مهمة عبد اللهيان بين الملفات الغربية واللبنانية.. ومراسيم الزيادة لن تُعيد الإدارة إلى العمل
فرضت زيارة وزير الخارجية الايراني أمير حسين عبد اللهيان نفسها بنداً على اهتمامات اللبنانيين، مع سائر الملفات المتدحرجة من مسألة اعادة نازحين سوريين الى بلادهم، حولهم اسئلة او شبهات من قبل القوى الامنية والعسكرية اللبنانية، الى الانشغال الدبلوماسي والرسمي بإعادة اللبنانيين الهاربين من جحيم الحرب الدائرة في السودان مع الحرص والشكر اللبنانيين، على غير مستوى للمساعدة الاخوية الكريمة التي قدمتها المملكة العربية السعودية لانجاز هذه العودة الآمنة. كل ذلك، مع اطلالة منتظرة منذ وقت للمرشح الرئاسي النائب السابق سليمان فرنجية رئيس تيار المردة، في وقت تبذل فيه الجهود لادارة اتصالات او مفاوضات تسمح بالعودة الى ساحة النجمة للاحتكام الى صندوقة الاقتراع، عبر مرشحين، الاول يدعمه الثنائي الشيعي (أمل – حزب الله) وهو فرنجية، مع قوى في 8 آذار، والثاني يرشحه تحالف المعارضة، غير المتفقة بعد، على ان يكون مرشحها النائب السابق صلاح حنين، وهو المقترح الذي يسعى الى تسويته النائب التغييري البقاعي غسان سكاف، والذي التقى لهذه الغاية امس رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي وعلى الرغم من التباين او الاختلاف مع حزب الله حول المرشح الرئاسي، إلا انه ابلغ سكاف عدم سيره في هذا الاقتراح، الذي من شأنه ان يحصر المعركة بين مرشحين، وليفز من يحصّل الاصوات فوق الـ65 التي تؤدي الى اعلان فوزه..
وحسب مصادر نيابية متابعة فإن باسيل، وهو يجري اتصالاته، سواء مع الفريق المسيحي المعارض لانتخاب فرنجية او مع النواب التغييرين يحاذر المغامرة في العلاقة مع حزب الله لجهة مدّ يد التحالف لخصوم الحزب في المعركة الرئاسية.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن أكثر من ملف يشكل محور متابعة على الساحة المحلية بدءا من الرئاسة مرورا بالنزوح السوري وصولا إلى قضية زيادة الرواتب. ورأت المصادر أن مقابلة رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية قد تعكس أكثر من معطى لاسيما أنه باشر بعقد سلسلة لقاءات في الداخل، لافتة إلى أن ما من تطورات جديدة في الاستحقاق الرئاسي في انتظار الحراك الخارجي أو بروز إشارات حول لبونة مواقف بعض الدول وفي مقدمها المملكة العربية السعودية حيال ترشيح فرنجية.
واعتبرت هذه المصادر أن الموضوع سيتضح أكثر في خلال هذه المقابلة.
أما بالنسبة إلى قضية النزوح فإن عودة البحث بها مجددا قد تفتح نقاشا عن خطة العودة المعلقة التي حضرت في اجتماع لجنة النازحين السوريين.
أما ملف الرواتب فإن موظفي القطاع العام قرروا التوقف عن العمل حتى الخامس من أيار المقبل ما يعني مواصلة الإضراب وتأخير إنجاز المعاملات. وأوضحت المصادر أن الموظفين رفضوا الزيادات التي أقرتها الحكومة بفعل عملية تآكل الرواتب.
واشارت مصادر سياسية إلى ان مسار انتخاب رئيس الجمهورية، مايزال متعثرا في ظل استمرار الانقسام السياسي الحاد، بين مؤيد وداعم لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة، من قبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري وكتلته النيابية مع حزب الله، مقابل رفض واسع، لاسيما من ممثلي المسيحيين عموما بالمجلس النيابي، ما أوجد حالة من التوازن السلبي بين الطرفين، يستحيل معها تحقيق تقدم ايجابي باتجاه تسريع الخطى لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في اقرب وقت ممكن، مايعني ان أزمة الفراغ الرئاسي قد تطول أكثر من المتوقع، اذا بقيت المواقف على حالها وتشبث كل طرف بمواقفه المتشددة من دون أي تغيير، او تدخل فاعل من دول اللقاءالخماسي، لدفع مسار الامور بشكل ايجابي لانتخاب رئيس للجمهورية سريعا، وهذا غير متوقع ضمن خارطة التحركات العربية من
ملف الانتخابات الرئاسية حتى الساعة.
