Site icon IMLebanon

تدشين جادة الملك سلمان: التزام لبناني – سعودي بالعلاقات التاريخية

تدشين جادة الملك سلمان: التزام لبناني – سعودي بالعلاقات التاريخية
دعوة عون إلى القمة العربية في الظهران.. وخلوتان تبدّدان التوتُر الإنتخابي
الحدث اللبناني، العربي كان أمس تدشين جادة الملك سلمان بن عبد العزيز، على الطريق الممتد على مساحة 1.3 كلم طولاً و45م عرضاً، في ميناء الحصن – زيتونة باي، والواجهة البحرية «لسوليدير». هذا الحدث الذي اخترق الانشغال اللبناني بالتحضيرات للانتخابات النيابية، ليعيد إلى الواجهة قوة العلاقات التاريخية التي تربط لبنان بالمملكة العربية السعودية.
وعلى حدّ ما رأى الرئيس سعد الحريري في كلمته للمناسبة، هذه الأمسية البيروتية هي رسالة واضحة بأن عروبة لبنان تتقدّم على كل الولاءات والمحاور والمعادلات.
وقال: بين لبنان والمملكة تاريخ لا ينكسر مهما سعوا إلى ذلك سبيلاً.. مشيراً إلى ان بيروت تجتمع للاحتفال برفع اسم سلمان بن عبد العزيز على واجهتها البحرية، ولتكريم قامة عربية كبيرة وقفت إلى جانب لبنان في اصعب الظروف.
وقال القائم بأعمال المملكة في لبنان وليد بخاري: أن تدشين جادة الملك سلمان على هذه الواجهة البحرية لدلالة جامعة بين عروبة البحر ومداه وبين حضارة الجبل وصداه.
صفحة جديدة
ووفق ما عكست تصريحات الرئيس سعد الحريري في بكركي أمس، فإن التوتر الانتخابي الذي بلغ ذروته في عطلة عيد الفصح بين الأقطاب السياسيين، ولا سيما على خط «بيت الوسط» – كليمنصو، يفترض ان يسحب فتيله تدريجياً في الساعات المقبلة، أقله لملاقاة رياح الاسترخاء السياسي الآتية من المملكة العربية السعودية، راعية الاعتدال والسلام، والتي كان لها أمس حضور قوي سواء في بعبدا، حيث تسلم الرئيس ميشال عون دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لحضور القمة العربية التي ستعقد منتصف الشهر الحالي في السعودية، أو في وسط العاصمة، حيث شكل الاحتفال بإطلاق اسم الملك سلمان على الجادة البحرية في بيروت مقابل فندق «فور سيزن» فرصة لجمع قيادات الصف الأوّل والتي فرقت بينهم السياسة والصراعات الانتخابية، فكان حضور الرئيس الحريري إلى جانب الرئيس نجيب ميقاتي لافتاً بين الرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام، كما لفت الانتباه حضور رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، مع روساء سابقين مثل الرئيس ميشال سليمان ووزراء ونواب، ورجال دين من مختلف الطوائف اللبنانية، بحيث اجتمعت الدولة اللبنانية بأركانها في الواجهة البحرية، مع المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا الذي مثل الملك سلمان في الحفل، وهو ما أرادت الصورة التذكارية التي التقطت ان تعكسه بوضوح تام.
وفي تقدير مصادر متابعة، ان حفل العشاء الذي أقيم على شرف الحضور، بعد الحفل، كان فرصة أيضاً لجمع هذه القيادات في لقاءات ثنائية أو جماعية بددت التوتر الانتخابي، سواء بين الرئيس الحريري وكل من النائب جنبلاط وجعجع، ترجمة لما كان أعلنه صباحاً في بكركي، من انه «لن يختلف مع وليد بيك، فهو يعرف ماذا يمثل بالنسبة لي، وأنا اعرف ما امثله بالنسبة له»، أو بالنسبة إلى اللقاء القريب الذي سيتم مع جعجع، على أساس ان تكون هذه اللقاءات بمثابة صفحة جديدة لطي الخلافات.
وبثت مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك وكالات الأنباء، صورة جمعت الرئيس الحريري يجلس إلى جانب جعجع من جهة وجنبلاط من جهة ثانية، وإلى جانبه المستشار السعودي العلولا، فيما أفادت معلومات رسمية ان خلوة عقدت في فندق «الفينيسيا» على هامش عشاء السفارة السعودية، جمعت الدبلوماسي السعودي بخاري والمستشار العلولا مع الرئيس الحريري وكل من جعجع وجنبلاط. كما عقدت خلوة ثانية بين العلولا وجعجع انضم إليها بخاري والسفير الاماراتي حمد الشامسي.
احتفال الجادة البحرية
وكان الاحتفال الذي تناوب على الكلام فيه كل من رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني ومحافظ بيروت زياد شبيب، قد تميز بالكلمة التي ألقاها القائم باعمال السفارة السعودية في بيروت وليد بخاري الذي أكّد ان العلاقات السعودية – اللبنانية راسخة وستبقى كالارز متجذرة وصلبة وثابتة، كما هي على مر العصور.
