Site icon IMLebanon

اللواء: «البازل الإنتخابي» : تلاطم داخل جدران البرلمان

 

بري يجدِّد الدعوة للحوار وواشنطن تنتقد تعطيل النصاب.. و5 نواب تمرَّدوا على باسيل

يمكن القول أن كل فريق داعم لهذا المرشح أو ذاك، فرحون بما تحقق لديهم في صندوقة الاقتراع: داعمو المرشح سليمان فرنجية مع حلفائهم يتحدثون عن «انتصار» بإبعاد المرشح الخصم، على الرغم من حصول فرنجية على 51 صوتاً، ويذهب النواب ورؤساء الكتل الذين دعموا او تقاطعوا على ترشيح جهاد ازعور، بحصوله على 59 صوتاً الى ان انتصاراً حصل ايضاً، مع قراءة ليست واحدة: فرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يعتبر النتيجة انه من غير الممكن تجاهل المكوّن المسيحي.. ورئيس حزب الكتائب، الذي يصف ما حصل بـ«الانتفاضة» لينتهي المطاف برئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، الذي كشف عن الاستمرار بترشيح جهاد ازعور لسبب بسيط هو انه نال من الدورة الاولى 59 صوتاً، ولو حصلت الدورة الثانية لكان بالطبع رئيساً، متهماً فريق الممانعة بأنه مصرٌّ على تعطيل الانتخابات الرئاسية.

على الجهة المقابلة، اعتبر عضو كتلة التنمية والتحرير علي حسن خليل ان هناك طائفة كاملة ترفض ترشيح ازعور، ومحاولة إلغاء مرشحنا (سليمان فرنجية) هو ما يسمى «الفرض».

في هذا التلاطم الانتخابي، حدّد الرئيس نبيه بري الدعوة الى الحوار، رافضاً رمي كرة المسؤولية على هذا الطرف او ذاك في اطالة امد الفراغ، مؤكداً على حوار بدون شروط لا يُلغي حق احد بالترشح.

‎وقالت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن ما خرج عن جلسة الإنتخاب يستدعي التوقف عنده لجهة النتيجة والأصوات التي حصل عليها رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد ازعور والمواقف التي صدرت في اعقابها من الكتل الداعمة للمرشحَيْن، مؤكدة أنه بعدما يجري الأفرقاء قراءاتهم لما ساد الجلسة من مناخات فإن المرحلة المقبلة هي مرحلة تقييم من دون أن يعني أن الملف الرئاسي سيُترك جانبا لاسيما أن فريقي المعارضة والممانعة أعلنا بشكل مباشر وغير مباشر احرازهما التقدم.

‎وقالت انه لم يُعرف بعد ما إذا كانت هناك من دعوة انتخاب جديدة ام أن هناك فرصة ممنوحة للنواب قبل الخطوة التالية، ولكن السؤال المطروح ما إذا كانت مواقف الكتل ستتبدل في ضوء معطيات جديدة ودخول خارجي على الخط من خلال زيارة الموفد الفرنسي الرئاسي جان إيف لودريان، الذي يُفترض ان يحمل معه خارطة طريق تتبلور مع القمة اليوم في الاليزيه بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذي وصل الى باريس امس في زيارة تستمر لبضعة ايام، وستتناول الملف اللبناني من بين تفاهمات الشرق الاوسط.

تحدّدت صورة «البازل الانتخابي» الذي جرى عند الحادية عشرة من قبل ظهر امس بين جدران البرلمان، عبر تلاطم في الارقام والتموضع، في اتصالات لم تنقطع حتى فجر الاربعاء في رسم السيناريوات، وتحديد المواقع ضمن متابعة دقيقة تناولت توزيع الاصوات الثابتة والمتغيرة..

ولم تخرج النتائج على اللوحة التي رسمتها «اللواء» في عددها في 7 حزيران الجاري اذ اشارت وفقاً للاحصاءات الى حصول المرشح فرنجية على 51 صوتاً، وهذا ما حصل، في حين اشارت الى احتمال وصول المرشح ازعور الى 61 صوتاً، لكنه حصل على 59 صوتاً، فيما بقيت الاصوات الاخرى اي 18 صوتاً موزعة بين لبنان الجديد (8 نواب) هم: ‎أحمد الخير – أحمد رستم – عبد العزيز الصمد – وليد البعريني – محمد سليمان – سجيع عطية – عماد الحوت – نبيل بدر.

