IMLebanon

اللواء: لبنان يطالب واشنطن وباريس بالتدخل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية

 

قاسم يطوي صفحة الإسناد ويتحدث عن «انتصار» .. وجعجع يرفض الشراكة مع السلاح

 

من الثابت، وفقا للمعلومات المتاحة، أن لجنة الإشراف الخماسية على تطبيق قرار وقف النار الذي أعلن عنه في 27 ت2 الجاري، ستتولى في أول اجتماع تعقده في مقر وحدة الأمم المتحدة (اليونيفيل) في الناقورة، بدءاً من يوم غد الأحد، الانتهاكات التي دأب الجيش الاسرائيلي، بتبريرات تفتقد الى الصحة أو الواقعية، على انتهاك وقف النار، وكأن لا إتفاق أعلنت اسرائيل الإلتزام به.

وفي السياق، استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه امس، رئيس لجنة الاشراف الخماسية الجنرال الأميركي Major Gen. Jasper Jeffers، وتناول البحث الأوضاع العامة وآلية التنسيق بين الأطراف المعنية في الجنوب.

وذكرت المعلومات ان اللقاء كان تعارفيا ووضع عناوين عريضة للتنسيق وتسهيل المهام، والتفاصيل تبحث لاحقا.

وحتى مساء امس لم يتبين كيف سيتم الرد على الخروقات الفاضحة لقرار وقف اطلاق النار من قبل جيش الاحتلال بينما يؤكد لبنان الرسمي وحزب لله يوميا التزامهما بتطبيقه، وما هو الدور الذي يمكن يلعبه الضابطان الاميركي والفرنسي (الذي لم يعرف ما اذا كان قد وصل الى لبنان ام بعد؟). خاصة ان المراجعات التي قال الجيش اللبناني انه يجريها «مع الجهات المعنية» لم تحقق اي نتيجة حتى الآن بل تمادي العدو الى حد دخول عدة قرى سبق وعجز عن دخولها في الحرب.

وأبلغت جهات رسمية لبنانية الدولتين الراعيتين للاتفاق، واشنطن وباريس أن الوضع لا يمكن السكوت عليه، وعلى «العدو تنفيذ الشق المتعلق به من الاتفاق».

وذكرت مصادر على صلة «بالثنائي الشيعي» أن «الاتفاق المذكور يضمن للطرفين حق الدفاع عن النفس»، وهذا كافٍ لردّ المقاومة، عندما ترى الوقت ملائماً لهكذا قرار..

وإزاء هذا الوضع المرفوض، ونظرا لكون فرنسا هي الدولة الكبرى الثانية الراعية لاتفاق وقف النار، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الوقف «الفوري» لكل «الأعمال التي تنتهك» وقف إطلاق النار الساري في لبنان منذ الأربعاء، على ما أعلن قصر الإليزيه أمس.

وخلال مكالمتين هاتفيتين أمس مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، دعا ماكرون «جميع الأطراف إلى العمل على التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار هذا» بين لبنان وإسرائيل، مشدّدا على أن «جميع الأعمال التي تخالف هذا التطبيق الكامل يجب أن تتوقف فورا».

مجلس الوزراء

ومع أن الأمين العام لحزب لله الشيخ نعيم قاسم تجاهل الانتهاكات الاسرائيلية للاتفاق، تحضر هذه الانتهاكات في جلسة مجلس الوزراء التي يجري الاعداد لها الاربعاء او الخميس، وعلى جدول أعمالها 48 بنداً.

وأبرز البنود: اصدار القوانين التي اقرها مجلس النواب في جلستين بتاريخ 28/11/2024، واصدار مراسيم الترتيبات في الاجهزة الامنية العسكرية من كافة الرتب، مشروع قانون لتعديل قانون النقد والتسليف، وطلب وزارة المال الموافقة على تفويض الوزير المفاوض مع البنك الدولي حول مشروع قرض بقيمة 243 مليون دولار تمويل مشروع.

تمويل تزويد بيروت الكبرى بالمياه وطلب وزارة الطاقة  اعطائها سلفة، وطلب وزارة التربية والتعليم العالي اعطائها سلطة لدفع حوافز للاساتذة.

وكذلك طلب مجلس الجنوب اعطائه سلفة خزينة (700 مليار ليرة لبنانية) لتأمين مساعدة النازحين والصامدين في قراهم.. ومشاريع مراسيم لقبول هبات اسلحة ومساعدات.. الخ.

وفي سياق الدعم للبنان في عملية، الدعم الدبلوماسي، واعادة الاعمار، تبلغ وزير الخارجية والمغتربين عبد لله بوحبيب من سفير دولة قطر لدى لبنان، الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني عن نية بلاده بمؤازرة لبنان في عملية اعادة الاعمار.

وسط هذه المعطيات، غادر المبعوث الفرنسي الخاص إلى لبنان جان إيف لودريان، في ختام زيارة أجراها إلى بيروت، «مرتاحاً إلى دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري لعقد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في 9 كانون الثاني».

