IMLebanon

السيسي للحفاظ على دور لبنان المميز .. وسلام غداً في ميونيخ

مصارحة في عين التينة: إطلاق النار وضرب الإجماع لا يخدمان أهداف الحوار

السيسي للحفاظ على دور لبنان المميز .. وسلام غداً في ميونيخ

لم تكن أصداء اعدام تنظيم «داعش» الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً، بعيدة عن التفاعلات اللبنانية، بالنظر إلى الترابط، ولو على نحو متباين، مع الجنود والامنيين اللبنانيين المأسورين لدى التنظيم وجبهة «النصرة» فقط، بل خشية اقدام «داعش» على اعدام بعض الجنود، الأمر الذي تنبه له اهاليهم واستأنفوا تحركاتهم، على ان يلتقوا اليوم المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بحثاً عن معلومات قليلة تُطفئ نار المخاوف لديهم من أي تطورات سلبية.

وتخوف مصدر متابع للملف المتعلق بمفاوضات الأسرى ان إحراق الطيار الأردني بعد اعدام الرهينة الياباني الثاني أعاد قضية العسكريين اللبنانيين إلى نقطة الصفر، مفرقاً بين المفاوضات الجارية مع جبهة «النصرة»، والاتصالات المتعثرة مع «داعش».

ولقيت جريمة إحراق الطيّار الأردني أصداء لبنانية منددة ومتضامنة مع الأردن حكومة وشعباً، ومن أبرز المستنكرين الرئيس سعد الحريري الذي وصف الجريمة  بانها «ترقى  إلى عصور الجاهلية والظلامية، وتتنافى مع كل القيم والمبادئ الدينية والأخلاقية والإنسانية، كما دان الجريمة الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الخارجية جبران باسيل الذي اتصل بنظيره الأردني معزياً، آملاً أن يتم توثيق كل الجرائم البشعة التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية واعتبارها ترقى  إلى مستوى الجرائم الإنسانية.

وإذا كان هذا المناخ فرض نفسه على الأوساط الرسمية والسياسية، فإن الوعي الداخلي للمخاطر المحدقة بلبنان، بعد التطورات الأمنية والعسكرية في الأسبوعين الماضيين، كان الأكثر حضوراً على طاولة الجلسة الخامسة للحوار القائم بين تيّار «المستقبل» و«حزب الله»، التي استمرت نحواً من ثلاث ساعات ونصف الساعة، وسادت أجواء نقاشاتها صراحة تامة، وسميت الأشياء باسمائها، وانتهت المناقشات ببيان مقتضب صاغه وزير المال علي حسن خليل الذي شارك في الجلسة، مزوداً بتوجيهات واضحة من الرئيس نبيه برّي، تقضي بتركيز المناقشات حول التماس ما يجمع وليس ما يفرق وفي ضوء ما تجمع لديه من معطيات تمخضت عنها الاتصالات التي أجراها مع قيادة «حزب الله» بشأن ما طرأ من ارباكات تمثلت بالرصاص الطائش والقذائف العمياء التي سقطت على الاحياء الآمنة في بيروت والضواحي، بالتزامن مع خطاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، أو أثناء تشييع شهداء عملية القنيطرة، ولاحقاً في تشييع شهداء تفجير الحافلة في دمشق، والتي اثرت سلباً على بند تخفيف الاحتقان المذهبي.

وجاء في البيان الختامي للجلسة الخامسة  ان المجتمعين:

– «رحبوا بالخطوات التنفيذية لإزالة الصور والملصقات في بيروت وغيرها من المناطق.

– وتابعوا التحضيرات المتعلقة باستكمال الخطة الأمنية.

– وأكد المجتمعون رفضهم إطلاق النار في المناسبات كافة، وعلى كل الأراضي اللبنانية، واياً كان مبرره».

ويستفاد من البيان أن الجلسة انحصرت في جدول الاعمال الذي يتكرر منذ أن بدأ الحوار قبل نهاية العام الماضي، لكن معلومات مصادر مطلعة اشارت إلى أن البحث تناول، من خارج جدول الأعمال، مسائل لها صلة بالتطورات على جبهة الحزب – اسرائيل، وما أعلنه الامين العام للحزب من التحلل من قواعد الاشتباك بموجب القرار 1701.

وعلمت «اللواء» ان الجلسة بدأت باثارة موضوع إطلاق النار يوم الجمعة الماضي، عندما بدأ السيّد نصر الله خطابه، وأكّد فريق «المستقبل» أن مثل هذه الأعمال لا تخدم الحوار ولا تؤدي إلى تنفيس الاحتقان، فرد فريق «حزب الله» أن إطلاق النار لم يستهدف بيروت، بل سقط الرصاص في الضاحية الجنوبية أيضاً، وهو أمر مرفوض والحزب لن يغطي أحداً من الذين اطلقوا النار.