‎زياد بارود (6) وهم: ‎شربل مسعد – أسامة سعد – عبد الرحمن البزري – حليمة القعقور – الياس جرادي – سينتيا زرازير.

‎ العماد جوزف عون 1

‎النائب إيهاب مطر

‎وفي ما خصّ الورقة الملغاة والورقة البيضاء والظرف الفارغ ‎يرجح أن يكون التصويت بالورقتين الملغاة والبيضاء والظرف الفارغ، قد حصل بين النواب التالية أسماؤهم: النائب ملحم خلف – النائب جان طالوزيان – فريد البستاني – الياس بوصعب.

وأبلغ الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر النواب بأن هناك مغلفاً كان فارغاً ولم يكن بداخله أي ورقة، ومن الممكن أن يكون صاحبه نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب بحسب الترجيحات.

أما كيف توزعت الاصوات، وكيف جاء التصويت: حصل المرشح ازعور على كل اصوات كتلة الجمهورية القوية (19 صوتاً) و4 نواب للكتائب، و4 نواب لتجدد، و7 نواب سنة هم: وضاح الصادق، فؤاد مخزومي، اشرف ريفي، بلال الحشيمي، بلال عبد الله، ابراهيم منيمنة وياسين ياسين و12 نائباً للتيار الوطني الحر هم: جبران باسيل، جورج عطا الله، جيمي جبور، شربل مارون، سليم عون، سامر الثوم، سليم عون، ادغار طرابلسي، نقولا الصحناوي، غسان عطا الله، سيزار ابي خليل وندى البستاني، في حين ان النواب: الياس بو صعب، وابراهيم كنعان، وآلان عون، وأسعد درغام وسيمون ابي رميا صوتوا بمعظمهم لفرنجية.

واللافت ان نواب اللقاء الديمقراطي الـ8 صوتوا لمصلحة ازعور وحرصوا على عدم الظهور الاعلامي والاكتفاء بما حصل مع الدعوة الى التوافق والحوار، وباقي الاصوات أتت من التغييريين 6 نواب والباقي المستقلين (4 نواب) والنائبين غسان سكاف وميشال ضاهر.

اما فرنجية، فالذي لم يحصل على اي صوت درزي، فنال اصوات الشيعة كاملة و9 اصوات للسنة هم: عدنان طرابلسي، جهاد الصمد، نبال الصلح، فيصل كرامي، حسن مراد، محمد يحيى، طه ناجي، كريم كبارة وقاسم هاشم و4 من التكتل الوطني المستقل، وثلاثة نواب ارمن، وبعض اصوات من تكتل لبنان القوي، وهم 5 نواب على الأرجح، ومن الممكن ان يكون بدل احدهم النائب فريد البستاني.

وقائع جلسة الانتخاب

انتهت الجلسة الثانية عشرَة لإنتخاب رئيس الجمهوريّة، امس الأربعاء كسابقاتها بفشل المجلس النيابي في انتخاب رئيس، وشهدت بعض المفاجآت لجهة عدد اصوات المرشحين المعلنين سليمان فرنجية وجهاد أزعور، والمرشح غير المعلن رسمياً الوزير الاسبق زياد بارود.فيما برز صوت واحد لقائد الجيش العماد جوزاف عون.

كانت جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي ترأسها الرئيس بري، مختلفة بالشكل إذ لم يغب عنها أي نائب (حضرجميع اعضاء المجلس 128 نائبا). أمَّا الأهم، فإنها كانت حافلة ببعض المفاجآت لاسيما أن هناك ورقة اقتراع اختفت ولم يُعرف ما هو مصيرها أو ما الذي كُتب عليها. إلا أنه وبعد تدقيق أولي، قيل أنها تضمنت إسم الوزير السابق زياد بارود، لكن هذا الأمر لم يجرِ تأكيده بتاتاً.

أما على صعيد الأرقام البارزة فقد فكانت المفاجأة ان حاز المرشح جهاد أزعور 59 صوتاً خلافاً للتقديرات التي كانت تعطيه ما بين 62 و64 صوتا، مقابل 51 صوتاً لفرنجية بينما كانت التقديرات انه لن يحوز اكثر من 45 او 47 صوتاً.

