IMLebanon

تسونامي فرنجية: بكركي تغطي الترشيح والأسبوع المقبل حاسم

تسونامي فرنجية: بكركي تغطي الترشيح والأسبوع المقبل حاسم

هولاند يدعم مبادرة الحريري وعسيري يبارك من بكفيا وعقدتا عون وجعجع قيد المعالجة

في حركة يمكن ان يُطلق عليها، تجوزاً، «تسونامي رئاسي»، متسارع، قد يحمل النائب سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا، بسرعة غير متوقعة، وبعقبات أقل مما هو متوقع، بانتظار ان تسفر المشاورات البعيدة عن الأضواء بين فريقي 8 و14 آذار، لا سيما بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» حيث تردّدت معلومات ليل أمس عن احتمال عقد لقاء بين الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله والنائب ميشال عون لمناقشة فرصة التسوية التي اتاحتها ترشيح فرنجية وكيفية التعاطي معها.

وكشفت مصادر مطلعة لـ«اللواء» ان «التيار الوطني الحر» يطالب بتفاهم مسبق على السلة المتكاملة التي اقترحها السيّد نصر الله، وفي مقدمها قانون الانتخاب.

وأشارت هذه المصادر إلى ان عون يتمسك بقانون الانتخاب على أساس النسبية ويطلب التزاماً مباشراً من المرشح فرنجية إزاء هذا الطلب، فضلاً عن انتزاع موافقة مسبقة على ان يتولى الوزير الحالي جبران باسيل حقيبة الداخلية، وعلى ان يعين قائد الجيش يقترحه عون، في ظل معلومات عن استمرار تمسكه باستدعاء العميد شامل روكز من الاحتياط وتعيينه قائداً للجيش، فضلاً عن ان يكون ما لا يقل عن نصف الموظفين في الُفئة الأولى من الحصة العونية.

وإذا كانت بعض القيادات من بطانة النائب عون تتحدث عن عقبات تجعل من المبكر تحديد مسار ترشيح فرنجية وفرصه من الانتخاب أم لا، فإن أوساط أخرى تعتقد انه من الصعب ان يواجه عون، الذي أصبح في موقف لا يحسد عليه ترشيح فرنجية بالرفض.

وفي غمرة الاحراج الذي يواجهه تحالف عون – حزب الله، يُكثّف تحالف الرئيس نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط حركة استنفاره لمواكبة التظهير الإقليمي والعربي والدولي لتسوية تقاسم السلطة، والتي سبق لـ«اللواء» وكشفت خيوطها العريضة: فرنجية الذي تربطه علاقة قوية بالرئيس السوري بشار الأسد رئيساً للجمهورية والرئيس سعد الحريري المقرب من المملكة العربية السعودية رئيساً للحكومة، على ان تقود هذه التسوية إلى احياء مؤسسات الدولة بعد انتخاب رئيس الجمهورية في غضون الأيام العشرة المقبلة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تتعهد بوضع قانون جديد للانتخابات في بيانها الوزاري، يأخذ بعين الاعتبار إقامة توازن تمثيلي في البرلمان الجديد.

ووفقاً لمصدر نيابي مقرّب، فإنه نقل عن الرئيس برّي انه حالما يبلغ بأن التسوية باتت ناضجة تماماً فإنه سيدعو في أقل من 24 ساعة لجلسة انتخاب فرنجية، مما يُشير إلى ان احتمالات تقريب موعد انتخاب الرئيس خيار مطروح بقوة، فكيف بدت الصورة أمس؟

الحريري في الاليزيه

1- في الاليزيه، وضع الرئيس الحريري الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، على مدى 45 دقيقة في الحيثيات التي دفعته إلى المبادرة التي أطلقها حول عناصر التسوية في لبنان لإنهاء الشغور الرئاسي، حيث اعرب رئيس تيّار «المستقبل» عن أمله وتفاؤله بالحوارات القائمة والتي وصفها بالايجابية، والتي يمكن ان تظهر نتائج في الأيام المقبلة، وسيكون لبنان بألف خير، مشيراً إلى ان الهدف من المبادرة حماية لبنان، وانه لا بدّ من تضحيات يجب ان نقوم بها سياسياً لأن لبنان أهم منا جميعاً، معرباً عن تفاؤله بأنهاء الشغور الرئاسي في أقرب وقت.

ولاحقاً، التقى الرئيس الحريري في مقر اقامته في العاصمة الفرنسية وزير الاتصالات بطرس حرب الذي أكّد ان وجهات النظر كانت متقاربة حول المواضيع المطروحة، مشدداً على وجوب توفير الضمانات لكل اللبنانيين لتحقيق المصلحة الوطنية، في إطار عدم تكريس انتصار فريق على آخر.

وبعد لقائه النائب مروان حمادة، غادر الرئيس الحريري باريس عائداً إلى الرياض، حيث يتوقع أن يجري مجموعة لقاءات مع قيادات فريق 14 آذار.

وتوقعت مصادر مطلعة تزخيم الاتصالات مطلع الأسبوع المقبل لمعالجة عقدتي عون وجعجع عبر قنوات معروفة، على أن يكون الأسبوع الطالع حاسماً على صعيد تحديد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية.

