IMLebanon

اللواء: ارتياح لبناني للحراك السعودي.. والأسماء في قبضة السيناريو النيابي

قلق مسيحي من نضوج التفاهمات.. واستطلاع أوروبي لضغوطات الأزمات على الرئاسة المفقودة

الحركة الدبلوماسية للسفير السعودي وليد بخاري في يومها الثالث،موضع متابعة دقيقة، باعتبارها نقطة الضوء الكاشفة لمسارات إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان كأولوية للمملكة العربية السعودية، مستمدة من روح الطائف، التي أدت الى اعادة بناء المؤسسات، وتكريس مبدأ الوحدة الاسلامية- المسيحية.
وفي غمرة الانخراط الاميركي والفرنسي والعربي في البحث عن مقاربة ممكنة للاحتكام مجددا الى المجلس النيابي وكسر حلقة التصلب والمراوحة في المواقف، كان لافتا ما قاله النائب المستقل غسان سكاف من بكركي، بعد لقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، من ان «هناك بصيص امل في الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية، وقد حصرنا الاسماء بـ3 من اصل 11 تم البحث فيها».
وفي المقلب المسيحي الآخر، تتكثف الاتصالات البعيدة عن الاضواء لمواجهة اي احتمال لوصول سليمان فرنجية الى بعبدا في ضوء تراجع «القنوات» او الاعلان عن عدم وجودها اصلاً.
وفي الاطار ينقل عن اجواء التيار الوطني الحر انه ليس في وارد التراجع تحت اي اعتبار عن رفضه لتغطية وصول فرنجية الى قصر بعبدا.
وذكرت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن الحركة السياسية التي سجلت مؤخرا تحت عنوان الأستحقاق الرئاسي قد تخف نوعا ما لاسيما إن لم يتم تلقف المساعي بشأنها،ولاحظت أن المعارضة بدورها تنتظر الساعة الصفر لإطلاق أسماء مرشحة جديدة لكن المسألة تتصل بتوحيد الخيارات بين افرقائها.
وقالت المصادر أن كلام البطريرك الراعي يوم الاحد في عظته قد تؤشر إلى مناخ معين لاسيما بعد اللقاء الذي جمعه مع السفير السعودي وليد البخاري الذي اوصخ عدم تدخل بلاده في هذا الإستحقاق.
في هذه الأثناء، رأت المصادر أن رئيس تيار المردة النائب فرنجية لن يقدم على أي خطوة تتصل بإنسحابه من السباق الرئاسي ما لم تصل إليه اجواء مقفلة بالنسبة إلى بقائه كمرشح مطروح.
حركة بخاري
وقوبلت حركة السفير بخاري بارتياح لبناني، نظرا للمقاربة الصحيحة الجارية للاستحقاق الرئاسي، وما يمكن ان يترتب عليه من تحسن في الوضع الداخلي اللبناني.
ففي المصيطبة، كانت محطة بارزة للسفير بخاري اذ التقى الرئيس تمام سلام، الذي كشف ان البحث تركز على «ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت ممكن منعا لاطالة مدة الفراغ ودخول لبنان في المجهول»، حسب مصدر موثوق به في دارة المصيطبة.
ووفق ما اعلن بخاري في تغريدة له عبر «تويتر»: جرى عرض المستجدات الراهنة على الساحتين المحلية والإقليمية، والعلاقات التي تجمع البلدين الشقيقين، وحرص المملكة على استقرار لبنان وازدهاره.
ولاحقاً، استقبل بخاري في مكتبه بالسفارة نظيره الروسي لدى لبنان ألكسندر روداكوف. «وجرى استعراض العلاقات الثنائية التي تجمع بين البلدين الصديقين واستعراض أبرز مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، والجهود المُشتركة لمواجهة التحديات، بالإضافة إلى بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك».
ويزور بخاري اليوم بنشعي للقاء المرشح سليمان فرنجية، بوصفه رئيس تيار المردة، وفي اطار المواكبة لما يجري، زار فرنجية بعيدا عن الاعلام عين التينة، للاطلاع على ما تجمع لدى رئيس المجلس، ليبنى على الشيء مقتضاه.
وفي السياق كانت زيارة لنائب رئيس المجلس الياس بوصعب الى بنشعي حيث تباحث مع فرنجية بنقاط، لم تعكس حقيقتها التصريحات التي صدرت عنه بعد الزيارة.