انطلقت الجلسة عند الساعة 11 صباحاً بحضور جميع الكتل النيابية، إذ لم تُقاطع أي كتلة ما دلّ على حدة الاصطفافات والانقسامات والسعي لتثبيت حضور الكتل الوازنة والمؤثرة، وسط إجراءات أمنية مُكثفة. وبعد تلاوة المواد الدستوريّة الخاصة بانتخاب الرئيس، تمّ توزيع الأوراق على النواب الحاضرين للاقتراع.

وفي مستهلّ الجلسة، وخلال عملية توزيع الأوراق على النواب الحاضرين، طلب النائب ملحم خلف الكلام بالنظام، إلا أنّ بري خاطبه علناً بالقول: «ممنوعٌ مناقشة أيّ أمر». إلا أنّ خلف آثر الإستمرار في كلمته، وقال: منذ 5 أشهر وأنا والنائبة نجاة صليبا نيبتُ في المجلس وأقول إن اللبنانيين تعبوا من الفراغ ومن ألاعيب السياسيين. هنا، قاطع بري خلف بالقول: «مش وقتا ومش عم بسمعك»، لكن الأخير أكمل كلامه قائلاً: أدعو النواب إلى عدم مغادرة القاعة العامة حتى تحقيق إنتخاب رئيس للجمهورية وذلك في جلساتٍ مفتوحة.

وكان لافتاً أيضاً أن بري، ومع بدء توزيع الأوراق على النواب، طلب من أحد الموظفين في البرلمان، قلمَ حبرٍ ليكتب إسم المرشح الرئاسيّ على الورقة، وقال: «معي قلم رصاص أحسن ما يقولوا علامة».

وبعدها، سارت عملية الإقتراع السري لتبدأ مرحلة فرز الأصوات. وهنا، لوحظ توافد مجموعة من النواب من كتل نيابية مختلفة للإشراف على العملية، في خطوةٍ احترازية منهم للمراقبة. فسأل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الرئيس بري : «إلن حق النواب الباقيين يطلعوا يتفرجو عالفرز». هنا، وعلى ما يبدو، أجاب بري بعدم الاعتراض على الأمر، والدلالة على ذلك هو إستمرار مواكبة مختلف النواب للفرز.

وإثر ذلك، بدأت عملية الفرز، وجاءت نتيجة جلسة الاقتراع الأولى على النحو التالي:

- سليمان فرنجية: 51 صوتاً

- جهاد أزعور: 59 صوتاً

– لبنان الجديد: 8 أصوات (من كتلة الاعتدال الوطني)

- زياد بارود: 7 اصوات (من نواب التغيير)

– جهاد العرب (ملغاة) صوت واحد

– جوزيف عون: صوت واحد

– ورقة واحدة بيضاء.

وقد غادر بعض نواب كتلة التنمية والتحرير قاعة المجلس، بعد الإدلاء بأصواتهم، عندما بدأت عملية فرز واحتساب الأصوات.

وإثر عملية الفرز، تبيّن أن هناك 127 ورقة تم احتسابها وأن هناك ورقة قد اختفت. وخلال تدقيق أولي تم إجراؤه، قيل إنّ الورقة الـ128 ضمّت صوتاً لبارود.

وحصل سجالٌ علني إذ طالب العديد من النواب بإعادة دورة الانتخاب او اعادة فرز الأصوات لمعرفة ماذا تضمّنت الورقة، لكنّ الرئيس نبيه بري قال: «هذه الورقة لا تُقدّم ولا تؤخر بالنتيجة»، وبالتالي لم تجرِ عمليّة إعادة الفرز.

لكن الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر اعلن لاحقاً أن «هناك مغلفاً فارغاً بين مغلفات التصويت، ومن المؤكد أن نائباً وضع المغلف فارغاً ولم يصوّت. وأبلغت ممثلي الكتل النيابية باستعدادي لإعادة الفرز في مكتبي، لكنهم لم يرغبوا في ذلك، لثقتهم بأن الصوت الضائع يعود لوجود مغلف فارغ».

وفي النهاية، رفع رئيس مجلس النواب الجلسة لإنفراط نصابها إثر خروج نواب «الثنائي» منها. ووصفت عضو كتلة الجمهورية القوية النائبة ستريدا جعجع، جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بأنها «غير دستورية لانه كان من المفروض اعادة التصويت او احتساب الاصوات. وما حصل لا يليق بكرامتنا».لكن لوحظ ان اياً من نواب المعارضة اعترض على فرط النصاب كأنهم كانوا ينتظرون حصول ذلك بل بحثوا عن صوت اضافي لأزعور عبر الورقة الضائعة.

