تنصيب المفتي دريان اليوم: عهد جديد لخدمة الإفتاء ولبنان
إتصالات رفيعة تعيد الكهرباء إلى بيروت … وتوقيفات سورية بالجملة تفتح باب التبادل
تشهد بيروت اليوم حدثاً اسلامياً ووطنياً، بمباركة عربية واسلامية، يتمثل بتنصيب الشيخ عبد اللطيف دريان، مفتياً للجمهورية اللبنانية.
ويأتي هذا الحدث، وسط تغيرات وتحولات وتحديات تواجه لبنان والعالمين العربي والاسلامي، الامر الذي يتطلب رؤية عميقة وعقلاً جامعاً ونافذاً الى لب المشكلات التي تواجه الاسلام من زاوية الاعتدال لا التطرف ومكافحة الارهاب.
وينشغل لبنان الرسمي والروحي والشعبي في هذه المناسبة الوطنية، حيث سيواكب الرئيس تمام سلام الاجراءات لحفل التنصيب الذي سيقام عند الساعة الخامسة من بعد ظهر اليوم في مسجد محمد الامين في وسط بيروت، بحضور اكثر من 1200 شخصية لبنانية وعربية وعالمية، وصولاً الى العشاء الذي سيقيمه في منزله في المصيطبة، مروراً بالحفل الذي سيقام في دار الفتوى عند السادسة والنصف، ايذاناً بتسلم المفتي السادس رسمياً مقاليد الدار، مفتتحاً عهداً جديداً في مسيرته الساعية الى اعلاء شأن المسلمين واللبنانيين.
وسيتولى الرئيس سلام مرافقة المفتي دريان بعد انتهاء مراسم التنصيب الى دار الفتوى، حيث سيكون له استقبال شعبي مميز، ويقيم له مساءً مأدبة عشاء في دارته يقتصر حضورها على رؤساء الحكومة السابقين ومفتي المناطق ورؤساء الوفود المشاركة وسفراء دولهم.
وكان الرئيس سلام تابع امس تفاصيل احتفال التنصيب، بما في ذلك تأمين استقبال واقامة الوفود العربية والاسلامية المشاركة في الاحتفال.
وعلم ان المفتي السابق الشيخ محمد رشيد قباني اعتذر عن حضور الحفل.
عتمة الكهرباء
وفي موازاة هذا الحدث تتجه الانظار الى مؤسسة كهرباء لبنان، حيث تولت وزارة الداخلية دور الوساطة بين المؤسسة ونقابة العمال المياومين فيها، بعد ساعات عصيبة عاشتها العاصمة بيروت، ومعها كل لبنان نتيجة العتمة التي ضربت المنازل والمطاعم والمؤسسات، واشاعت مناخاً متشائماً، وولدت صعوبات قبل ان تنفرج العتمة مع ساعات المساء الاولى نتيجة اتصالات وتدخلات واكبها الرئيس سلام، وشارك فيها بفعالية وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي اجرى اتصالات بكل من الرئيس نبيه بري ووزير الطاقة ارتيور نظريان، وبقي على تنسيق مع المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص لتوفير الامن والحماية لمبنى مؤسسة الكهرباء الرئيسي في النهر.
واكد الوزير المشنوق لـ«اللواء» ان المساعي ما تزال مستمرة لايجاد مخرج من خلال الاحتكام الى مجلس الخدمة المدنية، وان دور قوى الامن الحفاظ على امن المؤسسة ادارة وموظفين ولن تدخل الى حرمها اليوم.
على ان هذه الانشغالات لم تحجب الاهتمام بملف الاسرى العسكريين الذي وضع على سكة التسوية.
ومن المتوقع ان تتزخم المساعي مع الموقف الذي سينقله الى القيادة القطرية الوسيطة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، والمفترض ان يتبلغه المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم.
واعرب الرئيس سلام امام زواره، أمس، عن ارتياحه لنتائج زيارته إلى الدوحة أمس الأوّل، واللقاءات التي عقدها مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني وكبار المسؤولين، حيث لمس جدياً اهتمام أمير قطر ببذل مساعيه والمساعدة لتأمين الإفراج عن العسكريين المحتجزين في أقرب فرصة ممكنة، وطي هذا الملف بما يُساعد على حفظ أمن واستقرار لبنان.
لجنة النازحين
وفي شأن متصل، تعود اللجنة الوزارية المكلفة موضوع النازحين السوريين إلى الاجتماع في السراي الكبير اليوم للبحث في إقامة مخيمات تجريبية لاحتواء هؤلاء، لا سيما بعد النزوح الجديد من القرى والبلدات الجنوبية والشمالية والبقاعية التي تشهد عمليات ابعاد جماعية، سواء عبر الانذارات المكتوبة، او عبر العنف الجسدي، أو خلاف ذلك من وسائل تحمل هؤلاء إلى اخلاء مساكنهم ومغادرة أماكن ايوائهم، بحثاً عن اماكن جديدة أكثر أماناً.
وفي اعتقاد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، أن الخيم التي بناها النازحون منذ فترة معرضة للازالة باعتبارها مخالفة للقانون، معلناً انه على تواصل مع المنظمات الدولية واللجان التي شكلت من قبل الوزارات المعنية والأمن العام لدراسة إمكانية إقامة المخيمات التجريبية وتوفير المال اللازم لها.