وقال ان المملكة كانت ولا تزال وستبقى بإذن الله، وبتوجيه من القيادة الرشيدة، ضنينة على سلامة لبنان وامنه واستقراره والمحافظة على وحدته الوطنية ووحدة أبنائه بكل أطيافهم ومذاهبهم، مثنياً على جهود الرؤساء عون ونبيه برّي وسعد الحريري في مواجهة تخطي الصعاب لتثبيت دعائم السلام والاستقرار وتحريك عجلة التنمية المستدامة.
وأشاد بخاري بروعة مبادرة إطلاق اسم الملك سلمان على الجادة البحرية، لا سيما وانها «حاكت روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والذي فاضت روحه على مقربة من هذا المكان، لتكون نافذة لبنان الجميل على العرب والعالم».
وتوجه إلى الحاضرين قائلاً: «لا اخفيكم سرا انني اشعر بسعادة غامرة برؤية هذا البلد العزيز سالماً مطمئناً سائراً نحو تثبيت استقراره ودوره الريادي، كما عهدناه، باعتباره جوهرة الاعتدال والعيش المشترك وملتقى أصحاب الرسالات السماوية السمحاء، وعلامة من علامات الانفتاح والثقافة والتسامح والحوار».
اما الرئيس الحريري فأكد من جهته، ان بين لبنان والسعودية تاريخا لن ينكسر مهما سعوا إلى ذلك سبيلاً، وهذه الأمسية البيروتية هي رسالة واضحة بأن عروبة لبنان تتقدّم على كل الولاءات والمحاور والمعادلات.
وقال ان احتفال بيروت بجميع اطيافها ترفع اسم الملك سلمان على واجهتها البحرية، هو تكريم قامة عربية كبيرة وقفت إلى جانب لبنان في اصعب الظروف، وتكريم من خلاله للمملكة العربية السعودية التي لها في تاريخ العلاقة مع بلدنا صفحات مجيدة من الخير والدعم، وهي الشقيقة الكبرى التي ترجمت المعاني الحقيقية للاخوة برعايتها اتفاق الطائف وإنهاء المأساة اللبنانية، ومد يد العون للبنان في كافة المراحل والأزمات.
ثم أعلن باسم الحاضرين جميعا افتتاح جادة الملك سلمان هنا على الواجهة البحرية لمدينة بيروت.
واختتم الاحتفال بازاحة الستارة عن اللوحة التذكارية التي أضيئت للمناسبة، واطلقت الألعاب النارية احتفاء بالتدشين، فيما اضيئت المباني المحيطة، ولا سيما فندق «فورسيزن» بأنوار العلمين اللبناني والسعودي.
وسبق لجنبلاط ان علق على التدشين قائلاً: «انها صفحة مشرقة من التاريخ العربي والتضامن في مواجهة الاستعمار، وان تسمية جادّة في بيروت باسم الملك سلمان له تذكير بتاريخ بيروت النضالي الناصري، والتلاحم الوطني الفلسطيني، بيروت الحصار وبيروت المقاومة الوطنية.
وردا على سؤال حول علاقته بالسعودية ومشاركته في الاحتفال، قال: «دعونا نفتح صفحة جديدة في العلاقات مع السعودية»، وأشار إلى ان الملك سلمان له تاريخ كبير في العلاقات بين البلدين، وبيروت هي الوطنية العربية وهي الصمود».
دعوة عون
وفي خطوة ثانية، من شأنها تعزيز العلاقات اللبنانية- السعودية، سلم بخاري أمس الرئيس عون دعوة رسمية من الملك سلمان للمشاركة في أعمال مؤتمر القمة العربية الـ29 التي ستعقد في مدينة الظهران في المنطقة الشرقية يوم الأحد في 15 نيسان الحالي.
واعتبر العاهل السعودي في رسالته ان مشاركة الرئيس عون شخصيا في هذه القمة «سيكون لها بالغ الاثر في انجاحها»، آملا ان تسهم القمة «في تعزيز العمل العربي المشترك والتصدي للتحديات التي تواجهها أمتنا العربية وتحقق ما تصبو اليه شعوبنا من اهداف وطموحات».
وأعرب العاهل السعودي في رسالته عن تطلعه الى الترحيب بالرئيس عون في المملكة العربية السعودية خلال القمة، متمنيا له «موفور الصحة والسعادة، وللشعب اللبناني دوام التقدم والازدهار».
وحمل الرئيس عون الوزير المفوض بخاري تحياته الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، مؤكدا ترؤس الوفد اللبناني الى القمة العربية، ومتمنيا ان تحقق نتائج تعزز الوحدة العربية لا سيما في هذه الظروف الصعبة من تاريخ الدول العربية وشعوبها.
وعلمت «اللواء» ان الرئيس عون سيزور بعد ترؤسه وفد لبنان إلى القمة العربية، قطر، تلبية لدعوة رسمية لحضور افتتاح المكتبة ا لوطنية، وستدوم زيارته الدوحة بضع ساعات.