واكد لودريان «الحاجة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية خلال الجلسة التي دعا اليها بري، وقال قبل مغادرته: جئت إلى لبنان فور إعلان وقف إطلاق النار لإبداء دعم فرنسا لتطبيقه بالكامل، ولتأكيد الضرورة الملحة لانتخاب رئيس للجمهورية واستئناف العملية المؤسساتية.

قاسم: انتصار اكبر من 2006

وأعلن الامين العام لحزب لله الشيخ نعيم قاسم في كلمة له امس: اننا امام انتصار كبير يفوق انتصار 2006.. انتصرنا لأننا منعنا العدو من تدمير حزب لله وهزمنا العدو..

وكان لافتاً للإنتباه اعلان قاسم: ان الاتفاق ليس معاهدة وليس اتفاقا جديدًا يتطلب توقيعًا من دول، بل هو عبارة عن برنامج اجراءات تنفيذية لها علاقة بالقرار 1701، ويؤكد على خروج الجيش الاسرائيلي من كل الاماكن التي احتلها وينتشر الجيش اللبناني لكي يتحمل مسؤوليته عن الامن وعن اخراج العدو من المنطقة. والتنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون عند أعلى مستوى ليتم تنفيذ الاتفاق، ولا يراهن أحد على أي خلاف بيننا.

واوضح ان «محور الاتفاق المركزي اليوم هو جنوب نهر الليطاني (وليس شماله)، وهو يؤكد على خروج الجيش الإسرائيلي من كل الأماكن التي احتلها». وقال: الاتفاق تمّ تحت سقف السيادة اللبنانية ووافقنا عليه ورؤوسنا مرفوعة بحقّنا في الدفاع والمقاومة قوية في الميدان.

واضاف الشيخ قاسم: المقاومة أثبتت بالحرب أنها جاهزة والخطط التي وضعها السيد الشهيد حسن نصر لله فعالة وتأخذ بعين الاعتبار كل التطورات، المقاومة استمرت وستبقى مستمرة.

وقال: سنتابع مع اهلنا عملية الإعمار وإعادة البناء وفي هذه المرحلة الايواء الكريم، سنتعاون مع الدولة وكل المنظمات والدول التي ترغب في مساعدة لبنان لنعيد لبنان اجمل مما كان. وسيكون عملنا الوطني مع القوى السياسية التي تؤمن أن الوطن للجميع، ولمن راهن على إضعاف الحزب نأسف أنّ رهاناتهم فشلت وأنّ عودتنا مُظفّرة بحمد لله تعالى بوجه إسرائيل. سنتعاون ونتحاور مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد المستقل في إطار اتفاق الطائف. وسيكون لنا حضورنا السياسي الاجتماعي والاقتصادي القوي. وسنعمل على صون الوحدة الوطنية والسيادة والحفاظ على السلم الأهلي وتعزيز قدرة لبنان الدفاعية، وستكون المقاومة جاهزة لمنع العدو من استضعاف لبنان بالتعاون مع شركائنا في الوطن وفي الطليعة مع جيشنا الوطني.

واكد «اننا سنهتم باكتمال عقد المؤسسات الدستورية وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية وسيكون ذلك في موعده المحدد».

وقال قاسم: سنعمل على صون الوحدة الوطنية، وتعزيز قدرة لبنان الدفاعية، وستكون المقاومة جاهزة لمنع العو من استضعاف لبنان التعاون مع الجيش اللبناني، وسيكون حضورنا في الحياة السياسية والاقتصادية فاعلاً ومؤثراً، فالرهانات على اضعاف الحزب فشكت.

واكد ان التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون عالي المستوى لتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار مع اسرائيل، ونظرتنا للجيش اللبناني انه جيش وطني، والاتفاق تم تحت سقف السيادة اللبنانية، ووافقنا عليه ورؤسنا مرفوعة بحقنا بالدفاع.

جعجع وخنفشارية الاسفاد والجريمة

بالمقابل، وفي موقف آخذ بالتصعيد، اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان حزب لله ارتكب جريمة بحق اللبنانيين عموماً، وبحق سكان البقاع والجنوب والضاحية الجنوبية خصوصاً منتقدا حديث نواب حزب لله عن انتصار، مشيرا الى ان الحرب الأخيرة كانت خدمة لقضية اخرى على حساب لبنان..

داعياً حزب لله الى الوفاء بالتزاماته، والجلوس مع قيادة الجيش  اللبناني والقوى الأمنية فقط». وتابع: «أوعى حدا يفكر إنو ممكن نرجع لمرحلة ما قبل 7 تشرين الأول 2023. مستحيل نعود إلى ما كنّا عليه سابقًا. وإذا ما بدكن دولة، قولو لنعرف حالنا شو بدنا نعمل. لبنان لا يمكن أن يبقى على هذا الحال من دون وضوح أو مسؤولية من الجميع».

حركة المطار عجقة تكبر

وفي مطار رفيق الحريري الدولي، عادت الحركة بقوة الى قاعات المغادرة والعودة.

