Site icon IMLebanon

زياد عيتاني إلى الحرية اليوم.. ومطالبة الحريري بلجنة تحقيق وزارية

زياد عيتاني إلى الحرية اليوم.. ومطالبة الحريري بلجنة تحقيق وزارية
إفتراق إنتخابي بين حزب الله والتيار العوني.. وترشيحات المستقبل وتحالفاته قبل نهاية الأسبوع
حدثان يستأثران بالاهتمام المحلي والخارجي قبل أقل من 36 ساعة من اقفال باب الترشيحات للانتخابات النيابية المقبلة: أولهما، بدء الرئيس سعد الحريري اتصالاته، بعد عودته من المملكة العربية السعودية، التي وصلها الأربعاء الماضي، واستقبله خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ثم عقد أكثر من لقاء مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي وصل أمس إلى القاهرة، حيث استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي، بزيارة الرئيس فؤاد السنيورة في منزله في بلس، حيث طلب منه الترشح للانتخابات النيابية، والذي تريث إلى اليوم لاعلان موقفه من الترشح للانتخابات في دورتها المقبلة، في مؤتمر صحفي يعقده ظهر اليوم في مجلس النواب..
وثانيهما، المعلومات التي تجمعت لـ «اللواء» عمّا يُمكن وصفه بفراق وافتراق، انتخابي بين التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل وحزب الله، على خلفية فشل المفاوضات حول أكثر من دائرة، والتي اندلعت شرارتها من دائرة كسروان- جبيل، بعدما رشح الحزب الشيخ حسين زعيتر مسؤول حزب الله في جبل لبنان والشمال، الأمر الذي لم يهضمه التيار العوني ممثلا بباسيل، ونائب التيار الحالي سيمون أبي رميا، حيث قال رئيس التيار في لاسا (قضاء جبيل): عندما نكون أقوياء لا أحد يفرض علينا مرشحاً.
وكانت المعلومات اشارت إلى ان الحزب ربط منذ اللحظة الأولى ضم زعيتر إلى لائحة العميد المتقاعد شامل روكز، بأنه يوفّر للتيار الوطني الحر الفرصة لتسمية مرشّح في دائرة بعلبك – الهرمل، أو الإبقاء على النائب الحالي اميل رحمة.
وإذا كان الحزب لا يعتبر نفسه معنياً مباشرة بدائرة صيدا- جزّين (متروكة للرئيس نبيه بري)، فإن الفراق الانتخابي مرشّح ليشمل غالبية الدوائر في جبل لبنان وصولاً إلى بعلبك- الهرمل، وزحلة والبقاع الغربي.
وأول معطيات الصدام الانتخابي أو التنافس وجهاً لوجه، ما نقله قيادي في حزب الله (منال زعيتر ص 2) فإن لدى الحزب توجهاً برد الصاع صاعين لباسيل وذلك بتشكيل لائحة مستقلة في كسروان- جبيل وترشح النائب السابق طارق حبشي عن دائرة بعلبك- الهرمل.
ووسط هذين الحدثين، يشهد الأسبوع الطالع مزيداً من الحماوة الانتخابية، في ظل معلومات عن توجه الرئيس الحريري إلى إعلان مرشحي المستقبل قبل يوم الجمعة المقبل، فضلا عن التحالفات الأخذة بالاتساع مع التيار الوطني الحر، وربما في إطار محدود مع «القوات اللبنانية».
وكشف مصدر مطلع ان الرئيس الحريري عاد مرتاحا من المملكة العربية السعودية ولمس دعماً للبنان في مجالات الاستقرار والاقتصاد والجهود الجارية لاجراء الاستحقاق الانتخابي.
