توزير نادر الحريري من حصة عون واستبعاد تمثيل ميقاتي… وسلة مساعدات مع ميركل
دارت دورة الـ«توربو» دورة كاملة، قبل ان تصل المستشارة الالمانية انجيلا ميركل إلى بيروت، ويتوجه الرئيس المكلف سعد الحريري إلى الأردن في زيارة اجتماعية، يعود بعدها إلى بيروت، وسط معلومات تتحدث عن تشكيلة وضعت «الرتوش» الأخيرة عليها قبل التوجه إلى بعبدا لعرضها على الرئيس ميشال عون، والتداول في كيفية تجاوز «العقد المحلية» القابلة للحل، على حدّ تعبيره، بعدما أكد ان لا عقد خارجية.
وفي خضم لقاءات شملت رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية يرافقه الوزير يوسف فنيانوس في حضور الوزير غطاس خوري، ووزير الاعلام ملحم الرياشي بحضور خوري. والوزير علي حسن خليل، والنائب وائل ابو فاعور،الذي نقل اصرار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على نيل ثلاثة مقاعد درزية وحقيبة اساسية، كرّر الرئيس الحريري انه ذهب إلى السعودية وهم حريصون على إنجاز الحكومة الأمس قبل اليوم، واي كلام خلاف ذلك غير صحيح.
وأكدت مصادر متابعة للاتصالات الناشطة لمعالجة العقد التي تؤخّر ولادة الحكومة ما ورد في «اللواء» أمس، حول توزير نادر الحريري من حصة الرئيس ميشال عون الذي يطالب بمقعد وزاري من الحصة السنية، على غرار ما حصل في الحكومة المستقيلة.
وأشارت هذه المصادر إلى ان نواب سنة 8 آذار يطالبون بمقعدين وزاريين، بما يتناسب مع حجم الكتل المتحالفين معها.
على صعيد آخر، من المتوقع تمثيل طرابلس بمقعد سني من تيّار «المستقبل»، واستبعاد أية مشاركة لكتلة الرئيس نجيب ميقاتي التي تضم نواب الأقليات المسيحية والعلوية في المدينة، وليس فيها أي نائب سني غير رئيسها، حيث من المستبعد انضمامه إلى الوزارة العتيدة.
وكشفت مصادر مطلعة ان جولة الاتصالات حققت تقدماً، وأن الأجواء مريحة، ووضعت عملية التأليف على السكة، بما يراعي مطالب كافة الكتل بطريقة متوازنة..
وقالت ان النائب السابق فرنجية متمسك بوزارة الاشغال، والا فالصحة أو الطاقة، لكن المصادر اشارت إلى ان تكتل لبنان القوي متمسك بدوره بالطاقة، وبأن يكون نائب رئيس الحكومة من الوزراء الذين يسميهم رئيس الجمهورية على ان تكون وزارة العدل من حصة «القوات» في حين ان الأخذ ما يزال مستمراً حول وزارة الصحة، التي يطالب بها حزب الله.
وفي سياق متصل بدا من الرسالة التي بعث بها الرئيس المكلف الحريري إلى الرئيس نبيه برّي ان الأجواء توحي بالاعلان قريباً عن الحكومة، الأمر الذي يرتب عليه ارجاء الرئيس برّي سفره، لمواكبة عملية التأليف ودعمها.
لقاءات الحريري
واوضحت مصادر في التيار الوطني الحر «ان اوساط رئاسة الجمهورية استفسرت عما اذا كانت هناك عقد خارجية تؤخرتشكيل الحكومة فجاء الجواب بالنفي وان العقد داخلية، ما يفترض برأي المصادر تسريع معالجة المشكلات العالقة بسرعة قصوى لأنها ممكنة، لكن وفق الاحجام الحقيقية والمتساوية للاطراف السياسية».
واشارت مصادر اعلامية متقاربة الى ان «الحريري لم يلتزم امام زواره بمنح اي حقيبة وزارية لأي فريق مكتفيا بالسماع للمطالب. وان تشكيل الحكومة تجاوز حصص تمثيل القوى السياسية الى توزيع الحقائب الاساسية، بحيث تحصل القوات اللبنانية على اربع حقائب ومنصب نائب رئيس الحكومة ما لم يحفظه الرئيس عون لنفسه ساعتها تذهب حقيبة العدل الى القوات، واذا لم تحصل مداورة بالحقائب السيادية تبقى الحقائب على حالها من حيث التوزيع على القوى السياسية التي تتولاها حاليا. وقد تبقى حقيبة الاشغال مع تيار «المردة»، والتربية مع الحزب التقدمي، بينما قدتذهب حقيبة الصحة الى «حزب الله».