ففي اليوم الثالث لوقف النار، اعلنت اغلبية الخطوط الجوية العربية والعالمية استئناف رحلاتها الى بيروت، وكشف رئيس مطار رفيق الحريري الدولي فادي الحسن ان «الاحد المقبل تبدأ الخطوط العراقية تسيير رحلاتها، وان الخطوط الاخرى تستأنف رحلتها بدءاً من الاسبوع المقبل والألمانية الثلاثاء والفرنسية الثلاثاء ايضاً».

الخروقات

استمر الاحتلال الاسرائيلي في انتهاك قرار وقف اطلاق النار في الجنوب، واطلق جنوده الرصاص من أسلحة رشاشة باتجاه عيترون. كما أطلق الجيش الإسرائيلي النار على المواطنين في الخيام، خلال تشييعهم لأحدى سيدات البلدة ثم اطلق قذيفة مدفعية.

والى ذلك، توغلت 4 دبابات وجرافات إسرائيلية بإتجاه جبانة مدينة الخيام وأحد الأحياء الغربية نزولا، ونفذت عمليات هدم و تجريف لمناطق لم يتمكن جيش العدو من الدخول إليها أثناء المواجهات، واستغل وقف إطلاق النار لتحقيق ذلك في خرق للإتفاق.

وافادت المعلومات صباح امس، عن سقوط جريحين في بنت جبيل جرّاء إطلاق نار من جيش الاحتلال على مدخل المدينة. كما أطلق قذيفتين على بلدة عيتا الشعب، كما عمدت قوات الاحتلال الى تفجير ملعب بلدة كفركلا وهدمه، ثم قامت بجرف وإقتلاع أشجار الزيتون قرب منطقة العبارة قبالة الجدار في بلدة كفركلا. وسجل تحليق للطيران الاسرائيلي في اجواء صيدا ومحيطها منذ فجر اليوم.

وتقدمت قوات العدو ايضا الى ساحة بلدة مركبا، التي لم تتمكن من دخولها في ايام المواجهات و احتلتها في ظل وقف اطلاق النار بعد تواجد المدنيين فيها، وقامت بعملية تجريف وقطع طرقات.ثم قامت بجرف وإقتلاع أشجار الزيتون قرب منطقة العبارة قبالة الجدار في بلدة كفركلا.

وسجل تحليق للطيران الاسرائيلي في اجواء صيدا ومحيطها منذ فجر اليوم.

وبعد الظهر، قامت دبابة ميركافا معادية بقصف منزل في مثلث برج الملوك- تل نحاس- كفركلا ونجا صاحبه من الموت. كما سجل قصف اسرائيلي استهدف اطراف بلدتي مركبا وطلوسة.

وتعرضت عصراً بلدات حولا والعديسة والطيبة لقصف مدفعي، واستمرت المسيرات تحلق فوق منطقة مرجعيون، منذ الصباح، مترافقة مع رشقات رشاشة في الخيام وكفركلا.

وعصرا زعم المتحدث بإسم جيس العدو الصهيوني أفيخاي أدرعي أنه تم «رصد نشاط وتحرك لمنصة صاروخية متنقلة تابعة لحزب لله في جنوب لبنان. تم احباط التهديد من خلال غارة جوية لطائرة تابعة لسلاح الجو».

ووجه أدرعي تحذيرات متتالية الى سكان 65 بلدة في الجنوب بعدم الانتقال جنوبًا إلى خط القرى المذكورة الحدودية ومحيطها حتى إشعار آخر.

وناشدت بلدية ميس الجبل المواطنين بعدم التوجه في الوقت الحالي الى «بلدتنا بانتظار البيانات التوجيهية اللاحقة».

جيش الاحتلال: نخطط لتطهير الجنوب

أجرى قائد القيادة الشمالية لجيش الاحتلال اللواء أوري غوردين، يوم أمس الخميس، تقييماً للوضع وقام بجولة في جنوب لبنان مع قائد الفرقة 146، العميد يفتاح نوركين، وقائد اللواء 300 العقيد عمري روزنكرانتز وقادة إضافيين وناقش القادة «أهمية تواجد القوات الإسرائيلية في الميدان، والحفاظ على مستوى عال من الاستعداد لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وأعربوا عن تقديرهم الكبير لعمليات الجيش الإسرائيلي في الميدان».

وقال جوردين: قبل ليلتين، أبرم المستوى السياسي اتفاقاً لوقف إطلاق النار مع الدولة اللبنانية، ودورنا الآن هو تمكينه وإنفاذه، سنطبقه بقوة، وفي ظل الشروط التي وضعناها، هذا ما سننفذه، لذلك، لا ننوي السماح لحزب لله بالعودة إلى هذه المناطق، نحن نخطط لتطهير هذه المنطقة بأكملها من قدرات حزب لله وبالتأكيد من أسلحته، وهذه هي مهمتنا.

اضاف بالقول: إذا ارتكبوا خطأ، فسيكون خطأ كبيرا نحن على استعداد للعودة إلى الهجوم والعودة إلى القتال، وهذا التحول، في عقلية الجنود والقادة، يجب أن يكون جاهزا دائما، نعم، نحن الآن في وضع التنفيذ، لكن يمكننا بوضوح شديد، وفي وقت قصير جدًا، إصدار الأمر المعاكس والمضي قدمًا مرة أخرى.