عسيري في بكفيا

2- في بكفيا، كانت محطة هامة لسفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري الذي التقى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل وتداول معه في التسوية المطروحة، وموقف المملكة منها، كما استمع إلى موقف الكتائب، حيث كرّر الجميّل أن حزبه يعطي الأولوية للبرنامج وتربطه علاقة جيدة بالنائب فرنجية، وأنه من دعاة انتخاب الرئيس قبل أي عمل آخر، وهو ينتظر أجوبة فرنجية على أسئلة وجهها إليه في لقائهما الأخير.

وفي موقف متقدّم، أعلن عسيري مباركته للمبادرة الرئاسية، وحرص المملكة على ملء الفراغ الرئاسي لأن البلد والمؤسسات فيه والوضع الاقتصادي يحتاج إلى ذلك، لكنه شدّد على أن المملكة لم ولن تسمي أي شخص.

.. وفرنجية في بكركي

3- وفي بكركي، كان الموقف أكثر وضوحاً، فبعد أن أبدى البطريرك الماروني بشارة الراعي العائد من ألمانيا ترحيباً بخطوة ترشيح فرنجية، استقبله عند التاسعة مساء برفقة نجله طوني، وفي حضور النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم المقرّب من فرنجية حيث جرى التداول في دور بكركي في مباركة هذا الترشيح والاتصالات التي ستقوم بها لتذليل العقبات، من دون أن يُؤكّد مصدر مطلع على التحضير للاجتماع، عمّا إذا كان سيدعو البطريرك الراعي القادة الموارنة الأربعة: الرئيس أمين الجميّل، النائب عون، الدكتور سمير جعجع إلى فرنجية، إلا أن المهم أن فرنجية تحدث بعد اللقاء بلهجة الجازم بانتخابه رئيساً للجمهورية، وهو قال كرئيس منتخب: كرئيس للجمهورية سأعمل على قانون إنتخابي ينصف التوازن الوطني ويعطي تمثيلاً حقيقياً لمختلف الطوائف، معتبراً أن من واجبه أن يعطي تطمينات لمن لديه هواجس، مؤكداً أنه يجب طمأنة الخصم السياسي الذي يمكن أن يصبح شريكاً، مشيراً إلى عملية خلط، واصفاً علاقته مع النظام السوري بأنها نقطة قوة وليست نقطة ضعف، معتبراً أن الأهم حماية لبنان.

وقال: في حال وصلت إلى رئاسة الجمهورية يجب أن يكون محاطاً بالمسيحيين تحت رعاية بكركي، خاتماً: يلي فيه خير الله يقرّبه.

وفي إشارة إلى مشكلته مع جعجع قال «وضعنا الأمور الشخصية وراءنا والوقت كفيل بالحل، والاستعجال يمكن أن يضر».

وكان الراعي رحّب لدى عودته إلى بيروت بمبادرة ملء الشغور الرئاسي، آملاً أن تفتح الباب للتشاور والتوافق.

4- أميركياً، كشف مصدر دبلوماسي أن التقرير الذي وضعه السفير الأميركي السابق في بيروت ديفيد هيل تضمن تشجيعاً لقبول ترشيح فرنجية رئيساً للجمهورية بحكم معرفته به، فهو يطمئن الأقلية المسيحية، وهو شخصية مقبولة من الفريق المسلم، وأنه يلتقي مع الرئيس الحريري ومع قوى 14 آذار على ضبط الحدود، والحدّ من تداعيات الأزمة السورية، وتشجيع الانفتاح اللبناني على محيطه العربي بما في ذلك دول الخليج، فضلاً عن أنه شخصية تسووية وليست صدامية.

السراي

5- أما مصادر السراي الحكومي فأبدت ارتياحها للحراك السياسي القائم، وشددت على ان موقف الرئيس تمام سلام معروف وهو يشدد دائما على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن لاعادة انتظام العمل في المؤسسات الدستورية.

وكان وزير الثقافة روني عريجي أطلع رئيس مجلس الوزراء خلال لقائه معه امس في السراي الحكومي على اخر المستجدات والتطورات بشأن التسوية السياسية القائمة.

وأكدت مصادر سياسية لـ«اللواء» ان الايام القليلة المقبلة ستُظهر اجواء إيجابية بالنسبة لانتخاب رئيس للجمهورية، وتوقعت ان تتكثف الاتصالات أكثر فأكثر بعد عودة البطريرك الراعي من الخارج، وشددت المصادر على ان الحركة السياسية الراهنة مختلفة عن كل ما مضى من مبادرات، ودعت الى التروي لأن التسوية لا تزال بحاجة الى مزيد من الاتصالات والمشاورات.

وعلمت «اللواء» ان اجتماعا عقد مساء امس في السراي الحكومي في حضور وزير الزراعة اكرم شهيب وعدد من الخبراء لبحث ملف النفايات.

وكشف شهيب لـ«اللواء» عن تقدم كبير وملموس في الملف رافضاً الدخول في تفاصيله، واكد ان الاجتماعات متواصلة لتحديد كل الامور، وعلى ضوء نتائج هذه الاجتماعات وتقدمها سيعرض الملف على مجلس الوزراء.

من ناحيتها اكدت مصادر السراي ان البحث مستمر خصوصا ان عملية تصدير النفايات ليست بالعملية السهلة.