باسيل يهاجم تغيير الساعة ويتوعد الحاكم والمنظومة.. واحتواء التوتر بين المصارف والمودعين
ما لمسه مسؤولون كبار أن مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى بربارا ليف، جاءت الى لبنان في محاولة لعدم تأثر المصالح المباشرة للولايات المتحدة بعد ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل في ضوء تبدل المواقف، بعد الاتفاق السعودي – الايراني، ولقطع الطريق على أي تقارب جديد بين بيروت ودمشق، مع نقل رسالة واضحة انها تدعم اي مرشح يُنتخب رئيساً للجمهورية.
نقطة الثقل، حسب مصادر دبلوماسية، كانت في اللقاء الأول مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط للوقوف على رؤيته لوضعية لبنان بعد الانفراجات الحاصلة في العلاقات الاقليمية – العربية، أما اللقاء الثاني الأكثر اهمية فتمثل باللقاء مع الرئيس نبيه بري، حيث ابلغته ما سبق للسفيرة الاميركية دورثي شيا ان ابلغته اياه من ان بلادها تراقب مسار ما يجري، لجهة عدم الاطمئنان الى «استمرار الوضع على ما هو عليه لمدة طويلة، واعلان تأييدها لما انتهت اليه بعثة صندوق النقد الدولي لجهة تحذير المسؤولين من مخاطر التلاعب بالوقت على حساب الاصلاحات والاتفاق مع صندوق النقد الدولي».
وسط ذلك، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء»ان زيارة المسؤولة الاميركية الى لبنان أتت في سياق الاستطلاع وبالتالي لم تحمل معها اية مبادرات، على ان الموقف الذي كررته في لقاءاتها يتصل بضرورة التفاهم على انتخاب رئيس جديد للبلاد والعمل على صون المؤسسات وتطبيق الاصلاحات المطلوبة.
وفي الاطار المحلي، قالت المصادر أن مجلس الوزراء يخوض في تفاصيل الوضع المالي في البلاد وانعكاسه على جميع القطاعات في ما خص الرواتب والأجور فضلا عن عرض وزير العمل لهذا الانعكاس على المستخدمين الخاضعين لقانون وزارة العمل ، على أن هذه الدراسة تلحظ بدل إنتاجية وفق الإمكانات المتاحة للدولة اللبنانية واعتبرت أن هذا الإجراء من شأنه اما أن يعالج أوضاع القطاع العام أو أن يلقى اعتراض منهم وذلك انطلاقا مما قد ينص عليه.
إلى ذلك أكدت المصادر أن زوبعة تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي قد تأخذ مداها دون معرفة ما إذا كان سيصار إلى التراجع عن هذا القرار ام لا.
وكان لبنان انشغل بزيارة ليف، والتحضيرات لجلسة مجلس الوزراء الاثنين المقبل لدرس كيفية تلبية مطالب موظفي القطاع العام، فيما انشغل بعض اركان المعارضة بالاعتراض على قرار الحكومة تأخير التوقيت الصيفي حتى آخر سبت من نيسان، بعدما مرّت زيارة رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في الجمهورية الاسلامة الايرانية كمال خرازي بهدوء مع انها حملت الكثير من المواقف ولو انها كانت من قبيل الاستطلاع، كما زيارة ليف.حيث انهما حسب معلومات «اللواء» استمعا من المسؤولين اللبنانيين «الى وجهة نظرهم حول التطورات الحاصلة في المنطقة لا سيما الاتفاق – السعودي – الايراني وانعكاساته المرتقبة على مجمل اوضاع المنطقة ومنها لبنان، وحول الوضع في سوريا وملف النازحين السوريين، واكدا ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة من دون تدخلات خارجية باعتبارالموضوع شأن لبناني داخلي، لكن ليف ركزت ايضاً على وجوب تحقيق الاصلاحات البنوية الاقتصادية واستكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي.لكن خرازي وليف لم يقاربا الموضوع الرئاسي بتفاصيله بل بشكل عام، ولم يطرحا اي اسماء اومقترحات.
وفيما أعلن المكتب الإعلامي للرئيس برّي، أنّ اجتماع اللجان النيابية المشتركة تمّ إرجاؤه من يوم الإثنين في 27 آذار 2023 إلى يوم الثلاثاء 28 آذار الجاري. وتمهيداً لجلسة مجلس الوزراء المقررة يوم الاثنين المقبل، رفع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل إلى رئاسة مجلس الوزراء مسودة مشروعي المرسومين التي اعدتهما الدوائر المعنية في وزارة المال، ويتضمن الأول تعويض انتاجية لموظفي الإدارات وسائر المؤسسات العامة ومقدمي الخدمات الفنية والأسلاك العسكرية عن أيام العمل الفعلي، ويعطى وفق سعر منصة «صيرفة» للدولار الأميركي، لاحظاً تدابير بشأن معاشات المتقاعدين.
