جعجع للتعايش مع فراغ لسنوات والجميِّل للمواجهة.. واحتضان مصرفي عربي لمنصوري
بين دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى تلبية دعوة الرئيس نبيه بري الى الحوار في المجلس النيابي، ومسارعة حزب «القوات اللبنانية» الى اعلان موقف تصعيدي، تدخل الساحة الداخلية، والمسيحية على وجه التحديد في مخاض جديد يكرّس الانقسام، وربما يمدّد الأزمة.
وذهب رئيس الحزب سمير جعجع الى تفضيل الفراغ لأشهر وسنوات، معلناً الاستعداد: «لتحمل الفراغ لأشهر وسنوات، إلا أننا غير مستعدين أبداً لتحمل فسادهم وسرقاتهم وسوء ادارتهم وسيطرة دويلتهم على دولتنا بالدرجة الثانية». مؤكدا: «لن نرضى الا برئيس يجسّد، ولو بحد مقبول قناعاتنا وتطلعاتنا، فيكون بقدر مهمة الإنقاذ التي يحتاجها البلد».
ولئن نأى التيار الوطني الحر عن الرد على اتهامات جعجع له بصفقات مع حزب الله، فإنه في الوقت نفسه لم يبدِ حماساً قوياً لمبادرة بري، بانتظار اسئلة لديه، تنتظر اجابات اما عبر الوسطاء او الاعلام.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن رفع السقوف الكلامية من قبل فريق المعارضة يوحي بأن طرح الحوار لن يشق طريقه كما هو مأمول وأكدت أن الأجوبة على فكرة رئيس مجلس النواب نبيه بري قد وصلت اصداءها وبالتالي سيتضح مصيرها في أقرب وقت ممكن.
وأعربت عن اعتقادها أن ما من مساع جديدة في الاستحقاق الرئاسي وليس واضحا ما إذا كانت زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان- ايف لودريان ستحمل معها أي طرح مغاير للحوار بأعتبار أنه نال تحفظات من بعض الأفرقاء على إجرائه واعتبرت أن الأفكار التي تطرح حاليا قد يطلق عليها عنوان «أفكار لملء الوقت الضائع».
إذاً، دخل لبنان مرحلة انتظار عودة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بعدما إكتملت ردود النواب الراغبين بالرد على سؤاليه حول مواصفات رئيس الجمهورية والبرنامج الاصلاحي الممكن تنفيذه، وقد باتت معروفة الكتل التي ارسلت الردود وتلك الرافضة او التي تعاملت بسلبية مع الرسالة الفرنسية ومع مبادرة رئيس المجلس نبيه بري الحوارية التي اطلقها في مناسبة تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه. وقد كان آخر تأكيد من الرافضين امس موقف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي شن حملة عنيفة على محور الممانعة وحزب الله تحديداً مؤكداّ استمرار المعارة عل مواقفها، ومنتقدا المبادرة الفرنسية التي وصف مسعاها للحوار بأنه صفقة.
وتميزت كلمة جعجع في قداس شهداء «القوات اللبنانية» بعد ظهر امس بهجوم شرس على ما أسماه بمحور الممانعة وحزب الله، وقال: حادثة الياس الحصروني مؤشر للحوار الذي يبشر به محور الممانعة منذ اشهر وأشهر، فيدعونك الى حوار لخنقك وقتلك، وخنق قناعاتك وحريتك وفريق الممانعة فريق إجرامي بامتياز.
وقال جعجع: نحن لا نريد رئيس جمهورية لنا، بل نسعى الى ايصال رئيس الى «الجمهورية التي يحلم بها كل لبناني، وانطلاقا من هنا تأكدوا من امر واحد «قد ما جربوا وقد ما حاولوا».
وفي انتقاد لاذع للتيار الوطني الحر، قال جعجع: على الرغم من كل ما تقدم ما زال البعض مصرًّا على اجراء صفقات مع حزب الله، ولتغطية هذه الصفقات يطرح عناوين جدية مهمة، وتضرب مصالح اللبنانيين، كما صفقة مارمخايل.