لكن مصادر «القوات» نفت لـ«اللواء» بعيد لقاء الرياشي بالحريري ان يكون قد طرأ جديد ملموس، مشيرة إلى وجود حركة اتصالات كثيفة تجري على خط التأليف.
وكشفت ان رئيس الحزب سمير جعجع اطلع أعضاء تكتل «الجمهورية القوية» خلال الاجتماع الذي عقد مساء أمس على أجواء الاتصالات التي وصفت بأنها «جيدة وايجابية» وان هناك تقدماً يحصل من خلال تبادل الأفكار التي ما تزال قائمة، وان «القوات» تنظر إلى النصف الممتلئ من الكوب وليس النصف الفارغ، لكنها تحرص على ان يكون تمثيلها في الحكومة بشكل لائق، باعتبار ان النّاس سلمت القوات أمانة لا يمكن التفريط بها.
وخلافاً للمعلومات التي ذكرت بأن اللقاء الباريسي بين الحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، كان جيداً وايجابياً كشف مصدر وزاري سابق ان اللقاء كان سيئاً بالنسبة لمسألة تأليف الحكومة، وان باسيل رفض إعطاء أي حصة وزارية وازنة للقوات، كاشفاً بأن الرئيس المكلف يحاول تجنّب مواجهة مع رئيس الجمهورية الذي يتهمه «بالتباطؤ»، وان الفرنسيين يضغطون في اتجاه تأليف الحكومة، غير ان هذا الضغط لم يعط بعد مفاعيله امام العوامل الداخلية والخارجية التي تحول دون ولادة الحكومة حتى الساعة.
وأكّد المصدر ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يرفض تحديد أي موعد لزيارته لبنان قبل تأليف الحكومة العتيدة، على اعتبار انه سيوقع مع لبنان مجموعة عقود تربوية وإنمائية.
«توربو» الحريري
وقبل ان يباشر الحريري تشغيل محركات التأليف، التي شاء ان يصفها بـ«التوربو»، والتي هي عبارة عن محركات نفاثة تستخدم عادة للطائرات، أطلق مجموعة مواقف،على هامش مشاركته في مأدبة غداء أقامها على شرفه في «الزيتونة باي» المنسق العام لمؤتمر انماء بيروت النائب السابق محمّد قباني، الذي أراد من خلال المأدبة ان يجمع نواب بيروت القدامى والجدد للتأكيد على ان بيروت واحدة، ولو وضع قانون الانتخاب خط تماس بين دائرة أولى ودائرة ثانية، ووضع النواب في جو نشاط مؤتمر بيروت، داعياً اياهم للمساهمة فيها.
وأوضح هؤلاء النواب، ان أي حديث لم يجر حول تأليف الحكومة، لكن الحريري ردّ امام الصحافيين على اتهام الرئيس برّي بالبطء، بأنه فاتح «التوربو» لكي يُشكّل الحكومة بأسرع وقت ممكن، مكرراً تفاؤله بأنه يستطيع خلال أيام ان يُنجز كل هذه الأمور، نافياً وجود عقد خارجية واصفاً العقد الداخلي بأنها قابلة للحل.
وجدّد التأكيد بأن الحكومة ستشكل من 30 وزيراً يجب ان يمثلوا أكبر عدد من الكتل السياسية الأساسية، لافتاً النظر إلى ان المفاوضات تبدأ عادة بسقف عال، ومن ثم تجري مفاوضات أخرى لتخفيض هذا السقف، نافياً وجود «فيتو» على احد، داعياً إلى أخذ الأمور بإيجابية، خاتماً بأنه على ثقة بأن «الجميع متعاون».
وليلاً، توجه الحريري إلى الأردن، في زيارة خاصة لبضع ساعات للمشاركة في حفل قران اخيه نورالنعيمي، من الزوجة الأولى لوالده الشهيد العراقية الأصل نضال البستاني التي اقترنت برجل أعمال اردني من آل النعيمي ولها منه ثلاثة أولاد.
ميركل في بيروت
وكان الحريري في استقبال المستشارة الالمانية انجيلا ميركل لدى وصولها إلى مطار بيروت بعيد السادسة مساءً، آتية من الأردن، وصحبها بسيارة واحدة إلى السراي الحكومي، حيث أقيم لها استقبال رسمي، اعقبه محادثات تناولت آخر المستجدات في لبنان والمنطقة وسبل تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.
