تنحِّي سلامة أمام لقاء السراي اليوم .. طوعاً أو عبر القضاء اللبناني
… وفي اليوم الثالث، بعد القمة العربية في جدَّة، تعود دورة الاجتماعات الى المشهد الممل،اجتماعات، فبيانات،او توصيات، في ظل وضع يمضي من انتظار الى آخر، ومن مواقف كلامية، من على هذا المنبر او ذاك.. وكلها جعجعة كلامية، بلا طحين رئاسي..
وفي اول مفاعيل القمة، اعلان مملكة البحرين انها ستعيد التمثيل الدبلوماسي مع لبنان.
ففي اسبوع مناسبة عيد المقاومة والتحرير، الذي يصادف هذا الخميس في 25 ايار الجاري، لقاء وزاري، اليوم تتبعه جلسة للجان النيابية غداً، فعطلة رسمية، ثم جلسة لمجلس الوزراء قبل نهاية الاسبوع، حيث يحضر بقوة ملف النازحين السوريين، في ضوء التوجهات العربية لإعادتهم الى بلادهم واستمرار الفتور في العلاقات الرسمية بين بيروت ودمشق.
فاللقاء الوزاري يعقد عند الساعة الرابعة بعد ظهر اليوم بمن يحضر من الوزراء، والموضوع الرئيسي هو كيفية التعامل مع ما صدر عن القضاء الفرنسي لجهة توقيف سلامة، فضلاً عن النشرة الحمراء عن منظمة الانتربول.
وكشف مصدر وزاري ان الرئيس نجيب ميقاتي سيطلب من وزير المال يوسف خليل الطلب من الحاكم رياض سلامة اتخاذ القرار المناسب، والاستقالة كخيار طوعي للحاكم.
ومن المتوقع ان تثير تصريحات وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال فكتور حجار حول دور الرئيس ميقاتي في القمة العربية، وتشبيهه «بالمراسل» معاتبته في اللقاء التشاوري، الذي سيسبق جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل.
على ان النشاط الرسمي، لم يكن وحده سمة الاسبوع الطالع، بل دلالات المناورة العسكرية لحزب الله جنوب لبنان، والتداعيات التي خلفها ما حدث على شاطئ صيدا، لجهة السباحة وارتداء الالبسة المحتشمة، ودخول جماعات معروفة، للعبث، عبر الكلام، الذي قد يكون حقا، لكن يراد به باطل، عبر الكلام على ما يمكن وصفه «بالحرية الشخصية».
وتتجه الانظار الى باريس مجددا، مع انتظار نتائج اللقاء الذي سيعقد في باريس بين المكلف بالملف الرئاسي اللبناني باتريك دوريل، ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، حول المبادرة الفرنسية، الداعمة لانتخاب النائب السابق سليمان فرنجية.
ومن باريس، قال باسيل في كلمة له امام «التجمع من اجل لبنان» مساء امس: «أقرب المقربين مني ظلوا يقولون لي: من كل عقلك بيتلاحق أو بيتحاكم أو بيتوقف رياض سلامة؟ أنا قول إنو ما ممكن شعب حي فيه تيار حي ينكسر قدام حاكم متحكم بأمواله».
واعتبر باسيل أن الأمر الأهم هو سقوط الرؤوس السياسية الكبيرة، مشيراً إلى أن «هذا الأمر سيكون تقاطعاً بين إرادة سياسية ثابتة وداخلية لبنانياً ورغبة خارجية بالتخلي عمّن تم استنفادهم وإستهلاكم، وهذا السقوط سيكون عظيماً».
وحول ملف الإستحقاق الرئاسي، قال باسيل: «سنبقى منفتحين ومتجاوبين ومرنين، والأسماء التي يمكن أن يحصل حولها توافق جزئي أو كامل – مسيحي أو وطني، كثيرة جداً».
ويبدأ هذا الاسبوع باجتماع وزاري تشاوري اليوم لمناقشة كل التطورات التي طرأت، ومنها مناقشة ملف اعادة النازحين السوريين، وملف التعامل الرسمي مع مذكرة التوقيف الفرنسية التي اصدرتها القاضية الفرنسية عبر الانتربول بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وتسلم لبنان نسخة منها، عدا قضايا ادارية وإجرائية اخرى تمهيدا لعرضها على جلسة لمجلس الوزراء يوم 26 الشهر الحالي. فيما بقي الاستحقاق الرئاسي على رف الانتظار وترقب مرحلة ما بعد القمة العربية وما سيقوم به العرب تجاه لبنان.