وشددت المصادر على ان الاندفاعة السياسية لفرنجية، منذ اطلالته من على منبر بكركي بعد مقابلته البطريرك الماروني بشارة الراعي مؤخرا والتي تزامنت مع حملة اعلامية ضخمه بتمويل من احد رجال الأعمال الأثرياء لتسويق ترشيحه، فرملت بقوة لسببين، الاول، عدم تأييد الدول المؤثرة في لقاء باريس الخماسي، لاسيما المملكة العربية السعودية، لتوجه باريس تسويق سلة متكاملة للحل، بترشيح فرنجية للرئاسة مع تسمية رئيس الحكومة المقبل وبرنامج عمل الحكومة الجديدة، ثانيا توسع حملة الرفض الداخلي لهذا التوجه الفرنسي، وخصوصا في الوسط المسيحي، بعد زيارة رئيس حزب الكتائب سامي الجميل لباريس ولقائه بمسؤول ملف الانتخابات الرئاسية، وابلاغه الرفض القاطع لهذا التوجه، والتي تزامنت مع اتهامات للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بتوظيف ترشيح فرنجية تماشيا مع مصالح فرنسا الاستثمارية في العراق وايران، على حساب مصلحة اللبنانيين، ما دفع وزارة الخارجية الفرنسية الى إصدار بيان، تتملص فيه من ان يكون فرنجية، مرشح فرنسا للرئاسة الاولى، ماوجه نكسة لاندفاعة فرنجية للرئاسة، بينما كشف صدور بيان الخارجية الفرنسية بهذا الخصوص، عن خلاف بين الديبلوماسية الفرنسية ومسؤولي ملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية.
ومن وجهة نظر المصادر فإن نجاح المعارضة المشتتة حتى الساعة في الاتفاق على مرشح بديل للنائب ميشال معوض، قد يحرك مسار انتخاب رئيس الجمهورية من جديد، ويؤثر سلبا على ترشيح فرنجية ، ولكن لن يؤدي إلى حسمه بانتخاب رئيس للجمهورية، اذا بقي
الملف في خضم تجاذب واشتباك الدول المؤثرة بالداخل اللبناني، ولاسيما ايران على وجه الخصوص.
من جهة ثانية، تخوفت المصادر السياسية من التوقيت اللافت لاثارة ملف اللاجئين السوريين في لبنان على النحو الفتنوي والتحريضي الحاصل، والخشية من ان يستغل هذا الملف سلبا، للتاثير على ملف الانتخابات الرئاسية، واستعماله من قبل بعض الاطراف كعامل ضغط وتخويف لفرض مرشح رئاسي على الاخرين فرضا، ما يدخل لبنان في دوامة جديدة من الفوضى وعدم الاستقرار.
وعليه، فإن الانظار تتجه الى زيارة عبد اللهيان ومهمته الاقيمية الموزعة بين شؤون غربية تتعلق بالمفاوضات مع الولايات المتحدة حول الافراج عن الرهائن مقابل تحرير الاصول المالية الايرانية المحتجزة في المصارف الاميركية، فضلاً عن مسائل وشجون تتعلق بلبنان في مرحلة الانفراج الايراني – العربي، ومسألة ما يجري حول الرئاسة اللبنانية.سس
ويصل عبد اللهيان اليوم الى بيروت في زيارة ستستمرّ ليومين، يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين اللبنانيين، وفي توقيت مهم جداً بالشكل والمضمون، بخاصة وسط حراك دولي واقليمي بشأن الإستحقاق الرئاسي. بينما ينتظر لبنان ايضاً خلال الايام القليلة المقبلة وصول وزيرالدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي لمواصلة مساعه التوفيقي الرئاسي.
