلومات عن زيارة قام بها ضباط عسكريون اميركيون الى بيروت بالتزامن مع زيارة وكيل وزارة الدفاع الاميركية الى تل ابيب.
لكن المتحدث باسم الخارجية الاميركية ماثيو ميلر اعلن ان الولايات المتحدة تضغط بكل ما في وسعها للتوصل الى حل دبلوماسي في لبنان، لكنه حذر من ان التوصل لمثل هذا الاتفاق يتطلب موافقة جميع اطراف الصراع..
وقال: اميركا تعتقد انه امكن تضييق الفجوات بين الجانبين الى حد بعيد، لكن هناك خطوات يجب اتخاذها، ولا تعتقد اميركا بعد بأنه تسنى التوصل لاتفاق بشأن لبنان.
الموقف من اسرائيل
ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن مصادر قولها ان «الامور تتجه نحو التوصل الى تسوية في لبنان والجيش يدعمها».
ونُقل عن هيئة البث الاسرائيلية ان ادارة بايدن وعدت اسرائيل برفع الحظر عن شحنات الاسلحة في حال التسوية.
قالت تايمز اوف اسرائيل نقلاً عن مسؤول اسرائيلي ان حرية اسرائيل بالتصرف بلبنان مضمونة بموجب ضمانات اميركية.
ويبحث نتنياهو اليوم مع حكومته والقادة العسكريين الاتفاق، ومن الممكن التصويت عليه.
وذكرت القناة «12» الاسرائيلية مساء امس انه سيتم الاعلان رسمياً عن وقف القتال في لبنان خلال 72 ساعة لمدة 60 يوماً. لكن لن يكون هناك دعوة رسمية لعودة سكان المستوطنات الشمالية الى منازلهم.
وستشرف لجنة على الاتفاق برئاسة الولايات المتحدة الاميركية وعضوية فرنسا.
ونقلت هيئة البث الرسمية عن مصدر إسرائيلي: إن واشنطن تحاول ضم دول إضافية إلى آلية مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.
كذلك ذكرت مصادر لقناة «سي أن أن» الاميركية: أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق على خطة وقف اطلاق النار مع حزب لله «بالمبدأ خلال مشاورات أمنية مع مسؤولين إسرائيليين مساء الأحد». ونقلت عن متحدث باسم نتنياهو: انه من المتوقع أن يمرر مجلس الوزراء الأمني اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان.
واشارت القناة 13 الاسرائيلية الى ان الهدف من اجتماع الكابينت اليوم هو التصديق على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان. ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين بأن الاتفاق مع لبنان أصبح تحصيلًا حاصلًا. وقالت القناة: بموجب الاتفاق إسرائيل تطالب ان يجمع الجيش اللبناني كل الأسلحة جنوب نهر الليطاني وأن تراقب الولايات المتحدة هذه الخطوة. وإسرائيل لن تنسحب من جنوب لبنان إلا عندما تقتنع أن الجيش اللبناني يقوم بعمله جيداً. مجلس الوزراء يجتمع غدا الثلاثاء لمناقشة وقف إطلاق النار مع لبنان
وأفادت القناة 14 الإسرائيلية أن «هيئة الأركان العامة الإسرائيلية تضغط لتعزيز وقف إطلاق النار من أجل إعادة إنعاش القوات والحفاظ على اقتصاد التسليح». وأضافت أن «الهيئة تعتبر دعم الجيش للهدنة في الشمال منطقياً، خاصةً في ضوء الحاجة لتسليح القوات وتعزيزها». كذلك، أكدت «التوصل إلى اتفاق مع حزب لله بمشاركة فرنسا، التي ستكون جزءاً من آلية مراقبة التفاهمات»، مشيرة الى أن «الاتفاق يشمل انسحاب حزب لله إلى ما وراء نهر الليطاني، نزع سلاحه في مناطق جنوب لبنان، مع الحفاظ على حرية عمل الجيش الإسرائيلي في المنطقة إذا تم خرق الاتفاق». كما أشارت القناة الى أن «عودة المدنيين إلى قراهم في جنوب لبنان ستكون دون وجود مسلحين».
كذلك، نقل عن مسؤولين قولهم إن «إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغت مسؤولين لبنانيين بأن وقف إطلاق النار قد يعلن عنه في غضون ساعات» .كما نقلت عن وزيرة الخارجية الألمانية قولها إن «التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار في لبنان يبدو قريبا عما كانت عليه الأمر قبل أيام أو أسابيع قليلة».
الوضع الميداني
وبإنتظار الاعلان عن الاتفاق، ينتظر اللبنانيون في بيروت والضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع الساعات الفاصلة عن وقف اطلاق النار وتعداد كم مبنى سيدمره طيرن العدو الاسرائيلي، الذي واصل امس غاراته العنيفة للتدمير على الضاحية وقرى الجنوب البقاع موقعاً المزيد من الشهداء. فيما استمرت المواجهات المباشرة على محاور القطاع الغربي وفي الخيام بين قوات الاحتلال ومقاتلي المقاومة، التي واصلت قصفها لقلب كيان الاحتلال مستعمراته من الشمال الى نهاريا وعكا وسواها..
في المستجدات الميدانية، استهدفت غارتان اسرائيليتان متتاليتان منطقتي حارة حريك وبئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت. وعاود الطيران الحربي الإسرائيلي استهدافه الضاحية الجنوبية لبيروت، وقد استهدف الغبيري، المشرفية وحارة حريك. وافيد عن غارات ثلاث شنها الطيران الحربي على الضاحية الجنوبية عصر امس، واستهدفت ساحة الغبيري بالقرب من محال عبد طحان والطيونة والسانت تيريز – الحدت. واستهدف العدو بغارة عنيفة جدا مبنى في منطقة الطيونة، كان استهدف بغارات من قبل. وقد سمعت أصداؤها في العاصمة بيروت. وفي هجمات جديدة، هي الثالثة على الضاحية الجنوبية، استهدفت غارتان إسرائيليتان مساء اليوم منطقتي الغبيري وحارة حريك. كما شن العدو غارة بمسيرة استهدفت مجمعا سكنيا في حي الميدان في مدينة الشويفات، على مقربة من مستشفى كمال جنبلاط. وهذا الاستهداف لم يرد في الانذارات التي وجهها الجيش الاسرائيلي سابقا.
وامتدت الغارات الاسرائيلية بعيد الثامنة الى الحدود بين سوريا وشمال القاع، واحصيت 4 غارات على الداخل السوري، وتحديداً في ريف القصير..
واعلن المرصد السوري عن سقوط شهيدين و5 جرحى في الهجوم الاسرائيلي على معبر جوسيه، وجسور عند الحدود السورية – اللبنانية.
وعن حصيلة الغارات، تحدثت وزارة الصحة عن 3754 شهيداً و15626 جريحاً منذ بدء العدوان.