وفي موقف، يحمل دلالات، غرَّد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قائلاً: اعلنا دعمنا لترشيح الوزير سليمان فرنجية، فلتطرح الكتل الاخرى مرشحها او مرشحيها، ونحن مستعدون للتداول لتقريب وجهات النظر للخروج من المراوحة، ثم يكون الانتخاب بتطبيق الدستور لانتخاب الرئيس في المجلس النيابي.
الوفد القطري
الى ذلك، لم يظهر اي جديد في حركة الوفد القطري البعيدة من الإعلام، والذي تردد أنه يضم شخصيتين رفيعتين أحدهما من وزارة الخارجية والثاني من جهاز أمني، لكن معلومات «اللواء» انه التقى المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل، ومسؤولين في حزب الله ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وشخصيات اخرى.
واكدت معلومات مصادر «اللواء» انه لم يحمل اسماً لرئاسة الجمهورية ولا اي مبادرة جديدة، وان زيارته تهدف الى استطلاع اراء القوى السياسية في اطار التحضير لعقد اللقاء الخماسي العربي– الدولي قريباً في الدوحة لنقل آخر الاجواء اللبنانية الى المؤتمرين.
الوفد البرلماني الاوروبي
وفي تحرك آخر، وفي اطارِ جولتِه على عددٍ من المسؤولينَ السياسيين، التقى الوفد البرلماني الأوروبي رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل في بيت الكتائب المركزي في حضور النواب: الدكتور سليم الصايغ، الياس حنكش، وضاح الصادق، مارك ضو، نعمت افرام والوزير السابق زياد بارود.
وضم الوفد الاوروبي: رئيس الحكومة الروماني السابق النائب في الاتحاد الاوروبي داسيان سيولوس، عضو لجنة الدفاع في الاتحاد الأوروبي النائب كريستوف غرودلر، وعضو لجنة الخارجية الفرنسية النائبة صاليما يانبو، والنائب جورجيوس كريستوس الصحافي المناهض للفساد.
وحسب بيان لحزب الكتائب، اكد الوفد على القرارات والتوصيات التي تقدمت بها كتلته النيابية في البرلمان الاوروبي، لا سيما تلك المتعلقة بمكافحة الفساد وملاحقة المسؤولين اللبنانيين وتجميد اموالهم، كما الدفع نحو تحقيق العدالة وعدم السماح بالافلات من العقاب وتوجيه القضاء الاوروبي لدعم استقلالية القضاء اللبناني في التحقيقات بدءا من قضية تفجير بيروت وصولا الى سرقة اموال المودعين.
كذلك تركز النقاش حول موضوع رئاسة الجمهورية وكيفية تحقيق اختراق في العملية السياسية من دون فرض مرشح فريق على الفريق الآخر، والتأكيد على ان الرئيس المقبل يجب ان يكون حرا ومستقلا عن اي فريق يسعى لتسخيره لمصالحه الفئوية، وبالتالي من الضروري العودة الى اصول اللعبة الديمقراطية وعدم محاولة فرض معادلة اما هذا المرشح او التعطيل وكذلك الخروج من معادلة السلة التي تتضمن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.
وفي موضوع النازحين استطلع الوفد الآراء حول كيفية المساعدة على معالجة الملف. فقدم رئيس الكتائب شرحاً مفصلاً لرؤية حزب الكتائب لحل ازمة السوريين في لبنان طالباً من الاتحاد الأوروبي اعتماد مقاربة مختلفة للمعالجة وضرورة اعتبار معظم السوريين في لبنان لاجئين اقتصاديين بعد توقف القتال في سوريا والمساعدة على اعادتهم الى بلدهم سالمين، وتقديم الدعم لهم في بلدهم لاعادة بناء قراهم ومدنهم، مؤكداً ان لبنان لا يمكنه الاستمرار وحيداً في تحمل اعباء هذا الوجود في ظل ازمته الراهنة.
كما زار الوفد الاوروبي ممثلي التيار الوطني الحر في المقر العام في ميرنا شالوحي، حيث التقى كلاً سيمون أبي رميا، ندى البستاني، وسيزار أبي خليل، وجرى البحث في التطورات على الساحة اللبنانية.