والثاني يتعلق بتعديل بدل النقل الذي يحتسب بليترات البنزين وفق معدل وسطي لسعر يحدّد بقرار يصدر عن وزير الطاقة شهرياً. على أن تُعرض مسودة المشروعين على مجلس الوزراء في جلسته المقررة الإثنين المقبل لمناقشته واتخاذ القرار بشأنه.
وكان الخليل قد أعطى أمس الاول موافقة استثنائية لإعداد مشروع مرسوم يلبّي عدداً من مطالب عمّال وموظفي «أوجيرو» لعرض المشروع أيضاً في جلسة الإثنين لمجلس الوزراء.
نيابياً، قدم النائب علي حسن خليل اقتراح قانون الى الهيئة العامة لمجلس النواب لفتح اعتماد بقيمة 1500 مليار ليرة لتغطية نفقات الانتخابات النيابية، على ان تبحثه اللجان المشتركة وتقره الثلاثاء تمهيداً لإحالته الى الهيئة العامة لاقراره.
جولة ليف
باشرت مساعدة وزير الخارجيّة الأميركيّة لشؤون الشّرق الأدنى باربرا ليف، ترافقها السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، جولتها بزيارة جنبلاط في كلمنصو وقد استقبلها في حضور رئيس كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط، والنائب راجي السعد، حيث كان عرض لمجمل الأوضاع والتطورات السياسية.
بعدها انتقلت الى عين التينة حيث اسقبلها رئيس مجلس النواب نبيه بري. وأكدت ليف خلال لقائها مع رئيس مجلس النواب أن «لا يُمكن أن يستمرّ الوضع في لبنان على ما هو عليه لمدة طويلة»، بحسب ما افادت بعض المعلومات. كما اشارت ليف الى أنّ «الوضع الاقتصادي متدهور ويجب الاتفاق مع صندوق النقد الدولي على حلّ في أسرع وقت ممكن».
ومن ثمّ توجهت ليف وشيا والوفد المرافق الى وزارة الخارجية حيث التقت الوزير عبدالله بوحبيب، وتمّ البحث بآخر التطورات السياسية والاقتصادية في لبنان وما يجري في المنطقة من تحوّلات، لا سيما إنعكاسات الإتفاق السعودي-الايراني والصراع اليمني والأزمة السورية.
ومساء زارت ليف الرئيس ميقاتي في دارته تافقها السفيرة شيا، وجرى خلال اللقاء بحث الاوضاع الراهنة في لبنان والعلاقات الثنائية ، ونتائج جولة السيدة ليف على عدد من دول المنطقة.
وقد إستبقى الرئيس ميقاتي الوفد الاميركي الى مائدة الافطار.
وفي سياق الحراك الدبلوماسي، التقى الرئيس بري السّفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا. ثم السفيرة الفرنسية آن غريو، التي وضعته في أجواء الاجتماع الفرنسي – السعودي الأخير، وعدم الاتفاق على تسوية فرنجية سلام بين الرياض وفرنسا.
وفي المواقف الخارجية، غردت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا عبر حسابها على «تويتر» قائلة : بعد مرور ثلاث سنوات على اعلان لبنان تعليق سداد ديونه السيادية، لازال اللبنانيون يتطلعون الى تحرك قادتهم لإنقاذ البلد. الناس يشعرون بالغضب لرؤية رواتبهم تفقد قيمتها نتيجة التضخم وتدهور قيمة العملة الوطنية. لقد باتت الإصلاحات المتفق عليها مع صندوق النقد الدولي حيوية وحتمية».
باسيل يتوعد
سياسياً، توعد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من اسماه «المنظومة» بأن أيامها معدودة، وهي التي تحمي حاكم مصرف لبنان او ما وصفه «بالبنكجي الكبير»، معتبراً ان لهذا لا يقر قانون الكابيتال كونترول.
وطالب برئيس يواجه المنظومة، ويخلي لبنان هو المحور مش كل محاور دول، وبيعرف ان الرئاسة مسؤولية، وفهم للملفات كلها: مال واقتصاد وسياسة وقانون.
