إحتجاج كسرواني على تسليم مفتاح القضاء لنصرالله.. والمرّ يتّهم العونيين بالغدر
اقترب موعد السادس من أيّار (13 يوماً بالتمام والكمال)، واحتدم التوتر الانتخابي من الجنوب إلى الشمال والجبل، وحتى البقاع، وتحوّل إلى عنف منظم: ضرب مبرح (حالة الصحافي علي الأمين والمرشح في الدائرة الثالثة في الجنوب عن أحد المقاعد الشيعية)، إطلاق رصاص (بين مناصري الحزب التقدمي ومناصري الأمير طلال ارسلان) في الشويفات إلى الاشكال الذي حصل مع الرئيس نجيب ميقاتي في القلمون، فضلاً عن إطلاق نار في عكار بين أنصار المستقبل وانصار ريفي.
ومن الأحداث التي استدعت الانتباه تزامن إطلاق نار و«آر بي جي» مع هبوط طائرة الرئيس سعد الحريري في قرية البزالية البقاعية، عزتها مصادر شبه رسمية إلى انها ناجمة عن خلافات عائلية في البلدة.
وأبعد من يوميات التوتر واشكاله، وحجم الخلافات والتوجهات الجارية، قفزت بقوة إلى الواجهة عملية تسليم رئيس اتحاد بلديات كسروان جوان حبيش مفتاح القضاء إلى الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، والذي قوبل بردود فعل عنيفة، ونفذ حزب الكتائب مساءً وقفة احتجاجية امام الصرح البطريركي في بكركي، فيما اتهم الوزير السابق الياس المرّ التيار الوطني الحر بالغدر، متوقعاً فوز والده، منتقداً حزب الكتائب، ومحذراً تيّار المستقبل ان التحالف مع التيار الوطني لن يستمر.. وليس مضموناً.
الا ان وزير الداخلية نهاد المشنوق كشف عن تكثيف التعزيزات الأمنية عبر حوار تلفزيوني على قناة «الجديد»، وذلك قبل التوجه إلى صناديق الاقتراع، معلناً انه طلب من الأجهزة الأمنية تنفيذ الأمر القضائي ضد المعتدين على الأمين، وانه هو شخصياً بصدد دعوى قضائية ضد المرشح الدرزي في الدائرة الثانية لبيروت رجا الزهيري، واصفاً الاعتداء على الأمين بأنه توجه إلغائي.
إشكالات واشتباكات انتخابية
وهكذا، حفل «الويك اند» بأحداث ساخنة ولم تهدأ بعد الحملات الانتخابية والرسائل السياسية المباشرة الساخنة، بين الفرقاء السياسيين، رغم الدخول عملياً في الاستحقاق الانتخابي يوم الجمعة المقبل باقتراع المغتربين في ست دول عربية، ويوم الأحد الذي سيليه في دول الانتشار الأخرى، في وقت وصلت فيه بعض الماكينات الانتخابية للاحزاب، إلى قناعة بأنها استنزفت كل ما لديها وقامت بما عليها، وهي الآن بصدد اجراء حسابات توزيع الصوت التفضيلي على مرشحي اللوائح، والباقي على الناخبين ليقرروا، وخاصة مع وجود نسبة عالية من الناخبين المترددين أو المستقلين أو اللامبالين تبلغ بين 15 و20 في المائة، وهم يرجح كفة الميزان لهذا المرشح أو ذاك إذا قرروا التصويت وفق قناعاتهم بعيداً عن المؤامرات والتأثيرات التي تستخدمها القوى السياسية.
على ان البارز وسط استمرار هذه الحملات والجولات الانتخابية، والتي شملت تقريباً كل لبنان من شماله إلى جنوبه، وجبله وبقاعه، ارتفاع منسوب الاحتكاكات والاشكالات الانتخابية، فضلاً عن تعرض المرشحين لاعتداءات، على غرار ما حصل للمرشح عن الدائرة الثالثة في الجنوب الزميل علي الأمين للضرب من قبل مجموعة من الشباب في بلدته شقرا في قضاء بنت جبيل، أثناء تعليقه صور له مع ثلاثة من معاونيه، نقل على اثرها إلى مستشفى تبنين الحكومي.
ووصف الأمين ما حصل بأنه «شكل من اشكال سطوة قوى الأمر الواقع، متهماً عناصر من «حزب الله» بالاعتداء بغية «تعطيل العملية الانتخابية لمنع مساحة الحرية المتاحة لكل مرشّح منافس أو معارض»، واضعاً ذلك «برسم هيئة الاشراف على الانتخابات وبرسم رئيس الجمهورية باعتباره حامي الدستور».