وسيلتقي عبد اللهيان غداً الخميس كلاً من الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب. على ان يتوجه إلى دمشق بعد بيروت، وهو وصل امس الى سلطنة عُمان تلبية لدعوة من نظيره العُماني بدر بن حمد البوسعيدي.
وتأتي زيارة عبد اللهيان وسط تطورات اقليمية بارزة عديدة منها: الإتفاق السعودي – الإيراني، والتطورات الأمنية في المنطقة خصوصاً بعد حادثة إطلاق صواريخ من لبنان وغزة والجولان بإتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتقارب العربي – السوري وبخاصة بعد زيارة وزير خارجية السعودية الى دمشق ولقائه الرئيس بشار الاسد.
وفي تقديرمصدر رسمي متابع للحراك الفرنسي، أن هناك مبالغات في تقدير وتظهير الموقف الفرنسي، سواء لجهة القول والحسم ان فرنسا ما زالت متمسكة بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وتسعى لإقناع الاطراف الاخرى اللبنانية والدولية بدعمه، اولجهة القول والحسم ان فرنسا بدّلت موقفها من فرنجية واسقطته من حساباتها وتعمل على اقتراحات اخرى.
وقال المصدر لـ «اللواء»: ان فرنجية مرشح طبيعي وثابت لرئاسة الجمهورية قبل وخلال وبعد المساعي الفرنسية، ومن الطبيعي ان تكون له اطلالات اعلامية لشرح موقفه، كما ان موقف الخارجية الفرنسية «طبيعي وتقليدي» إذ لا يمكن لدولة تسعى لحل ازمة الشغور الرئاسي وتقوم بوساطات مع كل الاطراف، ان تتبنى علناً ترشيح اي شخص، لكن الثابت ان ملف الاستحقاق الرئاسي ليس بيد الخارجية الفرنسية بل بيد القصر الرئاسي الفرنسي وفريق عمل الرئيس إيمانويل ماكرون، وما قالته المتحدثة بإسم الخارجية كلام «عام ودبلوماسي» وجاء رداً على سؤال، بينما كان مؤتمرها الصحفي لموضوع آخر غير الموضوع اللبناني.
ويرى المصدر ان المسعى الفرنسي ما زال قائماً بدعم فرنجية وقد تكون هناك خيارات اخرى لاحقاً، وقد يتم تفعيل هذا المسعى بالتواصل مع شخصيات لبنانية اخرى بعد دعوة فرنجية ورئيس «الكتائب» سامي الجميل الى باريس للقاء مستشار الرئيس باتريك دوريل، ومنها لقاءه ممثل للتيار الوطني الحر النائب سيمون ابي رميا، لكن هذا المسعى الفرنسي لم – وربما لن- يصل الى النتيجة المرجوة قريباً نتيجة تعقيدات الازمة وتداخل اطراف كثيرة داخلية وخارجية فيها، وهي مختلفة التوجهات والاهداف. ولن يتم تظهير اي نتيجة قبل حسم ملفات اخرى في المنطقة اكبر واهم من ملف لبنان، بدءاً من اليمن وصولاً الى سوريا وحل موضوع علاقاتها بالدول العربية، وموضوع عودتها الى جامعة الدول العربية، التي لا زالت هناك عوائق امامها مرتبطة بالموقف السوري نفسه من الشروط التي تطرحها بعض الدول العربية لعودتها.
لكن تعدد القراءات لمواقف فرنجية من طرفي المؤيدين لترشيحه والمعارضين له، دفعت فرنسا الى تخفيف الاندفاعة اللبنانية في التفسير والتحليل والاستنتاج، والى تكثيف تحركها «الاستطلاعي» مع لبنان والدول المعنية، لحين نضوج الحراك الاقليمي حول الملفات الاخرى، وكبح جماح التعطيل الاميركي القائم في الظل لكل هذا الحراك الاقليمي، سواء التقارب السعودي- الايراني او الانفتاح العربي على سوريا… ومع ذلك تؤكد كل التسريبات حتى من معارضي وصول فرنجية، ان فرنسا ما زالت متمسكة بترشيحه وانها تسعى لإقناع الاخرين به لكن بعروض مختلفة عمّا سبق وطرحته.