ويبدو ان بعض القوى السياسية ما زالت تنتظر ما بعد القمة من إجراءات وخطوات عربية عملية تجاه لبنان، ومنها ترقب عودة حركة الوفود والسفراء العرب وبخاصة من السعودية ومصر وقطر، وربما دول اخرى تشارك في لجنة المتابعة التي شكلتها القمة لمعالجة الازمات العربية المستجدة، بحيث قد تكون للأزمة اللبنانية حصة في الحراك العربي المرتقب.
لكن الواقع يفيد ان ما صدر عن القمة حول لبنان يعيد رمي كرة الاستحقاق الرئاسي وتنفيذ الاصلاحات البنيوية المطلوبة الى الملعب اللبناني، تأكيداً لمقولة العرب الدائمة «ليساعد لبنان نفسه حتى نساعده»، ما يعني انه مطلوب من اللبنانيين ان يباشروا خطوات سريعة لمعالجة خلافاتهم والاتفاق على إجراء الانتخابات الرئاسية وتشكيل حكومة جديدة كاملة الصلاحيات تحمل برنامجاً اصلاحياً انقاذياً واضحاً، إذ انه من المستغرب وغير المنطقي ان يتّكل السياسيون اللبنانيون على الخارج لمعالجة قضية سيادية دستورية سياسية داخلية بإمتياز بينما هم يتفرجون على تنامي انهيار كل مقومات بلدهم.
ومع ذلك، تفيد المعطيات ان العين العربية ستبقى على لبنان لمتابعة ما سيقوم به المسؤولون والسياسيون، وثمة حديث عن ترقب عودة الحراك السعودي عبر السفير في بيروت وليد البخاري، والمصري عبر السفير ياسر علوي، والقطري سواء عبر السفير السهلاوي او موفد رسمي اميري. عدا ما يمكن ان تقوم به الامانة العامة لجامعة الدول العربية، بهدف معالجة ما يمكن من ثغرات وتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية للتوافق هي على انهاء لشغور الرئاسي، حتى تتمكن الدول العربية من مساعدة لبنان على الصمود اكثر امام الانهيار الكبير ومن ثم الخروج منه.
ولكن حتى اللحظة بدا واضحاً فشل قوى المعارضة والتيار الوطني الحر في التوافق على مرشح للرئاسة ما يمكن ان يعيق او يؤخر الدعوة الى عقد جلسة انتخابية، ما اضطر النائب جبران باسيل الى زيارة فرنسا، والنائب الدكتور غسان سكاف الى زيارة واشنطن للبحث في مقترحات او مخارج للملف الرئاسي.
وفي هذا السياق، فُهم أن الديبلوماسية الفرنسية على تواصل مستمر مع النائب جبران باسيل، وأن آخر العروض التي طرحت عليه، أن يتولى اختيار حاكم مصرف لبنان المركزي، بعد تنحية رياض سلامة، الملاحق من القضاء الفرنسي والدولي، لقاء السير في موكب ترشيح سليمان فرنجية، الى جانب ثنائي حزب الله وحركة امل. واضافت المصادر: ان الجانب السياسي في خلفية ملاحقة سلامة من جانب القضاء الفرنسي، يأخذ في اعتباره الاستجابة لرغبات خصوم الحاكم، وعلى رأسهم جبران باسيل، الذي يرفض، من حيث المبدأ، أي مرشح تفرضه المعارضة، لا يكون حاصلا على رضى حزب الله وقبوله.
وفي الخلاصة سيمر لبنان بمرحلة ضبابية قد تطول او تقصر، حسب ما يمكن ان تقوم به القوى السياسية اللبنانية وما يمكن ان تقوم به الدول العربية والغربية المعنية بالوضع اللبناني. وهل يمكن ان تتقدم فرنسا بمقترح جديد؟ وهل تدفع اميركا نحو حلحلة ما؟ وهل تعزز السعودية مسعاها ام تكتفي بما نقله السفير بخاري خلال جولته على القوى السياسية؟
وكان جديد الاستحقاق الرئاسي ما اعلنه عضوكتلة لبنان القوي النائب الان عون في حديث صحافي امس عن خروج جهاد ازعور من السباق الانتخابي «نتيجة اعتراضات عليه وعدم رغبته في ان يكون مرشح تحدٍ ضد مرشح ثنائي امل وحزب الله». لكن امين سر كتلة الجمهورية القوية الدكتور فادي كرم اعلن ان رأي النائب عون غير مبني على معلومات… «ومش على حد علمي جهاد ازعور رفض ان يكون مرشح المعارضة، فهو يلتقي اكثر من طرف في الاونة الاخيرة».