وحسب بيان للتيار، جرى البحث في التطورات على الساحة اللبنانية لا سيما الانتخابات الرئاسية التي يجب ان تبقى شأنا لبنانيا. وسلّم التيار الوفد ورقة الأولويات الرئاسية التي يجب ان تشكل ورقة إنقاذية يتوافق عليها الجميع اذ على الرئيس ان يتمتع بدعم مسيحي ويكون لديه بعد وطني. كما تناول اللقاء الاصلاحات المطلوبة خصوصا لجهة مكافحة الفساد حيث عرض التيار للخطوات التي قام بها في هذا الاطار من رفع نوابه للسرية المصرفية كما لاقتراحات القوانين التي تقدموا بها في موضوع مكافحة الفساد.
كما التقى عضوا كتلة اللقاء الديمقراطي النائبان بلال عبدالله وراجي السعد الوفد النيابي الأوروبي. وكشف عبدالله عبر أن «اللقاء الديمقراطي» شرح للوفد أهمية المساعدة بتسوية سياسية داخلية تنتج رئيسا توافقيا يستطيع أن يلمّ الشمل اللبناني، ويقوم بالإصلاحات المطلوبة ويعيد فتح لبنان على عمقه العربي والدولي.
وأضاف عبدالله «لقد تطرقنا للتقارب السعودي – الإيراني وضرورة استفادة لبنان منه بإطار خفض السقوف السياسية والحث على الإسراع في عملية انتخاب رئيس للجمهورية بتسوية داخلية لبنانية مستفيدة من المناخ العربي والدولي والإقليمي، ومن شأنها اعادة رسم تشكيل حكومة إصلاحية والشروع بخطة التعافي الإقتصادي لإنقاذ ما تبقى من البلد».
وتابع عبدالله:«ناقشنا مفصّلاً الأوضاع الداخلية اللبنانية الاقتصادية والسياسية، والوضع الدستوري، وأوضاع النازحين السوريين وأهمية معالجة هذا الملف على قاعدة تخفيف العبء عن لبنان وايجاد الحل السياسي المنطقي بالعودة الآمنة والطوعية وتأمين الضمانات العربية والدولية، بالإضافة إلى ضبط الحدود».
كما زار الوفد قائد الجيش العماد جوزاف عون، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. كما استقبل عون القائم بأعمال السفارة السورية في لبنان علي دغمان، وجرى التداول في شؤون مختلفة.
ميقاتي في لندن
الى ذلك، غادر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى لندن لتمثيل لبنان في حفل تتويج ملك بريطانيا تشارلز الثالث، والتقى امس، ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح في مقر اقامة ولي العهد في لندن.
شارك في الاجتماع وزير خارجية الكويت الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح وسفير لبنان في المملكة المتحدة رامي مرتضى وسفير الكويت بدر محمد العوضي.
وجرى في خلال اللقاء عرض العلاقات الوطيدة بين لبنان والكويت وابرز المستجدات على الساحتين العربية والدولية.
الاستماع الى خليل
على الصعيد القضائي، انتهت جلسة الاستماع التي عقدت امس، إلى وزير المال يوسف خليل من قبل الوفد القضائي الاوروبي، وقد دامت نحو ساعتين ونصف الساعة، وغادر خليل قصر العدل، بعدما شرح طبيعة عمله في مصرف لبنان. ووعد بتقديم مستندات تتضمن النصوص القانونية الخاصة بالمصرف المركزي.
وتسلمت الوفود مستندات من رجا سلامة شقيق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ومن ندى مخلوف الموظفة في شركة «ديلويت» للتدقيق المالي.
وأنهت الوفود مهمتها وغادرت بيروت مساء.
وبعد قرار صرفها من الخدمة القضائية استمرت المواقف المؤيدة والمعارضة لأدائها،، وناشدت القاضية غادة عون المجتمع الدولي والاتحاد الاوروبي في تغريدة عبر تويتر انقاذ الشعب المظلوم والمسروق من «المافيا»، وقالت: لقد طُردت من منصبي لا لأسباب تتعلّق بالفساد والإهمال بل لأسباب تافهة.
ويستعد التيار الوطني الحر لتسيير تظاهرة مساء غد امام منزل القاضي سهيل عبود، بوصفه رئيس المجلس التأديبي للقضاة، في بلونة- كسروان، للضغط باتجاه كسر قرار طرد عون من القضاء.