وفي هذا السياق، عاد الكلام عن احتمال كبير لطرح فرنسا اسم الرئيس تمام سلام لرئاسة الحكومة الى جانب فرنجية بدل اسم السفير نواف سلام، وطرح اسم اواكثر لحاكمية مصرف لبنان منها سميرعساف المقرب من باريس والوزير الاسبق للعمل كميل ابو سليمان. فيما تردد ان قوى المعارضة لا سيما نواب التغيير والمستقلين يجرون اتصالات ولقاءات جديدة في محاولة للتفاهم على اسم مرشح جديد مقبول من الاكثرية النيابية.
وفي هذا الصدد، واصل النائب المستقل غسان سكان جولته على القوى السياسية، فزارامس، رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل في بيت الكتائب المركزي النائب غسان سكاف في حضور النائب الياس حنكش. وقال سكاف بعد اللقاء : التقيت النائب سامي الجميّل في اطار الجولات التي نقوم بها لتحريك المياه الراكدة في الاستحقاق الرئاسي، و المبادرة التي نقوم بها تهدف لاستشراف آراء الفرقاء ورؤساء الكتل حول الطرح القاضي بوجود مرشحين متواجهين من كل فريق، فنذهب الى الانتخابات وليفز من يفز في لعبة ديمقراطية حقيقية نؤمن بها ونتقبل نتائجها.
تطورات بقضية النازحين
على صعيد آخر، حصلت خلال الايام الماضية تطورات متسارعة في قضية النازحين السوريين بعضها بوجه سياسي وبعضها بوجه امني، باتت تفرض اتخاذ موقف من حكومة تصريف الاعمال كي لا تتطور الى انفجاركبير.لا سيما بعد الاشكالات التي حصلت في عدد من المناطق بين مواطنين لبنانيين ونازحين وعمال سوريين تطور بعضها الى استعمال السلاح بين الجانبين. وهي المرة الاولى التي يظهر فيها سلاح بيد السوريين.
وتحدثت معلومات عن انتشار مسلحين من بلدة المعيصرة في كسروان، عند مفترق نهر ابراهيم وشلالات خيرالله، وذلك على خلفية تعرض الشابين يوسف وساجد محمد عمرو (ساجد قاصر 14 سنة)، يوم الأحد، لاعتداء بأدوات حادة واطلاق النار من سلاح حربي من بعض الاشخاص، الذين ادعوا أنهم حراس ليليون تابعون لبلدية نهر ابراهيم، ويعاونهم بعض شبان المنطقة، على خلفية تسكير محلات يملكها سوريون في المنطقة، وفقاً لما جاء في بيان بلدية المعيصرة. وقد أصيب الشابان بجروح بالغة استدعت نقلهما إلى مستشفى سيدة مارتين في جبيل.
ووقع قبل ايام إشكال بين ابناء بلدة أنفه في الكورة، وبعض النازحين السوريين حيث تجمع أكثر من 100 سوري محاولين التهجم على ابناء البلدة، الأمر الذي تسبب بجو من التوتر.
كذلك اعلنت مديرية التوجيه في الجيش ان قوة من المخابرات اوقفت في منطقة الكسليك – جونيه السوريين (ع.ا.) و(ر.د.) و(ع.خ.) و(م.ع.) لتأليفهم برفقة آخرين عصابة سرقة وسلب، وإقدامهم على سرقة محتويات كنيستين وأجراسهما في منطقة عاليه، وكابلات ومحولات ومولدات كهربائية في مناطق مختلفة، بالإضافة إلى تجولهم من دون أوراق قانونية وحيازتهم أسلحة حربية وإطلاقهم النار منها. كما ضُبطت في حوزتهم سيارتان غير قانونيتين يستعملونهما لنقل المسروقات.
ومن ابرز تداعيات المواقف الدولية التي تثير القلق ما صدر عن منظمة العفو الدولية، التي طالبت السلطات اللبنانية بايقاف ما وصفته «عمليات الترحيل غير القانونية القسرية للاجئين السوريين من اراضيها الى سوريا، بشكل فوري».