كما سجلت زيارة قام بها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الى معراب يوم السبت، حيث استقبله رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في حضور عضو تكتل الجمهورية القويّة النائب ملحم الرياشي.
وعلمت «اللواء» من مصادر القوات اللبنانية ان زيارة بو صعب تندرج في اطار التشاور القائم استكمالاً للنقاش الحاصل من مدة واين وصلت الامور، وهم لم يحمل مبادرة انما جرى في اللقاء مع جعجع تبادل افكار وما يمكن ان تقوم به القوى السياسية للخروج من حالة الاستعصاء في انتخاب الرئيس. وقالت المصادر: نحن اكدنا موقفنا المعروف مستعدون للبحث في اسماء المرشحين والاتصالات قائمة بين اطراف المعارضة للوصول الى تفاهم على مرشح وتأمين 65 صوتاً له، لكن المشكلة ليست عندنا، بل عند الفريق الآخر الذي يطرح مرشح تحدي ويقول عنه انه توافقي.
ووصف بوصعب اللقاء الثاني مع جعجع بـ«الايجابي» وهو يأتي في إطار الجولة التي «أقوم بها على القيادات السياسيّة، وهدفها مدّ الجسور، التفاهم والحوار، واليوم تقدّمنا خطوة عن المرحلة السابقة، من خلال أسس متفق عليها، ولم يعد من عقوبات أمام الخطوة الثانية المتفق عليها من قبل مع الجهات السياسيّة». أضاف: «سبق واجتمعت مع رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل يومين من زيارتي لمعراب اليوم، ونأمل استكمالها في الأيام المقبلة، ولا أريد الدخول في التفاصيل، ولو أن الإيجابية موجودة ولكن لا يملك أحد الحلّ السحريّ لجهة انتخاب رئيس جديد للبلاد، إلا أن الإيجابيّ في الموضوع هو البدء بالتحاور مع بعضنا البعض في المعطيات المتواجدة وقول «ما هو الممكن وما هو غير الممكن»، كاشفاً عن لقاء ثالث مع جعجع يحدّد موعده في وقت لاحق.
إعادة التصدير الى الخليج
في تطور اقتصادي، أجرى وزيرا الصناعة والزراعة في حكومة تصريف الأعمال النائب جورج بوشكيان وعباس الحاج حسن محادثات مع الوزراء المعنيين المشاركين في القمة العربية في جدة، وتم التأكيد في بيان صادر عن الوزيرين، أن «موضوع اعادة تصدير المنتجات الصناعية اللبنانية الى دول الخليج ولا سيما الى المملكة العربية السعودية، بات على السكة الصحيحة، ويتم العمل بشكل جدي ومتسارع حتى يعاد تأمين فتح الأسواق الخليجية أمام الصناعات اللبنانية». وثمن الوزيران بوشكيان والحاج حسن «الاندفاعة العربية تجاه لبنان، التي ستترجم ايجابيات على الجميع في المرحلة المقبلة».
كما عقد وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال أمين سلام، في إطار زيارته للمملكة العربية السعودية، حيث شارك مع الوفد اللبناني في القمة العربية، سلسلة لقاءات كان أبرزها مع وزير الخارجية البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني، وزير المالية البحريني الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة.
كما التقى نظيره الإماراتي الدكتور عبدالله بن طوق. وعقد لقاء مع الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البدوي.
وأكد سلام خلال اجتماعاته «أهمية الدور التاريخي الراسخ من دون منازع لدول مجلس التعاون الخليجي في دعم لبنان على كل الاصعدة» .
وكان سلام قد اجتمع امس الاول مع وزير التجارة السعودي الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، وأعلن سلام أنّه تمّ في خلال اللقاء بحث إعادة تفعيل النشاط التجاري بين المملكة ولبنان لا سيما الاستيراد والتصدير، في مبادرة تجارية ثنائية لا تعيد فقط التبادل التجاري الى سابق عهده بل تطمح الى تعزيزه وتطويره والتوسّع في قطاعات جديدة تواكب التطورات الاقتصادية في ميادين مختلفة اهمها التكنولوجيا، الصناعات التحويلية والغذائية والصناعة الدوائية.
الراعي إلى الأردن
من جهة ثانية، يغادر البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي مساء الاربعاء المقبل، الى الاردن في زيارة راعوية تستمر حتى صباح السبت.