إلى ذلك نفت  مصادر مطلعة أن يكون قد تحدد  رقم معين في ما خص المساعدات  التي تقدم  إلى لبنان في مؤتمر سيدر.
وأوضحت أن هناك حاجة إلى تحريك الوضع الاقتصادي الصعب بضخ  كمية  من المال إلى لبنان من خلال مشاريع استثمارية تقدم  فرصا إلى لبنان في عدد من القطاعات،  ولم يعرف  ما إذا كانت هناك دول تساهم هبة او قرض طويل الأمد قابل للتذويب،  كما لم يعرف ما إذا كانت هناك من خطوط ائتمان  تمنح  للبنان  على غرار مؤتمر روما 2.
الحريري
غير ان الرئيس الحريري الذي زار بكركي صباحا لتهنئة البطريرك بشارة الراعي بالفصح، أكّد من جهته ان الإصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي ليست لخدمة بل لمصلحة اللبنانيين، والمهم هو خلق فرص عمل جديدة امام اللبنانيين من مؤتمر سيدر.
وفي ما يتعلق بالدين، أوضح انه صحيح اننا نستدين ولكن من أجل ان ندفع الرواتب، فنستدين على خمس وسبع عشر سنوات بفوائد تتراوح بين 7 و8 بالمئة. اما الآن فإننا سنستدين على30 عاما من دون ان ندفع أية مبالغ في السنوات الخمس أو العشر الأولى، مع فائدة واحد بالمئة. وقال ان المشاريع التي سنعرضها في مؤتمر سيدر كان يجب على الدولة ان تنفذها لو انها كانت تملك المبالغ المطلوبة، هناك مشاريع تتعلق بالكهرباء والمياه والطرقات والسدود والاتصالات وهي مشاريع أساسية للبلد.
وفي موضوع الأزمة مع المدارس الخاصة، شدّد الحريري على وجوب الا يتحوّل الطلاب إلى رهينة، داعيا إلى ان نساعد بعضنا على إيجاد الحلول، مؤكدا ان الدولة لا تستطيع ان تطرح حلا لأن وضعها المالي لا يسمح بذلك، لكن يمكنها ان توفق بين المدارس والمعلمين والأهالي.
وبالنسبة لعلاقته بجنبلاط قال ان هذه العلاقة تشهد صعودا ونزولا، ولكن لست انا سبب هذا الاضطراب، وأنا انظر دائما في هذا الموضوع إلى العلاقة الاستراتيجية»، مبديا استعداده للقاء في أي وقت.
وألمح الحريري إلى ان كثيرين ساهموا معه في وضع القانون الانتخابي على علاته، وقال: هذا القانون قد يكون صعبا، ولكن للمرة الأولى تضع الحكومة في لبنان قانونا للانتخابات يكون ضد مصلحة من يحكمون البلد، املا في المرة المقبلة تحسين هذا القانون وإدخال إصلاحات عليه».
وكشف الحريري، امام وفد من منطقة العرقوب انه سيزور المنطقة في 13 نيسان الحالي، من ضمن مجموعة جولات انتخابية سيقوم بها بعد انتهاء أعمال مؤتمر سيدر، موضحاً بأن زيارته لهذه المنطقة كانت حلماً وأمنية لدى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وآمل ان تكون بداية لتواصل حقيقي مع هذه المنطقة المنسية والمحرومة.
لوائح.. لوائح
انتخابياً، توالى أمس إعلان اللوائح الانتخابية في عدد من الدوائر، وفي هذا السياق، أعلنت مجموعة «كلنا وطني» لائحتها في دائرة بيروت الأولى (الاشرفية – الرميل – الصيفي – المدور) وضمت كلا من: جيلبير ضومط عن المقعد الماروني، زياد عبس عن المقعد الارثوذكسي، جمانة سلوم عن مقعد الاقليات، لوسيان بو رجيلي عن الكاثوليكي، يوركي تيروز عن مقعد الروم الكاثوليك، وبوليت يغوبيان، لوري حيطايان ليفون تلفزيان عن مقاعد الأرمن الارثوذكس الثلاثة.
وأطلقت لائحة «مدنية» عن دائرة الشوف وعاليه للانتخابات النيابية لائحتها في احتفال أقيم في فندق دير الأمراء في دير القمر-الشوف، في حضور فعاليات اجتماعية وبلدية والمرشحين الثمانية في اللائحة وهم عن دائرة الشوف: الياس غريب، مايا ترو، مروان المتني، شكري حداد، رامي حمادة، وإليان قزي، وعن دائرة عاليه فادي الخوري ومارك ضو.
وأعلنت من برجا لائحة «القرار الحر» والتي  ضمّت المرشحين: مازن خلف شبو، رأفت شعبان، كميل دوري شمعون، جوزيف عيد، دعد القزي، غسّان مغبغب، سامي حمادة، وألحان فرحات عن دائرة الشوف، وسامي الرماح، تيودور بجاني وانطوان بو ملهم عن دائرة عاليه.