وبعد المحادثات دونت المستشارة ميركل كلمة في سجل الشرف، ثم خرجت مع الحريري إلى شرفة السراي حيث اطلعها على معالم العاصمة، وقدم لها حقيبة يد من صناعة Sarah`s Bag هدية تذكارية لمناسبة زيارتها لبنان، وهو كان سبق ان اهداها سجادة من صناعة نساء عرسال وانتاج «امنية» لدى لقائه بها في برلين العام الماضي.
وبعد ذلك، أقام الحريري على شرف المستشارة ميركل عشاء عمل في السراي، استكملت فيه المحادثات والتي شارك بها أعضاء الوفدين اللبناني والالماني.
وكشفت مصادر المجتمعين ان المحادثات تركزت على برنامج الاستثمار في البنى التحتية، وفق المشاريع المنبثقة عن مؤتمر «سيدر» والاصلاحات التي يجب ان تواكبها وطلب الحريري تشجيع القطاع الخاص الالماني للمشاركة في البرنامج، علماً ان وفداً كبيراً من رجال الأعمال الالمان يرافق ميركل في الزيارة، وسيعقد اليوم ندوة في السراي لشرح القطاعات التي يمكن الاستثمار فيها.
وتم التطرق إلى موضوع النازحين السوريين بلبنان، وتداعياته على لبنان وان لبنان لا يرى حلاً لهذه المشكلة الا بعودتهم الى سوريا.
ولكن كيف ستتحقق هذه العودة؟ هذا موضوع نقاش بين المجتمع الدولي، ثم الحديث على توسيع المساعدات الدولية ومنها الالمانية على المجتمعات المضيفة للاجئين ومن بينها لبنان لتحمل أعباء النزوح السوري. ثم الحديث على ضرورة دعم برامج استهداف الفقر، تنفيذ مشاريع تنموية، دعم التعليم التقني وكل المشاريع التي تخلق فرص عمل.
وعلم أيضاً ان الرئيس الحريري والمستشارة ميركل توافقاً في وجهات النظر على أن الوضع الإقليمي خطير، وهذا يتطلب المزيد من تماسك اللبنانيين للحفاظ على الاستقرار، وبالتالي أكدت ميركل حرص المانيا على دعم لبنان في كافة المجالات.
يذكر ان زيارة ميركل أتت بناء على دعوة وجهها الرئيس الحريري في العام 2017 أثناء زيارته لألمانيا.
ومن المقرر أن تزور ميركل قبل ظهر اليوم الرئيس برّي ثم تشارك المستشارة ميركل مع الرئيس الحريري في ندوة مشتركة بين رجال الأعمال اللبنانيين والالمان في السراي الحكومي، تعقد بعده ميركل والحريري مؤتمراً صحفياً مشتركاً ، ويلي ذلك غداء على شرف المستشارة ميركل في السراي الحكومي، تنتقل بعده إلى لقاء رئيس الجمهورية في القصر الجمهوري في بعبدا، قبل أن تغادر لبنان عصرا.
أمن البقاع
وعلى صعيد الوضع الأمني في البقاع، باشرت وحدات من الجيش اللبناني، ابتداء من ساعات الفجر الأولى أمس تسيير دوريات وإقامة حواجز متنقلة داخل مدينة بعلبك ووسط سوقها التجاري وضمن محيط منتزهات رأس العين، بهدف حفظ الأمن في المدينة وضواحيها.
وفي تقدير مصادر مطلعة أن تحريك وحدات الجيش في بعلبك، خارج نطاق الخطة الأمنية التي يجري الحديث عنها، وان ساع الصفر لبدء تنفيذ الخطة، ليس معروفاً، الا حين يعود قائد الجيش العماد جوزف عون من زيارته المقررة إلى واشنطن غداً السبت.
وكانت الاشتباكات بين آل جعفر وآل الجمل قد هدأت أمس بعد 4 ليال، وعلى اثر مبادرة من عشائر جبل اكروم وفنيدق في عكار مع عشائر أخرى في الهرمل، إجمعوا جميعاً في بلدة القصر البقاعية، حيث اتفق على إتمام مصالحة بين العائلتين المتصارعتين وفق شروط آل جعفر بضرورة تسليم القاتل إلى لجنة سباعية بين أعضائها النائبان حسين الحاج حسن وايهاب حمادة من «حزب الله».
ويفترض بهذه اللجنة بأن تتسلم القاتل بعد تسلم من آل الجمل، وبعدها يسلم إلى الدولة.