عودة الحريري
وفي تقدير مصادر سياسية، ان عودة الرئيس الحريري من زيارة وصفها هو بأنها كانت «ناجحة جداً» إلى السعودية، والتي استمرت ستة أيام، حركت سريعاً الجو السياسي العام في البلاد، والذي اتسم بالتريث والاسترخاء، لا سيما على الصعيد الانتخابي والحكومي بشكل عام، حيث يفترض ان تعاود اللجنة الوزارية المكلفة درس مشروع موازنة العام 2018 اجتماعاتها اليوم عشية جلسة لمجلس الوزراء تقرر ان تعقد الأربعاء في قصر بعبدا بجدول أعمال عادي سيوزع اليوم أيضاً، وسط تجاذبات بين الوزراء على خلفية ملفات خلافية ليس أقلها ملف بواخر الكهرباء، الذي يضغط بثقله على مناقشات لجنة الموازنة والحكومة، ما يضع مصيرها على محك التفعيل أو التجميد، خاصة إذا ما قرّر الرئيس ميشال عون تنفيذ دعواه بطرح موضوع البواخر على التصويت خلال الجلسة الحكومية الأربعاء، رغم ان الرئيس الحريري عاد من الرياض بتأكيد سعودي على مشاركة المملكة في مؤتمري روما- 2 وباريس، مع دعم سعودي واضح للبنان، يفترض ان يترجم بتسهيل ظروفه الاقتصادية والمالية، وتالياً عمل الحكومة ورئيسها في المجالات المختلفة.
ولاحظت المصادر، ان أوّل شيء عمله الرئيس الحريري بعد عودته، هو زيارة الرئيس السنيورة في منزله في شارع بلس طالباً منه المضي في ترشحه للانتخابات النيابية في صيدا.
وبحسب هذه المصادر، فإن الوقوف على خاطر الرئيس السنيورة، وبالتالي اقناعه بالترشح عن صيدا، أو عن أي دائرة يكون الفوز فيها مضمونا لتيار «المستقبل» كان من النتائج الأوّلية للمحادثات التي أجراها الرئيس الحريري في الرياض، سواء مع ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان الذي التقاه عدّة مرات بحسب قوله أو مع المسؤولين السعوديين، وفي مقدمهم خادم الحرمين الشريفين، الذي استقبله في ا ليوم الأوّل لوصوله، بالإضافة إلى مسألة التحالف مع «التيار الوطني الحر» حيث رأى المسؤولون السعوديون ان لا ضرورة لفك هذا التحالف إذا كان فيه مصلحة وضرورة لـ«المستقبل»، على قاعدة عدم التعاون مع حزب الله.
وإذا كان جواب السنيورة سيعلن اليوم، مع الترجيح بأن يكون سلبياً، بمعنى العزوف عن الترشح، الا ان عدم توصل حزب الله إلى تفاهم مع التيار العوني حول المقعد الشيعي في جبيل، وكذلك الأمر بالنسبة للمقعد الماروني في بعلبك- الهرمل، يُمكن ان يكون مؤشرا على ان ينسحب هذه الافتراق بين الحليفين على دوائر أخرى مثل بعبدا وجزين، وبالتالي يوفّر فرصا إيجابية لاستمرار الرئيس السنيورة للترشح في صيدا، على أساس ان أصوات الثنائي الشيعي ستذهب لتأييد النائب السابق اسامة سعد في صيدا وابراهيم عازار في جزّين، وربما صلاح جبران، وتصب أصوات التيار العوني في جزّين لمصلحة تيّار «المستقبل».
وكانت معلومات خاصة بـ«اللواء»، كشفت ان حزب الله قرّر خوض الانتخابات ضد التيار في دائرة جبيل- كسروان، بتشكيل لائحة انتخابية مستقلة من شخصيات مسيحية- وازنة، قد يعلن عن اسمائهم اليوم، وكذلك تعميم هذا الافتراق في دائرة بعبدا وبعلبك- الهرمل، حيث حسم الحزب قراره بترشيح النائب السابق طارق حبشي عن المقعد الماروني الشاغر على لائحة الثنائي الشيعي.