وقال: نريد رئيس اذا انتخبناه نعرف نجاوب لماذا انتخبناه أمام اولادنا، وانه شريك في الحكم.
اضاف: بدولار 20 الفاً اعتبروا عهده جهنم (في اشارة الى الرئيس القوي اي العماد ميشال عون)، كيف بعهد المائة الف ليرة؟
وهاجم البرلمان والحكومة والمصرف المركزي واعتبر ان صندوق النقد وسيلة ضغط للاصلاحات، مشيراً الى ان المنظمة كلها لا تريد صندوق النقد، واصفاً التعميمات والمراسيم الصادرة عن الحاكم رياض سلامة ومراسيم الحكومة.
وانتقد ما وصفه بتغيير الساعة والوقت كدليل على ادارة البلد.
وقال: السلطة التنفيذية ذابت في السلطة التشريعية.. معلناً رفض تقسيم لبنان الكبير، محذراً من اي محاولة تقسيم يفكر بها البعض، رافضا ان يكون المسيحيون حقل تجارب معلناً التصدي له، مشدداً على اللامركزية الادارية الموسعة.
واتهم اعلاميين بالتغطية على الحاكم مقابل حوالات تدفع بالدولار في الخارج، بوصفه حوالة جاهزة.
وقال في كلمة له أمام «العشاء التمويلي» للتيار الوطني الحر ليل امس: لبنان سيبقى وطن حرية، وما حدا في يحولنا منطقة عبيد.
انتفاضة المودعين
وعلى الارض، تصاعدَت حدّة التوترات في محيط مصرف لبنان وسط الاعتصام الذي نفذته جمعية «صرخة المودعين»، امس الجمعة، للمطالبة بإعادة الودائع إلى أصحابها.
وبعد استهداف مبنى البنك المركزيّ بالمفرقعات الناريّة من قبل متظاهرين واشعل البعض منهم الاطارات امامه، ووصلت تعزيزاتٌ كبيرة من الجيش وفرقة مكافحة الشغب إلى مصرف لبنان ومحيطه، حيثُ جرى ضرب طوق أمني هناك لمنع تطور الأوضاع.
وفي ظلّ ذلك، حاول مُعتصمون تحطيم واجهات مصرفي بيروت والبلاد العربية» و «الموارد» في الحمرا، في حين حاول آخرون أيضاً اقتحام مصرف سوسيتيه جنرال» المُحاذي لمصرف لبنان، إلا أنّ عناصر فرقة مكافحة الشغب تدخلت فوراً وأبعدت المتظاهرين عن المصارف المذكورة.
وتزامناً مع التحركات التي شهدتها الحمرا، أفادت المعلومات بأنّ عدداً من المودعين نفذوا اعتصاماً قبالة منزل السيّد نديم القصار(فرنسا بنك) في محلة الجناح.
وكانت مطالب اساتذة وموظفي الجامعة اللبنانية موضع متابعة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، في اجتماعين عقدهما. وفي هذا الاطار اجتمع مع رئيس الجامعة بسام بدران ووفد من الاساتذة. وإجتمع ايضا، في حضور بدران ورئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، مع وفد من لجنة الموظفين في الجامعة.
واستقبل رئيس الحكومة وزير الاقتصاد امين سلام الذي قال بعد اللقاء قدمنا التهنئة للرئيس ميقاتي بحلول شهر رمضان وطمأناه الى العمل الذي نقوم به لناحية استقرار اسعار الخبز بالرغم من الظروف الصعبة وعدم استقرار سعر الدولار، وبأننا خلال شهر رمضان المبارك وفترة الاعياد سنكثف الجولات الرقابية، لأن السوق يفرض علينا واقعاً يحتاج الى ضبط وسنتابع العمل، ليس في هذه الفترة فقط، انما هناك مرحلة انتقالية نعمل عليها على امل ان يلتزم جميع التجار بضبط الأسعار بما يمثل هذا الشهر من قيم ونتمنى عليهم ان يرحموا الناس ويخافوا الله.
في غضون ذلك، سجّل سعر صرف الدولار في السوق السوداء مساء امس، ارتفاعاً طفيفاً فسجل تسعيرة تتراوح ما بين 109000 و109500 ليرة لبنانيّة لكلّ دولار أميركيّ. وكان قد سجّل عصراً تسعيرة تراوحت ما بين 108000 و108500 ليرة لبنانيّة لكلّ دولار أميركيّ.
صحياً، سجلت وزارة الصحة 97 اصابة جديدة، رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1234125 كما تم تسجيل حالة وفاة واحدة.