مجلس المفتين يُحذِّر من ملء الفراغ من خارج الدستور .. وتباين أوروبي – لبناني حول استجواب سلامة
بين «ايجابية» سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، بعد لقاء الرئيس نبيه بري في عين التينة، ثم زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو، واندفاع «شيف» المجلس النيابي الى البدء بمعركة تسويق النائب السابق سليمان فرنجية من زاوية انه، اذا انتخب يكون «الرئيس الذي يطمئن له حزب الله، وهو على علاقة جيدة معه، وهو على علاقة جيدة مع الجميع، وبإمكانه التنسيق مع السوريين والانفتاح على الحزب، وينطلق من 50 صوتاً كمرشح، ربما صلة رحم من «نوع ما» تتعلق بأن الملف الرئاسي بات على الطاولة اكثر من اي وقت مضى، والحركة الدبلوماسية العربية او الاجنبية تصبُّ في هذا الاتجاه.
وقال مصدر نيابي مقرب لـ«اللواء» ان ما يجري سواء لجهة حركة السفير السعودي او السفيرة الاميركية او الموفدين الاوروبيين هو استطلاع لـ«فرصة انتخاب رئيس» بما يسمح باستثمار مناخ التفاهمات الاقليمية والعربية.
وكشف المصدر ان كلام بري في ما خص الاولوية لفرنجية كمرشح جدي وليس للمناورة، الاستفاضة في شرح مواصفاته الملائمة لهذه المرحلة محلياً وعربياً وربما دولياً، بانتظار ردود الفعل تمهيداً لتحديد موعد ليس ببعيد لجلسة انتخاب الرئيس.
على رغم استمرار اللقاءات المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي، الا انها لم تخرج عن اطار تسجيل المواقف وتحديد مواصفات المرشح للرئاسة من دون التوصل الى ما يؤدي الى توافقات او مخارج. علما ان «الشغل» بدأ جدياً من اجل توفير حظوظ اكبر لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، يقوم بها الرئيس نبيه بري وسواه، عبر اتصالات مع عدد من النواب من اجل زيادة عدد الاصوات له لتتجاوز 65 صوتاً، فيذهب الى مجلس النواب بعدد يؤهله للوصول الى الرئاسة. ولكن يبقى الاهم تأمين نصاب الثلثين لجلسة الانتخاب في دورتها الاولى. وهو الامر الذي ما زال متعذرا نتيجة مواقف الكتل المسيحية الثلاث.
لكن تردد ان الاتصالات لتجديد الحوار او اللقاء بين حزب الله والتيار الوطني الحر عادت اليها بعض الحرارة، وعلى خلفية محاولة التوصل الى اقناع التيار بإنتخاب فرنجية او على الاقل التفاهم على رئيس للجمهورية إن لم يكن لترتيب العلاقات المجمدة بينهما.
وفي مواقف واضحة من ترشيح سليمان فرنجية، اكد بري خلال لقائه مجلسي نقابتي الصحافة والمحررين للبحث في الشأنين المتصلين بانتخاب رئيس للجمهورية والموضوع الحكومي، أن الضرورات تبيح المحظورات. سائلاً: هل من المعقول أننا نعاني ما نعانيه من أزمات ويعمل البعض الى تعطيل وتخريب كل شيء ؟
وقال: ان قوة رئاسة الجمهورية ليست بهذه الادعاءات التي يتم الاختباء خلفها، نعم كان يجب ان ننتخب رئيس للجمهورية أمس قبل اليوم وغداً قبل بعد الغد. مذكراً بما اعلنه في مهرجان الامام السيد موسى الصدر حول إنتخاب رئيس الجمهوريه بأن المطلوب رئيس وطني يجمع ولا يفرق له حيثية مسيحية واسلامية، وقبل أي شيء حيثية وطنية رئيس يجمع ولا يطرح يؤمن بعلاقات لبنان مع محيطه العربي… رئيس يؤمن بإتفاق الطائف.
وسأل:«كيف لهذه العناوين ان تتلاقى مع الاصوات الداعية الى التقسيم والفدرلة المغلفة بعناوين اللامركزية الاداريه المالية الموسعة»؟ قائلاً: ان لبنان هو كالذرة اذا ما جزئت إنفجرت، ان لبنان أصغر من ان يُقسّم.
وحول لقائه السفير السعودي قال الرئيس بري: التواصل كان قائما وسوف يتواصل، وقد حصل قبل هذا اللقاء عدة لقاءات. الحل السياسي يبدأ برئاسة الجمهورية وسليمان فرنجيه مد يده للجميع صالح كل الناس. فاذا كان سليمان فرنجية لا يجمع فمن هو الذي يجمع؟ مؤكداً ان لا خلاص للبنان الا بالدولة المدنية.
ميقاتي في بكركي
وعشية مغادرته الى الفاتيكان، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي صباحا في الصرح البطريركي في بكركي وعقد معه خلوة تناولت التطورات الراهنة والزيارة التي سيقوم بها ميقاتي الى الفاتيكان للاجتماع بالبابا فرنسيس.
وشارك في جانب من اللقاء المستشار الديبلوماسي لرئيس الحكومة السفير بطرس عساكر.
وقال ميقاتي قبل اللقاء في دردشة سريعة مع الإعلاميين: إنّ «ربيع لبنان قريب إن شاء الله».
بعد الزيارة تحدث رئيس الحكومة فقال: عرضنا خلال اللقاء الوضع الراهن في البلد والزيارة التي أنوي القيام بها للاجتماع بقداسة البابا. وفي ما يتعلق بالموضوع الداخلي، أطلعني صاحب الغبطة على الاتصالات التي يقوم بها من أجل الاسراع في انتخاب رئيس، وكانت الاراء متفقة على ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية في اسرع وقت من أجل انتطام العمل العام في البلد وعمل المؤسسات الدستورية، وللبدء بالدخول في الحل. هناك مشكلات اقتصادية واجتماعية ولكن الاهم يتعلق بالسياسة. ومن دون حل سياسي، وان يعود المجلس النيابي للقيام بدوره الطبيعي، وان يكون هناك مجلس وزراء كامل المواصفات الدستورية، لا يمكن الخروج بحل.