وفيما تضامنت مع الأمين شخصيات سياسية وحزبية ومرشحون مثل النائب السيدة بهية الحريري التي اتصلت به مطمئنة ومستنكرة، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع والوزير السابق اللواء اشرف ريفي، وتيار «المستقبل» في الجنوب، اعتبر «حزب الله» على لسان مصدر فيه الاعتداء على الأمين بأنه «جزء من الحوادث التي ترافق الانتخابات في القرى والبلدات»، مذكراً بحوادث سابقة رافقت الحملات الانتخابية مثل إطلاق النار على موكب الوزير حسين الحاج حسن والاشكال بين المرشح رجا الزهيري ومناصري تيّار «المستقبل» في الطريق الجديدة، والاعتداء على مكتب لائحة «بيروت الوطن» في كاراكاس.
وإلى هذا الحادث، افيد عن اشكال مسلح حصل مساء أمس بين أنصار الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديمقراطي اللبناني (الوزير طلال ارسلان) امام السراي الارسلانية في الشويفات، تخلله إطلاق نار بسبب مواكب سيّارة ترافقها عادة استفزازات لكن الجيش تدخل وعادت الأمور إلى طبيعتها.
ومن الإشكالات الانتخابية أيضاً، ما حصل من توتر في بلدة بلانة الحيصة في عكار بين مناصرين لتيار «المستقبل» والوزير السابق اشرف ريفي، حيث اقدم عدد من الشبان في البلدة المذكورة على قطع الطريق العام الدولية بالاطارات المشتعلة احتجاجاً على زيارة مقررة لريفي إلى البلدة، في إطار جولة انتخابية له مع المرشحين على لائحة «لبنان السيادة» المدعومة منه، الأمر الذي تسبب بتوتر في البلدة تخللته مشادات كلامية وتراشق بالحجارة، وتسبب قطع الطريق بزحمة سير، وحضرت قوة من الجيش عملت على فتح الطريق وإعادة الهدوء.
كسر جليد في جولة الحريري
جاءت كل هذه الإشكالات وغيرها، فيما يبدو أن جنبلاط و«تيار المستقبل» باتا بصدد ترتيب علاقتهما وظهر ذلك في مشاركة النائب وائل ابو فاعور في احد الاحتفالات التي اقامها «المستقبل» يوم السبت في البقاعين الاوسط والغربي خلال جولة الرئيس سعد الحريري، واللقاء الذي تم بين الحريري وابو فاعور في فندق «بارك اوتيل شتورة» حيث اقام الحريري خلال الجولة. ووضعت مصادر متابعة هذا اللقاء في اطار ترطيب الاجواء بين الجانبين تمهيداً للبحث لاحقا في تفاصيل معالجة الامور العالقة، وكسر الجليد بينهما.
وأشارت مصادر الطرفين إلى ان الساعات المقبلة ستحمل تطورات إيجابية، لأنه لا يجوز الوصول إلى اليوم الانتخابي الطويل والحال على ما هو عليه قبل اللقاء مع أبو فاعور، لأن ذلك ليس من مصلحة «لائحة المصالحة» التي تجسّد تحالف «التقدمي» مع «المستقبل» و«القوات اللبنانية» في دائرة الشوف عاليه.
وتوقعت المصادر ذاتها، ان تتخذ خطوات عملية في اتجاه ترتيب العلاقة بين الطرفين، وبالتالي تكريس التحالف، بحسب ما أكّد وزير الداخلية نهاد المشنوق، قبل توجه الرئيس الحريري إلى مؤتمر بروكسل الذي سيعقد الخميس والجمعة المقبلين.
وكان الرئيس الحريري اختتم مساء أمس جولته البقاعية التي استمرت يومين بمهرجان حاشد أقيم في بلدة عرسال، أكد فيه ان كل الاتهامات التي وجهت إلى عرسال بالتطرف ومساندة الإرهاب أصبحت في مزبلة التاريخ، مشدداً على ان عرسال بلدة غير متروكة، ولها رب يحميها، ولكن لعرسال أيضاً دولة مسؤولة عنها، مشيراً «إلى ان العيش المشترك مع المحيط جزء لا يتجزأ من تاريخ عرسال، والخلاف السياسي لا يعني تحويلها إلى خط تماس في المنطقة».
وشملت جولة الحريري 13 بلدة بقاعية، بدأت السبت في مجدل عنجر، ثم الصويري والمنارة، والبيرة وجب جنين وقب الياس ومكسة وتعنايل، وانهى هذه الجولة في منزل الوزير جمال الجراح في المرج، وحضر لقاء نسائيا نظمته السيدة الهام محمّد رحال في مطعم «سما شتورة» ثم استكمل جولته أمس الأحد بزيارة بلدتي القرعون وكامد اللوز، ثم زار بلدات لالا وبعلول والسلطان يعقوب وحوش الحريمي وغزة وبرالياس وسعدنايل وتعلبايا وخربة قنافار والفاعور.
