IMLebanon

اللواء: بكركي تبارك وحزب الله يُهلِّل للتقارب السعودي – الإيراني

 

 

تحت ظلال غيوم عن معلومات ان المنطقة تحت تأثير منخفضات حرب لا تُبقي ولا تذر، بدءا من هجوم على ايران، يؤدي الى تفجير الوضع في الشرق الاوسط، كانت تتحضر المنطقة لما يمكن وصفه بالحدث الدبلوماسي التاريخي، الذي لم يقتصر على اتفاق تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وايران، بل تمدد الى بدايات انفراج، ولو محدود، في التوتر الاميركي – الايراني تمثل بالافراج عن اسرى اميركيين في المعتقلات الايرانية، الأمر الذي حرك امكانية سحب الاصول المالية المجمدة في المصارف الاميركية، في اطار العقوبات المفروضة على ايران، قبل ان يسارع البيت الابيض الى اعتبار التقارير حول التوصل لاتفاق تبادل سجناء مع ايران «كاذبة»، وما زلنا نحاول الافراج عن الرهائن، لكن ليس لدينا ما نعلنه الآن، حسب البيان الاميركي، وذلك في معرض الرد على ما اعلنه وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان عن التوصل الى اتفاق مبدئي حول تبادل سجناء بين ايران والولايات المتحدة الاميركية.

 

ووسط اجواء التهليل لما يمكن ان يحمله الاتفاق بين الرياض وطهران على لبنان من اثار تفك اسر الرئاسة فيه، بعد مباركة بكركي، يزور الرئيس نجيب ميقاتي الصرح صباح اليوم، قبل سفره بعد غد الاربعاء الى الفاتيكان للقاء البابا فرنسيس.

 

وكان ميقاتي قال امس: ان الارتياح الذي قد ينجم عن هذا المسار لا بد ان ينعكس ايجاباً على كل المنطقة، ومن ضمنها لبنان.

 

ورأت مصادر سياسية مطلعة ان مفاعيل الاتفاق السعودي – الايراني في ما خص لبنان يتطلب بعض الانتظار، لا سيما في ما خص التفاصيل، ومعرفة ما اذا كانت المباحثات تناولت حلحلة المشكلات العالقة، ومن بينها تعثر الحل في لبنان.

 

وقالت المصادر لـ«اللواء» انه من المبكر الحديث عن حلحلة محلية بعد الاتفاق، باعتبار ان الجزء الاساسي داخلي صرف ويتصل بكيفية انجاز التفاهم على الرئيس العتيد الذي تشكل مواصفاته محور خلاف كبير.

 

واوضحت ان المساعي حول التفاهم على انتخاب النائب السابق سليمان فرنجية متواصلة، ولا سيما من قبل الرئيس نبيه بري على ان ردات الفعل على دعم هذا الترشيح تصل تباعاً اليه.

 

وفي حين تمضي التطبيقات الهوجاء في رفع سعر صرف الدولار باتجاه المائة الف ليرة لبنانية، بقيت المصارف على موقفها من الاضراب غدا واضعة رؤوسها في رمال الازمات غير عابئة بما يترتب على ذلك من انعكاسات، بمعزل عن مجريات الانفراجات الاقليمية المقبلة.

 

وهذا الهريان في النظام المصرفي، بتخلي مصرف لبنان عن دوره في حركة تسعير صرف الدولار، وتركه للتطبيقات المخربة للاستقرار، فضلا عن ضرب البنوك عرض الحائط بوظيفتها ودورها في استعادة الثقة بالنظام المصرفي، مما يعني الاجهاز على ما تبقى من مقومات العيش الزهيد لدى المواطن.

 

اذاً، ما زال الاتفاق السعودي- الايراني يخيّم على اجواء الحياة السياسية لجهة ترقب نتائجه وانعكاساته على دول المنطقة ومنها لبنان، لأن عنوانه الاساسي هو تهدئة التوترات والمشكلات الاقليمية، لكن ذلك لم يحُل دون إستمرار وجع الناس جراء تجاوز الدولار الاسود سعر 92 الف ليرة وما رافقه من ارتفاعات خطيرة لأسعار المحروقات والغاز والمواد الغذاية والاستهلاكية على ابواب شهر رمضان المبارك. كما لم يحرك الاتفاق اي مسؤول للتنازل عن شروطه ومعاييره ومواصفاته وتحالفاته لإنتخاب رئيس للجمهورية، بل انصبت معظم المواقف على الترحيب بالاتفاق السعودي- الايراني، والتمثل بالدولتين للحوار للتوصل الى حلول للأزمات القائمة. فيما لوحظت ندرة مواقف قيادات قوى المعارضة من الاتفاق لا سيما «القوات اللبنانية» وحزب الكتائب.

 

وغرد نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم عبر حسابه على «تويتر»: «عودة العلاقات الإيرانية السعودية منعطفٌ مهم لاستقرار المنطقة وأمنها وتقدمها، وهي فاتحةُ خبرات لشعبيهما ولشعوب المنطقة، وهي ضربة موجعة للمشروع الأميركي-الإسرائيلي تزيدهُ ترنُّحاً».