مجلس المفتين: العودة للدستور
استهجن مجلس المفتين «الحملات المتتالية على موقع رئاسة الحكومة، وافتعال فتنة جديدة تحت شعار الصلاحيات، وطالب الجميع بالعودة الى الدستور والتزام اتفاق الطائف، رافضا المس بصلاحيات رئيس مجلس الوزراء تحت أي عنوان أو ذريعة».
وقال: إن رئيس مجلس الوزراء يلتزم الدستور واتفاق الطائف والأصول المرعية الإجراء في كل خطوة يقوم بها من أجل تخفيف المعاناة عن الوطن والمواطنين. وحذر المجلس «من استمرار الفراغ الرئاسي الذي يكاد يصبح متلازماً مع كل انتخابات رئاسية، مما يعرّض لبنان الى مخاطر هو بغنى عنها، ويحمّله أثماناً بات عاجزاً عن أدائها سياسياً ومعنوياً، وكذلك اقتصادياً واجتماعيا وانمائياً».
واضاف: إن الطبيعة لا تعرف الفراغ، ولذلك نحذّر ايضاً من مبادرات هجينة لمحاولة ملئه من خارج الدستور ومن خارج دائرة الوفاق الوطني. فالفراغ في الرئاسة ظاهرة سلبية خطيرة. وأسوأ منها وأخطر، محاولة ملئه بمبادرة من خارج الدستور وعلى حساب الوفاق الوطني.
وللمرة الثالثة، التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب، راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم موفدا من البطريرك بشارة بطرس الراعي، في حضور المونسنيور إيلي خوري ورئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية أنطوان مراد.
وتناول اللقاء مسألة الاستحقاق الرئاسي و»أهمية إنجازه بما يعيد الى لبنان وشعبه الأمل وللدولة مسارها السليم».
وفد أميركي: لحوار حول المرشحين
وكان اللافت امس ايضا، زيارة وفد من «فريق العمل الأميركي من أجل لبنان» (تاسك فورس فور ليبانون) برئاسة السفير السابق إدوارد غابرييل مع وفد مرافق وسفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان دوروثي شيا، الى كل من الرئيس بري و الرئيس حيث جرى عرض للاوضاع العامة في لبنان.
بعد اللقاء مع ميقاتي، قال غابرييل: لقد عبرنا عن إحباطنا لرؤيتنا التحرك المحدود في قضايا مهمة جدا للشعب اللبناني الذي يعاني جراء عدم توافر المياه والكهرباء وانخفاض القدرة الشرائية لليرة اللبنانية، اذ لم يعد بإمكانه دفع فواتيره، اضافة الى ان القطاع الصحي يعاني والقطاع التربوي يعاني أيضا، والشعب يغادر البلد.
وتابع: بالطبع انتخاب رئيس أمر جد مهم، تحدثنا به مع رئيس المجلس نبيه بري وقال بأنه يوافقنا الرأي، والوقت الان هو من أجل فتح حوار حول مرشحين يمكنهم تأمين نصاب فيمكن عندها انتخاب رئيس متمكن، نظيف الكف واصلاحي.
الدولار والمحروقات صعوداً
معيشياً، بلغ سعر صرف الدولار الـ ٩٧ الف ليرة امس، وذلك عشية بدء المصارف اضراباً اليوم، وارتفعت اسعار المحروقات مجدداً بعدما أصدرت وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط بعد الظهر، جدولاً بأسعار المشتقات النفطية حيث ارتفع سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 36 ألف ليرة لتصبح مليون و713 ألفاً، كذلك ارتفع سعر صفيحة البنزين 98 أوكتان 37 ألف ليرة لتصبح مليون و754 ألفاً، أما سعر صفيحة المازوت فارتفع 34 ألف ليرة لتصبح مليون و626 ألفاً، وقارورة الغاز 25 ألف ليرة لتصبح مليون و162 ألفاً.
قضائياً، تعقد جلسة استجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة غداً الاربعاء في حضور وفد قضائي اوروبي كما تردد، وصل الى لبنان امس. الى ذلك ينفذ اساتذة التعليم الخاص اضرابا اليوم ايضا. لكن أمين عام المدارس الكاثوليكية الاب يوسف نصر قال لـ «الجديد» : لن نلتزم بالإضراب الذي دعت اليه نقابة المعلمين في المدارس الخاصة.
استجواب أم حضور؟
تترقب الاوساط على اختلافها، لا سيما المالية والمصرفية ما سيدور غداً، خلال مثول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة امام قاضية التحقيق الاول في بيروت شربل ابو سمرا في ضوء الاتهام الموجه اليه من المحامي العام الاستئنافي رجا حاموش بتهمة اختلاس وتبييض اموال مع أخيه رجا ومديرة مكتبه.
وفيما تأكد وصول القاضية الفرنسية Aude Buresi الى بيروت للمشاركة في جلسات الاستجواب، اذا عقدت، وسط معلومات متضاربة حول ما اذا كان سيسمح للوفد الاوروبي طرح اسئلة استجوابية على سلامة، او الاكتفاء بالاستماع الى اجوبته رداً على اسئلة المحقق اللبناني.
وعزا الامين العام لجمعية المصارف فادي خلف عودة المصارف الى الاضراب اليوم صدور قرارات قضائية لم تكن في سياق الوعود التي اعطيت بتصحيح الوضع.