وكانت أمكنة إقامة النازحين في الدكوانة والكورة وبعض قرى النبطية تعرّضت إلى مداهمات نفذتها البلديات ومخابرات الجيش، أسفرت عن توقيف 25 مشتبهاً به في بلدات بترومين ودده وفيع وفلحات في الكورة، فيما أعلن عن اعتقال عنصر من جبهة النصرة في بلدة «صير الغربية» سلم إلى مخابرات الجيش في الجنوب التي توسعت في التحقيق معه، وآخر ينتسب إلى تنظيم «داعش» اوقف في محلة ابي سمراء في طرابلس وعمره 43 سنة، كما تمّ توقيف ابنه البالغ من العمر 15 سنة.
ولم يستبعد مصدر أمني أن يكون وراء هذه التوقيفات وربما الممارسات، السعي إلى امتلاك بعض أوراق القوة والضغط في إطار المفاوضات غير المباشرة الجارية مع المجموعات السورية المسلحة، وصولاً إلى ما يمكن وصفه «بالمقايضة المقنعة»، بحسب تعبير النائب مروان حمادة، الذي أوضح لاحقاً لـ «اللواء» بأن المقصود من هذا التعبير، هو ضرورة الانتهاء من محاكمة الموقوفين الإسلاميين واصدار الاحكام في حقهم، خصوصاً وأن هناك المئات من الابرياء بينهم.
تجدر الإشارة إلى أن وزير الصحة وائل أبو فاعور نقل إلى الرئيس سلام أمس، مطالبة واضحة من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط بضرورة الإسراع في إنهاء محاكمات الموقوفين الإسلاميين، وهو الموضوع الذي استأثر في الاجتماع الذي جمع لاحقاً الرئيس سلام ووزير العدل اللواء اشرف ريفي.
وليس بعيدا من الملف، وعلى وقع مطالبة المسلحين الخاطفين لـ «حزب الله» بالخروج من سوريا كأحد الشروط المطروحة لاخلاء سبيل العسكريين، جاء الرد المباشر من «حزب الله» أمس على لسان نائب رئيس المجلس التنفيذي الشيخ نبيل قاووق الذي اكد «ان المرحلة اليوم تفرض اكثر من أي وقت مضى بقاء الحزب حيث هو في سوريا، لأن لبنان فرضت عليه معركة تكفيرية ومرحلة ما قبل عرسال ليست كما بعدها»، مشيرا الى «ان المعركة تستوجب تغييرا في الاولويات الوطنية. وقال ان ما بيننا وبين «داعش» وكل التكفيريين لا يمكن ان يكون حربا كلامية بل بيننا وبينهم الميدان فقط ولن نستدرج الى حرب بيانات معهم. وتساءل هل يقبل فريق 14 اذار بقرار رسمي حكومي بتكليف الجيش بسط سلطة الدولة على كامل جرود عرسال؟».
التمديد يتقدم
أما سياسياً، فعلى الرغم من أن خيار التمديد يتقدم الى الواجهة، فإن وزارة الداخلية شهدت هجمة من طلبات الترشيح أمس على أن تستكمل اليوم بترشيحات «المستقبل» والوفاء للمقاومة والحزب التقدمي الاشتراكي، كل ذلك في ظل عدم تشكيل هيئة الاشراف على الانتخابات وتحوّل الوضع الأمني الى قوة قاهرة توجب إرجاء إجراء الانتخابات، ذلك أن «شائعة واحدة عبر الهاتف من شأنها ضرب الانتخابات في منطقة أو كل المناطق» وفقاً لمصادر معنية.
وبلغ عدد المرشحين، وفق معلومات الداخلية 289 مرشحاً معظمهم من فريق 8 آذار، من بينهم 127 طلب ترشيح قدم في يوم واحد، في حين أشارت مصادر الى أن وزير الداخلية سيعقد منتصف الليل مؤتمراً صحافياً يتناول فيه ملف الانتخابات والترشيحات.
واستناداً الى المعلومات المتوافرة لـ «اللواء» من أوساط في تيار «المستقبل» فإن اللقاء المرتقب بين الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة الأربعاء أو الخميس، يأتي استكمالاً للقاءات السابقة بينهما في إطار السعي لاستكمال أجواء الحوار والاتصالات بين الأطراف السياسية، سعياً لإيجاد تقارب مشترك من الملفات العالقة، وبما يمهد الطريق لحصول تفاهمات قد تفضي الى إزالة العقبات من أمام انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وأوضحت هذه الأوساط أن العنوان الأساسي للقاء هو المبادرة التي أطلقتها قوى 14 آذار، حيث أعلنت استعدادها للتوافق مع الفريق الآخر على إسم مرشح جديد لتجنّب استمرار الفراغ في موقع الرئاسة الأولى.
وسيسبق زيارة الرئيس السنيورة الى عين التينة زيارة يقوم بها اليوم نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان لمعرفة رأي الرئيس بري من مبادرة 14 آذار، علماً أن تحرك لجنة الاتصالات النيابية التي شكلها هذا الفريق للتواصل مع قيادات وكتل الفريق الآخر سيبقى بعيداً عن الإعلام.
وكانت شائعات قوية راجت أمس عن احتمال إجراء الانتخابات الرئاسية خلال النصف الأول من تشرين الأول المقبل، و بدأ عدد من الوزراء يتصرفون في وزاراتهم وكأن الحكومة على وشك الرحيل، وترافقت هذه الشائعات عن قرب عودة الرئيس سعد الحريري بشكل نهائي الى لبنان خلال هذه الفترة، لكن أي مصدر سياسي لم يؤكد هذه الشائعات.