وفي معلومات «اللواء» أن النقاشات بلغت مستوى حاداً في بعض الأحيان، كان يتدخل الوزير خليل من وقت إلى آخر لاحتوائها أو للحدّ منها، والانتقال إلى المواضيع الجامعة.

وكانت كتلة «المستقبل» النيابية قد استبقت الجلسة بالتعبير صراحة عن سلسلة من المواقف بعد اجتماعها الأسبوعي، واعتبرت أن «حزب الله قادر على ضبط ومنع ظاهرة إطلاق النار والقذائف الصاروخية عند اطلالات أمينه العام الإعلامية، واصفة هذه المظاهر «باستعراض قوة وترهيب المواطنين، مما يؤدي إلى تناقض مع ما يهدف إليه الحوار من خفض للتوتر والتشنج المذهبي».

سياسياً، رفضت الكتلة كلام السيّد نصرالله في ما خص إسقاط قواعد الاشتباك مع العدو الإسرائيلي لأنه يقحم لبنان في مخاطر كبيرة، ليس من الحكمة ولا من المصلحة تعريض البلاد لها».

واقليمياً، رفضت الكتلة أيضاً، ما تقوم به إيران من تحويل لبنان إلى ساحة مواجهة مع إسرائيل، كما رفضت تهديدات وزير خارجية العدو الإسرائيلي بحرب ثالثة تشنها إسرائيل على لبنان.

المفتي دريان في القاهرة

 وفي سياق متصل بارتدادات «العمليات الارهابية» والتي يتأثر بها لبنان ومصر والأردن ودول عربية أخرى، جرت مناقشة الإجراءات التي يتعين اتخاذها على مستوى المؤسسات الدينية والوطنية، في استقبال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، في حضور مفتي الديار المصرية الشيخ شوقي علام، حيث قدّم المفتي دريان التعازي بالشهداء الذين سقطوا على ايدي الارهابيين في مصر، معتبراً انها لا تمت الى الإسلام بصلة.

وقد سمع مفتي الجمهورية من الرئيس السيسي ثوابت السياسة المصرية تجاه لبنان، لجهة الحرص على جميع أبنائه، وعلى دور لبنان المميز، وأهمية تماسك أبنائه للحفاظ على دولتهم، وأن مصر تدعم دور دار الفتوى باعتباره مرجعية اسلامية ووطنية تعمل على وسطية الدين الاسلامي وتجديد الخطاب الديني.

ورد المفتي دريان أن اللبنانيين يقفون مع مصر في تضحياتها وتضحيات جيشها في التصدّي للمؤامرات التي تستهدفها.

وأكد المفتي أن مصر الآمنة والمستقرة حاجة مصرية وعربية.

مجلس الوزراء

 في هذا المناخ، يعقد مجلس الوزراء جلسته الأسبوعية اليوم بدلاً من الغد، بسبب سفر الرئيس تمام سلام للمشاركة في مؤتمر ميونيخ للأمن الذي ينعقد الخميس، ويشارك فيه نحو 20 رئيس دولة ورئيس حكومة، وسيلقي الرئيس سلام كلمته قرابة الحادية عشرة من ليل الجمعة وتنقل وقائعها مباشرة على الهواء.

واستبعد مصدر وزاري في تصريح لـ«اللواء» أن يطرأ أي تعديل على آلية عمل الحكومة، في ضوء التفاهمات التي تحصل وتؤدي إلى حلحلة ملفات ضاغطة على الشأنين السياسي والاجتماعي، كقضية كازينو لبنان التي وضعت على سكة الحل بترحيب من بكركي و«التيار الوطني الحر» وبوساطة من وزير العمل سجعان قزي، أو قضية الحوض الرابع في مرفأ بيروت التي تجري معالجتها بالتواصل مع الرئيس سلام، وباجتماعات تعقد في بكركي وبمشاركة وزير التربية الياس بو صعب.