الزيادة لم تعد الادارة الى العمل
وعلى الرغم من صدور مراسيم الزيادة الاخيرة وبدل النقل والانتاجية للعاملين في القطاع العام والمتقاعدين في الجريدة الرسمية، فإن رابطة موظفي الدولة مددت الاضراب العام الى 5 ايار المقبل.
وفيما حافظ سعر صرف الادولار على استقراره بين 97 و98 الف ليرة، وبقيت اسعار المحروقات تقريباً على حالها مع فوارق بسيطة صعودا او نزولاً، قالت الهيئة الإدارية لرابطة موظفي الإدارة العامة في بيان: أن الموظفين ليسوا «هواة إضراب ونحن الأكثر ألما لاضطرارنا له. ويهمنا اليوم وبعد ان ضج الوطن بخبر إعطاء اربعة اضعاف الراتب، أن نوضح الحقيقة التالية: 80 % من موظفي الإدارة العامة يبلغ راتبهم بين مليون ومليوني ليرة، ان مجموع الزيادة المتأتية عن الأضعاف الأربعة التي حصل عليها من يتقاضى المليوني ليرة هي 61، 4 دولارا اميركيا : رواتبهم قبل الأضعاف الأربعة في آخر آذار كانت مئة دولار، وبعد الزيادة أصبحت 161 دولارا، علما انه بلغ بعد زيادة الضعفين على الرواتب بموجب قانون موازنة العام 2022، وكان حينها سعر دولار صيرفة 28500ل.ل، 210 دولار والانخفاض مستمر. لأنهم ما زالوا يرفضون تثبيت قيمة ما تبقى من هذا الراتب الذي كاد يصبح صفرا. علما ان شريحة من العاملين في الإدارة العامة تتقاضى المليون ليرة وطبعا راتبها الجديد أقل.
اضافت: ان مبلغ ال 450 مليارا الذي أقر للطبابة والاستشفاء ومنح التعليم وكافة التقديمات، لم يكن يكفي نصف الحاجة عندما كان الدولار والأسعار على أساس 1500 ل.ل. فكيف يكفي اليوم والدولار أصبح ستين ضعفا؟! ولن نتكلم عن بدل النقل الذي اقروا منه 450 الف ليرة من أصل مليون كحد وسطي يتكبدها الموظفون، علما ان زيادة الـ61 دولارا لا تكفي الا لثلاث صفائح من البنزين، فمن اين يغطون الفرق؟ عدنا للحم الحي الذي لم يتبق منه شيء.
رسالة العشائر العربية
وفي سياق الاعتراض القوي على احكام المحكمة العسكرية بحق شبان ورجال من العشائر العربية في خلدة، طغى الحضور النيابي والروحي والشعبي على المؤتمر الصحفي الذي عقد في قاعة مسجد الشهيد حسن غصن في خلدة، تقدمه النواب ميشال معوض، واشرف ريفي وفؤاد مخزومي، ونزيه متى ومارك ضوء وكميل شمعون ومحمد سليمان وبلال حشيمي ووضاح الصادق وبلال عبد الله.
وكانت كلمة لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، القى بالنيابة عنه ممثله في المؤتمر الشيخ خلدون عريمط، الذي اكد ان العشائر العربية لا تريد الا الدولة وسيادة الدولة، وترفض الاحكام الجائرة التي صدرت عن المحكمة العسكرية والتي طالت طرفاً واحداً وترفض قوى الامر الواقع.
وتوجهت العشائر الى قيادة الجيش اللبناني والاجهزة الامنية ومحكمة التمييز برسالة تقول: «نحن صمام امان لبنان، اوقفوا المتهمين باحداث خلدة واوقفوا الظلم بحق موقوفي خلدة قبل فوات الأوان».
قضائيا، لم تنعقد جلسة استجواب شقيق حاكم مصرف لبنان رجا سلامة التي كانت مقررة عند العاشرة من صباح اليوم امام الوفد القضائي الاوروبي بحيث لم يحضر سلامة، فيما حضر وكيله القانوني الذي قدم معذرة طبية.