وأكّد قيادي بارز في الحزب انه بتكليف مباشر من أمينه العام السيّد حسن نصر الله، حسم قراره بعدم التحالف نهائيا مع التيار الوطني الحر في أية دائرة انتخابية، بما في ذلك دائرة بعبدا، حيث المحسوم وفقا للقيادي توجه الحزب إلى تشكيل لائحة مستقلة بالتحالف مع رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، الذي لم يُقرّر بعد تحالفاته لا في بعبدا ولا في الشوف وعاليه، في ظل فتور «عوني» للتحالف معه في الشوف.
واللافت، وفقا لهذا القيادي، ان رئيس التيار العوني الوزير جبران باسيل، هو المسؤول عن فشل المفاوضات مع الحزب على المقعد الشيعي في جبيل، ما دفع بباسيل للرد على الحزب من دون ان يسميه بقوله خلال جولته أمس في قرى قضاء جبيل: «اننا نحترم تمثيل الآخرين في مناطقهم ولا نضع يدنا على مقاعدهم»، في إشارة مباشرة لترشيح الحزب الشيخ حسين زعيتر، في جبيل، مضيفا بأن هذا ليس حساب مقاعد بل حساب شراكة وطنية تقوم على الاحترام وفهم الآخر».
ولم تخل الجولة من اتهامات ساقها باسيل بحق النائب السابق فارس سعيد، من دون ان يسميه عندما أشار إلى ان السيادة اما ان تكون كاملة أو لا تكون، فالقادر على بيع ذاته وقراره والراكض وراء دولة لتمويله لا يحق له التحدث عن السيادة والقرار الحر، ويخيفنا بمشاريع همايونيه».
تجدر الإشارة إلى ان النائب السابق فريد هيكل الخازن أعلن أمس خوض الانتخابات، ضمن لائحة مكتملة، ذكرت معلومات انها قد تضم إليه سعيد وحزب الكتائب وشخصيات أخرى مثل النائب جيلبرت زوين والياس خليل اللذين استبعدا من لائحة العميد المتقاعد شامل روكز الذي أعلن من جهته خلال عشاء تكريمي للصحافيين ان لائحة التيار العوني باتت شبه مكتملة.
وتسعى «القوات اللبنانية» من جهتها إلى تشكيل لائحة مع رئيس بلدية جبيل السابق زياد حواط، من دون استبعاد أن تشهد هذه الدائرة لائحة رابعة يعمل لقاء السيادة الدستور إلى تشكيلها، بالتحالف مع «حزب الله».
«زلزال» عيتاني
وسط هذه الأجواء، بقي موضوع التحقيقات مع المسرحي زياد عيتاني المتهم بالتعامل مع إسرائيل، في صدارة الاهتمام السياسي والشعبي، بعدما أحدث ما يشبه الزلزال في هذا الوسط، نتيجة تناقض الروايات والاتهامات، بعدما احيل الملف من قبل قاضي التحقيق العسكري رياض أبوغيدا إلى شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، والتي وجدت في الملف شبهات تُشير بالاسم إلى المقدم في قوى الأمن سوزان الحاج التي أوقفت رهن التحقيق بتهمة فبركة ملف عيتاني، بالتعاون مع شخص يدعي أ.غ الذي قام بقرصنة جهاز «اللاب توب» العائد لعيتاني لتركيب ملف ضده رداً على «تغريدة» كان أوردها الفنان شربل خليل بحق نساء سعوديات في تشرين الثاني الماضي.
وبحسب معطيات جديدة لدى شعبة المعلومات، ان المقرض أ.غ اعترف بأنه هو من فبرك ملف عيتاني، وانه اعطاه لجهاز أمن الدولة، بتحريض من المقدم الحاج التي طلبت منه الايقاع بعيتاني، وانه اخترق مواقع الكترونية أخرى مثل وزارتي الداخلية والخارجية.
إلا ان جهاز أمن الدولة نفى كل هذه المعطيات، مما أشاع تناقضاً في أداء هذه الأجهزة الأمنية وشكوكاً حيال الأدوار التي تقوم بها، دفع بكل من الرئيس عون والرئيس الحريري إلى التدخل علنا، لإبقاء هذا الملف في عهدة القضاء فقط بعيداً عن أي استغلال.