وكان الراعي قد قال امس في عظة قداس الاحد: كم يؤسفنا في ضوء هذا الكلام أنه لا يوجد نائب واحد في الكتل النيابية يجرؤ، بقوة «اعتراض الضمير» على إدانة تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية منذ سبعة أشهر، وإفقار الشعب وتهجيره، وهدم الدولة بمختلف مؤسساتها، بسبب رهن مقام رئاسة الجمهورية لشخص أو لمصالح شخصية أو فئوية! ولكن بكل أسف، خنق المسؤولون السياسيون فيهم صوت الضمير، صوت الله، فمن أين يأتيهم «إعتراض الضمير» الذي أسكتته مصالحهم. فيا ليتهم يقرأوون سيرة القديس Thomas More (1478-1535)، رئيس حكومة بريطانيا العظمى الذي جابه الملك هنري الثامن باعتراض الضمير، ورضي بقطع رأسه حماية لصوت ضميره. وقد أعلنته الكنيسة شفيع رؤساء الحكومات ورجال السياسة. فلنصل لكي يرسل الله حكاما أصحاب ضمير يمجدون الله بأفعالهم ومواقفهم البناءة والشجاعة.
ورد أمين سر كتلة اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن على كلام الراعي بشكل غير مباشر عبر حسابه على موقع «تويتر « قائلاً: إن تعميم الإتهام على جميع الكتل من دون إستثناء بأن ليس هناك أي نائب يجرؤ بقوّة «اعتراض الضمير» على إدانة تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية، بكل إحترام نقول ان هذا القول لا يستند إلى الواقع، وهو تجهيل للمعطّلين بغض النظر لأي فريق إنتموا، لا حل للمأزق الرئاسي إلا بالتفاهم لإنقاذ لبنان.
مناورة حزب الله
وفي تطور آخر على الحدود الجنوبية، أجرت «المقاومة الاسلامية» مناورة عسكرية رمزية بالذخيرة الحية في أحد معسكراتها في الجنوب مقابل اعلى موقع سابق للإحتلال الاسرائيلي في بئر كلاب، بمشاركة مقاتلين من مختلف الاختصاصات العسكرية، حيث تم استعراض أسلحة مختلفة بينها سلاح قادر على السيطرة على الطائرات المسيرة (درون)، وصواريخ ومدفعية وآليات وطائرات «درون» قتالية وانتحارية، وحضر المناورة أكثر من 500 إعلامي من مختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية بينهم صحافيون اميركيون وبريطانيون واوروبيون، ورفعت كتابات في المناورة حول القدس و«قسماً سنعبر» «قسماً سنعود»(الى داخل فلسطين المحتلة).
وشملت المناورة عروضا قتالية بينها تفجير «وحدة الرضوان» الجدار الذي يفصل الحدود عن فلسطين المحتلة، واقتحام مواقع للعدو داخل فلسطين وتدميرها، وقصف مدفعي للمواقع المعادية، وعبور المقاتلين بالدراجات النارية نحو الداخل الفلسطيني واسر جنود للعدو.
ووصف اعلام المقاومة المناورة «بأنها تحمل رسائل الى مراكز القرار لدى قيادة العدو ان اخطأوا الحساب».
والمناورة التي جاءت عشية عيد المقاومة والتحرير، كانت بمثابة عرض عسكري رمزي امتد لساعتين امام عدسات الكاميرا، وفيه الكشف عن تقنيات وتكتيكات المقاوم، تحاكي اقتحام مواقع اسرائيلية، ومستوطنات للاحتلال الاسرائيلي.
واكد، خلال المناورة، رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين على جهوزية المقاومة لإمطار العدو بالصواريخ الدقيقة اذا فكر بكسر المعادلات…
وبالنسبة لموضوع حاكم مصرف لبنان، اعلن وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي ان موضوع رياض سلامة لجهة النشرة الحمراء التي صدرت عن «الانتربول» سيدرسه القضاء اللبناني، بوصف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لبناني، وليس اجنبياً، ويمكن ان يطلب استرداد يوقع المرسوم عبر رئيس الحكومة ووزير العدل ومجلس الوزراء.
وقال: ما يصدر عن القضاء اللبناني ستنفذه وزارة الداخلية، والوقت بالنسبة للقضاء اللبناني شأن يخصه..
واكد ان هذا الامر يتعلق بموضوع القطاع المصرفي، ولا سيما المصارف المراسلة، حيث لا يجوز تعريض مصالح لبنان على هذا الصعيد.