واضاف جعجع: «نقول لـ «حزب الله» لأ. إذا كنت قادر تاكلنا، كِلْنا نحنا وواقفين- ما تنتظر لحظة نخلّيك تاكلنا نحنا وقاعدين حدك»، فقد تعلّمنا من كل ما حصل في السابق، تعلمنا من رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز، تعلّمنا من 7 ايار، وتعلّمنا مؤخراً من لقمان سليم والياس الحصروني… وبرغم كل ارتكابات محور الممانعة، نجد أن البعض ما زال مصرّاً على القيام بصفقات مع حزب الله، و«كأنو ما صار» في كحّالة أو عين إبل أو عين الرمانة أو 7 أيار، أم كبتاغون وتهريب وفساد، بغية تغطية صفقة محتملة».
وقبيل موقف جعجع قال عضو كتلة الجمهورية القوية النائب محلم رياشي في حديث تلفزيوني: «ان الاتجاه سلبي لناحية تلبية دعوة الرئيس برّي للحوار، والنقاش بشأن ذلك سيحصل خلال اجتماعنا (اليوم) لاتخاذ الموقف. وممكن أن يؤدي التدخل الدولي والحوار إلى رئيس، وهناك ضغط جدّي خلال هذا الشهر لانتخاب رئيس واحتمال نجاح ذلك وارد، ولكن المهمّ ألا يكون هناك مبالغة لأن في السياسة يجب أن نكون واقعيين».
وحتى الان ردت على رسالة لو دريان وايدت مبادرته ودعوة الرئيس نبيه بري للحوار في مجلس النواب، كتل: التنمية والتحرير، والوفاء للمقاومة، وتكتل لبنان القويّ، واللقاء الديمقراطي، والاعتدال الوطني واللقاء المستقل، وتيار المردة، والطاشناق، والتوافق الوطني وعدد غير قليل من النواب المستقلين، وبعض نواب التغيير. وقال عضو كتلة «تجدد» النائب أديب عبد المسيح عبر حسابه على منصة» X» : مبادرتي التي أطلقُتها من الديمان ليست بعيدة عن دعوة برّي، لكن بوصلتها مختلفة، حيث نذهب جميعا إلى جلسة إنتخاب من دون تعطيل ونقيم الحوار بين الدورات وممكن دعوة لودريان للحضور والوساطة. لنبق 7 دورات بدل 7 أيام وننتج رئيساً.
في المواقف، خلال زيارته امس الاول، المرجع الروحي في طائفة الموحدين الدروز الشيخ أبو علي سليمان أبو ذياب، في دارته في الجاهلية، بحضور الوزير السابق وئام وهاب، رأى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، أن الأزمة السياسية في لبنان ستكون طويلة الأمد.
وجاءت الزيارة في إطار تهنئة جنبلاط للشيخ أبو ذياب بالعمامة المكولسة، وكان هناك بحث بالأمور المعيشية التي تهمّ المواطن.
وحسب العديد من مواقع الاخبار والتواصل، فخلال اللقاء، تطرّق جنبلاط إلى الأزمة السياسية في البلد، وقال: «شكلها مطولة».
ورداً على سؤال عن فرصة قائد الجيش العماد جوزيف عون بالوصول إلى سُدة الرئاسة، أجاب جنبلاط: «جبران باسيل بدوش ياه… وأنا بديش ياه».
وقال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان لراعي: «ان الحوار المدعوّون إليه نوّاب الأمّة، إذا حصل برغم التجاذبات بين القبول والرفض، إنّما يقتضي أوّلًا المجيء إليه بدون أحكام مسبقة وإرادة فرض أفكارهم ومشاريعهم ووجهة نظرهم من دون أي إعتبار للآخرين؛ ويقتضي ثانياً روح التجرّد من المصالح الشخصيّة والفئويّة، ويقتضي ثالثاً اعتماد الدستور واعتباره الطريق الوحيد الواجب سلوكه؛ ويقتضي رابعاً الصراحة والإقرار بالأخطاء الشخصيّة والبحث عن الحقيقة الموضوعيّة التي تحرّر وتوحّد. إلى عناية الله وأنوار روحه القدّوس نكل مسيرة وطننا وشعبنا، راجين الوصول إلى ميناء الأمان.
لكن عضو كتلة القوات اللبنانية النائب غياث يزبك رد على البطريرك كاتباً في منصة «اكس»: عذراً سيدنا الراعي لم نفهم دعوتَك النواب في عظة اليوم الى تلبية الحوار، لأننا عززنا موقفَنا بمضمون عظتك السابقة والتي قلت فيها إن: لا أحد يفهم لماذا بُتِرَت جلسة حزيران الانتخابيّة بمخالفة المادّة 49 من الدستور، والحوار الحقيقي والفاعل هو التّصويت في مجلس النواب لانتخاب رئيس.
وقال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان كلمة خلال حفل تأبيني في بلدة ميس الجبل الجنوبية: البلد اليوم في معركة خيارات، وخيارنا لبنان بطبعة الإمام موسى الصدر، ومعركتنا وطنية بامتياز مع اللعبة الدولية التي تنشط لاستنزاف الدولة والكيان وتمزيق الطوائف، بخلفية تحويل لبنان إلى مستنقع، فيما عين (الموفد الاميركي) هوكشتاين على مصالح تل أبيب لا على مصالح لبنان.
ودعا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الى مواجهة حزب الله بكل الوسائل السلمية، عبر المؤسسات وغيرها من سياسية وشعبية.
منصوري في الرياض
وفي اول اطلالة له على الخارج، غادر الوفد برئاسة حاكم مصرف لبنان بالانابة د.وسيم منصوري وسفير لبنان في المملكة العربية السعودية فوزي كبارة والمدير العام للاقتصاد والتجارة د.محمد ابو حيدر الى العاصمة السعودية الرياض، تلبية لدعوة رسمية لحضور فعاليات المؤتمر المصرفي العربي، بتنظيم من الاتحاد العربي للمصارف مع المصرف المركزي السعودي تحت عنوان «الآفـاق الاقتصاديـة العربيـة في ظـل المتغيـرات الدوليـة»، والذي ينعقد في فندق هيلتون – الرياض برعاية وحضور محافظ المصرف المركزي السعودي أيمن بن محمد السياري إضافة إلى حضور صانعي القرار الاقتصادي والمالي، ومحافظي بنوك مركزية عربية ورؤساء مؤسسات مالية عربية ودولية، و رئيس وأعضاء مجلس ادارة اتحاد المصارف العربية، وأصحاب المصارف السعودية والإعلام السعودي .
وصدر بيان صباح امس في افتتاح الاجتماع، رحب بـ»مشاركة حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري في مؤتمره المصرفي السنوي الذي يعقده في الرياض، برعاية محافظ البنك المركزي السعودي أيمن بن محمد السيّاري وحضوره، وأشار البيان إلى أن «هذا المؤتمر يأتي في إطار سعيه الدائم إلى مساعدة كل الدول، إضافة إلى دعم البنك المركزي اللبناني والقطاع المصرفي اللبناني ومساندتهما»، موضحا «التزام الاتحاد مساندة مصرف لبنان، في ظل إدارته الجديدة، ووضع كل علاقاته وامكاناته في تصرفه لإنجاح مهامه في إنقاذ الوضع النقدي في لبنان» .
وذكر البيان أن «الامين العام لاتحاد المصارف العربية الدكتور وسام فتوح قام بتنسيق التواصل بين منصوري والقيادات المصرفية في المملكة، وعلى رأسها محافظ البنك المركزي السعودي» .
وأشار إلى أن «لقاءات منصوري مع محافظ البنك السعودي والقيادات المصرفية في المملكة العربية السعودية اتسمت بالإيجابية والاتفاق على التعاون ودعم المملكة للبنك المركزي اللبناني والقطاع المصرفي اللبناني لما فيه خير للبنان والشعب اللبناني».
وغداة مغادرة وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان استقبل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد نخالة، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري أمس، يهدف إلى إيصال رسالة إلى إسرائيل مفادها أنّ هناك تنسيقاً أمنياً يومياً بينهم وأنّ محور المقاومة قوي وموحد.
ورأى الاعلام الاسرائيلي ان هذا اللقاء يهدف الى ايصال رسالة الى اسرائيل مفادها ان تنسيقاً أمنياً يومياً، بينهم وأن محور المقاومة قوي وموحد.