لكن المصدر أكد أن توجه الرئيس سلام لتغيير آلية التصويت داخل مجلس الوزراء والعودة إلى الآلية الأساسية لعمل الحكومة باستثناء المسائل الميثاقية، مثلما كشف وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، لن تطرح اليوم على مجلس الوزراء، قبل أن ينتهي رئيس الحكومة من الاتصالات التي يجريها مع الكتل السياسية، بدءاً «بالمطبخ الداخلي»، والتي سبق أن بدأها مع عدد من الوزراء، وتابعها أمس مع وزير «حزب الله» في الحكومة محمد فنيش، مشيراً الى أن الرئيس سلام يرغب بإجراء هذا التعديل في آلية العمل بقصد تسيير وتسهيل العمل داخل الحكومة، لافتاً الى أن هذا الاجراء لا يهدف إلى الخروج عن الإجماع وإنما السعي لمعالجة الاعتراضات الوزارية ووقف العرقلة، بعد أن كشفت الممارسة أنه يكفي اعتراض وزير واحد أو جهة سياسية معيّنة على مشروع معيّن كي يتم وقف العمل به.

وكانت الصرخة التحذيرية التي أطلقها الوزير درباس، لجهة التنبّه بأن الحكومة بدأت تتفكك، ما لم يتم بسرعة العمل على إنقاذها، قد شغلت الأوساط الرسمية والسياسية، لا سيما بعدما لاحظ أن توجه الرئيس سلام لن يلقى الاستجابة المطلوبة، مشيراً الى «أننا في مرحلة إسراف في تناول المسكنات على مرض عضال يحتاج الى علاج آخر».

لكن درباس استبعد أن يحصل شيء في مجلس الوزراء اليوم قد يؤثر على التضامن الوزاري في هذه المرحلة الحساسة، فيما نفى وزير الاقتصاد آلان حكيم لـ «اللواء» طرح تعديل آلية العمل الحكومي اليوم، مشيراً إلى أن إعادة بحث موضوع الحوض الرابع مرتبطة بكيفية معالجته، وأن هناك ترقباً لما يمكن أن يحمله الرئيس سلام من حلول، مكرراً الموقف الثابت بأهمية التوصل إلى وقف ردم الحوض.

وعلمت «اللواء» أن الوزير درباس سيثير اليوم في الجلسة مطالب طرابلس، بغية الضغط لتحصيل حقوق المدينة المهدورة، لافتاً إلى أن البعض يحاول الباس طرابلس مسؤولية ردم الحوض الرابع، علماً انها غير مستفيدة من هذا الأمر، ولا تسعى لتحقيق مكتسبات على حساب أحد.

وأعلن المكتب الإعلامي لوزير الداخلية نهاد المشنوق، في بيان، انه قرّر طرح موضوع اجراء الزواج المدني في لبنان وتسجيله في وزارة الداخلية، على مجلس الوزراء اليوم لاتخاذ القرار المناسب في شأنه.

وسيطلع وزير البيئة محمّد المشنوق على الخطوة الكبيرة التي اعلنها أمس بإطلاق مناقصات النفايات الصلبة غداً، بدءاً بمنطقة الخدمات الاولى التي تشمل محافظتي بيروت وجبل لبنان، على أن يليها الإعلان عن المناقصة الخاصة بمحافظتي لبنان الشمالي وعكار، وفيما بعد لبنان الجنوبي والنبطية، والبقاع وبعلبك – الهرمل.

وشدّد المشنوق لـ «اللواء» على أن إطلاق المناقصات دليل على جدية الوزارة في تنفيذ الخطة التي وضعتها، ولا عودة بالتالي إلى ما تردّد من ان الخطة قد تستغرق اكثر من ستة أشهر.

جيرو

 اما بالنسبة إلى مهمة مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو، لحض المسؤولين اللبنانيين على المبادرة إلى اتخاذ قرار جريء بانتخاب رئيس الجمهورية، بحسب ما كشفت أوساط الرئيس السابق ميشال سليمان، فان مصادر الذين التقاهم جيرو أمس، لفتت إلى انه لم يحمل أي جديد في هذا الشأن، في وقت وصفت قناة «المنار» التابعة لحزب الله، زيارة الموفد الفرنسي بأنها «سياحة سياسية صامتة»، في إشارة إلى أن جيرو التزم الصمت في أعقاب اللقاءات التي اجراها أمس، والتي شملت كلاً من الرؤساء بري وسلام وسليمان ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية جبران باسيل، ويفترض ان يستكمل لقاءاته اليوم بعدد من السياسيين، ابرزهم العماد ميشال عون و«حزب الله».

وفيما أوضحت مصادر السراي أن جيرو عرض الجهود التي تبذلها الدبلوماسية الفرنسية من أجل المساعدة في تأمين اجراء انتخابات رئاسية، قالت أوساط الرئيس سليمان أن المسؤول الفرنسي يشجع اللبنانيين على انتخاب رئيس في أسرع وقت، متبنياً عملياً طرح سليمان بضرورة لبننة الاستحقاق وإبقاء قرار اختيار الرئيس في يدهم.