وحرص الرئيس الحريري على تأكيد ثقته بجهاز أمن الدولة وقوى الأمن، واصفاً التشكيك بهما بأنه أمر مؤسف، معتبراً أخذ الملف إلى منحى طائفي أو مذهبي أمر سيء للبنان وبالأجهزة الأمنية .
وقال انه لن يسكت على أي تعد لا على أمن الدولة ولا على قوى الأمن، فهذه المؤسسات هي لحماية الدولة ولبنان، وأي دخول بين هذه المؤسسات هو أمر مؤسف.
ونفى الحريري ان يكون للموضوع علاقة بالانتخابات ولا بأي أمر آخر، حاصراً المشكلة «بخطأ ما» حصل واكتشفته شعبة المعلومات بالتعاون مع أمن الدولة، وقال انه حصل اجتماع بين اللواء عماد عثمان واللواء طوني صليبا وكلاهما رأى الحقائق التي اكتشفت، وبالتالي علينا أن لا نأخذ الأمور إلى منحى غير موجود أصلاً. مؤكداً أن يتحدى أي إنسان أن يثبت ان هذا الموضوع مسيس. وقال: كفى مزايدة وكفى القول ان هذا الجهاز تابع لفلان أو لفلان.
وفيما علم ان القاضي أبوغيدا سيحسم موضوع عيتاني اليوم في ضوء القرار الذي سيتخذ بعد استجوابه، باتجاه اخلاء سبيله. تساءلت مصادر مطلعة: لماذا يشكل الرئيس الحريري لجنة تحقيق وزارية تستعين بمن تراه مناسباً من قضاة وخبراء أمنيين لكشف ملابسات القضية، وتحديد المسؤوليات لا سيما وان جهاز أمن الدولة تابع مباشرة لرئاسة الحكومة؟
وفي السياق، بقي وزير الداخلية نهاد المشنوق على قناعة ببراءة عيتاني، نافيا ان يكون كلامه عن براءة زياد وعروبته ووطنيته بما نسب إليه من حاجات انتخابية، وقال «ان من جاور الظالمين لا يعرف معنى الظلم»، مستشهداً بما جرى معه شخصياً. عندما نفى لخمس سنوات بين عامي 1998 و2003) ظلماً وعدواناً بقرار من المخابرات السورية بتهمة العمالة لإسرائيل ولم يجد من يقف الى جانبه من الذين يتنطحون اليوم للدفاع عن القانون والعدل والقضاء، الا الغادر، ممن كانوا وسيظلون أصدقاء العمر». وتساءل: «لماذا يستكثرون على زياد عيتاني وعائلته الصغيرة أو الكبيرة من يقف إلى جانب براءته ولو مبكراً؟
الملعب البلدي
في شأن بيروتي آخر، نفذت الأندية الرياضية في الطريق الجديدة اعتصاماً، رفضاً لقرار مجلس بلدية بيروت بنقل الملعب البلدي المخصص لمباريات المحترفين، واستبداله بمشروع «انمائي، بيئي، مدني، رياضي» على ان يعاد بناء الملعب في سباق الخيل.
ونظمت حملة «ليبقى الملعب… بلدي» صباح أمس بالتعاون مع قدامى لاعبي الأنصار ورياضيي اعتصاماً في ساحة الملعب البلدي، ورفعت شعارات ويافطات رافضة لهدم الملعب الذي قدم له الرئيس الشهيد الحريري المساعدات باعتباره معلماً من معالم بيروت، وناشدت الرئيس الحريري الطلب إلى بلدية بيروت إلغاء هذا ألمخطط…
وقال رئيس نادي الأنصار نبيل بدر انه من الضروري الحفاظ على الملعب وهو الوحيد الباقي داخل بيروت الإدارية..
وأكدت وزارة الداخلية ان الملعب سيبقى في مكانه، عنواناً للطريق الجديدة وأهلها.
(راجع ص 5)