وبدا من نتيجة الفرز ان لا مؤيدي فرنجية وأزعور حصلوا على مرادهم، ولا رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل فرض ايقاعه الكامل على مجريات الجلسة نتيجة حصول خصمه فرنجية على نسبة اصوات اعلى مما كان مقدراً، وهو رقم كان قابلا للزيادة في حال جرت الدورة الثانية للإقتراع بتصويت عدد من نواب تكتل الاعتدال الوطني وآخرين له.

وفي هذا المجال، أكد عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب أحمد الخير، أن الكتلة صوّتت بورقة «لبنان الجديد» خلال جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، اليوم الأربعاء (أمس). وفي تصريح من مجلس النواب، أعلن الخير أن تكتل «الاعتدال» سيصوت في الجلسة الانتخابية المقبلة لمرشح معين، وذلك من الدورة الأولى.

كما اعلن النائب المستقل إيهاب مطر عبر حسابه على «تويتر»: منحت صوتي لقائد الجيش عون.

فرنجية وأزعور يشكران

وبعد الجلسة، غرد فرنجية بعد انتهاء الجلسة: كل الشكر للنواب الذين إنتخبوني وللرئيس نبيه بري وثقتهم أمانة، كما نحترم رأي النواب الذين لم ينتخبوني، وهذا دافع لحوار بنّاء مع الجميع نبني عليه للمرحلة المقبلة لإحقاق المصلحة الوطنية.

كما اصدر الوزير أزعور بياناً قال فيه: أتقدم بالشكر والتقدير من جميع النواب الذين أولوني ثقتهم، من خلال تصويتهم لي في الدورة الأولى من جلسة اليوم (أمس).

مواقف خارجية

وفور انتهاء الجلسة صدرت مواقف عن عدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية، فغرد السفير الإيراني مجتبى أماني عبر حسابه على «تويتر»: أكدنا ودعونا مراراً على أن الحل الوحيد لإنهاء الفراغ الرئاسي، هو عبر الحوار والتفاهم والإجماع الداخلي».

وعبّر وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اللورد طارق أحمد «عن إحباطه لفشل مجلس النواب اللبناني مجدداً بانتخاب رئيس للجمهورية، معتبراً أنّ عرقلة التصويت على اختيار رئيس جديد تؤخر حل الأزمة الاقتصادية في لبنان».

وقال الوزير البريطاني عبر «تويتر«: أنّ لبنان بحاجة ماسة إلى رئيس لتوحيد البلاد، وتقديم رؤية للإصلاح، ومحاربة الفساد، والدفاع عن سيادة القانون.

كماغرّدت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا عبر حسابها على «تويتر» كاتبة :جلسة انتخاب رئاسية أخرى غير حاسمة في مجلس النواب. يحتاج قادة لبنان وأعضاء البرلمان إلى اتخاذ خطوات عاجلة لضمان انتخاب رئيس للبلاد لصالح بلدهم وشعبهم. الفراغ المطول يقوض الممارسات الديمقراطية في لبنان، ويزيد من تأخير الإصلاحات والحلول اللازمة التي طال انتظارها لاعادة البلاد إلى مسار التعافي.

قلق أميركي

دولياً، ‎أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة قلقة من مغادرة أعضاء البرلمان اللبناني للغرفة لمنع التصويت على انتخاب رئيس.

وأشارت الوزارة الى أن الولايات المتحدة تعتقد أن قادة ونخب لبنان يجب أن يتوقفوا عن وضع مصالحهم وطموحاتهم فوق شعب بلادهم.

واعتبرت أن الشلل السياسي في لبنان في نهاية المطاف هو قضية يجب على القادة اللبنانيين حلها.

ملف النازحين

على صعيد متابعة ملف عودة النازحين السوريين، وصل الوزير عبدالله بوحبيب الى بروكسل للمشاركة اليوم ممثلا لبنان في المؤتمرالخاص بموضوع النازحين السوريين، ويحمل ورقة العمل اللبنانية لتنظيم ادارة ملف النزوح السوري التي اتفق عليه في مجلس الوزراء امس الاول.