وشدّد الحريري في كل هذه المحطات على ضرورة التصويت بكثافة للحفاظ على مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعلى مسيرة الاعتدال، مكررا اتهام كل اللوائح المنافسة بانها تستهدف تيّار المستقبل، مؤكدا ان يوم 6 أيّار سيظهر من هو تيّار المستقبل وما هو قرار البقاع.
برّي
في هذا الوقت، أرجأ رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل الجولة التي كانت متوقعة له في دائرة صور- الزهراني، معقل نفوذ الرئيس نبيه برّي، واستعاض عنها بجولة في المتن الشمالي، لم تخل من هجوم على خصومه السياسيين ولا سيما المعارضين لخطة التيار في الكهرباء واصفا هؤلاء «بجلابيط» الكهرباء، وان «ثمن هؤلاء هو الانتخابات، وان معارضتهم ستنتهي مع انتهاء الانتخابات.
إلا ان الرئيس برّي استبق جولة باسيل بهجوم على «اولئك الذين يقومون بسياحة انتخابية وينفخون في ابواق الفتنة بأن الجنوب بكل قراه هو صخرة للوحدة الوطنية والعيش المشترك وأي رياح طائفية موسمية لن تمر ومن يحمل فيروسات مذهبية نقول له ازرعها في مكان آخر لا الجنوب ولا لبنان يحتمل هذا المرض القاتل والمميت للجميع، الجنوب كان وسيبقى الرئة التي يتنفس منها كل لبنان وحدة ومنعة وعيشاً واحداً ومقاومة لكل المشاريع الفئوية الضيقة.
نصر الله
من جهته، أكّد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله ان الرئيس نبيه برّي هو مرشّح حزب الله وحركة «امل» والمقاومة وسيكون رئيساً لمجلس النواب المقبل، ولا نقاش لدينا في ذلك، مشيرا إلى ان الرئيس بري هو ضمانة وطنية ودوره أساسي في حماية الاستقرار في لبنان.
وسيطل السيّد نصر الله، في مهرجان انتخابي آخر غروب اليوم الاثنين عبر الشاشة في»مجمع سيد الشهداء» في الرويس، وستكون كلمته موجّهة لناخبي دائرة كسروان – جبيل.واوضحت مصادر اعلامية في الحزب أن اللقاء كان مقررا اساسا حسب برنامج الاطلالات في المجمع وليس في منطقة جبيل،ولم يتم نقله من جبيل الى الضاحية كما تردد،خاصة ان معظم ناخبي المنطقة يسكنون في الضاحية الجنوبية في المنطقة، وفيها يوضح حزب الله عدم التحالف مع التيار الوطني.
وتبقى لنصر الله حسب المعلومات اطلالة مخصصة لدائرة زحلة الاسبوع المقبل، ما لم يقرر غيرها لدائرة بعلبك- الهرمل قبل الانتخابات نظرا لحدة المنافسة الانتخابية هناك.
مفتاح كسروان
تزامناً، اثار تسليم رئيس بلدية جونية جوان حبيش، القريب من التيار الحر مفتاح منطقة كسروان للسيد نصر الله، عبر مرشّح الحزب في جبيل الشيخ حسين زعيتر، خلال احتفال بوضع حجر الأساس للمبنى البلدي المعيصرة في فتوح كسروان، موجة من الانتقادات وردود الفعل من المرشحين نعمة فرام (لائحة التيار) وشوقي الدكاش وزياد حواط (لائحة القوات) الذي غرد بأن «مفتاح كسروان ليس عقاراً او ملك فرد يُمكن التصرف به»، فيما نظم حزب الكتائب وقفة اعتراضية في بكركي احتجاجا على تسليم المفتاح للمرشح زعيتر.
ولاحقا، أوضح حبيش انه لدى انتهائه من كلمته في حفل وضع حجر الأساس لمبنى بلدية المعيصرة، طلب منه رئيس البلدية زهير عمرو تقديم درع باسم البلدية إلى السيّد نصر الله، تبين انه مجسّم مفتاح باسم قضاء كسروان الفتوح».
وقال انه فوجئ بذلك، لكنه تفادى الرد حرصا على المقامات والمكان وانتهى الأمر.
وأضاف بيان حبيش «مع التعبير عن احترامنا لمقام السيّد حسن نصر الله بما يمثل من قيم ومن قناعات عبر عنها اخيرا في العبور نحو الدولة، ان كسروان الفتوح هي لأبناء كسروان وقلبها مفتوح لكل اللبنانيين الشرفاء».