 

ومن جهة المعارِضة، بدا لافتا الصمت المطبق ازاء الاتفاق الايراني- السعودي، لا سيما على المستوى القيادي، لكن توجه عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غياث يزبك إلى «الممانِعين، وقال عبر «تويتر»: تَعِبنا ونحن نقول لكم ارفعوا منسوب اللبناني في دمكم واحفظوا خطاً للرجعة. حذّرناكم من أنه عندما تدق ساعة التسويات الكبرى، لن تُستشاروا ولن يكون لكم مكان في قطار البراغماتية الإيراني حتى في عرباته الخلفية. هنيئاً لمن مرجعيته لبنان.

 

فيما غرد النائب أشرف ريفي عبر «تويتر»: استعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران وفق التعهّد بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، يمكن أن يكون بداية حقيقية في المنطقة.

 

جعجع: معركة محلية

 

وحول الاستحقاق الرئاسي، قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع خلال الخلوة السنويّة الثانيّة لمركز «القوّات» في مدينة بشري: أن المعركة الرئاسيّة محليّة إلا أن هناك من يصر على ربطها بالتطورات الإقليميّة والدوليّة، الحل بيد النواب الـ128 الذين يمكنهم النزول اليوم قبل الغد إلى مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهوريّة، وفي هذه الحال لا يمكن للخارج التأثير أبداً على مجريات الأمور إلا أن هناك من يطمحون لربط ملف انتخابات الرئاسة بالخارج كل لمصالحه ومآربه الشخصيّة والفئويّة غير الوطنيّة.

 

وأضاف جعجع: أننا مستمرون في ترشيح ميشال معوّض في الوقت الراهن إلا أننا منفتحون على التشاور مع قوى المعارضة في أي اسم بديل لديه المواصفات المطلوبة، ويمكنه توحيد صفوف المعارضة والحصول على 62، 63، 64 أو 65 صوتاً، ماذا وإلّا فالذهاب من مرشح إلى آخر والبقاء على نفس عدد الأصوات إنما هو عمليّة حرق أسماء لن ندخل فيها أبداً.

 

الراعي: جرم نواب الأمة

 

وفي المواقف السياسية، اعتبر البطريرك الراعي في قداس الاحد امس، ان «الجرم الجرم الذي يرتكبه نوّاب الأمّة هو عدم انتخاب رئيس للجمهورية بسبب الفيتوات على هذا أو ذاك ممن تُطرح أسماؤهم للترشيح». وقال: فمن أين حقّ الفيتو؟ ومن أين الحقّ في فرض شخص؟ فإذا شئتم الحوار، فتعالوا بتجرّد واطرحوا حاجات البلاد اليوم داخليّاً وخارجيّاً، وصوّتوا يوميّاً كما يقتضي الدستور فيتمّ انتخاب الرئيس الأحسن والأفضل في الظروف الراهنة.

 

اضاف: والجرم الجرم الذي يرتكبونه هو افقارهم الشعب يوماً بعد يوم، وقتله بتجويعه ومرضه وحرمانه وانتحاره، واذلاله، واقحامه على هجرة الوطن. والجرم الجرم هو تفكيكهم أوصال الدولة ومؤسّساتها الدستوريّة، وإداراتها العامة، وهو إهمال وهدر  مداخيل الدولة في الإدارات والمرافئ البحريّة والمطار وأبواب التهريب. طبعاً في ذهنيّة جميع المسؤولين عن هذه الأوضاع، لا يوجد أي شعور بالخطيئة أو إقرار بها أو وخز ضمير.

 

وقال: إنّنا نبارك هذه الخطوة التي تندرج في خّط المصالحة السياسيّة. وكم نتمنّى ونرجو أن تحصل عندنا في لبنان وصولًا إلى استعادة هويّته الطبيعيّة، أي حياده وتحييده عن الصراعات والنزاعات والحروب الخارجيّة، لكي ينصرف إلى الدفاع عن القضايا العربيّة المشتركة، وحقوق الشعوب، والعدالة والسلام.

 

المتعاقدون الى المدارس

 

وفيما اعلنت اللجنة الفاعلة للأساتذة في التعليم الاساسي عن فك الاضراب بعد البدء بتحويلات للأساتذة يجتمع المجلس التنفيذي لنقابة المعلمين في المدارس الخاصة للبحث في اعلان الاضراب بدءاً من يوم غد لمساواة الاساتذة في القطاع الخاص بزملائهم في القطاع العام.

 

على الأرض، وتمهيداً لتحرك متقاعدي القطاع العام بعد غد الاربعاء انطلقت امس مسيرة نظمها الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان رفضا لما يصفه بسياسات الافقار والتجويع وربط الاقتصاد بالدولار الجمركي بمشاركة نائب صيدا اسامة سعد.

 

وعلى وقع اغنية «شيد قصورك ع المزارع» للمصري الراحل الشيخ إمام، انضم مئات اللبنانيية الى المسيرة وتفاعلوا مع كلماتها الحماسية، في حين علت الهتافات المناهضة لسياسات الحكومة من بينها «لو خطفونا من الشوارع، صوت الشعب طالع طالع».

 

كما دعا المجلس العام للاتحاد جميع النقابات الى حد كل الطاقات والامكانات لجعل مظاهرة يوم «العيد العالمي للعمال» في الاول من ايار، محطة اساسية لاعادة شرارة انتفاضة 17 تشرين الاول رفضا للوضع الاقتصادي والمالي والمعيشي الذي يعانيه اللبنانيون.

 

صحياً، سجلت وزارة الصحة 93 اصابة جديدة بفايروس كورونا، كما تم تسجيل حالتي وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية.