إجتماع حاسم للجنة النفايات اليوم: عدالة في المطامر أو لا خطة
عون يطوي صفحة ترقية روكز .. تعطيل الحكومة ولا سحب للوزراء
يضغط ملف النفايات على البلاد والعباد: فبين هبة باردة، فيها رياح التفاؤل، وهبة ساخنة فيها رياح المخاوف من الأمراض والاوبئة والاختناق، تعود لجنة النفايات الوزارية إلى الاجتماع اليوم، على أمل ان يكون وزير الزراعة المكلف بالملف اكرم شهيب تبلغ جواباً ايجابياً من مسؤول وحدة الارتباط في «حزب الله» وفيق صفا بشأن المطمر المقترح في منطقة حام قرب بعلبك.
ولم يستبعد مصدر وزاري لـ«اللواء» في حال سارت الأمور باتجاه الحلحلة ان تتقدّم جلسة مجلس الوزراء على ما عداها، الأمر الذي يمكن ان يفتح الباب بعيداً عن المقايضات والتسويات لمجلس الوزراء باستئناف جلساته، بعدما بات «متخماً جداً» باكثر من 500 بند، وفقاً لما كشفه وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«اللواء» الذي أكّد ان «المسائل اليومية للمواطنين لا يجوز لنا ولا يبنغي ان نرتكب اثم تعطيلها، مضيفاً ان التعطيل هو ليس على فئة بعينها من الشعب اللبناني، بل على الشعب كلّه وعلى الدولة وعلى المعطلين انفسهم».
في هذه الأجواء يحرص الرئيس تمام سلام على انتزاع التوافق السياسي، في ما خص إنهاء ملف النفايات الذي دخل في سباق مع تراكم غير مسبوق تعدى القدرة على استيعاب النفايات المرمية في الشوارع، ومع احتمالات سقوط الأمطار في أي وقت، قبل الدعوة إلى عقد مجلس الوزراء حتى تكون الجلسة منتجة ويصبح بالإمكان البدء بتنفيذ الخطة التي أقرّتها الحكومة قبل أسابيع.
ورداً على سؤال، استبعد مصدر وزاري ان يكون حزب الله يحاول اجراء مقايضة ربع الساعة الأخيرة، بين مطمر البقاع وترقية العميد شامل روكز، واصفاً هذه المقايضة بأنها «حديد بقضامة»، مكرراً بأن ترقية روكز ليست بيد الحكومة بل بيد وزير الدفاع.
وكان جواب حزب الله المتوقع أمس، لم يتبلغه الوزير شهيب على المطمر فتأخر لأسباب بقيت مجهولة، مع العلم ان قيادة حزب الله على ارفع المستويات انشغلت طوال يوم أمس بترتيبات تشييع أحد القادة الميدانيين الكبار في سوريا حسن محمّد حسن الحاج الذي سقط في الحرب الدائرة في سوريا.
واعرب الوزير شهيب عن أمله بتنفيذ خطة النفايات، مؤكداً لـ«اللواء» ان لا خيار امامنا سوى المطامر واننا لم نفقد الأمل بإيجاد مطمر ثاني بالتوازي مع مطمر «سرار» في عكار، داعياً الشراكة بين الجميع لحمل هذا الملف.
وفي سياق متصل، أكّد مصدر بلدي لـ«اللواء» ان مطمر سرار لن يفتح قبل إيجاد مطمر آخر في البقاع الشمالي، ودعا المصدر الدولة إلى حزم امرها على قاعدة العدالة في توزيع المطامر، معتبراً ان المشاريع الإنمائية في عكار لا يجوز ان ترتبط بحل قضية النفايات.
تجدر الإشارة إلى أن أعمال شق الطرق إلى مطمر سرار بقيت متوقفة بعد أن اعترضت الشاحنات صباحاً مجموعات من الحراك العكاري، رافضة رمي النفايات على عواهنها بمعزل عن خطة واحدة متزامنة في كل المطامر من الناعمة إلى البقاع فعكار فجبل لبنان.
الرابية والترقيات
وأفادت مصادر تعمل على خط الوساطة بين الرابية والمقرّات الأخرى في بيروت، أن الجهد يتركز الآن على عدم الربط بين حل قضية النفايات وإقناع التيار العوني المشاركة في الجلسة التي من الضروري أن تعقد وقضية الترقيات التي لا شأن للحكومة بها مباشرة، باعتبار أنها في يد وزير الدفاع الذي أعلن أنه لن يقبل التعرّض لضغوط وأن قضية الترقيات أصبحت وراءه.
وقالت هذه المصادر أن المسألة بقيت مسألة ساعات قليلة قبل أن يعقد تكتل الإصلاح والتغيير إجتماعه الأسبوعي بعد ظهر اليوم، وقبل الإطلالة التلفزيونية للنائب ميشال عون عبر محطة O.T.V مساءً.
ودعت هذه المصادر إلى عدم تحميل لبنان تبعات إضافية لتصفية الحسابات بين القيادات السياسية المسيحية، ونقل الشلل والتعطيل من الشغور الرئاسي إلى مجلس النواب والحكومة، الأمر الذي قد لا تسلم منه المؤسسات العسكرية والأمنية.
واتفقت مواقع التواصل الاجتماعي على اختلاف مشاربها أن العميد شامل روكز سيغادر اليوم في قيادة فوج المغاوير، وربما من دون تسلّم وتسليم مع العقيد مارون القبياتي، على أن يغادر في إجازة إلى مدينة بوسطن الأميركية تستمر لأسابيع، ومن ثمّ العودة إلى لبنان لتأسيس مركز للأبحاث الاستراتيجية، إلا إذا حدثت مفاجأة غير متوقعة حظوظها قليلة، وفقاً لمصدر معني.
تصعيد.. لا تصعيد
ومع ذلك، بقيت الأنظار مشدودة إلى ما سيقوله عون اليوم سياسياً، بعدما اكتفى في تظاهرته أمام القصر الجمهوري ملامسة أبوابه، من دون أن يعلق شيئاً على مستوى التوقعات، سواء بالنسبة إلى وضع وزارته في الحكومة، أو من الحوار، أو حتى من اتفاق الطائف، علماً أن مسألة سحب وزرائه من الحكومة من شأنها أن تريح خصومه الذين يطالبون الرئيس سلام بالخروج من تردده والدعوة إلى عقد جلسات فورية للحكومة للتصدي للمسائل المعيشية والحياتية للمواطنين، على حدّ ما جاء في بيان حزب الكتائب أمس.
وتعتقد المصادر القريبة من السراي أن التصعيد حاصل وبات أمراً محققاً من خلال التعطيل الذي يمارسه عون من خلال منع الحكومة من الانعقاد وبالتالي فإن سحب الوزراء سيكون لمصلحة خصومه، في حين أن تجاهل عون ومعه حزب الله يعتبر نوعاً من مغامرة قد تكون نتائجها غير محسوبة على البلد.
أما مصادر الرابية، فتوقعت ألا يخرج عون عن سياق المواقف التي أعلنها مؤخراً، لكنها لفتت إلى أن المقابلة التلفزيونية المفتوحة مع عون ستشكل مناسبة له للإجابة على أسئلة تتصل بالوضع الحكومي والانتخابات الرئاسية والحوار وإفشال مسعى ترقيات الضباط، نافية وجود إتجاه نحو التصعيد إلا في إطار شرح المواقف التي يتمسك بها.
وأفادت أن أي لقاء محتمل بين عون والنائب وليد جنبلاط وارد في أي لحظة، وهو يأتي في سياق التواصل الدائم بينهما، مذكّرة بأن النائب جنبلاط الموجود حالياً خارج البلاد كان يؤيّد مسعى الترقيات لإفساح المجال أمام استئناف العمل الحكومي والتشريعي.
الحراك المدني
وعلى صعيد الحراك المدني، يعود ناشطون اليوم إلى التجمّع أمام المحكمة العسكرية تزامناً مع جلسات استجواب الموقوفين، بعدما قرّر قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا ترك خمسة موقوفين من الحراك الذين أوقفوا خلال تظاهرة الخميس الماضي، والإبقاء على خمسة آخرين موقوفين.
والذين تمّ الإفراج عنهم أمس هم: محمّد الترك، محمود موسى، فرح حلاوي، خضر أبو حمد وخلدون جابر، أما الموقوفون فهم: بيار حشاش، زين إبراهيم، وارف سليمان، رامي محفوظ وفايز ياسين.